14_Azar
08-01-2007, 10:53 AM
متى يجيب التكفيريون عن السؤال الدائم لماذا يضربون في كل مكان ما عدا اسرائيل
http://www.tayyar.org/img/logos/addiyar.gif (http://www.journaladdiyar.com/) 14
حزيران 2007 محمد باقر شري
حتى الآن... ومنذ نشوء الظاهرة الاصولية التكفيرية التي تختلف عن كل «الاصوليات» الاخرى داخل العقيدة الاسلامية وخارجها، لم يجب هؤلاء على الاسئلة البديهية المطروحة، حول «السر» في ان تطال ايديهم اماكن حساسة في العالم، دون ان تصل ايديهم الى الارض المحتلة من فلسطين حيث «القوة الضارية» للعدو الصهيوني الذي ارتكب بحق العرب والمسلمين ما لم ترتكبه اية دول او جهات في العالم ضد العرب والمسلمين؟
لماذا يضرب «الارهاب الاصولي» اماكن داخل مصر في الاقصر والاماكن السياحية في منطقة الهرم وفي سيناء وعلى الحدود المصرية - الفلسطينية، ولكنه لا يتجاوز هذه الحدود الى داخل فلسطين او الى عمقها؟
فاذا قيل ان الحراسة الاسرائيلية شديدة، فنحن نعرف انه منذ عام 1956 وقبل العدوان الثلاثي على مصر، استطاعت المقاومة اختراق عمق الكيان الصهيوني وضربت عدة اهداف اسراذيلية داخل الارض المحتلة واستطاع هؤلاء المقاومون المصريون ان يذرعوا الكيان الصهيوني من اقصاه الى اقصاه : من الضفة الغربية الى النقب، وكان عدد جرحاهم وقتلاهم ضئيلاً قياسا بما انجزوه من اختراق للامن الاسرائيلي. ثم ان جماعة بن لادن الذين نسب اليهم القيام باختراق الامن الاميركي في عمقه في نيويورك وواشنطن، ولم ينفوا ما نسب اليهم بل اكدوه في بيانات ترتدي طابع التوثيق، اذا صدقنا انهم هم الذين احدثوا ذلك الزلزال، سواء فعلوها تلقائياً او استدرجوا الغفلة لغايات استخباراتية اميركية تريد ان تبرر ما أسمته «حربها العالمية ضد الارهاب» فانهم يستطيعون من باب اولى - لو كانت لديهم الارادة - ان يصلوا الى عمق «اسرائيل» ويقوموا بعمليات فدائية، ليس بالضرورة ان تكون فظائعية ووحشية ضد المدنيين، بل ان تحدد اهدافا عسكرية تقوم بضربها لاقلاق العدو وخاصة في الحالات التي تكون فيها اسرائيل منشغلة بمعارك داخلية ضد المدنيين الفلسطينيين او منهمكة ومنهكة في عدوان تشنه على لبنان كما حدث في تموز الماضي.
ويلاحظ حتى من اوتي «قسطاً ضئيلا» من الفطنة والادراك، كيف ان كل العمليات التي تستهدف ضرب التجمعات والاسواق واماكن الاحتشادات المدنية وفي دور العبادة، لا يسقط فيها من قوات الاحتلال الا العدد الضئيل النادر، وان كانت كلها تتم تحت شعار «مقاومة الاحتلال وعملائه»! في حين ان المقاومين الحقيقيين الذين يستهدفون ضرب الاحتلال في العراق، يحرّمون على أنفسهم المساس بالمدنيين، ويحترمون كل دور العبادة، حتى ان المتظاهرين المطالبين بخروج الاحتلال (مثل التيار الصدري) فانهم لا يكتفون بتجنب المساس بدور العبادة بل يطالبون باعادة اعمار ما تهدم منها على يد «الارهاب الاسود» سواء كانت هذه الدور لهذه الطائفة او تلك، بل انهم ينادون بحماية دور العبادة للأديان الاخرى، وفي طليعتها دور العبادة المسيحية. ويعلنون استعدادهم لحراستها. واذا تعرضت للاستهداف والتفجير من قبل التكفيريين، فانهم يجمعون التبرعات لمساعدة «المؤمنين المسيحيين» لاعادة بنائها! وهؤلاء بالذات ولانهم يرفضون المنطق الطائفي والصراع العرقي والعنصري مستهدفون هم بدورهم من التكفيريين ومن القوات الاميركية والبريطانية والقوات الحكومية، رغم حرص هؤلاء الرافضين للاحتلال على تجنب الاصطدام بالقوات العراقية الحكومية لانهم يعتبرونها جزءاً من نسيج شعبهم، حتى ولو كانوا تحت امرة وقيادة الاميركيين، ولكن هذه القوات الحكومية تكاد تكون اقسى عليهم من قوات الاحتلال. والأهم والاخطر من كل ذلك كما اشرنا، هو ان التكفيريين الذين يستبيحون دماء المواطنين المدنيين العراقيين ويقتلون منهم بالمئات ويمثلون بجثثهم، ويلفون بجثثهم في الشوارع بعد تعذيبهم وتقطيع اعضائهم وهم احياء، فانهم لا يستهدفون من قوات الاحتلال، الا في حالات تبدو وكأنها بالصدفة او على سبيل «رفع العتب» حتى لا يتهموا بأنهم يعملون بأوامر مباشرة من الاحتلال..
ولقد كانت الاثارة الطائفية والمذهبية والعنصرية وقفاً على هؤلاء «التكفيريين» في مصر والعراق والسعودية (والجزائر) وكان ابو مصعب الزرقاوي واسلافه و«خلفاؤه» من بعده يعلنون جهاراً وتحديداً استهداف طائفة معينة هي طائفة تشكل الغالبية من حيث العدد - وهذا ليس ذنبها - ولكن عدوى هذا الوباء انتقلت الى فلسطين المحتلة، فلقد نقلت الانباء امس في وقت يكاد متزامنا مع نبأين «متكاملين» في النزعة الطائفية القذرة وعلى غير موعد: «النبأ الاول اعادة نسف مرقدي الامامين الهادي والعسكري اللذين لم تنجح عملية تدميرهما السابقة في اثارة الفتنة الواسعة رغم هول وفظاعة الكارثة ورغم «الجرح» الذي يشكله استهداف المقدسات والمقامات التي تخص آل بيت الرسول العربي (ص) من اثارة الخواطر، فها هم الان يعيدون الكرة، وكأنهم مصرون على نكء الجراح، لعلهم ينجحون في محاولاتهم الدؤوبة - ربما على شرف وصول نيغروبونتي الى بغداد حيث اجرى تجاربه القمعية الاستخباراتية السابقة، عندما عين سفيراً لأميركا في العراق، (وهي اكبر سفارة اميركية في العالم.. الى جانب كونها اكبر سفارة اميركية في العالم، فانها السفارة الوحيدة التي يأتمر بأمرها مباشرة مئات الوف الجنود المعززين بأقوى ترسانة في التاريخ موجهة لضرب الاحياء المدنية في طول العراق وعرضه والتي تشيع الدمار والمجازر في بغداد وضواحيها (وخاصة في مدينة الصدر) وفي بعقوبة والحلة والنجف وكربلاء. اما النبأ الآخر المتزامن مع هذا النبأ المشؤوم (اعادة تدمير مرقدي الامامين من ائمة اهل بيت الرسول في سامراء) فهو نبأ مطالبة «فتح» وانصارها في الضفة الغربية وغزة «بقتل الشيعة» في فلسطين! وقادة «فتح»« يعرفون انه ليس في صفوف «حماس»، ولا في فلسطين كلها، شيعي واحد! فهل عندما يثور الانسان على ظلم يفقد «انتماءه السني» ويصبح شيعياً. ربما لان «حماس» تلقى تعاطفا من ايران او حزب الله، متناسين ان كثيرا من المسيحيين في لبنان والبلاد العربية والعالم (وفي اميركا اللاتينية مثلا) يتعاطفون مع مقاومتنا ضد اسرائيل، ومع السياسة الايرانية الحالية، ومع الممانعة السورية ضد المشاريع الشرق اوسطية المطروحة، ومع الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي (وفي بريطانيا واميركا وفرنسا بالذات) الذي تعاطف مع المقاومين اللبنانيين ضد العدوان الاسرائيلي في تموز الماضي: فالمسألة لا علاقة لها بالمذاهب والطواذف والاديان بل يمكن ان يقال لاعداء المقاومة والحركات الوطنية ما قاله الجواهري: «للمستعمرين»:
قولوا الصحيح سنستبيح جلودكم للسالخين لانكم احرارُ!
ولا نريد ن نكرر ما قاله قائد ثورة شعبية في نهاية القرن العشرين: «الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى»، «فلقد ارادوا استهدافنا فاضافوا بذلك الى نضالنا المشرف شرفاً آخر»!: فهم بوصفهم كل من يقاتل الظلم وكأنه ينتمي الى عائلة روحية معينة، فانهم يجعلون هذه العائلة الروحية الوحيدة وكأنها العائلة الروحية التي تتمتع بشرف النضال ومقاومة الظلم.
ولو غفر الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي للتكفيريين كل مظالنهم وجرائمهم واخطائهم، واعتبرهم بالفعل صادقين ومخلصين كما يزعمون «لعقيدة الاسلام» فان احداً «لا يطيعه ضميره» في ان يقرّهم على الفتنة الطائفية العمياء. ولقد سبق ان تردد بأن ايمن الظواهرين كونه ينتمي الى الشعب المصري الذي عرف بالسماحة والطبائع السهلة، قد رفض النزعة الطائفية عند «القاعدة» وانه اعترض على المجازر التي ترتكب في العراق على اساس طائفي من جانب القاعدة في بلاد الرافدين على الاقل.
ولكن بماذا نفسر اقدام ما يسمى بـ«فتح الاسلام» على ذبح الجنود الاشاوس وهم نيام وارتكاب الفظائع بحقهم.. واما الصور الموزعة التي يتناقلها بعض شباب عبر الجهاز الخليوي تقشعر لها الابدان، ولا يمكن ان يرتكبها الا اشد المخلوقات البشرية وحشية وضراوة منذ بدء التاريخ!
كما ان المنطق الذي تحدثت به الجهة التي تسمى نفسها «قاعدة الجهاد في بلاد الشام»، والتي اعلنت فيها دعمها وتأييدها لما ارتكبته «فتح الاسلام» وأثنت عليها واكدت شراكتها لها في التوجه والانتماء والتي تحت غطاء هجومها الطائفي الفتنوي على «القوات اللبنانية»، بدت وكأنها تستحث وتستعجل الفتنة في لبنان! ذلك ان اي وطني لبناني حتى ولو كان مختلفا في التوجه مع «القوات اللبنانية» فانه يرفض هذا المنطق الفتنوي، والذي من شأنه ان يجعلنا نقف بقوة ضده لأنه يلحق بأصحابه الخزي والعار. ونرجو ان يكون عدم تركيز «القوات» في الرد على هذا المنطق الكارثي بدافع الحكمة وليس كما يزعم خصوم «القوات» بأن «القوات» لم يغضبها هذا المنطق لأنه يبرر توجهاتها المتشددة التي تكسبها الشعبية في محيطها!
http://www.tayyar.org/img/logos/addiyar.gif (http://www.journaladdiyar.com/) 14
حزيران 2007 محمد باقر شري
حتى الآن... ومنذ نشوء الظاهرة الاصولية التكفيرية التي تختلف عن كل «الاصوليات» الاخرى داخل العقيدة الاسلامية وخارجها، لم يجب هؤلاء على الاسئلة البديهية المطروحة، حول «السر» في ان تطال ايديهم اماكن حساسة في العالم، دون ان تصل ايديهم الى الارض المحتلة من فلسطين حيث «القوة الضارية» للعدو الصهيوني الذي ارتكب بحق العرب والمسلمين ما لم ترتكبه اية دول او جهات في العالم ضد العرب والمسلمين؟
لماذا يضرب «الارهاب الاصولي» اماكن داخل مصر في الاقصر والاماكن السياحية في منطقة الهرم وفي سيناء وعلى الحدود المصرية - الفلسطينية، ولكنه لا يتجاوز هذه الحدود الى داخل فلسطين او الى عمقها؟
فاذا قيل ان الحراسة الاسرائيلية شديدة، فنحن نعرف انه منذ عام 1956 وقبل العدوان الثلاثي على مصر، استطاعت المقاومة اختراق عمق الكيان الصهيوني وضربت عدة اهداف اسراذيلية داخل الارض المحتلة واستطاع هؤلاء المقاومون المصريون ان يذرعوا الكيان الصهيوني من اقصاه الى اقصاه : من الضفة الغربية الى النقب، وكان عدد جرحاهم وقتلاهم ضئيلاً قياسا بما انجزوه من اختراق للامن الاسرائيلي. ثم ان جماعة بن لادن الذين نسب اليهم القيام باختراق الامن الاميركي في عمقه في نيويورك وواشنطن، ولم ينفوا ما نسب اليهم بل اكدوه في بيانات ترتدي طابع التوثيق، اذا صدقنا انهم هم الذين احدثوا ذلك الزلزال، سواء فعلوها تلقائياً او استدرجوا الغفلة لغايات استخباراتية اميركية تريد ان تبرر ما أسمته «حربها العالمية ضد الارهاب» فانهم يستطيعون من باب اولى - لو كانت لديهم الارادة - ان يصلوا الى عمق «اسرائيل» ويقوموا بعمليات فدائية، ليس بالضرورة ان تكون فظائعية ووحشية ضد المدنيين، بل ان تحدد اهدافا عسكرية تقوم بضربها لاقلاق العدو وخاصة في الحالات التي تكون فيها اسرائيل منشغلة بمعارك داخلية ضد المدنيين الفلسطينيين او منهمكة ومنهكة في عدوان تشنه على لبنان كما حدث في تموز الماضي.
ويلاحظ حتى من اوتي «قسطاً ضئيلا» من الفطنة والادراك، كيف ان كل العمليات التي تستهدف ضرب التجمعات والاسواق واماكن الاحتشادات المدنية وفي دور العبادة، لا يسقط فيها من قوات الاحتلال الا العدد الضئيل النادر، وان كانت كلها تتم تحت شعار «مقاومة الاحتلال وعملائه»! في حين ان المقاومين الحقيقيين الذين يستهدفون ضرب الاحتلال في العراق، يحرّمون على أنفسهم المساس بالمدنيين، ويحترمون كل دور العبادة، حتى ان المتظاهرين المطالبين بخروج الاحتلال (مثل التيار الصدري) فانهم لا يكتفون بتجنب المساس بدور العبادة بل يطالبون باعادة اعمار ما تهدم منها على يد «الارهاب الاسود» سواء كانت هذه الدور لهذه الطائفة او تلك، بل انهم ينادون بحماية دور العبادة للأديان الاخرى، وفي طليعتها دور العبادة المسيحية. ويعلنون استعدادهم لحراستها. واذا تعرضت للاستهداف والتفجير من قبل التكفيريين، فانهم يجمعون التبرعات لمساعدة «المؤمنين المسيحيين» لاعادة بنائها! وهؤلاء بالذات ولانهم يرفضون المنطق الطائفي والصراع العرقي والعنصري مستهدفون هم بدورهم من التكفيريين ومن القوات الاميركية والبريطانية والقوات الحكومية، رغم حرص هؤلاء الرافضين للاحتلال على تجنب الاصطدام بالقوات العراقية الحكومية لانهم يعتبرونها جزءاً من نسيج شعبهم، حتى ولو كانوا تحت امرة وقيادة الاميركيين، ولكن هذه القوات الحكومية تكاد تكون اقسى عليهم من قوات الاحتلال. والأهم والاخطر من كل ذلك كما اشرنا، هو ان التكفيريين الذين يستبيحون دماء المواطنين المدنيين العراقيين ويقتلون منهم بالمئات ويمثلون بجثثهم، ويلفون بجثثهم في الشوارع بعد تعذيبهم وتقطيع اعضائهم وهم احياء، فانهم لا يستهدفون من قوات الاحتلال، الا في حالات تبدو وكأنها بالصدفة او على سبيل «رفع العتب» حتى لا يتهموا بأنهم يعملون بأوامر مباشرة من الاحتلال..
ولقد كانت الاثارة الطائفية والمذهبية والعنصرية وقفاً على هؤلاء «التكفيريين» في مصر والعراق والسعودية (والجزائر) وكان ابو مصعب الزرقاوي واسلافه و«خلفاؤه» من بعده يعلنون جهاراً وتحديداً استهداف طائفة معينة هي طائفة تشكل الغالبية من حيث العدد - وهذا ليس ذنبها - ولكن عدوى هذا الوباء انتقلت الى فلسطين المحتلة، فلقد نقلت الانباء امس في وقت يكاد متزامنا مع نبأين «متكاملين» في النزعة الطائفية القذرة وعلى غير موعد: «النبأ الاول اعادة نسف مرقدي الامامين الهادي والعسكري اللذين لم تنجح عملية تدميرهما السابقة في اثارة الفتنة الواسعة رغم هول وفظاعة الكارثة ورغم «الجرح» الذي يشكله استهداف المقدسات والمقامات التي تخص آل بيت الرسول العربي (ص) من اثارة الخواطر، فها هم الان يعيدون الكرة، وكأنهم مصرون على نكء الجراح، لعلهم ينجحون في محاولاتهم الدؤوبة - ربما على شرف وصول نيغروبونتي الى بغداد حيث اجرى تجاربه القمعية الاستخباراتية السابقة، عندما عين سفيراً لأميركا في العراق، (وهي اكبر سفارة اميركية في العالم.. الى جانب كونها اكبر سفارة اميركية في العالم، فانها السفارة الوحيدة التي يأتمر بأمرها مباشرة مئات الوف الجنود المعززين بأقوى ترسانة في التاريخ موجهة لضرب الاحياء المدنية في طول العراق وعرضه والتي تشيع الدمار والمجازر في بغداد وضواحيها (وخاصة في مدينة الصدر) وفي بعقوبة والحلة والنجف وكربلاء. اما النبأ الآخر المتزامن مع هذا النبأ المشؤوم (اعادة تدمير مرقدي الامامين من ائمة اهل بيت الرسول في سامراء) فهو نبأ مطالبة «فتح» وانصارها في الضفة الغربية وغزة «بقتل الشيعة» في فلسطين! وقادة «فتح»« يعرفون انه ليس في صفوف «حماس»، ولا في فلسطين كلها، شيعي واحد! فهل عندما يثور الانسان على ظلم يفقد «انتماءه السني» ويصبح شيعياً. ربما لان «حماس» تلقى تعاطفا من ايران او حزب الله، متناسين ان كثيرا من المسيحيين في لبنان والبلاد العربية والعالم (وفي اميركا اللاتينية مثلا) يتعاطفون مع مقاومتنا ضد اسرائيل، ومع السياسة الايرانية الحالية، ومع الممانعة السورية ضد المشاريع الشرق اوسطية المطروحة، ومع الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي (وفي بريطانيا واميركا وفرنسا بالذات) الذي تعاطف مع المقاومين اللبنانيين ضد العدوان الاسرائيلي في تموز الماضي: فالمسألة لا علاقة لها بالمذاهب والطواذف والاديان بل يمكن ان يقال لاعداء المقاومة والحركات الوطنية ما قاله الجواهري: «للمستعمرين»:
قولوا الصحيح سنستبيح جلودكم للسالخين لانكم احرارُ!
ولا نريد ن نكرر ما قاله قائد ثورة شعبية في نهاية القرن العشرين: «الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى»، «فلقد ارادوا استهدافنا فاضافوا بذلك الى نضالنا المشرف شرفاً آخر»!: فهم بوصفهم كل من يقاتل الظلم وكأنه ينتمي الى عائلة روحية معينة، فانهم يجعلون هذه العائلة الروحية الوحيدة وكأنها العائلة الروحية التي تتمتع بشرف النضال ومقاومة الظلم.
ولو غفر الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي للتكفيريين كل مظالنهم وجرائمهم واخطائهم، واعتبرهم بالفعل صادقين ومخلصين كما يزعمون «لعقيدة الاسلام» فان احداً «لا يطيعه ضميره» في ان يقرّهم على الفتنة الطائفية العمياء. ولقد سبق ان تردد بأن ايمن الظواهرين كونه ينتمي الى الشعب المصري الذي عرف بالسماحة والطبائع السهلة، قد رفض النزعة الطائفية عند «القاعدة» وانه اعترض على المجازر التي ترتكب في العراق على اساس طائفي من جانب القاعدة في بلاد الرافدين على الاقل.
ولكن بماذا نفسر اقدام ما يسمى بـ«فتح الاسلام» على ذبح الجنود الاشاوس وهم نيام وارتكاب الفظائع بحقهم.. واما الصور الموزعة التي يتناقلها بعض شباب عبر الجهاز الخليوي تقشعر لها الابدان، ولا يمكن ان يرتكبها الا اشد المخلوقات البشرية وحشية وضراوة منذ بدء التاريخ!
كما ان المنطق الذي تحدثت به الجهة التي تسمى نفسها «قاعدة الجهاد في بلاد الشام»، والتي اعلنت فيها دعمها وتأييدها لما ارتكبته «فتح الاسلام» وأثنت عليها واكدت شراكتها لها في التوجه والانتماء والتي تحت غطاء هجومها الطائفي الفتنوي على «القوات اللبنانية»، بدت وكأنها تستحث وتستعجل الفتنة في لبنان! ذلك ان اي وطني لبناني حتى ولو كان مختلفا في التوجه مع «القوات اللبنانية» فانه يرفض هذا المنطق الفتنوي، والذي من شأنه ان يجعلنا نقف بقوة ضده لأنه يلحق بأصحابه الخزي والعار. ونرجو ان يكون عدم تركيز «القوات» في الرد على هذا المنطق الكارثي بدافع الحكمة وليس كما يزعم خصوم «القوات» بأن «القوات» لم يغضبها هذا المنطق لأنه يبرر توجهاتها المتشددة التي تكسبها الشعبية في محيطها!