تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صواريخ العمائم هل ستحرق الخليج ؟؟



سيف الخليفة
06-13-2007, 05:08 AM
حكاية دول الخليج العربي مع الجار الايراني في شتى أنظمة حكمه المتعاقبة حكاية طويلة ومريرة تنضح بكل عقد التاريخ وفذلكات الجغرافية, وهي حكاية لا تحمل إلا كل معاني وصيغ التكبر والتجبر والنظرة الاستعلائية الايرانية في التعامل مع دول الجوار من منطلق عقدة الشعور بالتفوق واحتقار الاخرين الذين تعتبرهم العين الايرانية الحاكمة مجرد عشائر صغيرة لا تتسامى لمناطحة أحفاد ( كورش ) و( داريوش ) و( سابور ذي الاكتاف), ففي عهد الشاه الراحل كانت إيران الرسمية تعتبر نفسها شرطي الخليج بل وتناطحت مع القوى الكبرى على رسم ستراتيجيات الهيمنة والسيطرة قبل أن يفيق النظام الامبراطوري على حاله ليجد ( الاريا مهر ) نفسه مطرودا من الباب الخلفي لاحد المستشفيات الاميركية ولتنهار أحلام العظمة والتفوق العرقي ولم يجد لنفسه ملاذا أخيرا إلا في ديار العرب عبر الموقف الانساني الكريم الذي اتخذه الراحل الرئيس أنور السادات , واليوم فإن العمائم المقدسة ووليها الفقيه الجامع للشرائط يكررون للاسف السيناريو الشاهاني البائد مع الاختلاف في تركيب عناصر الصورة والمبررات ولكن مع بقاء عقدة وعقيدة التفوق القومي وإحتقار الاخر مع النظرة الاستعلائية والفوقية المغلفة بأطر الدين والعقيدة والمذهب وشعار( نصرة المستضعفين ) والشعوب الاسلامية, وهي مجرد شعارات عودنا الجانب الايراني على إلتهام وتوزيع أكبر الحصص منها دون فائدة حقيقية, فقد تحولت إيران الاسلامية بكل شعاراتها الثورية لمخلب قط في الخليج العربي في إثارة المشكلات وتصعيد الفتن والنعرات وتصدير الارهاب بعد تغليفه بوجبة الشعارات المعروفة وأعتقد أن دور أجهزة استخباراتها المخزي في العراق يتجاوز كل الاطر المعروفة للدفاع عن المصالح , واليوم وفي إطار الحملة الاعلامية والتسخينية بينها وبين الغرب بشأن الملف النووي المتفجر لا تزال العقلية السياسية الايرانية تعتبر دول المنطقة وشعوبها بمثابة رهائن صغيرة تساوم عليهم للافلات من المستحقات الواجب دفعها, ولعل قمة الاستهتار والغطرسة تمثلت في التصريحات العدوانية والغبية والمستهجنة وغير المسؤولة لكبير مستشاري الخامنئي المدعو الاميرال ( علي شمخاني ) والقادم أصلا من مؤسسة الحرس الثوري وهو الاهوازي المتنكر لهويته والسادر في غي الخنوع لحكام طهران , وحيث هدد هذا الشمخاني بأن صواريخهم ستحرق دول الخليج ومنشأتها الحيوية في حال قيام الولايات المتحدة وإسرائيل بضرب المنشآت النووية الايرانية , هذا التهديد الاخرق ليس مجرد رد فعل غبي, بل أنه فضيحة ستراتيجية كبرى تنبأ وتحدد تماما نوعية العقلية السياسية الحاكمة في إيران , وتفضح بكل جلاء عن طبيعة النفسية العدوانية التي تحرك العقل السياسي الايراني تجاه دول وشعوب المنطقة التي لا تنظر للشعب الايراني إلا نظرات المحبة والود وحسن الجوار , فملايين من الايدي العاملة الايرانية تعمل في دول الخليج العربي, وهنالك آلاف البيوت الايرانية تعيش على خيرات دول المنطقة , وهنالك من المصالح الوثيقة ما يجعل أي عملية تهديد لدول الاقليم بمثابة عمل أخرق وأحمق لا يعبر عن رصانة سياسية بقدر ما يعبر عن هرطقة فكرية , صواريخ آيات الله التي تتشابه وصواريخ المشنوق صدام لن تستطيع بكل تأكيد تدمير الولايات المتحدة أبدا بل أنها ستوفر الذريعة الكاملة لها لتمزيق إيران وتشريد شعوبها وزيادة المأساة في منطقة الخليج, وحرص القيادة الايرانية على التلويح بسيف تدمير دول المنطقة ليس سوى منطق عاجز وجبان وبلطجي من الطراز الاول , فبماذا ستتصرف طهران لو أنها أمتلكت فعلا السلاح النووي وكيف سيكون حال التهديدات الفعلية بلا شك هنالك تيار إيراني مجنون يسعى لتوسيع مساحة الدمار والدماء والاشلاء لتحقيق أهداف آيديولوجية خرافية تتمثل في التعجيل بظهور الامام الغائب أوالمهدي المنتظر!! وهو تيار الحجتية الذي يقابله في العراق تيار (السلوكيون ) العامل على تحقيق الهدف نفسه فتصوروا حال المنطقة وهي تحكم بعقلية الخرافة والتطرف, وتصوروا طبيعة العملية السياسية والعسكرية فيما لوتسلح أهل ذلك التيار بالسلاح النووي , لقد تجاوزت التصريحات العدوانية الايرانية الصادرة عن رئيسهم المتأزم ( أحمدي نجاد ) أو مستشارهم البائس (علي شمخاني) كل حدود المنطق السليم, وكل مبادئ حسن الجوار التاريخي, وكل القيم الانسانية , فضرب محطات الطاقة والمياه والكهرباء وكل صور الحياة لا يمثل فتحا جليلا للاسلام وأهله , ولا يخدم المستضعفين في شيء أبدا, بل أنه هدية مجانية لكل أعداء الاسلام لكي يضربوا ضربتهم القاضية والمدمرة بحق إيران وشعوبها ودول المنطقة أيضا ? ما يحصل اليوم من عبث إيراني يمثل أكبر مصيبة ستراتيجية في التاريخ المعاصر , ولغة التهديدات لا تحمي أوطانا بل توسع دائرة الخصوم وأهل الخليج ليسوا أعداء بالمرة لايران وشعوبها بل على العكس تماما , ولكن يبدو أن العقلية السياسية الايرانية لم تتعلم شيئا من دروس المنطقة الدموية المشتعلة منذ عقدين ونيف... فيا ويل الشعوب من عقلية وتصرفات أهل الخرافة, وغباء التصريحات الايرانية العدوانية الاخيرة هي قضية تجعل المنطقة على حافة وشفير الهاوية , فهل ستحرق صواريخ آيات الله دول المنطقة , كما حرقت صواريخ البائد صدام دول الجوار ولم تحرق سنتمترات من إسرائيل, أم أنه لم يزل هنالك بقية من العقل, الشيء المؤكد والثابت هو أن تلك التهديدات السخيفة والمريضة سترتد لصدور مطلقيها, ذلك ما تعلمناه من التجربة الدموية لتعرجات التاريخ الحديث.