إذا عاهدت الله على أمر فعليك الوفاء

إن وُرود المثل في القرآن الكريم إنما يكون على سبيل الاعتبار والتذكير لنعلم أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما نُسرّ وما نُعلن. تصوّر يا أخي المسلم، إنسانا ألمّت به المصائب يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يُخفّف عنه بعض ما أصابه، ويلجأ إلى الله بالدعاء، ويُلحّ بالطلب؛ فإذا كشف الله عنه ضُرّه نسي ما كان منه وأعرض عن ذكر الله وكأنه لم يدع ربّه في يوم من الأيام. قال تعالى: "وإذا مسّ الإنسان الضرّ دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضُرّه مرّ كأن لم يدعُنا إلى ضُرٍّ مسّه كذلك زُيِّن للمُسرفين ما كانوا يعملون".

تصوّر إنسانا قليل المال، كثير العيال، قال في نفسه، والله أعلم بسريرته: لئن أعطاني الله مالا لأتصدّقنّ منها كذا وكذا.. ويتغيّر حاله في يوم من الأيام ويُغنيه الله، هل يفي بما عاهدالله عليه؟ إنه الامتحان الصعب!.. قال تعالى: "ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصّدّقنّ ولنكوننّ من الصالحين* فلما آتاهم من فضله بخِلوا به وتوّلوا وهم مُعرضون".