تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شو هالحسن صبرا هاد .. فلتة زمانو



FreeMuslim
03-21-2007, 09:15 AM
هل تذعن ايران للنصائح السعودية؟
حسن صبرا (http://www.albainah.net/index.aspx?function=Author&id=360&lang=) الشراع/ 29-2-1428هـ
وقائع الاتصالات السرية بين بندر والأسد ولاريجاني
حتى الآن.. خاض الأمير بندر بن سلطان ثلاث محاولات انقاذ لنظامين عربيين.. ونظام ((إسلامي)): نظام معمر القذافي في ليبـيا، نظام بشار الاسد في سوريا والنظام الفارسي في ايران.
ليـبيا
نجح رئيس مجلس الأمن الوطني عندما كان سفيراً في واشنطن في انقاذ نظام معمر القذافي.. قائلاً له ان هناك مصلحة مشتركة بينه وبين الولايات المتحدة في التخلص من الجماعات الاسلامية التي قررت اسقاط نظامه الجماهيري.. واستطاعت اختراق القوات المسلحة الليـبية وأجهزة الامن التي حفظت وتحفظ نظامه بالنار والحديد.. وألزمته العزلة بالانتقال للعيش بين قبيلته لتحميه من هجمات هذه الجماعات والمعارضة التي تمتعت دوماً بدعم اميركي.
دخل الأمير السعودي من هذه الثغرة التي قضّت مضاجع القذافي كي يقبل عقد صفقة مع واشنطن، بدأت بتسليم ضابطي الامن الليـبيين المتهمين بوضع محفظة متفجرات داخل طائرة ((البان اميركان)) التي سقطت فوق مدينة لوكربي الاسكوتلندية، ثم دفع 2.7 مليار دولار كما اعلن رسمياً، مع توكيد مصادر عربية موثوقة جداً بأن المبلغ الذي دفعه القذافي هو 10 مليار دولار اميركي.. ثم كشف ما لديه من ترسانة اسلحة عمل على تصفيتها.. قبل ان يضمن بقاء نظامه تحت رعاية وتوجيه الولايات المتحدة الاميركية.
وعندما اصبح بندر بن سلطان رئيساً لجهاز الامن الوطني في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حاول مع بشار الاسد عقد صفقة مماثلة، تقضي بأن يسلم عدداً من ضباط الامن السوري الذين تحدثت الانباء عن تورطهم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الارهابية يوم 14/2/2005.
سوري
كانت الجماعات الاسلامية حاضرة في مباحثات بندر بن سلطان مع بشار الاسد.
قال الامير السعودي: ان لدى اميركا معلومات اكيدة عن احتضان سوريا لهذه الجماعات تستخدمها دمشق لقتل جنود اميركيين داخل العراق، وتستخدمهم لإشعال فتنة مذهبية داخل العراق، حيث تقوم هذه الجماعات وكلها سلفية سنية بقتل مواطنين عراقيين شيعة في الحلة وكربلاء وبعقوبة وبغداد.
طلب الأمير السعودي من الاسد الإبن تسليم صهره آصف شوكت، فقال الاسد: مستحيل لأن تسليم آصف يعني تسليم شقيقه ماهر، فلما طلب بندر من بشار تسليم رستم غزالة: احتدّ الاسد قائلاً: ابداً.. فهذا الضابط جبان ولسانه طويل ونخشى ان يتكلم.. ثم استدرك ضاحكاً مع الامير الذي قهقه كاشفاً زلة لسان رأس نظام دمشق.
دخل دور الامير بندر مع بشار الاسد في ثلاجة العلاقات السعودية – السورية بعد تصرفين اقدم عليهما بشار الاسد كشفا نواياه تجاه السعودية ودورها التوفيقي لحماية سوريا وشعبها كما بقية اوضاع العرب.
*التصرف الاول هو حديث بشار في احدى خطبه عن الدور الايجابي لقطر في حماية سوريا.. دون أي ذكر لدور المملكة العربية السعودية التي حالت عدة مرات دون تصعيد التهديدات الاميركية لنظام بشار، ثم حين سعت لتهدئة خواطر اللبنانيين وحلفائها خاصة الذين كان نظام بشار يهدد بقتلهم جميعاً، وما زال بعد ان نجح بتصفية عدد من القيادات السياسية والحزبية والفكرية والاعلامية اللبنانية.. بل وطلب من أهم اصدقائه في لبنان إبنه وإبن الشهيد الحريري الكبير ألا يربط بين اعادة العلاقات مع دمشق وانتهاء التحقيق في جريمة قتل والده التي تتوجه فيها الأنظار الى دور بشار وأركانه فيها.
يومها كان الأمير بندر في طريقه من الرياض الى واشنطن للوساطة بينها وبين دمشق، حين تلقى أمراً بإلغاء الزيارة لأن بشار الأسد لا يستحق ما تبذله السعودية من اجله ومن اجل نظامه.
*التصرف الثاني جاء يوم 15/8/2006 حين سارع بشار الاسد الى سرقة انتصار الشعب اللبناني في صموده في وجه العدو الصهيوني بعد عدوان 12/7/2006، وتطاول على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، واصفاً اياه والرئيس حسني مبارك بأنهما ((أنصاف الرجال))..
وقد تحول الموقف السعودي بعد هذا الخطاب الى حد ان محاولات عربية عديدة بذلت من اجل قبول الملك عبدالله باستقبال بشار الاسد.. وكان الرد حاسماً لا نريد ان نسمع باسم هذا (الـ..).
وعندما ارسل بشار مع وسيط عربي استعداده لركوب طائرته من مطار دمشق والهبوط في مطار الرياض والتوجه لتقبيل رأس الملك عبدالله والعودة الى دمشق كإعتذار عن تطاوله على خادم الحرمين الشريفين في خطاب سرقة النصر صيف 2006.. لم يتلق بشار أي جواب على استعداده للإعتذار العلني.
إيران
أربع زيارات قام بها الأمير بندر بن سلطان الى طهران التقى خلالها كل المسؤولين الإيرانيين الرسميين الكبار، ليبحث معهم الطريق الأمثل لمنع اميركا من توجيه ضربات عسكرية ساحقة لبلادهم، لمنعها من امتلاك سلاح نووي.
وفي المرات الاربع كانت الجماعات الاسلامية ايضاً حاضرة في تحذيرات الأمير بندر من استخدامها ضد اميركا والقوات الاميركية سواء في العراق او افغانستان او أي مكان آخر.. قائلاً بالحرف في أحد لقاءاته الشهيرة والعاصفة: عليكم الا تكرروا خطأنا حين اعتمدنا هذه الجماعات لمواجهة الاتحاد السوفياتي في افغانستان.. ثم انقلبت علينا ونقلت المعركة الى مدننا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا وعسكريينا ومدنيينا..
قال بندر لـ علي لاريجاني مرة: انتم تحضنون قيادات ((القاعدة)) الهاربة من افغانستان.. وأنتم تسهلون لهم المرور الى العراق، وأنتم تسمحون لهم بالحصول على المتفجرات من جماعاتكم داخل العراق.. وكل هذه المعلومات يعرفها الاميركان وقد اطلعونا عليها.. وهم يعرفون الكثير الكثير، وقد رصدوا البيوت والاستراحات والمضافات التي تحمون فيها هذه القيادات، وهم يراقبون ممرات دخولهم اليكم من افغانستان وممرات دخولهم من عندكم الى العراق.. وأنتم بغنى عن هذه الاستفزازات التي بسببها قتل الجنود الاميركان بعبواتكم الناسفة المتطورة.. خاصة ان اميركا لا ينقصها المبررات لمواجهتكم، وأنتم تتحدونها علناً باستعداداتكم العسكرية ومناوراتكم.. لتضيفوا اليها الآن قربكم من امتلاك سلاح نووي، بما يجعل اسرائيل حاضرة في كل حرف يقرأه أي مسؤول اميركي، وهو يتحدث عن تهديدات ايران للمنطقة (وهم يقصدون النفط واسرائيل وكلاهما مصلحة اميركية مباشرة).
الاستجابة لطلب النجدة
في الحالات الثلاث لم يتحرك بندر من تلقاء نفسه.. فهو ينفذ تعليمات قيادة المملكة سواء في عهد خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد او في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. قيادة المملكة التي تختار الوقت المناسب للتحرك.. وهو تحرك يستدعي دراسات طويلة ومعمقة واستمهالاً عميقاً للوقت يطول حتى ليظنه المرء لن يأتي..
مع ليبـيا جاء الطلب سريعاً للإنقاذ.
من سوريا جاء الحرص على البلد المهدد بمصير كالعراق في نظام شقيق لـ((البعث)) الذي طالما نجح في استدراج الاعداء كاسرائيل واميركا في سوريا كما العراق.
اما ايران حيث الفهم السياسي اوسع أفقاً، والوعي بالمخاطر أعمق إدراكاً، والسياسة البراغماتية تضاهي المكيافيلية السياسية، والمصالح القومية فوق مصالح الاشخاص، فإن السعودية لم تبادر الى نجدة ايران الا بعد ان قصدتها طهران اكثر من مرة وبأكثر من وسيلة وبأوسع من مسألة الملف النووي لتبحث معها وضع خطة مشتركة للإنقاذ تمتد من طهران الى لبنان عبر بغداد ودمشق وغزة دون ان ننسى استحضار التشيع والفتنة المذهبية من بغداد الى بيروت ومن اليمن الى السودان..
ايران تطلب النجدة
أمران خطيران أدركتهما طهران سارعت بعدهما لطلب المساعدة السعودية:
*الاول هو التهديد الاميركي – الاسرائيلي الجدي لضرب كل مرتكزات الحياة الاقتصادية والخدماتية والتقنية والصناعية الايرانية في طول البلاد وعرضها.
*الثاني هو الإفادة الاميركية – الصهيونية من شجرة الزقوم التي تـزهر بالفتنة المذهبية السنية – الشيعية، التي لن تبقي ولن تذر، ليس في العراق ولبنان وسوريا فقط.. بل وداخل ايران نفسها، حيث المشكلة معقدة ومركبة، فإيران ليست موزعة بين السنة والشيعة فقط حيث 70% من سكانها من الشيعة.. بل ان ايران مشكلة ايضاً من خمس قوميات اساسية: فارسية بأغلبية شيعية، وكردية وبلوشية وعربية بأغلبية سنية، ثم أذرية بأكثرية شيعية ولغة تركية بقومية طورانية.
هذا اللجوء الايراني الى السعودية، واستعداد الرياض لاستيعاب الخوف الايراني، هو الذي يفسّر ليس اللقاءات السعودية – الايرانية فحسب.. بل ويفسر هذه الاستعدادات الايرانية للتهدئة في فلسطين ولبنان.. وقريباً في العراق.. حيث كانت السعودية تبذل جهوداً جبارة خلال سنوات لمنع انفجار الاوضاع في هذه البلدان بأدوات ايرانية مباشرة مدعومة من طهران بالمال والسلاح والميليشيات وفرق الموت والتوجيهات الفلسفية بمحاولة فرض نظام ولاية الفقيه.. بالقوة والإغراء، بالعصا والجزرة.. بالتشيع والتسلح وفرق الموت..
الملف النووي والجماعات الاسلامية المتطرفة
الدنيا كلها تعلم ان التحرك الايراني المحموم سببه الخوف من اميركا واسرائيل على ملفها النووي.. لكن ما لم يتم كشفه حتى الآن هو الاستعداد او المخطط الاميركي الذي دخل حيز التنفيذ بقلب المعادلة، وانتـزاع ورقة الجماعات الاسلامية من ايدي الحرس الثوري الايراني، لإعادة استخدامها ضد ايران، تماماً مثلما تم استخدامها لهزيمة الاتحاد السوفياتي في افغانستان سابقاً.
تلك هي القضية
فأرض ايران العرقية خصبة لهذا الاستخدام.. وأميركا التي تعمل مراكز ابحاثها ومؤسساتها الدراسية والاستقصائية ومعاهدها المتخصصة وجامعاتها منذ عشرات السنين في متابعة ظاهرة الاسلام الحركي والسياسي، وبلغت الذروة في اهتمامها بعد تفجيرات نيويورك يوم 11/9/2001، وضعت ايران تحت المجهر منذ سنوات كما وضعت غيرها وخاصة المملكة العربية السعودية.
نعم، كانت الاولوية للسعودية التي يحمل جنسيتها 15 من اصل 19 شاركوا في تفجيرات 11/9، لكن المملكة اخذت على عاتقها التعامل بحزم وفهم مع هذه الظاهرة، حتى جندت نفسها شعباً ودولة ومؤسسات وبرامج متنوعة لتصحيح الاوضاع فيها.
اما ايران فإنها على العكس تماماً، فتحت ابوابها لهذه الجماعات لاستخدامها ضد اميركا بدءاً من ايران، وصولاً الى لبنان (بالتعاون الاستخباراتي – السياسي مع نظام بشار الاسد).
نجحت ايران في ايقاع خسائر كبيرة بالأميركان في العراق.. لكنها نجحت اكثر في تدمير وحدة شعب العراق الوطنية العربية الاسلامية، من خلال تفجير الغرائز السنية – الشيعية مع كل تفخيخ لسيارة وسط مدنيين، وتفجير مرقدي الإمامين الهادي والعسكري في سامراء، وتدمير اكثر من 200 مسجد لأهل السنة في مختلف انحاء العراق، وفي فرق الموت التي ارتدت زي الشرطة لقتل العلماء والمدرسين والحلاقين والضباط والموظفين والجامعيين والمواطنين الآمنين في سياراتهم ومنازلهم ومكاتبهم ومصانعهم..
كان النظام السوري شريكها بإقتدار في كل هذه الجرائم.. لكن إسرائيل التي تحمي نظام بشار الأسد منعت عنه العقاب الأميركي، وإسرائيل نفسها هي المتحمسة الآن أكثر من غيرها لمعاقبة النظام الفارسي في إيران، ليس بسبب جرائمه في العراق وهما أي إسرائيل وإيران أصحاب مصلحة مشتركة في إنهاء وطن اسمه العراق، بل بسبب محاولته امتلاك سلاح نووي ينافسها في السيطرة على الوطن العربي.
الرد الأميركي بدأ
الرد الأميركي لم يتأخر عن الإيرانيين وهو يشمل عدة محاور:
*المحور الأول داخل العراق حيث قررت أميركا ضبط التحرك الإيراني الاستخباراتي من بغداد إلى اربيل وقد اعتقلت القوات الأميركية ((دبلوماسيين)) إيرانيين يؤدون دوراً استخباراتياً بامتياز، ثم ضباط أمن إيرانيين يؤدون مهماتهم علناً، فضلاً عن مصادرة أسلحة بينها عبوات متطورة جرى تركيبها في إيران، وسلمت لعناصر القاعدة في العراق.
*المحور الثاني داخل إيران نفسها، عبر دعم القوى المعارضة للنظام الفارسي سواء لأسباب سياسية داخلية، أو لأسباب قومية وطائفية في عربستان (الاهواز – المحمرة – عبادان) أو في بلوشستان (زهدان) أو في كردستان (كرمنشاه).
*المحور الثالث هو ملاحقة العناصر والعملاء الإيرانيين في جيش المهدي وغيره من التشكيلات المذهبية حتى اضطرت إيران إلى سحبها من العراق لحماية نفسها.
رد إيران الذي جاء عبر عملائها في بغداد ودمشق بالسعي لطرد منظمة ((مجاهدي خلق)) من العراق، وإقفال مكاتب ثوار عربستان وتسليم قادتها من دمشق إلى طهران.. لم يمنع تصعيد التحرك الثوري ضد النظام الفارسي داخلياً، وهذه المرة بالاستناد إلى دعم أميركا تسليحاً وتمويلاً وتنظيماً.
الأهم أما التحرك الأهم فهو ما بدأته الأجهزة الأميركية من خلال الجماعات الإسلامية السنية من أفغانستان إلى الباكستان إلى العراق.. وكله نحو وضد النظام الفارسي في طهران.
ومثلما اعتمدت الاستخبارات الأميركية على الجماعات الإسلامية السنية لبدء حرب المجاهدين في أفغانستان ضد الاحتلال السوفياتي، بدءاً من العام 1980 حتى سقوط الاتحاد السوفياتي نفسه عام 1991 كذلك بدأت هذه الاستخبارات باعتماد الأسلوب نفسه على بعض الجماعات السنية التي هالها ما تفعله إيران داخل العراق عبر جماعاتها ضد السنة، وداخل سوريا عبر التشييع وداخل اليمن بواسطة الحوثيين وداخل السودان وأيضاً عبر التشييع.. فضلاً عن محاولاتها في مصر والمغرب وفلسطين والأردن.
التقت مصلحة هذه الجماعات السنية مع المصلحة الأميركية في معاقبة إيران.. وكان أول الغيث نجاح واشنطن في سحب الورقة السلفية التي استخدمتها طهران ضدها في الفترة السابقة.
وكانت أولى المبادرات الإيجابية من أميركا، هي إقناع هذه الجماعات بأنها بدأت حرباً ضد النفوذ الإيراني أولاً داخل العراق.. وها هي تساعد اخوتهم داخل إيران ضد النظام الذي يستخدم التشيّع لخدمة مصالحه الفارسية التوسعية.
من الباكستان إلى أفغانستان إلى إيران
في الباكستان عززت أميركا تحالفها مع نظام برويز مشرف، وهي تسعى معه للسماح لثوار بلوشستان الذين يعملون تحت اسم جندالله وينشطون على حدود مشتركة بين الباكستان وإيران حيث تعيش أقلية بلوشية متواصلة مع أشقائها البلوش في باكستان، بالعمل ضد النظام الفارسي في إيران.
وكان الهدف الأهم لزيارة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الأخيرة إلى الباكستان هو بحث فتح قنوات أميركية مع حركة ((طالبان)) وتنظيم ((القاعدة)) لإقناعهما ببدء التحرك ضد إيران على قاعدة الفتنة السنية – الشيعية التي اندلعت في العراق بمخطط وأدوات إيرانية أولاً.. فباكستان هي المؤسس الأول لحركة طالبان منذ عهد بي نظير بوتو، وما زالت الحركة الإسلامية في ذروة قوتها في هذه البلاد المجاورة لإيران.
ولم يكن استعداد رئيس وزراء أفغانستان الأسبق وأحد زعماء المجاهدين السابقين قلب الدين حكمتيار للعودة إلى كابول ومجابهة إيران التي استضافته سابقاً لسنوات إلا مؤشراً إضافياً على المخطط الأميركي للتحرك الداخلي وعبر الحدود ضد النظام الإيراني.. حتى لو لم يجهر بحلفه المستجد مع واشنطن.
75 مليون دولار خصصتها أميركا ووافق عليها الكونغرس للتغيير الديموقراطي في إيران.. ودعم الجماعات المناهضة للحكومة التي نجحت في هز استقرار أقاليم الحدود الإيرانية مع الباكستان والعراق وأفغانستان.. وكثيرون يتوقعون أن تبدأ المعركة قريباً داخل المدن الإيرانية الكبرى، بدءاً من طهران لهز هيبة النظام وتشجيع القوى المعارضة على التحرك، فضلاً عن تسعير الخلافات المتعددة بين أركان النظام المحافظين والإصلاحيين وما بينهما.
هل هذا بديل الضربة العسكرية؟
المراقبون المطلعون يؤكدون ان أميركا وضعت كل الاحتمالات أمامها لمجابهة إيران.
دبلوماسياً فوضت الاتحاد الأوروبي إقناع إيران بالإقلاع السلمي عن مخططها النووي بوقف تخصيب اليورانيوم، ونجحت أميركا في تحويل دول الاتحاد من وسيطة تريد إعطاء كل الفرص لطهران، إلى دول تشددت أكثر من واشنطن ضد المشروع الإيراني.
ودبلوماسياً قدمت أميركا للصين نموذجاً في مفاوضاتها مع كوريا الشمالية، كي تعتمده بكين مع طهران للاقتداء بالنموذج الكوري.. اثر انتهاء مفعول التخلي الليبـي السابق.
دبلوماسياً أيضاً استدعت أميركا إيران (كما سوريا) إلى مؤتمر بغداد حول وضع العراق لتواجههما بدورهما التخريبـي في هذا البلد ليس ضد القوات الأميركية فحسب (وهذا ما يهم أميركا فقط) بل ضد وحدة هذا البلد وشعبه مع زرع الفتنة المذهبية التي استغلتها وتستغلها الإدارة الأميركية حتى النهاية.
سياسياً: نجحت أميركا في جعل إيران في موقع الدفاع أمام العالم كله.. ونجحت أيضاً في توظيف الاستفزاز الإيراني للعالم بتصريحات أحمدي نجاد وعلي خامنئي وبقية المسؤولين حتى اضطر رجل عاقل كعلي أكبر هاشمي رفسنجاني للدعوة إلى إخراس الألسنة التي تستعدي العالم ضد إيران.
سياسياً: نجحت أميركا في جعل القضية الوحيدة التي يناقشها العالم كله اليوم هي الملف النووي الإيراني.. ليس احتلال أميركا للعراق وليس احتلال إسرائيل لبقية فلسطين، وليس الاحتباس الحراري الذي يغير بيئة العالم ويهدد طبيعته..
سياسياً أيضاً: نجحت أميركا في جعل الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها منشغلاً بل ومتفرغاً لإصدار القرارات ضد إيران (وسوريا وحليفهما السودان) وبالإجماع لا فرق بين واشنطن وموسكو، أو بين بكين ولندن، فضلاً عن باريس وبرلين..
سياسياً أخيراً: نجحت أميركا في عزل إيران إسلامياً حتى أظهرتها مهددة ليس لأمن العالم، وليس لأمن المنطقة فقط، وليس لأمن إسرائيل فحسب بل وهذا هو الأهم لأمن العالم الإسلامي بأغلبيته السنية التي تستفزه إيران بعمليات التشييع التي تستهدف المجتمعات الإسلامية السنية، دون أي جهد نحو التبشير بالإسلام في مجاهل افريقيا مثلاً حيث الوثنية والجهل بأي دين والكفر بالله.
نعم أدرك عقلاء إيران هذا كله متأخرين، فبدأوا التحرك وأوعزوا بالتوجه نحو المملكة العربية السعودية.. وهم يعرفون ان مليكها عبدالله لن يغش الإيرانيين، ولن يعقد الصفقات على حسابهم، كما يفعل أصدقاء إيران الآخرون، كروسيا مثلاً أو الصين وثمن كل منهما معروف عند الأميركان والأوروبيين (فضلاً عن تاجر دمشق الصغير).
إيران الآن تعيش هاجس الحرب العسكرية ضدها، التي تحشد لها أميركا عدتها، عبر تهيئة المسرح السياسي لها دبلوماسياً وميدانياً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى مياه الخليج العربي والخليج الهادي عبر حاملات الطائرات وآلاف الطائرات في جزر المحيط الهادي وفوق الحاملات، وعشرات الغواصات، وآلاف الصواريخ عابرة القارات.. وفوق الخرائط مئات المواقع التي يتدرب الأميركان والإسرائيليون منذ أشهر على قصفها، باستخدام كل أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة النووية التكتيكية التي ستكون مفاجأة أميركا لإيران، المطمئنة بحفر الأنفاق العميقة لمنع وصول القنابل الذكية إليها.
ربما لا تكون الحرب حتمية.. وربما تستطيع إيران الرد وإيقاع الخسائر.. ولكن مسرح الحرب لن يطال أميركا بل سيكون فوق الأراضي الإيرانية وربما مياه الخليج العربي وبعض البلاد العربية (العراق، السعودية، الكويت، قطر، البحرين.. الإمارات العربية المتحدة عدا دبي حيث المصالح الإيرانية الضخمة.. وربما نجحت إيران في تحريك خلاياها النائمة هنا وهناك وإشعال مدن وبلاد عربية بعيدة كلبنان وفلسطين واليمن ومصر..
لكن رغم هذا فإن إيران لا يمكن أن تخرج من هذه الحرب رابحة، حتى لو نجحت في إيقاع الخسائر في البلدان العربية.. فالخسارة ستكون مشتركة والرابح الوحيد هي أميركا.. ومعها دائماً إسرائيل.
ومع هذا فهناك في طهران من ما زال مطمئناً، إلى ان هناك فرصة كبيرة في السلم.. وفي الحرب لوقف التهديد الأميركي.. أو منع انتصار أميركا.
في السلم.. هناك الحاجة الأميركية لجهود إيران داخل العراق نفسه، لوقف نزيف الدم الأميركي، الذي يهدد إدارة الرئيس جورج بوش شعبياً وسياسياً، والدليل هو موافقة واشنطن – بعد طول ممانعة – على حضور طهران (وتابعها في دمشق) مؤتمراً دولياً – إقليمياً – مصغراً في بغداد، لبحث كيفية إنهاء الصراع داخل بلاد الرافدين.. عبر وقف التدخلات الأجنبية فيه (ويقصد دول الجوار، وتحديداً إيران وسوريا). وهذا يعني ان أميركا هنا تحتاج إيران، دون التفات إلى ان واشنطن أعلنت انها هي التي استدعت طهران ودمشق لوضعهما أمام مسؤولياتهما، في أعمال التخريب التي تصيب العراق والعراقيين، وتهدد حياة الناس، وتفتيت البلد، ونزوح أبنائه.
في الحرب: استعدادات إيرانية غير مسبوقة كماً ونوعاً، لمنازلة أميركا داخل إيران وحيث الانتشار الأميركي العسكري والبشري والاقتصادي في دول الخليج العربي.. وداخل العراق، بما يهدد بخسائر أميركية في هذه الحقول غير مسبوقة.
تتحدث إيران عن نجاحها التقني بإطلاق صواريخها البالستية عبر الوقود الجاف بدل الوقود السائل، بما يعني قدرتها على الضغط على زر الإطلاق ليصبح الصاروخ في الجو للتو، بل انتظار نحو نصف ساعة ليصبح الصاروخ جاهزاً للإطلاق عبر الوقود السائل.
ولا تتحدث إيران، إنما تترك أميركا تتكهن بأن طهران استطاعت الحصول على عدد من القنابل الذرية المتوسطة القدرة على التدمير، في فترة الفوضى التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي، من تجار دوليين. وتعتبر القنبلة التي أطلقتها أميركا على هيروشيما في آب/أغسطس 1945 نموذجاً لهذه القدرة المتوسطة.
في الحرب أيضاً بات العالم كله يعلم ان لإيران خلايا نائمة وقائمة، مستعدة للتحرك بأوامرها لحظة بدء أي حرب بينها وبين أميركا أو إسرائيل، أو الاثنين معاً، وتمتد هذه الخلايا من دبي القريبة منها ومن المصالح والأنفس الأميركية، إلى لبنان حيث ((حزب الله))، إلى فلسطين حيث ((الجهاد الإسلامي)).. وربما بعض ((حماس))، وصولاً إلى كل ساحة عربية أو إقليمية أو دولية فيها حضور بشري إيراني أو لبناني أو عراقي أو أفغاني..
وأخيرًا
تبدو استعدادات الحرب من أميركا وإيران كأن المعركة واقعة غداً.. دون أن يلغي هذا المشهد المخيف إمكانية ارتداع كل من واشنطن وطهران عن هذا الكأس المترف بالسم لكليهما.. إلا إسرائيل الحاضرة دائماً.. وهي بعد ان نجحت بالتخلص من العراق بالشراكة مع إيران، تريد اليوم وغداً التخلص من التهديد الإيراني نفسه.. وفرصتها الذهبية باتت على الأبواب.

الأسدي
03-21-2007, 10:08 AM
الامير بندر ...أساء للجهاد عبر التاريخ...حيث قال ان الطامعين في الزعامة استغلو اسم الجهاد للوصول لأغراضهم........

ونسي هذا الاحمق أن أجداده وحدو وحكمو السعودية عبر اسم الجهاد

وانه هو نفسه يتمتع بكل امتيازاته كامير بسبب ذلك القول .......والا فهو لايمتلك اي مؤهلات شخصية لرعي عشرة رؤس من الغنم

هنا الحقيقه
03-21-2007, 10:24 AM
موضوع جميل وبحث اجمل

واستنتاج ذكي

بارك الله بك اخي المسلم الحر