تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحب الصادق والحب الكاذب لآل البيت الأطهار



أبو نوح
12-02-2007, 07:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحب الصادق والحب الكاذب لآل البيت الأطهار

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر المحجلين أما بعد:
إنه لمن المعلوم ضرورة من دين الإسلام أن الحب ذلك العمل القلبي حبان حب قلبي حقيقي وحب لساني وهمي ادعائي، حب صادق وحب كاذب، حب إيماني وحب نفاقي، حب لا قيمة له بل هو حجة على صاحبه ويورده النار وبئس الورد المورود، وحب يعمر القلب بالإيمان وينجي صاحبه من النار، الحب الأول هو الذي صدقه العمل الصالح والاتباع وحسن الخضوع والانقياد لأمر المحبوب والحب الآخر هو الذي كذبه العمل الفاسد وعدم الطاعة و الخضوع والانقياد لأمر المحبوب بين ذلك قول الله تبارك وتعالى{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران:31]، إذًا فالذي يحب الله حبًّا إيمانيًّا صادقًا فلا بد وأن يكون مطيعًا لله طاعة خالصة متبعًا لهدي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم غير حائد عنه، وأما المعرض عن دين الله تعالى الحائد عنه المنقاد لغير نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهو وإن ادعى حبه وكتب دواوين شعر في حبه منافق كاذب مخادع مبغض لله أو واهم ضال، وكذلك الذي يحب آل البيت عليهم الصلاة والسلام الأطهار الأصفياء الأنقياء الواجب وجوبًا عينيًّا على كل مسلم حبهم حبًّا إيمانيًّا صادقًا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 'أحبوا الله لما يغدوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي'([1] (http://www.m-goudah.com/admin/index.php?adminscid=3&uid=329&template=2&type=64#_ftn1))، فلا بد وأن يستمسك بهم استمساكه بالقرآن الكريم، ولن يكون محبًّا لهم إلا حبًّا لسانيًّا نفاقيًّا بدعيًّا من لم يأخذ بهم أخذه بالقرآن الكريم، ولن يأخذ أحدٌ بالقرآن الكريم أخذًا صادقًا نافعًا إن لم يستمسك بهم الاستمساك الإيماني الصادق، عن جابر بن عبد الله قال'رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في حجة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي'([2] (http://www.m-goudah.com/admin/index.php?adminscid=3&uid=329&template=2&type=64#_ftn2))، وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ 'إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما'([3] (http://www.m-goudah.com/admin/index.php?adminscid=3&uid=329&template=2&type=64#_ftn3)). إذًا فحب آل البيت الحب الإيماني الصادق النافع هو الذي صدقه حسن الاتباع والانقياد لهم وأخذ الدين عنهم، وأما الحائدون عنهم الرافضون للسنة المروية من طريقهم ولعلمهم بكتاب الله وفقههم، المختارون غيرهم، المتبعون لأعدائهم، المستمسكون بقتلتهم، العاملون بدين يخالف دينهم، وإن ادعوا حبهم فهم كاذبون مخادعون لا محالة، وهذا وللأسف الشديد حالنا ووصفنا وحقيقة أمرنا، فكلمة آل البيت غريبة عنا، والصلاة والسلام عليهم ليست على ألسنتنا، ومروياتهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نعرف لها سبيلاً إلا ما ندر، وعلمهم بدين الله وفقههم لا وجود له في كتبنا، وأما سيرتهم فمعكوسة عندنا إن سمعنا بها، فكيف بالله عليكم نستسيغ هذه الكذبة الواضحة وهذا الخداع الصراح؟ فنحن لسنا من محبي أهل البيت عليهم السلام ولا من المستمسكين بهم، ولو أردنا ذلك حقيقة لا ادعاء وكذبًا ونفاقًا لبحثنا عنهم وعن سنتهم وفقههم ودينهم وعملنا به، ولا حجة لأحد كائنًا من كان أن يدعي أن لا سبيل إلى معرفة ذلك لتكذيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ادعاءه بقوله في حديث زيد بن أرقم السابق 'ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض'.
وأعتقد أيها الإخوة أن الأمر بات واضحًا جليًّا فمن أراد النجاة فليس له سبيل إلا الاستمساك بآل البيت بعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلنبحث بجد وإخلاص وصدق عن دينهم وسنتهم وفقههم وعلمهم ولنعض عليه بالنواجذ، ولنترك دين أعدائهم إلا ما وافق منه دينهم، والله المستعان وهو يهدي السبيل.وكتبه أخوكم أمير جماعة المسلمين الشيخ/محمود بن عبد العزيز جودة.الأحد 1ذي القعدة1428.

([1]) رواه الترمذي ج5 ص664 رقم3789وقال: حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه.

([2])رواه الترمذي وقال:هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ج5 ص662-663،وأحمد ج3 ص14،والدارمي ج2 ص524،وابن خزيمة ج4ص63 رقم 2307.

([3]) رواه الترمذي ج5ص663 رقم3788وقال هذا حديث حسن غريب.

للاستفادة من الموقع المصدر، ولأمانة النقل اضغط هنا (http://m-goudah.com/mindex.php?scid=100&type=64)