مقاوم
11-12-2007, 05:31 AM
عاصفة نصرالله تحاصر المبادرة التوافقية ولا توقفها
الغالبية تحذّر من انقلاب وتلوّح بالنصف زائد واحد
وضعت العاصفة التصعيدية الحادة التي أثارها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعد ظهر أمس في خطابه في "يوم الشهيد"، المبادرة التوافقية الفرنسية وعبرها الاستحقاق الرئاسي في مهبّ هو الأخطر منذ اطلاق المبادرة التي أضحت بين مطرقة هذا الخطاب والمناخ التصعيدي وردود الفعل التي فجرها من جهة، وسندان العدّ العكسي للجلسة الانتخابية المؤجلة للمرة الثالثة الى 21 تشرين الثاني من جهة أخرى.
وبدا واضحا ان نصرالله لم يفاجىء فريق الغالبية النيابية وحده بالمحتوى التصعيدي غير المسبوق لخطابه وصولا الى الطلب من رئيس الجمهورية اميل لحود "اتخاذ المبادرة الانقاذية" في حال فشل التوافق على رئيس جديد، بل شكل خطابه مفاجأة ايضا للكثيرين في فريق المعارضة نفسها مما سوّغ التفسيرات القائلة بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري تصدّر بدوره قائمة الاهداف الكبرى التي قصدها الخطاب، وعلى الاقل أصيب اصابة بالغة من حيث احراجه بمحتواه الهجومي وسط أجواء كانت توحي بانطلاقة المحاولة التوافقية في مسارها الاخير والحاسم.
وإذ علمت "النهار" ان جانبا كبيرا من المشاورات والاتصالات التي جرت ليلا بين أفرقاء سياسيين تناولت النقطة المركزية في خطاب نصرالله من حيث مناشدته لحود اتخاذ "الخطوة الانقاذية" التي لم يكشف الامين العام لـ"حزب الله" طبيعتها والمعنى المقصود بها، لم تخف أوساط معارضة ان هذه الخطوة كانت محور تنسيق منذ مدة طويلة بين عدد من اطراف المعارضة. وقالت هذه الاوساط لـ"النهار" انه من غير المستبعد تماما ان تكون هذه "المبادرة" قيد التحضير الفعلي، إذ عقدت سابقا لقاءات عدة بين الرئيس لحود ونواب من "كتلة الوفاء للمقاومة" يرجح ان تكون لحظت تنسيقا في الادوار استعدادا للحظة الحاسمة. وأوضحت هذه الاوساط ان أحدا لن يسرب شيئا عن طبيعة "المبادرة" الا في الوقت الملائم، لكن ثمة قرارا واضحا بالمضي نحو تنفيذها بدأت طلائع تفعيله مع خطاب نصرالله أمس.
وراوحت التقديرات في صفوف الغالبية لطبيعة الخطوة بين تأليف حكومة ثانية من فريق المعارضة حصرا وبقاء لحود في قصر بعبدا بعد 23 تشرين الثاني.
واعتبرت مصادر بارزة في قوى 14 آذار خطاب نصرالله "إعلان حرب وتحريض على الانقلاب وفتح نار على الجميع بمن فيه الرئيس بري نفسه". وكشفت لـ"النهار" ان التقويم الذي أجراه أركان بارزون في فريق الغالبية مساء امس لكلام نصرالله خلص الى ان لا معطيات محلية تدفعه الى هذا الهجوم، ويبدو ان الدافع ايراني في الدرجة الاولى. وعزت ذلك الى الدور الفرنسي الذي وافق مع الولايات المتحدة على فرض مزيد من العقوبات على ايران، فيما اندفع الفرنسيون نحو لبنان لتسويق تسوية بعدما فتحوا خطوطهم مع سوريا، وتاليا فان خطاب نصرالله يستهدف أساسا ضرب هذه التسوية. ورأت ان الخطاب يضع فريق الغالبية أمام خيارين: اما أخذها الى الصدام بشروط "حزب الله"، واما اضطرارها الى الانتخاب بغالبية النصف زائد واحد. وقالت ان خطاب نصرالله دفع بما لا يقبل الجدل خيار الانتخاب بالنصف زائد واحد الى أعلى مراتبه، كأنه يستدرجه قصدا ولا يبقى امام استبعاد هذا الخيار سوى ترقب ما ستذهب اليه بكركي في الايام القريبة كآخر احتمال امام هامش المبادرات التوافقية الذي ضاق الى أقصى حدوده.
واتسم خطاب نصرالله بأشد هجماته عنفا على فريق الغالبية اذ اتهمه بممارسة "أكبر عملية نهب للدولة في تاريخ لبنان"، مكررا وصف الغالبية بأنها "مزورة". واذ أشاد بقيادة الجيش وتصرفاتها "منذ الزلزال الذي هز لبنان في 14 شباط 2005"، أضاف ان "هناك حلما عند البعض في الفريق الآخر باستخدام الجيش ضد المقاومة والمعارضة... والفريق الآخر يريد الرئيس منه وايضا الحكومة وقائد الجيش ويعلن انه جزء من المشروع الاميركي". وشدد على انه "لو جاء العالم كله لن يستطيع تطبيق بند سلاح المقاومة في القرار 1559 ولا أحد في العالم يستطيع نزع سلاح حزب الله". وأعلن ان "المعارضة لن تعترف برئيس النصف زائد واحد وستعتبره غاصبا ومعتديا على السلطة".
ثم توجه الى الرئيس لحود بـ"نداء" قائلا: "نناشد فخامة الرئيس لحود ان يقوم بما يمليه عليه ضميره وقسمه اليمين الدستورية وان يقدم على خطوة اومبادرة وطنية لمنع البلاد من الفراغ ان لم يحصل توافق". وإذ وصف الانتخاب بالنصف زائد واحد وبقاء حكومة غير شرعية بأنهما "أسوأ من الفراغ"، ختم: "لا يجوز لأحد ان يفرط بالوطن او يلقي به الى أيدي مجموعة من اللصوص والقتلة من أتباع المشروع الاميركي – الصهيوني في لبنان".
ردود
وامتنعت أوساط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري ليل أمس عن الرد على الخطاب، فيما علمت "النهار" ان رداً شاملاً سيصدر عن قوى 14 آذار عليه في الساعات المقبلة، كذلك ستصدر الحكومة اليوم رداً مفنداً على ما ورد فيه من اتهامات في شأن ما سماه "النهب للدولة".
وقال وزير الاتصالات مروان حماده تعليقاً على الخطاب: "هل هذا الجواب السوري – الايراني الحقيقي على المبادرة الفرنسية؟ وهل دمشق كعادتها تمارس سياسة الكلام المعسول امام الوسطاء ثم ترد على الارض في شكل مخالف؟". وأضاف: "يستخلص من الخطاب ان سوريا و"حزب الله" لم يستطيعا تعويض تبعية اميل لحود لأن الانتخاب يطوي صفحة التبعية في تاريخ لبنان".
أما الوزير احمد فتفت فوصف الخطاب بانه "انحدار سياسي الى الدعوة الى انقلاب والفتنة ونسف الوفاق". وقال ان "نصرالله يعرف ان حلفاءه هم القتلة وهو الذي يحمي القتلة".
وحذرت مصادر وزارية أخرى مما سمته "نبرة تحريض الجيش على الحكومة في الخطاب" من حيث "تخويف قائد الجيش عبر الزعم انه سيطير من منصبه". وقالت ان الجميع يعرفون انه لا تزال هناك اكثر من سنة ونصف سنة قبل ان يبلغ قائد الجيش الحالي سن التقاعد وليس مطروحاً تبديل قائد الجيش. كما اعتبرت ان حديث نصرالله عن "نهب الدولة" يراد منه الغاء مقررات باريس 3 عبر الهجوم على الخصخصة وادعاء حصول عمليات لم تحصل.
بكركي
أما على صعيد ترجمة آلية الترشيح التي حملها الوفد الفرنسي الى بيروت الاسبوع الماضي، فتحدثت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية في شأنها عن أيام قريبة قد تحمل اتجاهات واضحة عما يمكن ان تقوم به بكركي، خصوصاً ان المناخ التصعيدي الناشئ بعد خطاب نصرالله وانعكاساته من شأنه ان يعجل في وتيرة الاتصالات تجنباً للأسوأ. وقالت ان القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران بحث مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مساء أمس في استكمال هذه الآلية عشية عودة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت في زيارة "اجرائية" هذه المرة لمتابعة تفاصيل تنفيذ الآلية. ولم تخف المصادر وجود عقبات لا تزال تحول دون توصل البطريرك صفير الى الاقتناع بوضع لائحة محدودة بأسماء مرشحين للرئاسة. ذلك ان ثمة اقتراحات عدة طرحت للاستعاضة عن عقد لقاء عام للأقطاب الموارنة، منها ان يعقد البطريرك اجتماعات منفردة مع كل من هؤلاء، او يوفد مطارنة اليهم ويضع بنتيجة مشاوراته لائحة ترسل الى مجلس النواب ليختار منها ويأخذ علماً بها الرئيس بري والنائب سعد الحريري.
البابا
وبرز أمس موقف للفاتيكان اعتبر دعماً علنياً قوياً للبطريرك صفير في كل خطواته. فقد أبدى البابا بينيديكتوس السادس عشر خلال صلاة التبشير الملائكي قلقه على الانتخابات الرئاسية في لبنان واصفاً اياها بانها مصيرية لاستمرار البلاد ومؤسساتها.
وقال امام آلاف الاشخاص المتجمعين في ساحة بازيليك القديس بطرس: "سيدعى البرلمان اللبناني قريباً الى انتخاب رئيس جديد للدولة، وهو انتقال مصيري يتوقف عليه بقاء لبنان ومؤسساته".
وأضاف: "انني أتبنى القلق الذي عبّر عنه أخيراً البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ورغبته في ان يعبر الرئيس الجديد عن جميع اللبنانيين". وخلص الى انه يصلي "ليُلهم الله كل الاطراف الترفع الضروري عن المصالح الشخصية وعشقاً حقيقياً للخير العام".
وعلى صعيد المواقف الخارجية من لبنان أيضاً، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أمس عن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قوله "ان الوضع في لبنان يتحسن بفضل استعداد جميع الاطراف السياسيين لاستعادة الحوار وخصوصاً مع المؤشر القوي لامكان تنظيم الانتخابات الرئاسية قريباً". وعبّر عن اقتناعه بأن تنظيم انتخابات في مناخ هادئ ووفقاً للدستور اللبناني سيكون أمراً مفيداً للمنطقة بأكملها.
ونشرت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا امس ان الحوار السوري – الفرنسي ادى الى "تفاهم ما" حول لبنان. وقالت ان "الاتصالات مع الجانب الفرنسي عبر زيارة مبعوثي الرئيس الفرنسي الى سوريا ولقائهم كبار المسؤولين فيها كرست تفاهماً ما حول لبنان وآليات خروج من الازمة القائمة كما قاربت بين مواقف البلدين بما يمكن ان يدفع في اتجاه انتخاب رئيس لبناني توافقي".
النهار
الغالبية تحذّر من انقلاب وتلوّح بالنصف زائد واحد
وضعت العاصفة التصعيدية الحادة التي أثارها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعد ظهر أمس في خطابه في "يوم الشهيد"، المبادرة التوافقية الفرنسية وعبرها الاستحقاق الرئاسي في مهبّ هو الأخطر منذ اطلاق المبادرة التي أضحت بين مطرقة هذا الخطاب والمناخ التصعيدي وردود الفعل التي فجرها من جهة، وسندان العدّ العكسي للجلسة الانتخابية المؤجلة للمرة الثالثة الى 21 تشرين الثاني من جهة أخرى.
وبدا واضحا ان نصرالله لم يفاجىء فريق الغالبية النيابية وحده بالمحتوى التصعيدي غير المسبوق لخطابه وصولا الى الطلب من رئيس الجمهورية اميل لحود "اتخاذ المبادرة الانقاذية" في حال فشل التوافق على رئيس جديد، بل شكل خطابه مفاجأة ايضا للكثيرين في فريق المعارضة نفسها مما سوّغ التفسيرات القائلة بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري تصدّر بدوره قائمة الاهداف الكبرى التي قصدها الخطاب، وعلى الاقل أصيب اصابة بالغة من حيث احراجه بمحتواه الهجومي وسط أجواء كانت توحي بانطلاقة المحاولة التوافقية في مسارها الاخير والحاسم.
وإذ علمت "النهار" ان جانبا كبيرا من المشاورات والاتصالات التي جرت ليلا بين أفرقاء سياسيين تناولت النقطة المركزية في خطاب نصرالله من حيث مناشدته لحود اتخاذ "الخطوة الانقاذية" التي لم يكشف الامين العام لـ"حزب الله" طبيعتها والمعنى المقصود بها، لم تخف أوساط معارضة ان هذه الخطوة كانت محور تنسيق منذ مدة طويلة بين عدد من اطراف المعارضة. وقالت هذه الاوساط لـ"النهار" انه من غير المستبعد تماما ان تكون هذه "المبادرة" قيد التحضير الفعلي، إذ عقدت سابقا لقاءات عدة بين الرئيس لحود ونواب من "كتلة الوفاء للمقاومة" يرجح ان تكون لحظت تنسيقا في الادوار استعدادا للحظة الحاسمة. وأوضحت هذه الاوساط ان أحدا لن يسرب شيئا عن طبيعة "المبادرة" الا في الوقت الملائم، لكن ثمة قرارا واضحا بالمضي نحو تنفيذها بدأت طلائع تفعيله مع خطاب نصرالله أمس.
وراوحت التقديرات في صفوف الغالبية لطبيعة الخطوة بين تأليف حكومة ثانية من فريق المعارضة حصرا وبقاء لحود في قصر بعبدا بعد 23 تشرين الثاني.
واعتبرت مصادر بارزة في قوى 14 آذار خطاب نصرالله "إعلان حرب وتحريض على الانقلاب وفتح نار على الجميع بمن فيه الرئيس بري نفسه". وكشفت لـ"النهار" ان التقويم الذي أجراه أركان بارزون في فريق الغالبية مساء امس لكلام نصرالله خلص الى ان لا معطيات محلية تدفعه الى هذا الهجوم، ويبدو ان الدافع ايراني في الدرجة الاولى. وعزت ذلك الى الدور الفرنسي الذي وافق مع الولايات المتحدة على فرض مزيد من العقوبات على ايران، فيما اندفع الفرنسيون نحو لبنان لتسويق تسوية بعدما فتحوا خطوطهم مع سوريا، وتاليا فان خطاب نصرالله يستهدف أساسا ضرب هذه التسوية. ورأت ان الخطاب يضع فريق الغالبية أمام خيارين: اما أخذها الى الصدام بشروط "حزب الله"، واما اضطرارها الى الانتخاب بغالبية النصف زائد واحد. وقالت ان خطاب نصرالله دفع بما لا يقبل الجدل خيار الانتخاب بالنصف زائد واحد الى أعلى مراتبه، كأنه يستدرجه قصدا ولا يبقى امام استبعاد هذا الخيار سوى ترقب ما ستذهب اليه بكركي في الايام القريبة كآخر احتمال امام هامش المبادرات التوافقية الذي ضاق الى أقصى حدوده.
واتسم خطاب نصرالله بأشد هجماته عنفا على فريق الغالبية اذ اتهمه بممارسة "أكبر عملية نهب للدولة في تاريخ لبنان"، مكررا وصف الغالبية بأنها "مزورة". واذ أشاد بقيادة الجيش وتصرفاتها "منذ الزلزال الذي هز لبنان في 14 شباط 2005"، أضاف ان "هناك حلما عند البعض في الفريق الآخر باستخدام الجيش ضد المقاومة والمعارضة... والفريق الآخر يريد الرئيس منه وايضا الحكومة وقائد الجيش ويعلن انه جزء من المشروع الاميركي". وشدد على انه "لو جاء العالم كله لن يستطيع تطبيق بند سلاح المقاومة في القرار 1559 ولا أحد في العالم يستطيع نزع سلاح حزب الله". وأعلن ان "المعارضة لن تعترف برئيس النصف زائد واحد وستعتبره غاصبا ومعتديا على السلطة".
ثم توجه الى الرئيس لحود بـ"نداء" قائلا: "نناشد فخامة الرئيس لحود ان يقوم بما يمليه عليه ضميره وقسمه اليمين الدستورية وان يقدم على خطوة اومبادرة وطنية لمنع البلاد من الفراغ ان لم يحصل توافق". وإذ وصف الانتخاب بالنصف زائد واحد وبقاء حكومة غير شرعية بأنهما "أسوأ من الفراغ"، ختم: "لا يجوز لأحد ان يفرط بالوطن او يلقي به الى أيدي مجموعة من اللصوص والقتلة من أتباع المشروع الاميركي – الصهيوني في لبنان".
ردود
وامتنعت أوساط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري ليل أمس عن الرد على الخطاب، فيما علمت "النهار" ان رداً شاملاً سيصدر عن قوى 14 آذار عليه في الساعات المقبلة، كذلك ستصدر الحكومة اليوم رداً مفنداً على ما ورد فيه من اتهامات في شأن ما سماه "النهب للدولة".
وقال وزير الاتصالات مروان حماده تعليقاً على الخطاب: "هل هذا الجواب السوري – الايراني الحقيقي على المبادرة الفرنسية؟ وهل دمشق كعادتها تمارس سياسة الكلام المعسول امام الوسطاء ثم ترد على الارض في شكل مخالف؟". وأضاف: "يستخلص من الخطاب ان سوريا و"حزب الله" لم يستطيعا تعويض تبعية اميل لحود لأن الانتخاب يطوي صفحة التبعية في تاريخ لبنان".
أما الوزير احمد فتفت فوصف الخطاب بانه "انحدار سياسي الى الدعوة الى انقلاب والفتنة ونسف الوفاق". وقال ان "نصرالله يعرف ان حلفاءه هم القتلة وهو الذي يحمي القتلة".
وحذرت مصادر وزارية أخرى مما سمته "نبرة تحريض الجيش على الحكومة في الخطاب" من حيث "تخويف قائد الجيش عبر الزعم انه سيطير من منصبه". وقالت ان الجميع يعرفون انه لا تزال هناك اكثر من سنة ونصف سنة قبل ان يبلغ قائد الجيش الحالي سن التقاعد وليس مطروحاً تبديل قائد الجيش. كما اعتبرت ان حديث نصرالله عن "نهب الدولة" يراد منه الغاء مقررات باريس 3 عبر الهجوم على الخصخصة وادعاء حصول عمليات لم تحصل.
بكركي
أما على صعيد ترجمة آلية الترشيح التي حملها الوفد الفرنسي الى بيروت الاسبوع الماضي، فتحدثت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية في شأنها عن أيام قريبة قد تحمل اتجاهات واضحة عما يمكن ان تقوم به بكركي، خصوصاً ان المناخ التصعيدي الناشئ بعد خطاب نصرالله وانعكاساته من شأنه ان يعجل في وتيرة الاتصالات تجنباً للأسوأ. وقالت ان القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران بحث مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مساء أمس في استكمال هذه الآلية عشية عودة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت في زيارة "اجرائية" هذه المرة لمتابعة تفاصيل تنفيذ الآلية. ولم تخف المصادر وجود عقبات لا تزال تحول دون توصل البطريرك صفير الى الاقتناع بوضع لائحة محدودة بأسماء مرشحين للرئاسة. ذلك ان ثمة اقتراحات عدة طرحت للاستعاضة عن عقد لقاء عام للأقطاب الموارنة، منها ان يعقد البطريرك اجتماعات منفردة مع كل من هؤلاء، او يوفد مطارنة اليهم ويضع بنتيجة مشاوراته لائحة ترسل الى مجلس النواب ليختار منها ويأخذ علماً بها الرئيس بري والنائب سعد الحريري.
البابا
وبرز أمس موقف للفاتيكان اعتبر دعماً علنياً قوياً للبطريرك صفير في كل خطواته. فقد أبدى البابا بينيديكتوس السادس عشر خلال صلاة التبشير الملائكي قلقه على الانتخابات الرئاسية في لبنان واصفاً اياها بانها مصيرية لاستمرار البلاد ومؤسساتها.
وقال امام آلاف الاشخاص المتجمعين في ساحة بازيليك القديس بطرس: "سيدعى البرلمان اللبناني قريباً الى انتخاب رئيس جديد للدولة، وهو انتقال مصيري يتوقف عليه بقاء لبنان ومؤسساته".
وأضاف: "انني أتبنى القلق الذي عبّر عنه أخيراً البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ورغبته في ان يعبر الرئيس الجديد عن جميع اللبنانيين". وخلص الى انه يصلي "ليُلهم الله كل الاطراف الترفع الضروري عن المصالح الشخصية وعشقاً حقيقياً للخير العام".
وعلى صعيد المواقف الخارجية من لبنان أيضاً، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أمس عن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قوله "ان الوضع في لبنان يتحسن بفضل استعداد جميع الاطراف السياسيين لاستعادة الحوار وخصوصاً مع المؤشر القوي لامكان تنظيم الانتخابات الرئاسية قريباً". وعبّر عن اقتناعه بأن تنظيم انتخابات في مناخ هادئ ووفقاً للدستور اللبناني سيكون أمراً مفيداً للمنطقة بأكملها.
ونشرت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا امس ان الحوار السوري – الفرنسي ادى الى "تفاهم ما" حول لبنان. وقالت ان "الاتصالات مع الجانب الفرنسي عبر زيارة مبعوثي الرئيس الفرنسي الى سوريا ولقائهم كبار المسؤولين فيها كرست تفاهماً ما حول لبنان وآليات خروج من الازمة القائمة كما قاربت بين مواقف البلدين بما يمكن ان يدفع في اتجاه انتخاب رئيس لبناني توافقي".
النهار