تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المحاكمة



منير الليل
12-07-2002, 01:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين.
هذه المحاكمة التي سنوردها الآن هي محاكمة من الله عز وجل، العادل الحكيم اللطيف الخبير.
هو الله العالم بالسر و وأخفى، يعلم ما في النفوس ولا نعلم ما في نفسه، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
هذه المحاكمةالسماوية، قامت على مبدأ من مبادئ العدالة الربانية، واعلموا بأن الله تعالى قد قدر الأكوان وكل أمر هو بقدر والله هو الخالق البارئ المصور وهو القاهر فوق عباده.
نبدأ هذه المحاكمة حين يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} البقرة 34.
وكانت هذه هي بداية المعصية.. بداية كفر إبليس. إنه رفض إطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى.. ولم يسجد لآدم.. إنه لم يرفض السجود لغير الله.. ولكنه رفض السجود لأمر الله.. وهذا هو الفرق.. لأن رفض إطاعة أمر الله معصية وكفر.

إن البعض يثير.. أن الأمر هنا صدر للملائكة.. ولم يصدر لإبليس.. فكيف يحاسب الله تبارك وتعالى إبليس على أمر لم يصدر اليه؟
نقول إنه وإن كان إبليس من الجن.. إلا أنه رفض الأمر.. وفي ذلك يخبرنا الحق سبحانه وتعالى في قوله:
{فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه} الكهف 50.
وهكذا نرى بنص القرآن الكريم.. أن الأمر قد صدر الى إبليس بالسجود، وأن الأمر قد شمله، وذلك حتى لا يقال: كيف يحاسب الله إبليس على أمر لم يشمله؟!.
هل هناك جرم أكبر من معصية أمر الله هل هناك مغفرة بعد هذا التكبر حاشا لله......
ولكن من حق المتهم الدفاع عن نفسه فقال الله تعالى في كتابه الكريم:
{قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} الأعراف 12.
وقوله سبحانه:
{ قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين} ص 75.

ولكن اقرأ ما يقوله الدفاع عن نفسه وما يقول الا غرورا واستكبارا على أمر الله عز وجل:
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
{أءسجد لمن خلقت طينا} الاسراء 61.
وقال كما يحكي القرآن:
{ قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} الأعراف 12.

وتمادى إبليس في معصيته كما يروي لنا القرآن الكريم:
{قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم} الأعراف 16.
وهنا لنا وقفة ثانية ـ في قول إبليس كما روى لنا القرآن الكريم ـ {فبما أغويتني} فكان الغواية حدثت من الله سبحانه وتعالى.. فكيف يحاسب إبليس مع أن الله جل جلاله هو الذي أغواه؟.
نقول: إن أبليس استحق الغواية لما كسبت يداه، ولقد دخل الكبر الى نفسه.. واعتقد أنه قد أخذ كل ما أخذه.. سواء من عناصر تكوينية أو على علم من ذاته، فتركه الله سبحانه وتعالى لغروره.. فغوى. فكأن البداية كانت من الشيطان.. فاستحق أن يتركه الله لنفسه ولغروره.. فوقع في الكفر.. ذلك أن الحق جل جلاله يقول لنا في القرآن الكريم:
{والله لا يهدي القوم الفاسقين} المائدة 108.
وقوله تعالى:
{ إن الله لا يهدي القوم الكافرين} المائدة 67.
ولكن إبليس اللعين طلب من الله عز وجل بأن يطيل بعمره الى قيام الساعة قال الله تعالى في القرآن الكريم عن لسان إبليس:
{ قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون} ص 79.
{قال فإنك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم} الحجر 37 ـ37.

وهنا قال الحق سبحانه وتعالى:
{ قال فاهبط منها ما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج فإنك من الصاغرين} الأعراف13
{قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك لأملأنّ جهنّم منكم أجمعين} الأعراف 18.

منير www.islammi.jeeran.com

هلال80
12-07-2002, 02:34 PM
لعنه الله...انه يتحدى الله بشكل سافر كي يغوي العباد .....اللهم اجعلنا من المؤمنين الصالحين

مجاهده
12-07-2002, 04:00 PM
اللهم انا نعوذ بك من همزات الشياطين..............بارك الله بك اخي الكريم...و فعلا مشاركاتك دائما مميزه و مفيده..جعلها الله في صحيفه اعمالك