حفصة
10-31-2007, 11:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع كلمة الأسد
http://up-p.net/uploads/91933026d6.gif
كتبه : عطا نجد الراوي
الحمد لله ، وبعد :
فإني أرى فرحة عارمة من الإخوة بعد كلمة الشيخ أسامة التي خصّ بها أهل العراق ، وهي فرحة متوقعة من أناس أشربت قلوبهم بحب هذا الأسد ؛ اسماً وفعلاً ، وهي كلمة من قائد محنك ، وسياسي بارع يعرف متى يتكلم ، وفيما يتكلم ، وكيف يتكلم .
ولقد أحببت أن أشارك إخواني هذه الفرحة ، وأن أقف مع كلام شيخنا الأسد وما صاحبها بوقفات أرى عليّ لزاماً أن أقف عندها ، وأنبه إخواني عليها ، علّ هذه الكلمات تصل إلى بعض من أبى استظهار الحق فوقع في أعراض الناس واتهمهم فيما هم منه براء .
فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : رأيتُ في بعض الإخوة حالة من الاضطراب لما خرج الشريط في الجزيرة ، ولا أدري هل ساءهم أن يُنصح الإخوة في "دولة العراق الإسلامية" ، أو يرون أن الإخوة فوق النصح والتوجيه لعصمة أو شيء من هذا القبيل ؟!
يجب علينا جميعاً أن نقبل النصح من أي أحد ، وأن ننظر أول ما ننظر في نصحه هو مدى موافقة النصيحة للحق ، بعرضها على الأدلة .. خاصة إذا كان الناصح ممن يظهر منه الخير والصلاح والصدق بالحق كقادة الجهاد الكبار ، وكعلماء الأمة الموثوقين الصادقين .
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث المشهور الذي كلٌ منّا يحفظه ويعرفه بل ويردده في مقالته ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" قيل لمن ؟! قال "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" .
والإخوة في دولة العراق ، وقبلهم في تنظيم القاعدة ( بما فيهم شيخنا الشيخ أسامة ) بشرٌ كباقي البشر يخطئون ويصيبون ، وخطأهم – بإذن الله – عن اجتهاد طلبوا فيه الحق ، فلا ينبغي أن نجعل نصح ناصح لهم دلالة على فساد المنهج أو الخيانة .. بل إن هذا يجعلنا نظهر بمظهر مدعي العصمة كما نراه في بعض الضلاّل الذين يفسدون على الناس منهجهم وعقيدتهم !
لكن وجب التنبيه إلى أمر مهم ، وهو أننا ننكر وبشدة على من يجعل هذا الخطاب نصيحة لدولة العراق الإسلامية (التي يسمونها دولة القاعدة) ثم يبنى على ذلك أن هذا إقرار من الشيخ أسامة على انحراف التنظيم وفساده وأنه وقع في منكرات وبوائق ويبني على ذلك الكثير من الأقوال الفاسدة في حق إخوانه .. فنحن ننكر هذا السياق ولا ننكر على إخواننا الذين نفوا أن يكون الخطاب نصيحة للإخوة إذا كان مقصودهم هذا السياق الفاسد !
ثانياً : هذا الخطاب خطاب عامٌ لجميع أهل العراق من فصائل مجاهدة وعشائر نقية طاهرة حضنت أهل الجهاد وضيفتهم ودعمت أعمالهم وقاتلت معهم ، فلا ينبغي تخصيصه بأحد .. ونحن كما أننا ننتقد قناة الجزيرة الفاسدة المفسدة على تزييفها لحقيقة كلمة الشيخ ، وانتقاءها من كلمات الشيخ ما يتماشى مع سياستها الصليبية ، وتوجيه الكلام عليها والمداخلين فيها إلى وجهة معيّنة وفق توجيهات عليا معروفة .. فإننا في الوقت نفسه ننتقد فعل إخواننا الذين بدأوا يوجهون كلام الشيخ إلى جهات هنا وهناك ، دون دليل ظاهر من كلام الشيخ سوى كلمات أولت من غير علم بمقصود الشيخ ، والأولى على الإخوة أن يتركوا عام كلام الشيخ على عمومه ، فهو أدعى لقبول النصيحة من قبل أهل العراق .
فمن أين لبعض الإخوة العلم بمقاصد الشيخ أنه قصد تياراً معيناً أو فصيلاً بعينه ، هذا لا ينبغي والشيخ ليس بعاجز ولا خائف من تخصيص الكلام وتعيينه ، هو الذي قاتل أمريكا وصاول الحكومات العربية .. أفيخشى من هذه حاله أحداً ؟!
ثالثاً : نبه الشيخ – حفظه الله – على أن لهذا الجهاد الدائر في العراق "ما بعده" ؛ يعاد به رسم خريطة المنطقة ، وتمحى الحدود المصطنعة بإقامة دولة الإسلام .. محذراً أهل الجهاد أن هذا الهدف "دولة الإسلام" لن يكون بهذه السهولة ، فذكّر بجهود الكافرين في الحيلولة من إقامة دولة الإسلام ، وذكر لذلك أمثلته ، من تجارب المسلمين في هذا الزمان ، كما في أفغانستان أو في السودان ، وأيضاً ما رأيناه في "البوسنة" حينما شعر الصليب بانتصار الإسلام أقام اتفاقية "دايتون" التي أجهض بها مشروع طال انتظاره من المسلمين ، وقطف ثمرة تلك الدماء المسكوبة على جبال البوسنة من كانت خاتمته أن سلّم العرب المجنسين إلى دولهم المجرمة !
وهذا شيء من المبررات التي ذكرها الإخوة في دولة العراق الإسلامية حينما أعلنوا دولتهم ، وذكروا ذات الأمثلة المذكورة التي كانت سبباً في عدم نجاح الكثير من الحركات الجهادية في العالم هذا الزمان .
رابعاً : عتب الشيخ على أمر تأخر به قادة الفصائل العراقية ، أعني الوحدة التي دعا لها الشيخ منذ أن بايع الهزبر الزرقاوي شيخه أسامة بن لادن ، وحاول الإخوة في القاعدة إلى لم شمل الإخوة هناك وتوحيدهم تحت راية واحدة ، فأسسوا "مجلس شورى المجاهدين" ودعوا إلى الدخول فيه ، ثم حلف المطيبين .. حتى أعلنوا دولتهم في منطقتهم التي كانت لهم فيها سيطرة ظاهرة باعتراف أكبر الفصائل هناك ، فالإخوة هناك سبّاقون في طريق الوحدة داعون لها غير مبالين بمن يحكمهم أو يتأمر عليهم ما دام يحكم بهم بحكم الشريعة ، ولا أدل على ذلك من جعل أميرهم "البغدادي" الذي لم يكن من قادة القاعدة ولا من أفرادها المنتمين إليها .. ولا "محارب الجبوري" كذلك ، بل كلهم كانوا من فصائل منفصلة عن القاعدة جمعهم الهم الواحد والمنهج الواحد .
بل وأعلم أن الإخوة قد حاولوا قدر المستطاع محادثة أهل الجهاد في إعلان الدولة ولم يمنعهم من المشاورة إلا عدم الوصول الالتقاء بقيادة بعض الفصائل لظروف معيّنة ، أو فساد في منهج بعضهم مما هو فساد متفق عليه بين الكثير .. بل إني أعلم أن الإخوة قد حادثوا قائد جيش المجاهدين ففرح بالمشروع وأيده وطلب المهلة حتى يكلم إخوانه في القيادة .. فإن وافقوا وإلا هو بنفسه مع الإخوة في إعلان دولتهم .. لكن الأخ القائد المقصود قد اعتقل أو قتل – الشك مني – قبل أن يتحقق المقصود !
ودعوة الشيخ إلى "واجب من أعظم الواجبات" وهي الوحدة ، هي ذاتها دعوة الشيخ البغدادي حينما قال عن بعض الفصائل أنها تأخرت في واجب العصر "الوحدة" فأولها من في قلبه مرض أنه يوجب بيعته ، والله إني أعلم من الإخوة في الدولة أنهم يطلبون الوحدة مع ما يشترطون عليها وأنهم لا يبالون بمن يحكمهم ما دام يحكمهم بالحق والدين .
خامساً : نبه الشيخ إلى مسألة مهمة ، وهي "أخطاء المجاهدين" بيّن حقيقتها ومكانتها في الواقع وأن الواجب أن لا تضخم ، "فإن الخطأ من طبيعة البشر" ، و"يتعذر انعدامه بين الناس ... وقد وقع الخطأ وارتكبت كبائر في خير القرون" فلا يتتبع عورات وسقطات المجاهدين ويضخمها إلا من في قلبه مرض .
سادساً : نبه الشيخ إلى مسألة عظيمة ، وهي سبب من أسباب تقليل الشر والخلاف ، وهي "القضاء والحكم بين الناس" وإحالة المتهم بشيء من دماء الناس وأموالهم إلى قاضٍ يحكم ويعطي كل ذي حقه حقه . ونبه إلى أصول مهمة قلّ من يتنبه إليها في القضاء وهي :
1- إحالة المتهم إلى القضاء .
2- وتحكيم شرع الله فيه .
3- تمحيص الدعاوى .
4- تقديم البينات .
ولهذا لا يجب الحكم على فصيل معيّن بمجرد دعوى آخر ، بل يجب أن تمحص الدعاوى وتقدم البينات ، وهذا عام في الجميع مهما كان قريباً منا ومن منهجنا ، ومهما كان محبوباً إلينا وموثوقاً عندنا ، فهذه أصول قضائية لا ينبغي أن تنسف لانتساب معين إلى التنظيم ونحو ذلك .
و"التثبت" أصل عظيم من أصول القضاء ، وهو الذي عبر به الشيخ بـ( تمحيص الدعاوى ، وتقديم البينات ) وهو أصل قرره الإسلام بقوله ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتيبنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ، وقول الله عزّ وجل ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) وقوله عزّ وجل ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) .
قال الشيخ الجليل عبد العزيز الجليّل في كتابه "منارات في الطريق" :
(إن التفريط في هذا المنهج العظيم الذي أوصى الله به عباده المؤمنين ، لمن أعظم أسباب الفرقة والعدوان والبغضاء فكم من مظلوم في ماله أو بدنه أو عرضه كان سبب ذلك التسرع في نقل الأخبار وإشاعتها دون تمحيص أو تثبت ، وكم من أواصر وصلات قطعت بين الأرحام والإخان سببها عدم التثبت والقول بالظنون أو بلا علم ، بل كم قامت من حروب وفتن أساسها أخبار وشائعات وظنون وتهم باطلة) .
والتثبت عام في كل خبر من مخبر ، ولا يكون قربه نسباً أو انتسابه للتنظيم سبباً في نسف هذا الأصل العظيم خاصة في أوقات الأزمات والهيشات والحروب التي تطيش فيها العقول ويتدخل فيها العدو الصائل للتحريش بين الناس وتفريقهم !
سابعاً : دعوته - حفظه الله - إلى الإصلاح بين كل طائفتين تختلفان ، والقضاء بينهما بشرع الله ، وعليه يجب على الطائفتين المختلفتين الاستجابة لدعاة الإسلاح لكنه مع ذلك حذّر تحذيراً بالغاً من التحاكم إلى "علماء السوء" ، فأمثالهم لا يأمنون على أعراض المجاهدين ، ويخشى من انحيازهم إلى جهة ، أو تحقيق الفرقة وزيادتها بين أهل الجهاد بدعوى ضلال أحد الفريقين !
والكل يعلم - والحمد لله - أن إخواننا في دولة الإسلام ، وعلى رأسهم المسدد البغدادي لا يبالون في الامتثال للقضاء ، بل ودعو إلى ذلك علانية ، وهذا هو العهد بأمثالهم من المجاهدين الصادقين .
ثامناً : حذّر الشيخ من التعصب للجماعات والرجال والأبطال .. فالحق في قول الله ورسوله ، والتعصب لهما ، فأولئك الرجال وتلك الجماعات ما كانت يوماً معصومة عن الخطأ والزلل ، فالخطأ من صفات البشر ، لا ينفك عنه أحد فكيف يتعصب لمرء يخطئ ؟
والتعصب قد يكون سببه الكبر أو الحسد أن يدله على الحق من أهو أدنى منه في نظر نفسه ، أو يشق على النفس أن تترك ما اعتادت عليه أو تلقته من معلميها وسادتها مدة من الزمان وكان عليها آباءه أو أجداده ، أو يكون قد صال له في الباطل جاه وشهرة ومعيشة فيشق عليه الاعتراف بباطله فتذهب تلك الفوائد .
وعلاج التعصب يكون بأمور منها : أن يفكر بشرف الحق وضعة الباطل ، وعظمة الله عز وجل وأنه يحب الحق ويكره الباطل ، وبتدبر ما يرجى لمؤثر الحق من رضوان الله عزّ وجل ، وحسن عنايته في الدنيا والفوز العظيم الدائم في الآخرة وما يستحقه متبع الهوى المتعصب له من سخطه عزّ وجل والمقت في الدنيا والعذاب الأليم الخالد في الآخرة .
تاسعاً : نبّه الشيخ إلى قضية جليلة ، وقلّ من يتنبه لها .. أعني يتنبه لها عملاً بها وهي مخالفة التنظير للتطبيق ، والعلم للعمل .. فإن بعض الناس ينظّر لأهمية التثبت وتبيّن الحقيقة في الحكم على الأشخاص والجماعات لكنه من أبعد الناس عن ذلك ومن أجرأهم على الحكم بلا أثارة من علم وتثبت صحيح .
وهذا يدخل فيه حديث أسامة بن زيد قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلانا ما شأنك؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟، قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه) .
والعجب كل العجب من يصدح بقواعد الحكم على الأشخاص والأخبار ويطالب بالتثبت إذا مس أمر تنظيمه وفصيله - وهو طلب محمود - ثم هو لا يبالي بالخبر من أي شبكة إلكترونية جاءت ، أو صحيفة فاسدة مفسدة نقلت .. فيفرح به وينقله ويبني عليه القصور من الأحكام الجائرة التي لم تعتمد على قاعدة من قواعد الحكم هذا فضلاً عن جهل المرء في نفسه ، أو سوء فهمه للخبر بما يجعله ليس مؤهلاً للحكم بين الناس .. بل ليس مؤهلاً للحكم بين أبناءه حتى !
عاشراً : وهي مسألة عظيمة جليلة ، وهي تنقية الصف من المخترقين المنافقين الذين هدفوا باختراقهم افتعال الأزمات والهيشات بين الجماعات ، إثارة الاقتتال بينهم ، أو قتل قادتهم والتبليغ عن أفرادهم .
والاختراق لا تسلم منه جماعة خاصة في أوقات الأزمات ، لكن الواجب العمل على تقليله ، ومحاصرته وذلك بأمور :
* زيادة الرقابة على الأفراد عبر الموثوقين في الجماعة ، والتدقيق في تحركاتهم وغدواتهم وروحاتهم واتصالاتهم .
* التحقيق - في حال وقوع شخص في الأسر أو مقتل قيادي في مكان معيّن مخفي - مع أفراد الجماعة القريبين منه ، أو المنظمين تحت فصيلة ، والتشديد في التحقيق مع من تدور معه الشبهة الظاهرة .
* التحرز في قبول الأشخاص الجدد في الجماعة ، وذلك بكثرة السؤال عنه بين أفراد حيه والموثوقين من كبار الحي أو كبار عشيرته ومحاولة التحقيق الأولي معه قبل قبوله في الجماعة .
* وبعد قبول الجديد في الجماعة يوضع تحت الرقابة الصارمة على جميع تحركاته وسؤالاته ، فإن العملاء المنافقين قد وهبنا الله نعمة فيهم فهم من الغباء ما يجعلهم يفضحون أنفسهم بشكل جلي وواضح بتحركاتهم المريبة أو سؤالاتهم الفاضحة عن القادة والأعيان الكبار والمسائل السرية وغيرها .
والاختراق يكون له أهداف متعددة منها : الإطاحة بالأفراد والقياديين الكبار في الجماعة ، أو افتعال القتال بين الجماعات المجاهدة في المناطق التي يكثر فيها العمل العسكري ضد المحتل الغازي ، أو التأثير على منهجية القيادة للجماعة عبر اختراقها من قبل المنحرفين فكرياً للتأثير على قرار الجماعة عبر جرها إلى مفاوضات مع المحتل أو صفقات لوضع السلاح ، أو إدخالها إلى العملية السياسية عبر تطميعها بمكاسب وهمية !
وكذلك الوصية بحفظ الأسرار ، وإتقان مراحل الإعداد للعمليات العسكرية .. وكم أصابنا من الهم والغم حين كشفت عمليات الإخوة العسكرية بسبب شيء من التقصير في الإعداد .. وأنظروا إلى الأثر البالغ لعمليات سبتمبر كيف كان أثرها العظيم في البلد المستهدف ، وكيف كانت الفرحة العارمة بها من المسلمين ، وما ذلك إلا لإعطاء كل مرحلة من المراحل حقها .. ولأجل السرية البالغة التي التزم بها الإخوة ويذكر أن بعض قادة الجهاد كانت له طريقة جميلة في معرفة أولئك الرجال الذين يلتزمون بحفظ الأسرار ، فكان ينادي المرء لجلسة خاصة معه ويدخل هو وإياه إلى الغرفة أمام جمع من الناس ويحدثه ببعض الأمور ، وما أن يخرج إلا ويتلقاه بعض الموجودين في الخارج - بإيعاز من القائد - فيعملون عملهم معه حتى يفضح سره الذي ائتمن عليه ، فإن فعل وإلا أخبروا الأمير بامتناعه ، وحينها يختاره للعملية الضخمة ، وهذه رواها لي بعض الإخوة عن شيخنا أسامة بل وحددوا لي الأخ الذي فعل معه هذا الفعل فالله أعلم عن صحتها إذ أني لم أعاصرها ولم أسأل الأخ عنها .
أخيراً : هذا ما أحببت أن أقف عليه من كلمة الشيخ أسامة حفظه الله ، فقد كانت كلمته ووقتها منتقاة بعناية ، وهي سمة مشهورة في شيخنا العظيم أسامة يعرف متى يتكلم .. بل والله يعرف متى يرفع سبابته !!!
أسأل الله العلي العظيم أن يوحد المجاهدين في كل مكان ، وأن يجمع شملهم على المنهج الحق ، وأن ينقي صفوفهم من المنافقين والمنحرفين فكرياً .. وأن ينصرهم على عدوهم الغازي .. اللهم آمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
عطا نجد الراوي
15 شوال 1428هـ
المصدر: ( مراسل الشبكة )
وقفات مع كلمة الأسد
http://up-p.net/uploads/91933026d6.gif
كتبه : عطا نجد الراوي
الحمد لله ، وبعد :
فإني أرى فرحة عارمة من الإخوة بعد كلمة الشيخ أسامة التي خصّ بها أهل العراق ، وهي فرحة متوقعة من أناس أشربت قلوبهم بحب هذا الأسد ؛ اسماً وفعلاً ، وهي كلمة من قائد محنك ، وسياسي بارع يعرف متى يتكلم ، وفيما يتكلم ، وكيف يتكلم .
ولقد أحببت أن أشارك إخواني هذه الفرحة ، وأن أقف مع كلام شيخنا الأسد وما صاحبها بوقفات أرى عليّ لزاماً أن أقف عندها ، وأنبه إخواني عليها ، علّ هذه الكلمات تصل إلى بعض من أبى استظهار الحق فوقع في أعراض الناس واتهمهم فيما هم منه براء .
فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : رأيتُ في بعض الإخوة حالة من الاضطراب لما خرج الشريط في الجزيرة ، ولا أدري هل ساءهم أن يُنصح الإخوة في "دولة العراق الإسلامية" ، أو يرون أن الإخوة فوق النصح والتوجيه لعصمة أو شيء من هذا القبيل ؟!
يجب علينا جميعاً أن نقبل النصح من أي أحد ، وأن ننظر أول ما ننظر في نصحه هو مدى موافقة النصيحة للحق ، بعرضها على الأدلة .. خاصة إذا كان الناصح ممن يظهر منه الخير والصلاح والصدق بالحق كقادة الجهاد الكبار ، وكعلماء الأمة الموثوقين الصادقين .
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث المشهور الذي كلٌ منّا يحفظه ويعرفه بل ويردده في مقالته ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" قيل لمن ؟! قال "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" .
والإخوة في دولة العراق ، وقبلهم في تنظيم القاعدة ( بما فيهم شيخنا الشيخ أسامة ) بشرٌ كباقي البشر يخطئون ويصيبون ، وخطأهم – بإذن الله – عن اجتهاد طلبوا فيه الحق ، فلا ينبغي أن نجعل نصح ناصح لهم دلالة على فساد المنهج أو الخيانة .. بل إن هذا يجعلنا نظهر بمظهر مدعي العصمة كما نراه في بعض الضلاّل الذين يفسدون على الناس منهجهم وعقيدتهم !
لكن وجب التنبيه إلى أمر مهم ، وهو أننا ننكر وبشدة على من يجعل هذا الخطاب نصيحة لدولة العراق الإسلامية (التي يسمونها دولة القاعدة) ثم يبنى على ذلك أن هذا إقرار من الشيخ أسامة على انحراف التنظيم وفساده وأنه وقع في منكرات وبوائق ويبني على ذلك الكثير من الأقوال الفاسدة في حق إخوانه .. فنحن ننكر هذا السياق ولا ننكر على إخواننا الذين نفوا أن يكون الخطاب نصيحة للإخوة إذا كان مقصودهم هذا السياق الفاسد !
ثانياً : هذا الخطاب خطاب عامٌ لجميع أهل العراق من فصائل مجاهدة وعشائر نقية طاهرة حضنت أهل الجهاد وضيفتهم ودعمت أعمالهم وقاتلت معهم ، فلا ينبغي تخصيصه بأحد .. ونحن كما أننا ننتقد قناة الجزيرة الفاسدة المفسدة على تزييفها لحقيقة كلمة الشيخ ، وانتقاءها من كلمات الشيخ ما يتماشى مع سياستها الصليبية ، وتوجيه الكلام عليها والمداخلين فيها إلى وجهة معيّنة وفق توجيهات عليا معروفة .. فإننا في الوقت نفسه ننتقد فعل إخواننا الذين بدأوا يوجهون كلام الشيخ إلى جهات هنا وهناك ، دون دليل ظاهر من كلام الشيخ سوى كلمات أولت من غير علم بمقصود الشيخ ، والأولى على الإخوة أن يتركوا عام كلام الشيخ على عمومه ، فهو أدعى لقبول النصيحة من قبل أهل العراق .
فمن أين لبعض الإخوة العلم بمقاصد الشيخ أنه قصد تياراً معيناً أو فصيلاً بعينه ، هذا لا ينبغي والشيخ ليس بعاجز ولا خائف من تخصيص الكلام وتعيينه ، هو الذي قاتل أمريكا وصاول الحكومات العربية .. أفيخشى من هذه حاله أحداً ؟!
ثالثاً : نبه الشيخ – حفظه الله – على أن لهذا الجهاد الدائر في العراق "ما بعده" ؛ يعاد به رسم خريطة المنطقة ، وتمحى الحدود المصطنعة بإقامة دولة الإسلام .. محذراً أهل الجهاد أن هذا الهدف "دولة الإسلام" لن يكون بهذه السهولة ، فذكّر بجهود الكافرين في الحيلولة من إقامة دولة الإسلام ، وذكر لذلك أمثلته ، من تجارب المسلمين في هذا الزمان ، كما في أفغانستان أو في السودان ، وأيضاً ما رأيناه في "البوسنة" حينما شعر الصليب بانتصار الإسلام أقام اتفاقية "دايتون" التي أجهض بها مشروع طال انتظاره من المسلمين ، وقطف ثمرة تلك الدماء المسكوبة على جبال البوسنة من كانت خاتمته أن سلّم العرب المجنسين إلى دولهم المجرمة !
وهذا شيء من المبررات التي ذكرها الإخوة في دولة العراق الإسلامية حينما أعلنوا دولتهم ، وذكروا ذات الأمثلة المذكورة التي كانت سبباً في عدم نجاح الكثير من الحركات الجهادية في العالم هذا الزمان .
رابعاً : عتب الشيخ على أمر تأخر به قادة الفصائل العراقية ، أعني الوحدة التي دعا لها الشيخ منذ أن بايع الهزبر الزرقاوي شيخه أسامة بن لادن ، وحاول الإخوة في القاعدة إلى لم شمل الإخوة هناك وتوحيدهم تحت راية واحدة ، فأسسوا "مجلس شورى المجاهدين" ودعوا إلى الدخول فيه ، ثم حلف المطيبين .. حتى أعلنوا دولتهم في منطقتهم التي كانت لهم فيها سيطرة ظاهرة باعتراف أكبر الفصائل هناك ، فالإخوة هناك سبّاقون في طريق الوحدة داعون لها غير مبالين بمن يحكمهم أو يتأمر عليهم ما دام يحكم بهم بحكم الشريعة ، ولا أدل على ذلك من جعل أميرهم "البغدادي" الذي لم يكن من قادة القاعدة ولا من أفرادها المنتمين إليها .. ولا "محارب الجبوري" كذلك ، بل كلهم كانوا من فصائل منفصلة عن القاعدة جمعهم الهم الواحد والمنهج الواحد .
بل وأعلم أن الإخوة قد حاولوا قدر المستطاع محادثة أهل الجهاد في إعلان الدولة ولم يمنعهم من المشاورة إلا عدم الوصول الالتقاء بقيادة بعض الفصائل لظروف معيّنة ، أو فساد في منهج بعضهم مما هو فساد متفق عليه بين الكثير .. بل إني أعلم أن الإخوة قد حادثوا قائد جيش المجاهدين ففرح بالمشروع وأيده وطلب المهلة حتى يكلم إخوانه في القيادة .. فإن وافقوا وإلا هو بنفسه مع الإخوة في إعلان دولتهم .. لكن الأخ القائد المقصود قد اعتقل أو قتل – الشك مني – قبل أن يتحقق المقصود !
ودعوة الشيخ إلى "واجب من أعظم الواجبات" وهي الوحدة ، هي ذاتها دعوة الشيخ البغدادي حينما قال عن بعض الفصائل أنها تأخرت في واجب العصر "الوحدة" فأولها من في قلبه مرض أنه يوجب بيعته ، والله إني أعلم من الإخوة في الدولة أنهم يطلبون الوحدة مع ما يشترطون عليها وأنهم لا يبالون بمن يحكمهم ما دام يحكمهم بالحق والدين .
خامساً : نبه الشيخ إلى مسألة مهمة ، وهي "أخطاء المجاهدين" بيّن حقيقتها ومكانتها في الواقع وأن الواجب أن لا تضخم ، "فإن الخطأ من طبيعة البشر" ، و"يتعذر انعدامه بين الناس ... وقد وقع الخطأ وارتكبت كبائر في خير القرون" فلا يتتبع عورات وسقطات المجاهدين ويضخمها إلا من في قلبه مرض .
سادساً : نبه الشيخ إلى مسألة عظيمة ، وهي سبب من أسباب تقليل الشر والخلاف ، وهي "القضاء والحكم بين الناس" وإحالة المتهم بشيء من دماء الناس وأموالهم إلى قاضٍ يحكم ويعطي كل ذي حقه حقه . ونبه إلى أصول مهمة قلّ من يتنبه إليها في القضاء وهي :
1- إحالة المتهم إلى القضاء .
2- وتحكيم شرع الله فيه .
3- تمحيص الدعاوى .
4- تقديم البينات .
ولهذا لا يجب الحكم على فصيل معيّن بمجرد دعوى آخر ، بل يجب أن تمحص الدعاوى وتقدم البينات ، وهذا عام في الجميع مهما كان قريباً منا ومن منهجنا ، ومهما كان محبوباً إلينا وموثوقاً عندنا ، فهذه أصول قضائية لا ينبغي أن تنسف لانتساب معين إلى التنظيم ونحو ذلك .
و"التثبت" أصل عظيم من أصول القضاء ، وهو الذي عبر به الشيخ بـ( تمحيص الدعاوى ، وتقديم البينات ) وهو أصل قرره الإسلام بقوله ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتيبنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ، وقول الله عزّ وجل ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) وقوله عزّ وجل ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) .
قال الشيخ الجليل عبد العزيز الجليّل في كتابه "منارات في الطريق" :
(إن التفريط في هذا المنهج العظيم الذي أوصى الله به عباده المؤمنين ، لمن أعظم أسباب الفرقة والعدوان والبغضاء فكم من مظلوم في ماله أو بدنه أو عرضه كان سبب ذلك التسرع في نقل الأخبار وإشاعتها دون تمحيص أو تثبت ، وكم من أواصر وصلات قطعت بين الأرحام والإخان سببها عدم التثبت والقول بالظنون أو بلا علم ، بل كم قامت من حروب وفتن أساسها أخبار وشائعات وظنون وتهم باطلة) .
والتثبت عام في كل خبر من مخبر ، ولا يكون قربه نسباً أو انتسابه للتنظيم سبباً في نسف هذا الأصل العظيم خاصة في أوقات الأزمات والهيشات والحروب التي تطيش فيها العقول ويتدخل فيها العدو الصائل للتحريش بين الناس وتفريقهم !
سابعاً : دعوته - حفظه الله - إلى الإصلاح بين كل طائفتين تختلفان ، والقضاء بينهما بشرع الله ، وعليه يجب على الطائفتين المختلفتين الاستجابة لدعاة الإسلاح لكنه مع ذلك حذّر تحذيراً بالغاً من التحاكم إلى "علماء السوء" ، فأمثالهم لا يأمنون على أعراض المجاهدين ، ويخشى من انحيازهم إلى جهة ، أو تحقيق الفرقة وزيادتها بين أهل الجهاد بدعوى ضلال أحد الفريقين !
والكل يعلم - والحمد لله - أن إخواننا في دولة الإسلام ، وعلى رأسهم المسدد البغدادي لا يبالون في الامتثال للقضاء ، بل ودعو إلى ذلك علانية ، وهذا هو العهد بأمثالهم من المجاهدين الصادقين .
ثامناً : حذّر الشيخ من التعصب للجماعات والرجال والأبطال .. فالحق في قول الله ورسوله ، والتعصب لهما ، فأولئك الرجال وتلك الجماعات ما كانت يوماً معصومة عن الخطأ والزلل ، فالخطأ من صفات البشر ، لا ينفك عنه أحد فكيف يتعصب لمرء يخطئ ؟
والتعصب قد يكون سببه الكبر أو الحسد أن يدله على الحق من أهو أدنى منه في نظر نفسه ، أو يشق على النفس أن تترك ما اعتادت عليه أو تلقته من معلميها وسادتها مدة من الزمان وكان عليها آباءه أو أجداده ، أو يكون قد صال له في الباطل جاه وشهرة ومعيشة فيشق عليه الاعتراف بباطله فتذهب تلك الفوائد .
وعلاج التعصب يكون بأمور منها : أن يفكر بشرف الحق وضعة الباطل ، وعظمة الله عز وجل وأنه يحب الحق ويكره الباطل ، وبتدبر ما يرجى لمؤثر الحق من رضوان الله عزّ وجل ، وحسن عنايته في الدنيا والفوز العظيم الدائم في الآخرة وما يستحقه متبع الهوى المتعصب له من سخطه عزّ وجل والمقت في الدنيا والعذاب الأليم الخالد في الآخرة .
تاسعاً : نبّه الشيخ إلى قضية جليلة ، وقلّ من يتنبه لها .. أعني يتنبه لها عملاً بها وهي مخالفة التنظير للتطبيق ، والعلم للعمل .. فإن بعض الناس ينظّر لأهمية التثبت وتبيّن الحقيقة في الحكم على الأشخاص والجماعات لكنه من أبعد الناس عن ذلك ومن أجرأهم على الحكم بلا أثارة من علم وتثبت صحيح .
وهذا يدخل فيه حديث أسامة بن زيد قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلانا ما شأنك؟ أليس كنت تأمرننا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟، قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه) .
والعجب كل العجب من يصدح بقواعد الحكم على الأشخاص والأخبار ويطالب بالتثبت إذا مس أمر تنظيمه وفصيله - وهو طلب محمود - ثم هو لا يبالي بالخبر من أي شبكة إلكترونية جاءت ، أو صحيفة فاسدة مفسدة نقلت .. فيفرح به وينقله ويبني عليه القصور من الأحكام الجائرة التي لم تعتمد على قاعدة من قواعد الحكم هذا فضلاً عن جهل المرء في نفسه ، أو سوء فهمه للخبر بما يجعله ليس مؤهلاً للحكم بين الناس .. بل ليس مؤهلاً للحكم بين أبناءه حتى !
عاشراً : وهي مسألة عظيمة جليلة ، وهي تنقية الصف من المخترقين المنافقين الذين هدفوا باختراقهم افتعال الأزمات والهيشات بين الجماعات ، إثارة الاقتتال بينهم ، أو قتل قادتهم والتبليغ عن أفرادهم .
والاختراق لا تسلم منه جماعة خاصة في أوقات الأزمات ، لكن الواجب العمل على تقليله ، ومحاصرته وذلك بأمور :
* زيادة الرقابة على الأفراد عبر الموثوقين في الجماعة ، والتدقيق في تحركاتهم وغدواتهم وروحاتهم واتصالاتهم .
* التحقيق - في حال وقوع شخص في الأسر أو مقتل قيادي في مكان معيّن مخفي - مع أفراد الجماعة القريبين منه ، أو المنظمين تحت فصيلة ، والتشديد في التحقيق مع من تدور معه الشبهة الظاهرة .
* التحرز في قبول الأشخاص الجدد في الجماعة ، وذلك بكثرة السؤال عنه بين أفراد حيه والموثوقين من كبار الحي أو كبار عشيرته ومحاولة التحقيق الأولي معه قبل قبوله في الجماعة .
* وبعد قبول الجديد في الجماعة يوضع تحت الرقابة الصارمة على جميع تحركاته وسؤالاته ، فإن العملاء المنافقين قد وهبنا الله نعمة فيهم فهم من الغباء ما يجعلهم يفضحون أنفسهم بشكل جلي وواضح بتحركاتهم المريبة أو سؤالاتهم الفاضحة عن القادة والأعيان الكبار والمسائل السرية وغيرها .
والاختراق يكون له أهداف متعددة منها : الإطاحة بالأفراد والقياديين الكبار في الجماعة ، أو افتعال القتال بين الجماعات المجاهدة في المناطق التي يكثر فيها العمل العسكري ضد المحتل الغازي ، أو التأثير على منهجية القيادة للجماعة عبر اختراقها من قبل المنحرفين فكرياً للتأثير على قرار الجماعة عبر جرها إلى مفاوضات مع المحتل أو صفقات لوضع السلاح ، أو إدخالها إلى العملية السياسية عبر تطميعها بمكاسب وهمية !
وكذلك الوصية بحفظ الأسرار ، وإتقان مراحل الإعداد للعمليات العسكرية .. وكم أصابنا من الهم والغم حين كشفت عمليات الإخوة العسكرية بسبب شيء من التقصير في الإعداد .. وأنظروا إلى الأثر البالغ لعمليات سبتمبر كيف كان أثرها العظيم في البلد المستهدف ، وكيف كانت الفرحة العارمة بها من المسلمين ، وما ذلك إلا لإعطاء كل مرحلة من المراحل حقها .. ولأجل السرية البالغة التي التزم بها الإخوة ويذكر أن بعض قادة الجهاد كانت له طريقة جميلة في معرفة أولئك الرجال الذين يلتزمون بحفظ الأسرار ، فكان ينادي المرء لجلسة خاصة معه ويدخل هو وإياه إلى الغرفة أمام جمع من الناس ويحدثه ببعض الأمور ، وما أن يخرج إلا ويتلقاه بعض الموجودين في الخارج - بإيعاز من القائد - فيعملون عملهم معه حتى يفضح سره الذي ائتمن عليه ، فإن فعل وإلا أخبروا الأمير بامتناعه ، وحينها يختاره للعملية الضخمة ، وهذه رواها لي بعض الإخوة عن شيخنا أسامة بل وحددوا لي الأخ الذي فعل معه هذا الفعل فالله أعلم عن صحتها إذ أني لم أعاصرها ولم أسأل الأخ عنها .
أخيراً : هذا ما أحببت أن أقف عليه من كلمة الشيخ أسامة حفظه الله ، فقد كانت كلمته ووقتها منتقاة بعناية ، وهي سمة مشهورة في شيخنا العظيم أسامة يعرف متى يتكلم .. بل والله يعرف متى يرفع سبابته !!!
أسأل الله العلي العظيم أن يوحد المجاهدين في كل مكان ، وأن يجمع شملهم على المنهج الحق ، وأن ينقي صفوفهم من المنافقين والمنحرفين فكرياً .. وأن ينصرهم على عدوهم الغازي .. اللهم آمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
عطا نجد الراوي
15 شوال 1428هـ
المصدر: ( مراسل الشبكة )