بشرى
05-17-2003, 11:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مات وهو يسمع صوت الحور العين
كان هناك ثلاثة من الشباب الصالحين نحسبهم كذلك والله حسيبهم اتفقوا على أن يجتمعوا كل يوم قبل صلاة الفجر بساعة ليذهبوا لأحد المساجد ويصلوا ويتهجدوا إلى أذان الفجر وذات يوم تأخر أحدهم حتى لم يبقى على الأذان الا نصف ساعة , ولما وصلهم وركبوا معه اذا بهم بسيارة تمر بجانبهم تكاد تنفجر من شدة وارتفاع صوت الأغاني، فقالوا لبعضهم: دعونا نلحق به لعل الله أن يكتب هدايته على أيدينا. وانطلقوا وراءه بسرعة ومن شارع إلى شارع وأخذوا يؤشرون له بالأنوار، فظن أنهم يتحدونه ويريدون مضاربته، فتوقف وتوقفوا، ونزل وهو غضبان وكان طويل القامة، ضخم الجثة، ويقول لهم ماذا تريدون هل تريدون أن تضاربوا؟ فردوا عليه بالسلام عليكم. فقال في نفسه: عجبا، إن من يريد المضاربة لا يسلم.. فرد عليهم قوله ثانية: من منكم يريد أن يضارب؟؟ فردوا عليه بالسلام.. فقال: وعليكم السلام..
قالوا له: يا أخونا هل تعلم في أي ساعة أنت؟ أنت في ساعة السحر، أنت في الساعة التي ينزل فيها الله عز وجل الى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله، فلا يدعوه عبد من عباده إلا استجاب له ولا سأله شيئا الا أعطاه إياه. فقال يبدو أنكم لا تعرفون من أنا؟.. قالوا: ومن أنت؟ قال: ألم أقل لكم أنكم لم تعرفوني؟! أنا حسان الذي لم تخلق النار إلا لي... فقالوا: نعوذ بالله؛ ما هذا الكلام!! اتق الله ولا تقنط من رحمته وأخذوا يذكرونه بالتوبة وأن الله رحيم بعباده وهو الغفور الرحيم. فإذا به ينفجر باكيا ويقول: وهل يقبلني الله؟ وأنا من عمل المعاصي كلها فلا أعلم أن هناك ذنب لم أعصه به وأنا الآن سكران فهل يقبل توبتي؟.. فقالوا: نعم فإن التوبة تجبُّ ما قبلها.. قال: إذاً فدلوني كيف؟ فأخذوه وانطلقوا به الى أقرب دار لهم، وجعلوه يغتسل ويلبس أحسن الثياب ويتطيب ثم انطلقوا إلى صلاة الفجر وهو يقول: والله إنها أول صلاة أصليها لله منذ سنين..
واستوى في الصف ثم شاء الله أن يقرأ الامام قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفورالرحيم). فإذا بحسان يبكي وينتحب وكلما استمر الامام في القراءة ارتفع صوت حسان بالبكاء حتى سلم الإمام، قام إليه من في المسجد يهنئونه بالتوبة؛ ثم خرج حسان وأصحابه من المسجد وسألوه أين أهلك؟ فقال: لي أب يصلي في المسجد الفلاني، يجلس في المسجد حتى طلوع الشمس.. فقالوا: إذاً نلحق به.. فلما وصلوا المسجد وكانت الشمس قد أشرقت رأوا شيخا كبيرا يتهادى في مشيته، كان حقا محتاجا إلى قوة حسان ومعاونته له، فأشار إليه حسان وقال: هذا أبي.. فتوقفوا عنده ونزلوا إليه وسلموا عليه، وقالوا له: يا شيخ معنا ابنك حسان... فلما سمع اسم حسان، قال: آآآآه يا حسان.. الله يحرق وجهك بالنار يا حسان..... فقالوا له: استغفر الله يا شيخ، فإنه تاب وعاد إلى الله وها هو يعود لكم الآن.
وفي هذه الأثناء، يسقط حسان على أقدام والده يقبلها ويطلب منه السماح والعفو وهو يبكي. فسامحه أبوه وعلمت أمه بتوبته فاحتضنته وسامحته.. ومضت الأيام وحسان يتأمل حاله قبل التوبة و بعدها.. فرأى أنه أذنب ذنوبا كثيرةً وقال لنفسه: يجب أن أكفّر عن سيئاتي بأن أبذل كل قطرة من دمي لله سبحانه وتعالى... ثم ذهب الى أبيه يستأذنه في الجهاد، فقال له أبوه: يا حسان نحن نحمد الله أن أعادك لنا مهتديا وأنت تريد أن تذهب للجهاد؟؟ فألحّ عليه حسان في السماح له بالجهاد؛ قال له: إذا وافقت أمك فأنا موافق. ثم ذهب إلى أمه وطلب منها أن تأذن له بالجهاد فرفضت ومن ثم أنها وافقت على أن يشفع لهما عند الله يوم القيامة!!! ثم أخذ حسان يتدرب على القتال حتى برع فيه، ثم توجه إلى أصحابه، وطلب منهم اصطحابه معهم إلى ساحات الجهاد وما هي إلا أشهر حتى صار حسان يكرّ ويفرّ في ساحات القتال..
حتى جاء يوم حاصرهم فيه الكفار في الجبال و شددوا عليهم وأخذوا يقصفونهم بالقنابل من الطائرات حتى أن إحدى القذائف تركت كل شيء وتوجهت نحو حسان. يقول أصحابه: ضربته القذيفة حتى رأيناه يسقط من أعلى الجبل الى أسفله مرورا بالصخور الكبيرة، فلما هدأ الوضع نزلنا إليه بسرعة، فلما أتيناه فإذا هو ينزف من جميع جسمه وقد تكسرت عظامه.. وهو يبتسم فقلنا له: حسان.. فقال: اسكتوا فوالله إني لأسمع الحور العين ينادينني من وراء الجبل ثم لفظ الشهادتين وفاضت روحه...... هذا هو حسان الذي كان يقول إن النار لم تخلق إلا له، لقد قبل الله توبته ورزقه الشهادة..
**من محاضرة بعنوان (من حال الى حال) للشيخ خالد الراشد.
اللهم ارزق كاتبها وناقلها وقارئها الشهادة في سبيلك مقبل غير مدبر.... قولوا: آمين
مات وهو يسمع صوت الحور العين
كان هناك ثلاثة من الشباب الصالحين نحسبهم كذلك والله حسيبهم اتفقوا على أن يجتمعوا كل يوم قبل صلاة الفجر بساعة ليذهبوا لأحد المساجد ويصلوا ويتهجدوا إلى أذان الفجر وذات يوم تأخر أحدهم حتى لم يبقى على الأذان الا نصف ساعة , ولما وصلهم وركبوا معه اذا بهم بسيارة تمر بجانبهم تكاد تنفجر من شدة وارتفاع صوت الأغاني، فقالوا لبعضهم: دعونا نلحق به لعل الله أن يكتب هدايته على أيدينا. وانطلقوا وراءه بسرعة ومن شارع إلى شارع وأخذوا يؤشرون له بالأنوار، فظن أنهم يتحدونه ويريدون مضاربته، فتوقف وتوقفوا، ونزل وهو غضبان وكان طويل القامة، ضخم الجثة، ويقول لهم ماذا تريدون هل تريدون أن تضاربوا؟ فردوا عليه بالسلام عليكم. فقال في نفسه: عجبا، إن من يريد المضاربة لا يسلم.. فرد عليهم قوله ثانية: من منكم يريد أن يضارب؟؟ فردوا عليه بالسلام.. فقال: وعليكم السلام..
قالوا له: يا أخونا هل تعلم في أي ساعة أنت؟ أنت في ساعة السحر، أنت في الساعة التي ينزل فيها الله عز وجل الى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله، فلا يدعوه عبد من عباده إلا استجاب له ولا سأله شيئا الا أعطاه إياه. فقال يبدو أنكم لا تعرفون من أنا؟.. قالوا: ومن أنت؟ قال: ألم أقل لكم أنكم لم تعرفوني؟! أنا حسان الذي لم تخلق النار إلا لي... فقالوا: نعوذ بالله؛ ما هذا الكلام!! اتق الله ولا تقنط من رحمته وأخذوا يذكرونه بالتوبة وأن الله رحيم بعباده وهو الغفور الرحيم. فإذا به ينفجر باكيا ويقول: وهل يقبلني الله؟ وأنا من عمل المعاصي كلها فلا أعلم أن هناك ذنب لم أعصه به وأنا الآن سكران فهل يقبل توبتي؟.. فقالوا: نعم فإن التوبة تجبُّ ما قبلها.. قال: إذاً فدلوني كيف؟ فأخذوه وانطلقوا به الى أقرب دار لهم، وجعلوه يغتسل ويلبس أحسن الثياب ويتطيب ثم انطلقوا إلى صلاة الفجر وهو يقول: والله إنها أول صلاة أصليها لله منذ سنين..
واستوى في الصف ثم شاء الله أن يقرأ الامام قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفورالرحيم). فإذا بحسان يبكي وينتحب وكلما استمر الامام في القراءة ارتفع صوت حسان بالبكاء حتى سلم الإمام، قام إليه من في المسجد يهنئونه بالتوبة؛ ثم خرج حسان وأصحابه من المسجد وسألوه أين أهلك؟ فقال: لي أب يصلي في المسجد الفلاني، يجلس في المسجد حتى طلوع الشمس.. فقالوا: إذاً نلحق به.. فلما وصلوا المسجد وكانت الشمس قد أشرقت رأوا شيخا كبيرا يتهادى في مشيته، كان حقا محتاجا إلى قوة حسان ومعاونته له، فأشار إليه حسان وقال: هذا أبي.. فتوقفوا عنده ونزلوا إليه وسلموا عليه، وقالوا له: يا شيخ معنا ابنك حسان... فلما سمع اسم حسان، قال: آآآآه يا حسان.. الله يحرق وجهك بالنار يا حسان..... فقالوا له: استغفر الله يا شيخ، فإنه تاب وعاد إلى الله وها هو يعود لكم الآن.
وفي هذه الأثناء، يسقط حسان على أقدام والده يقبلها ويطلب منه السماح والعفو وهو يبكي. فسامحه أبوه وعلمت أمه بتوبته فاحتضنته وسامحته.. ومضت الأيام وحسان يتأمل حاله قبل التوبة و بعدها.. فرأى أنه أذنب ذنوبا كثيرةً وقال لنفسه: يجب أن أكفّر عن سيئاتي بأن أبذل كل قطرة من دمي لله سبحانه وتعالى... ثم ذهب الى أبيه يستأذنه في الجهاد، فقال له أبوه: يا حسان نحن نحمد الله أن أعادك لنا مهتديا وأنت تريد أن تذهب للجهاد؟؟ فألحّ عليه حسان في السماح له بالجهاد؛ قال له: إذا وافقت أمك فأنا موافق. ثم ذهب إلى أمه وطلب منها أن تأذن له بالجهاد فرفضت ومن ثم أنها وافقت على أن يشفع لهما عند الله يوم القيامة!!! ثم أخذ حسان يتدرب على القتال حتى برع فيه، ثم توجه إلى أصحابه، وطلب منهم اصطحابه معهم إلى ساحات الجهاد وما هي إلا أشهر حتى صار حسان يكرّ ويفرّ في ساحات القتال..
حتى جاء يوم حاصرهم فيه الكفار في الجبال و شددوا عليهم وأخذوا يقصفونهم بالقنابل من الطائرات حتى أن إحدى القذائف تركت كل شيء وتوجهت نحو حسان. يقول أصحابه: ضربته القذيفة حتى رأيناه يسقط من أعلى الجبل الى أسفله مرورا بالصخور الكبيرة، فلما هدأ الوضع نزلنا إليه بسرعة، فلما أتيناه فإذا هو ينزف من جميع جسمه وقد تكسرت عظامه.. وهو يبتسم فقلنا له: حسان.. فقال: اسكتوا فوالله إني لأسمع الحور العين ينادينني من وراء الجبل ثم لفظ الشهادتين وفاضت روحه...... هذا هو حسان الذي كان يقول إن النار لم تخلق إلا له، لقد قبل الله توبته ورزقه الشهادة..
**من محاضرة بعنوان (من حال الى حال) للشيخ خالد الراشد.
اللهم ارزق كاتبها وناقلها وقارئها الشهادة في سبيلك مقبل غير مدبر.... قولوا: آمين