تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استهداف مقصود لهيئة علماء المسلمين



FreeMuslim
11-17-2007, 08:56 AM
استهداف مقصود لهيئة علماء المسلمين / ياسر الزعاترة
المختصر/ وكالة يقين / من العبث بمكان أخذ رواية أحمد عبد السامرائي، رئيس ديوان الوقف السني حول إغلاق مقر هيئة علماء المسلمين وإذاعتها في جامع أم القرى ببغدادعلى محمل الجد، ليس فقط لأن المقر ليس وقفاً تنبغي استعادته كما قال الرجل، بل أيضاً، وهو الأهم، لأن السامرائي لم يستلم موقعه منذ أسبوع حتى يأخذ القرار الذي تهاون سلفه في أخذه أو تطبيقه
ما ينبغي أن يكون واضحاً هو أن السامرائي، وإن كان من الناحية النظرية معيناً من الحكومة العراقية التابعة للاحتلال، فإنه من الناحية الواقعية جزء من إقطاعيات الكتلة العربية السنية المتعاونة مع الحكومة وقبل ذلك مع الاحتلال،أعني جبهة التوافق والحزب الإسلامي.
وحين يكون الموقف على هذا النحو، فإن قراراستهداف مقر الهيئة ليس قرار السامرائي، بقدر ما هو إيحاء، وربما طلب مباشر من الجهات التي منحته المنصب ويمكنها عزله عنه في حال استنكف عن تلبية رغباتها.
لكن الجهات المذكورة لم تكن في يوم من الأيام راضية عن هيئة علماء المسلمين وشيخها الدكتور حارث الضاري، بل إن الرجل كان وما يزال الخصم الأكثر سوءً وخطراً في وعيها، ليس فقط لأنه يعاندها ويرفض مواقفها السياسية، بل أيضاً لأنه يسرق شعبيتها في الشارع العربي السني، ويفضح بالضرورة عبثية مواقفها، أو معظمها حتى نكون منصفين، لأنها تخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وإن بدت حصيلتها بائسة لو أجرت جرداً منصفاً لسياساتها منذ مجيء الاحتلال إلى الآن.
نعم لم تكن تلك الجهات الدائرة في فلك جبهة التوافق والحزب الإسلامي راضية في يوم من الأيام عن الهيئة وشيخها، فلماذا يكون الاستهداف في هذا التوقيت بالذات؟ ما يمكن قوله هو أن هذا التوقيت يبدوالأنسب كما يراه أولئك من أجل التخلص من صداع الهيئة ومواقفها السياسية المناهضة للتعاون مع الاحتلال، والسبب هو شعورهم بسطوة القوة بعد النجاح في تحجيم تنظيم القاعدة، إلى جانب استدراج العديد من قوى المقاومة والعشائر نحو منطق الحوار مع الأمريكان، إلى جانب تقديم الصراع مع إيران على المعركة مع قوات الاحتلال.
يشارهنا إلى أن القوم يصرون على وضع القاعدة وهيئة علماء المسلمين إلى جانب بعض قوى المقاومة في سلة واحدة، عنوانها رفض السياسات التي يتبنونها في التعاون مع الاحتلال، والانضواء في المسارات السياسية التي يتبناها. وفيما كانوا عاجزين عن المواجهة المباشرة في السابق، فقد صاروا اليوم بالتعاون مع بعض زعماء العشائر، ومايسمى مجالس الصحوة أكثر جرأة على إعلان مواقفهم ومطاردة خصومهم، وحين يطالب كبيرهم المجلس السياسي للمقاومة الذي سبق أن دعمه في العلن بتغيير بعض بنود برنامجه، فذلك يعني أنه ومن حوله يشعرون بقدرتهم على إعادة ترتيب أوراق العرب السنة على النحو الذي يريدون.
من هنا يأتي استهدافهم لهيئة علماء المسلمين، بما ينطوي عليه من تحجيم لصوت المعارضة المتبقي في الساحة العربية السنية، إلى جانب قوى المقاومة التي تتبنى خطاب الهيئة السياسي، والنتيجة هي حشر الساحة العربية السنية في خطاب واحد عنوانه تحقيق الرغبة الأمريكية في وقف المقاومة والمراهنة على الحصول على مكافأة الاحتلال نظير ذلك.
واقع الحال هو أن اللعبة لن تمر، فالهيئة ليست مقراً يمكنهم إغلاقه، ولا إذاعة يمكنهم إسكاتها، وإنما شرعية ورمزية يستحيل شطبها، لاسيما أن مجموعات مقاومة رئيسية ما زالت تساندها، أما الأهم فهو أن مسار التعاون مع الاحتلال لن يحصد سوى الوهم، وليتذكروا أن من عادة الأمريكان التخلي عن تابعيهم ما إن ينتهي دورهم، والأمثلة كثيرة ويعرفها المعنيون .