بنت خير الأديان
12-19-2007, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد ...
بطلان دوران الأرض حول الشمس
أشارعلماء التفسير كالرازي والطبري والقرطبي استنباطاً من الآيات القرآنية أن الشمس كغيرها من الكواكب، هي في حالة حركة وسَبْحٍ دائمة في مدار خاص بها
حقائق علمية :
- كشف العالم الفلكي " كابلر" أن الشمس وتوابعها من الكواكب تسبح في مدارات خاصة بها وفق نظام دقيق.
- كشف العالم الفلكي " ريتشارد كارينغتون" أن الشمس تدور حول نفسها.
- أن الشمس سينطفىء نورها عندما ينتهي وقودها وطاقتها حيث تدخل حينئذ عالم النجوم الأقزام ثم تموت .
التفسيـر العلمي :
يقول المولى عز وجل في كتابه المجيد: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (mms://63.200.19.44/islampedia/audio/Move024.asf)} [يس: 38].
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الشمس في حالة جريان مستمر حتى تصل إلى مستقرها المقدّر لها، وهذه الحقيقة القرآنية لم يصل إليها العلم الحديث إلا في القرن التاسع عشر الميلادي حيث كشف العالم الفلكي "ريتشارد كارينغتون" أن الشمس والكواكب التي تتبعها تدور كلها في مسارات خاصة بها وفق نظام ومعادلات خاصة وهذا مصداق قوله تعالى: { كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى } [الرعد: 2]، فما هو التفسير العلمي لحركة الشمس؟
إن الشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص المجرّة اللبنية وكما جاء في الموسوعة الأميركية فهي تجري بسرعة 220 مليون كم في الثانية حول مركز المجرة اللبنية التي تبعد عنه 2.7× 10 17كم ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها بحيث تكمل دورة كاملة حول مجرتها كل مائتين وخمسين مليون سنة.
فمنذ ولادتها التي ترجع إلى 4.6 مليار سنة، أكملت الشمس وتوابعها18 دورة حول المجرة اللبنية التي تجري بدورها نحو تجمع من المجرات، وهذا التجمع يجري نحو تجمع أكبر هو كدس المجرات، وكدس المجرات يجري نحو تجمع هو كدس المجرات العملاق، فكل جرم في الكون يجري ويدور ويسبح ونجد هذه المعاني العلمية في قوله تعالى: { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [يس: 40]
ولكن أين هو مستقر الشمس الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}؟
إن علماء الفلك يقدّرون بأن الشمس تسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه وقودها فتنطفىء، هذا هو المعنى العلمي الذي أعطاه العلماء لمستقر الشمس، هذا بالإضافة إلى ما تم كشفه في القرن العشرين من أن النجوم كسائر المخلوقات تنمو وتشيخ ثم تموت، فقد ذكر علماء الفلك في وكالة الفضاء الأميركية (NASA) أن الشمس عندما تستنفذ طاقتها تدخل في فئة النجوم الأقزام ثم تموت وبموتها تضمحل إمكانية الحياة في كوكب الأرض - إلا أن موعد حدوث ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى الذي قال في كتابه المجيد: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ } [الأعراف: 187]
وجه[/b]الإعجاز في الآيات القرآنية الكريمة هو تقريرها بأن الشمس في حالة جريان وسَبْحٍفي الكون، هذا ما كشف عنه علم الفلك الحديث بعد قرون من نزول القرآن الكريم
فتاوي ابن عثيمين – رحمه الله - :
سئل العلامة الشيخ الفقيه ابن عثيمين رحمه اللهعندوران الأرض، ودورانِ الشمس حولَ الأرض ؟ وما توجيهُكم لِمَن أسنِدَ إليهتدريسُ مادةِ الجغرافيا، وفيها أنَّ تَعاقُبَ الليل والنهار بسببِ دَورانِالأرض حولَ الشمس ؟الجوابخلاصَةُ رأينا حولَ دَوَران الأرض :
أنه مِن الأمور التي لم يَردْ فيها نفيٌ ولا إثباتٌ، لا في الكتاب، ولا في السُّنَّة؛ وذلك لأن قولَه تعالى : (َوَألْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أنْ تَميدَ بِكُمْ ) ليس بصريح في دَورانِها، وإنْ كان بعضُ الناس قد استدلَّ بها عليه مُحتجًّا بأن قولَه ) : أنْ تَمِيدَ بِكُمْ ( يدلُّ على أنَّ للأرض حركةً، لولا هذه الرواسي؛ لاضطربتْ بمَنْ عليها.
وقولُه : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا ( ليس بصريح في انتفاءِ دَورانِها؛ لأنها إذا كانت مَحفوظةً مِنالمَيَدانِ في دَورانِها بما ألقى اللهُ فيها مِنَ الرواسي؛ صارت قرارًا،وإن كانت تَدور.
أما رَأْيُنا حولَ دَوَرانِ الشمس على الأرض الذي يَحصل به تعاقُبُ الليل والنهار : فإننا مُستمسِكون بظاهر الكتابِ والسُّنَّةِ مِنأنَّ الشمسَ تدورُ على الأرضدوَرانـًا يحصُلُ به تعاقُبُ الليل والنهار، حتى يقومَ دليلٌ قطْعِيٌّ يكونُ لنا حُجةً بصرفِ ظاهر الكتابِ والسُّنَّةِ إليه - وأنَّى ذلك - فالواجِبُ على المؤمِنِ أن يَستمْسِكَ بظاهِر القرآنِ الكريم والسُّنَّةِ في هذه الأمور وغيرها.
ومِنالأدلةِ على أن الشمسَ تدورُ على الأرض دَورانـًا يحصُلُ به تَعاقُبُ الليل والنهار: قوله تعالى ) : وَتَرَى الشَّمْسَ إذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ( ؛ فهذه أربعةُ أفعال أسنِدَتْ إلى الشمس ) طَلَعَت( ، ( تَزَاوَرُ)، ( غَرَبَتْ ) ، ( تَقْرِضُهُمْ )، ولو كان تَعاقُبُ الليلِ والنهارِ بدَوَرانِ الأرض؛ لَقال: وترى الشمسَإذا تَبَيَّنَ سطحُ الأرض إليها تَزاورُ كهفُهم عنها أو نحو ذلك.
وثبت عن النبي - صلي الله عليه وسلم - أنه قال لأبي ذرٍّ حين غربتِ الشمسُ" : أتدري أين تذهب ؟ " فقال: اللهُ ورسولُه أعلم. قال " : فإنَّهاتذهبُ وتَسجُدُ تحت العَرش وتَستأذِنُ فيُؤذَنُ لها، وإنها تَستأذِنُ فلايُؤذَنُ لها، ويقال: ارجعي مِن حيثُ جِئتِ، فتَطلعُ مِن مَغربِها" ، ففي هذا : إسنادُ الذهابِ والرجوع والطلوع إليها، وهو ظاهِرُ في أنَّ الليلَ والنهارَ يكونُ بدَوَرانِ الشمس على الأرض.
وأما مَا ذَكَرَهُ عُلماءُ الفَلَكِ العَصْريُّون؛ فإنه لم يَصِلْ عندنا إلى حدِّ اليقين،فلا نَدعْ مِن أجله ظاهِرَ كتابِ ربّنا وسُنة نبيِّنا.
ونقول لِمَن أسندَ إليه تدريسُ مادةِ الجغرافيا: يُبيِّن للطلبة أنالقرآنَ الكريمَ والسنةَ كلاهما يدلُّ بظاهره على أن تعاقبَ الليلوالنهار،إنما يكون بدَوران الشمس على الأرض لا بالعكس.
فإذا قال الطالب: أيُّهما نأخذ به: أظاهِرُ الكتاب والسنة، أم ما يدَّعِيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه مِن الأمور اليقينيَّات ؟فجوابه : أنَّا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة ؛لأن القرآنَ الكريم كلامُ الله تعالى الذي هو خالِقُ الكونِ كلِّه،والعالِمُ بكلِّ ما فيه مِن أعيان وأحوال، وحركة وسُكُون، وكلامُه تعالىأصدقُ الكلام وأبْيَنُه، وهو سبحانه أنزلَ الكتابَ تِبيانـًا لكلِّ شيء،وأخبرَ سبحانه أنه يُبيِّنُ لِعبادِه لِئَلا يضِلوا. وأما السنة فهي كلامُرسولِ ربِّ العالمين، وهو أعلمُ الخَلْق بأحكام ربِّه وأفعاله،ولا يَنطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي مِن اللهِ عز وجل؛ لأنه لا مَجال لِتلقِّيها مِن غير الوحي.
وفي ظَنِّي - واللهُ أعلم - أنه سَيجيءُ الوقتُ الذي تتحطمُ فيه فكرةُ علماءِ الفَلَكِ العصريِّين كما تحطَّمَتْ فكرةُ (دارْوين) حول نشأةِ الإنسان.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الرابع والعشرون
و أيضا حين سئل أيضا عن دوران الشمس حول الأرضظاهِرُ الأدلةِ الشرعية تثبتُ أن الشمسَ هي التي تدور على الأرض،وبِدورتِها يحصلُ تعاقبُ الليل والنهار على سطح الأرض، وليس لنا أننتجاوزَ ظاهرَ هذه الأدلةِ إلا بدليل أقوى مِن ذلك يُسوِّغُ لنا تأويلَهاعن ظاهرها.
ومِن الأدلة على أن الشمسَ تدورُ على الأرض دوَرانـًـا يحصل به تعاقُبُ الليل والنهار ما يلي:
1- قال اللهُ تعالى عن إبراهيمَ في محاجَّتِه لِمَن حاجَّه في ربِّه : (فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)؛فكَوْنُ الشمسِ يُؤتَى بها مِنَ المَشرق دليلٌ ظاهِرٌ على أنها التي تَدور على الأرض.
2- وقال - أيضًا - عن إبراهيم : (فَلَمَّارَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّاأَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)، فجعل الأفولَ مِن الشمس لا عنها، ولو كانت الأرضُ التي تدورُ لَقال: فلما أفَلَ عنها.
3- قال تعالى : (وَتَرَى الشَّمْسَ إذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)؛ فجعل الازْوِرارَ والقرضَ مِن الشمس،وهو دليلٌ على أن الحركةَ منها، ولو كانت مِن الأرض؛ لقال: يزاور كهفُهم عنها. كما أنإضافةَ الطلوعِ والغروب إلى الشمس يدلُّ على أنها هي التي تَدورُ، وإن كانت دلالتُها أقلَّ مِن دلالة قوله: ( تَزَاوَرُ) ،( تَقْرِضُهُمْ)4- وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ الليْلَ وَالنَّهَارَ والشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون). قال ابنُ عباس - رضي الله عنهما - : يَدورون في فلكة كفلكة المِغزَل. اشتهر ذلك عنه.
5- وقال تعالى : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثـًا)،فجَعل الليلَ طالِبـًا للنهار، والطالبُ مُندفعٌ لاحق، ومِن المعلوم أن الليلَ والنهار تابعان للشمس.
6- وقال تعالى :(خَلَقَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَىالنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَوَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُالْغَفَّارُ). فقولُه : (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهار) - أي يُدِيره عليه ككَوَّر العِمامة- : دليلٌ على أنَّ الدوَرانَ مِن الليل والنهار على الأرض، ولو كانت الأرضُ التي تدور عليهما؛ لَقال: يكور الأرضَ على الليل والنهار. وفي قولِه : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمَّى) - المُبَيِّن لِما سَبَقه - : دليلٌ على أن الشمسَ والقمر يجريان جَريـًا حِسِّيـًّا مَكانِيـًّا؛ لأن تسخيرَ المتحرك بحركته أظهرُ مِن تسخير الثابتِ الذي لا يتحرك.
7- وقال تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا - وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) – ومعنى ( تَلَاهَا ) : أتى بعدها- : وهو دليلٌ على سيرهما ودورانِهما على الأرض،ولو كانت الأرضُ التي تدورُ عليهما لم يكنِ القمرُ تاليًا للشمس، بل كانتاليـًا لها أحيانـًا، وتاليةً له أحيانـًا؛ لأن الشمس أرفعُ منه،والاستدلال بهذه الآية يحتاج إلى تأمُّل.
8- وقال تعالى : (وَالشَّمْسُتَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ – وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِالْقَدِيم - لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَااللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : فإضافةُ الجرَيان إلى الشمس، وجعلُه تقديرًا مِن ذي عِزة وعِلم؛ يدلُّ على أنه جَرَيانٌ حقيقيٌّ بتقدير بالِغ،بحيث يترتَّبُ عليه اختلافُ الليل والنهار والفُصول، وتقديرُ القمرمنازلَ: يدل على تنقُّلِه فيها. ولو كانت الأرض التي تدور؛ لَكان تقديرُالمنازل لها مِن القمر لا للقمر. ونفيُ إدراكِ الشمس للقمر، وسبقِ الليلللنهار : يدل على حركةِ اندفاع مِن الشمس والقمر والليل والنهار.
9- وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر - رضي الله عنه - وقد غربت الشمس:
أ "تدريأين تذهب ؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب فتسجد تحتَ العرش،فتستأذن؛ فيؤذنُ لها، فيوشكُ أنْ تستأذنَ؛ فلا يؤذنُ لها فيقال لها: ارجعيمِن حيث جِئتِ؛ فتطلع مِن مَغربها" أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - [متفق عليه]. فقوله: " ارجِعي مِن حيث جئتِ، فتطلع مِن مغربها " : ظاهرٌ جدًّا في أنها تدورُ على الأرض وبدورانها يحصلُ الطلوعُ والغروب.
10- الأحاديث الكثيرة في إضافةِ الطلوع والغروب والزوال إلى الشمس، فإنها ظاهرةٌ في وقوع ذلك منها لا مِن الأرض عليها.
ولعل هناك أدلةً أخرى لم تحضرني - الآن -، ولكن فيما ذكرتُ فتح باب، وهو كافٍ فيما أقصد. واللهُ الموفِّق.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الخامس والعشرون
سئل أيضا :
السؤال: بارك الله فيكم هذا سؤال منالمستمعة ابتسام محمد احمد من العراق الأنبار تقول ما معنى قوله تعالى(وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
الشيخ :بالنسبة لسؤال المرأة عن قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرالسحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون) فهذه الآية في يومالقيامة لأن الله ذكرها بعد ذكر النفخ في الصور فقال (ويوم ينفخ في الصورففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين * وترىالجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنهخبير بما تفعلون * من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزعه يوم إذنآمنون) فالآية هذه في يوم القيامة بدليل ما قبلها وما بعدها وليست فيالدنيا وقوله تحسبها جامدة أي ساكنة لا تتحرك ولكنها تمر مر السحاب لأنهاتكون هباءً منثوراً يتطاير وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليسكذلك هذا الاستدلال غير صحيح لما ذكرنا من أنها تكون يوم القيامة ومسألةدوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليستمسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانتهكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إنالأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك ولكن الشأنكل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليلوالنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهرالقرآن فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدورعلى الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم في القرآن الكريم( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) فقال تجري فأضافالجريان إليها وقال (وترى الشمس إذا طلعت تزاوروا عن كهفهم ذات اليمينوإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلىالشمس إذا طلعت تزاوروا إذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلىالشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها وأن نقول إذا طلعت في رأي العينوتتزاور في رأي العين وإذا غربت في رأي العين وتقرضهم في رأي العين ماالذي يوجب لنا أن نحرف الآية عن ظاهرها إلى هذا المعنى سوى نظريات أوتقديرات قد لا تبلغ أن تكون نظرية لمجرد أوهام والله تعالى يقول (ماأشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) والإنسان ما أوتي من العلمإلا قليلاً وإذا كان يجهل حقيقة روحه التي بين جنبيه كما قال الله تعالى(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)فكيف يحاول أن يعرف هذا الكون الذي هو أعظم من خلقه كما قال الله تعالى(لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فنحننقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذهالنظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالىوهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجردنظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأنالشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إنالله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليلوالتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا منالشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذييلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى اللهعليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدريأين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخرالحديث وهذا دليل على أنها هي التي تتحرك نحو الأرض لقوله أتدري أين تذهبوفي الحديث المذكور قال فإن أذن لها وإلا قيل ارجعي من حيث شئت فتخرج منمغربها وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا أمر هو الواجب علىالمؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذهالنظريات التالفة والتي سيدور الزمان عليها ويقبرها كما قبر نظريات أخرىبالية هذا ما نعتقده في هذه المسألة أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلناأولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التييجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينهابياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنةوأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيملأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن اللهتعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه اختلاف الحق ونعلم أنالنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصحالخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى اللهعليه وسلم فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام اللهوسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينياتالحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذهالحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآنيريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحدوذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارضدليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكنرفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألةأن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب .
يعني هل نأخذ بالذي تعلمناه منذ صغرنا، وهو دوران الأرض حول الشمس , أم نأخذ بما جاء في الكتاب و السنة أن الشمس هي من يتحرك و الأرض ثابتة ؟
والحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد ...
بطلان دوران الأرض حول الشمس
أشارعلماء التفسير كالرازي والطبري والقرطبي استنباطاً من الآيات القرآنية أن الشمس كغيرها من الكواكب، هي في حالة حركة وسَبْحٍ دائمة في مدار خاص بها
حقائق علمية :
- كشف العالم الفلكي " كابلر" أن الشمس وتوابعها من الكواكب تسبح في مدارات خاصة بها وفق نظام دقيق.
- كشف العالم الفلكي " ريتشارد كارينغتون" أن الشمس تدور حول نفسها.
- أن الشمس سينطفىء نورها عندما ينتهي وقودها وطاقتها حيث تدخل حينئذ عالم النجوم الأقزام ثم تموت .
التفسيـر العلمي :
يقول المولى عز وجل في كتابه المجيد: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (mms://63.200.19.44/islampedia/audio/Move024.asf)} [يس: 38].
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الشمس في حالة جريان مستمر حتى تصل إلى مستقرها المقدّر لها، وهذه الحقيقة القرآنية لم يصل إليها العلم الحديث إلا في القرن التاسع عشر الميلادي حيث كشف العالم الفلكي "ريتشارد كارينغتون" أن الشمس والكواكب التي تتبعها تدور كلها في مسارات خاصة بها وفق نظام ومعادلات خاصة وهذا مصداق قوله تعالى: { كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى } [الرعد: 2]، فما هو التفسير العلمي لحركة الشمس؟
إن الشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص المجرّة اللبنية وكما جاء في الموسوعة الأميركية فهي تجري بسرعة 220 مليون كم في الثانية حول مركز المجرة اللبنية التي تبعد عنه 2.7× 10 17كم ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها بحيث تكمل دورة كاملة حول مجرتها كل مائتين وخمسين مليون سنة.
فمنذ ولادتها التي ترجع إلى 4.6 مليار سنة، أكملت الشمس وتوابعها18 دورة حول المجرة اللبنية التي تجري بدورها نحو تجمع من المجرات، وهذا التجمع يجري نحو تجمع أكبر هو كدس المجرات، وكدس المجرات يجري نحو تجمع هو كدس المجرات العملاق، فكل جرم في الكون يجري ويدور ويسبح ونجد هذه المعاني العلمية في قوله تعالى: { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [يس: 40]
ولكن أين هو مستقر الشمس الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}؟
إن علماء الفلك يقدّرون بأن الشمس تسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه وقودها فتنطفىء، هذا هو المعنى العلمي الذي أعطاه العلماء لمستقر الشمس، هذا بالإضافة إلى ما تم كشفه في القرن العشرين من أن النجوم كسائر المخلوقات تنمو وتشيخ ثم تموت، فقد ذكر علماء الفلك في وكالة الفضاء الأميركية (NASA) أن الشمس عندما تستنفذ طاقتها تدخل في فئة النجوم الأقزام ثم تموت وبموتها تضمحل إمكانية الحياة في كوكب الأرض - إلا أن موعد حدوث ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى الذي قال في كتابه المجيد: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ } [الأعراف: 187]
وجه[/b]الإعجاز في الآيات القرآنية الكريمة هو تقريرها بأن الشمس في حالة جريان وسَبْحٍفي الكون، هذا ما كشف عنه علم الفلك الحديث بعد قرون من نزول القرآن الكريم
فتاوي ابن عثيمين – رحمه الله - :
سئل العلامة الشيخ الفقيه ابن عثيمين رحمه اللهعندوران الأرض، ودورانِ الشمس حولَ الأرض ؟ وما توجيهُكم لِمَن أسنِدَ إليهتدريسُ مادةِ الجغرافيا، وفيها أنَّ تَعاقُبَ الليل والنهار بسببِ دَورانِالأرض حولَ الشمس ؟الجوابخلاصَةُ رأينا حولَ دَوَران الأرض :
أنه مِن الأمور التي لم يَردْ فيها نفيٌ ولا إثباتٌ، لا في الكتاب، ولا في السُّنَّة؛ وذلك لأن قولَه تعالى : (َوَألْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أنْ تَميدَ بِكُمْ ) ليس بصريح في دَورانِها، وإنْ كان بعضُ الناس قد استدلَّ بها عليه مُحتجًّا بأن قولَه ) : أنْ تَمِيدَ بِكُمْ ( يدلُّ على أنَّ للأرض حركةً، لولا هذه الرواسي؛ لاضطربتْ بمَنْ عليها.
وقولُه : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا ( ليس بصريح في انتفاءِ دَورانِها؛ لأنها إذا كانت مَحفوظةً مِنالمَيَدانِ في دَورانِها بما ألقى اللهُ فيها مِنَ الرواسي؛ صارت قرارًا،وإن كانت تَدور.
أما رَأْيُنا حولَ دَوَرانِ الشمس على الأرض الذي يَحصل به تعاقُبُ الليل والنهار : فإننا مُستمسِكون بظاهر الكتابِ والسُّنَّةِ مِنأنَّ الشمسَ تدورُ على الأرضدوَرانـًا يحصُلُ به تعاقُبُ الليل والنهار، حتى يقومَ دليلٌ قطْعِيٌّ يكونُ لنا حُجةً بصرفِ ظاهر الكتابِ والسُّنَّةِ إليه - وأنَّى ذلك - فالواجِبُ على المؤمِنِ أن يَستمْسِكَ بظاهِر القرآنِ الكريم والسُّنَّةِ في هذه الأمور وغيرها.
ومِنالأدلةِ على أن الشمسَ تدورُ على الأرض دَورانـًا يحصُلُ به تَعاقُبُ الليل والنهار: قوله تعالى ) : وَتَرَى الشَّمْسَ إذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ( ؛ فهذه أربعةُ أفعال أسنِدَتْ إلى الشمس ) طَلَعَت( ، ( تَزَاوَرُ)، ( غَرَبَتْ ) ، ( تَقْرِضُهُمْ )، ولو كان تَعاقُبُ الليلِ والنهارِ بدَوَرانِ الأرض؛ لَقال: وترى الشمسَإذا تَبَيَّنَ سطحُ الأرض إليها تَزاورُ كهفُهم عنها أو نحو ذلك.
وثبت عن النبي - صلي الله عليه وسلم - أنه قال لأبي ذرٍّ حين غربتِ الشمسُ" : أتدري أين تذهب ؟ " فقال: اللهُ ورسولُه أعلم. قال " : فإنَّهاتذهبُ وتَسجُدُ تحت العَرش وتَستأذِنُ فيُؤذَنُ لها، وإنها تَستأذِنُ فلايُؤذَنُ لها، ويقال: ارجعي مِن حيثُ جِئتِ، فتَطلعُ مِن مَغربِها" ، ففي هذا : إسنادُ الذهابِ والرجوع والطلوع إليها، وهو ظاهِرُ في أنَّ الليلَ والنهارَ يكونُ بدَوَرانِ الشمس على الأرض.
وأما مَا ذَكَرَهُ عُلماءُ الفَلَكِ العَصْريُّون؛ فإنه لم يَصِلْ عندنا إلى حدِّ اليقين،فلا نَدعْ مِن أجله ظاهِرَ كتابِ ربّنا وسُنة نبيِّنا.
ونقول لِمَن أسندَ إليه تدريسُ مادةِ الجغرافيا: يُبيِّن للطلبة أنالقرآنَ الكريمَ والسنةَ كلاهما يدلُّ بظاهره على أن تعاقبَ الليلوالنهار،إنما يكون بدَوران الشمس على الأرض لا بالعكس.
فإذا قال الطالب: أيُّهما نأخذ به: أظاهِرُ الكتاب والسنة، أم ما يدَّعِيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه مِن الأمور اليقينيَّات ؟فجوابه : أنَّا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة ؛لأن القرآنَ الكريم كلامُ الله تعالى الذي هو خالِقُ الكونِ كلِّه،والعالِمُ بكلِّ ما فيه مِن أعيان وأحوال، وحركة وسُكُون، وكلامُه تعالىأصدقُ الكلام وأبْيَنُه، وهو سبحانه أنزلَ الكتابَ تِبيانـًا لكلِّ شيء،وأخبرَ سبحانه أنه يُبيِّنُ لِعبادِه لِئَلا يضِلوا. وأما السنة فهي كلامُرسولِ ربِّ العالمين، وهو أعلمُ الخَلْق بأحكام ربِّه وأفعاله،ولا يَنطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي مِن اللهِ عز وجل؛ لأنه لا مَجال لِتلقِّيها مِن غير الوحي.
وفي ظَنِّي - واللهُ أعلم - أنه سَيجيءُ الوقتُ الذي تتحطمُ فيه فكرةُ علماءِ الفَلَكِ العصريِّين كما تحطَّمَتْ فكرةُ (دارْوين) حول نشأةِ الإنسان.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الرابع والعشرون
و أيضا حين سئل أيضا عن دوران الشمس حول الأرضظاهِرُ الأدلةِ الشرعية تثبتُ أن الشمسَ هي التي تدور على الأرض،وبِدورتِها يحصلُ تعاقبُ الليل والنهار على سطح الأرض، وليس لنا أننتجاوزَ ظاهرَ هذه الأدلةِ إلا بدليل أقوى مِن ذلك يُسوِّغُ لنا تأويلَهاعن ظاهرها.
ومِن الأدلة على أن الشمسَ تدورُ على الأرض دوَرانـًـا يحصل به تعاقُبُ الليل والنهار ما يلي:
1- قال اللهُ تعالى عن إبراهيمَ في محاجَّتِه لِمَن حاجَّه في ربِّه : (فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)؛فكَوْنُ الشمسِ يُؤتَى بها مِنَ المَشرق دليلٌ ظاهِرٌ على أنها التي تَدور على الأرض.
2- وقال - أيضًا - عن إبراهيم : (فَلَمَّارَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّاأَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)، فجعل الأفولَ مِن الشمس لا عنها، ولو كانت الأرضُ التي تدورُ لَقال: فلما أفَلَ عنها.
3- قال تعالى : (وَتَرَى الشَّمْسَ إذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ)؛ فجعل الازْوِرارَ والقرضَ مِن الشمس،وهو دليلٌ على أن الحركةَ منها، ولو كانت مِن الأرض؛ لقال: يزاور كهفُهم عنها. كما أنإضافةَ الطلوعِ والغروب إلى الشمس يدلُّ على أنها هي التي تَدورُ، وإن كانت دلالتُها أقلَّ مِن دلالة قوله: ( تَزَاوَرُ) ،( تَقْرِضُهُمْ)4- وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ الليْلَ وَالنَّهَارَ والشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون). قال ابنُ عباس - رضي الله عنهما - : يَدورون في فلكة كفلكة المِغزَل. اشتهر ذلك عنه.
5- وقال تعالى : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثـًا)،فجَعل الليلَ طالِبـًا للنهار، والطالبُ مُندفعٌ لاحق، ومِن المعلوم أن الليلَ والنهار تابعان للشمس.
6- وقال تعالى :(خَلَقَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَىالنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَوَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُالْغَفَّارُ). فقولُه : (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهار) - أي يُدِيره عليه ككَوَّر العِمامة- : دليلٌ على أنَّ الدوَرانَ مِن الليل والنهار على الأرض، ولو كانت الأرضُ التي تدور عليهما؛ لَقال: يكور الأرضَ على الليل والنهار. وفي قولِه : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمَّى) - المُبَيِّن لِما سَبَقه - : دليلٌ على أن الشمسَ والقمر يجريان جَريـًا حِسِّيـًّا مَكانِيـًّا؛ لأن تسخيرَ المتحرك بحركته أظهرُ مِن تسخير الثابتِ الذي لا يتحرك.
7- وقال تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا - وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) – ومعنى ( تَلَاهَا ) : أتى بعدها- : وهو دليلٌ على سيرهما ودورانِهما على الأرض،ولو كانت الأرضُ التي تدورُ عليهما لم يكنِ القمرُ تاليًا للشمس، بل كانتاليـًا لها أحيانـًا، وتاليةً له أحيانـًا؛ لأن الشمس أرفعُ منه،والاستدلال بهذه الآية يحتاج إلى تأمُّل.
8- وقال تعالى : (وَالشَّمْسُتَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ – وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِالْقَدِيم - لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَااللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : فإضافةُ الجرَيان إلى الشمس، وجعلُه تقديرًا مِن ذي عِزة وعِلم؛ يدلُّ على أنه جَرَيانٌ حقيقيٌّ بتقدير بالِغ،بحيث يترتَّبُ عليه اختلافُ الليل والنهار والفُصول، وتقديرُ القمرمنازلَ: يدل على تنقُّلِه فيها. ولو كانت الأرض التي تدور؛ لَكان تقديرُالمنازل لها مِن القمر لا للقمر. ونفيُ إدراكِ الشمس للقمر، وسبقِ الليلللنهار : يدل على حركةِ اندفاع مِن الشمس والقمر والليل والنهار.
9- وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر - رضي الله عنه - وقد غربت الشمس:
أ "تدريأين تذهب ؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب فتسجد تحتَ العرش،فتستأذن؛ فيؤذنُ لها، فيوشكُ أنْ تستأذنَ؛ فلا يؤذنُ لها فيقال لها: ارجعيمِن حيث جِئتِ؛ فتطلع مِن مَغربها" أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - [متفق عليه]. فقوله: " ارجِعي مِن حيث جئتِ، فتطلع مِن مغربها " : ظاهرٌ جدًّا في أنها تدورُ على الأرض وبدورانها يحصلُ الطلوعُ والغروب.
10- الأحاديث الكثيرة في إضافةِ الطلوع والغروب والزوال إلى الشمس، فإنها ظاهرةٌ في وقوع ذلك منها لا مِن الأرض عليها.
ولعل هناك أدلةً أخرى لم تحضرني - الآن -، ولكن فيما ذكرتُ فتح باب، وهو كافٍ فيما أقصد. واللهُ الموفِّق.
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الخامس والعشرون
سئل أيضا :
السؤال: بارك الله فيكم هذا سؤال منالمستمعة ابتسام محمد احمد من العراق الأنبار تقول ما معنى قوله تعالى(وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
الشيخ :بالنسبة لسؤال المرأة عن قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرالسحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون) فهذه الآية في يومالقيامة لأن الله ذكرها بعد ذكر النفخ في الصور فقال (ويوم ينفخ في الصورففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين * وترىالجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنهخبير بما تفعلون * من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزعه يوم إذنآمنون) فالآية هذه في يوم القيامة بدليل ما قبلها وما بعدها وليست فيالدنيا وقوله تحسبها جامدة أي ساكنة لا تتحرك ولكنها تمر مر السحاب لأنهاتكون هباءً منثوراً يتطاير وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليسكذلك هذا الاستدلال غير صحيح لما ذكرنا من أنها تكون يوم القيامة ومسألةدوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليستمسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانتهكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إنالأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك ولكن الشأنكل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليلوالنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهرالقرآن فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدورعلى الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم في القرآن الكريم( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) فقال تجري فأضافالجريان إليها وقال (وترى الشمس إذا طلعت تزاوروا عن كهفهم ذات اليمينوإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلىالشمس إذا طلعت تزاوروا إذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلىالشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها وأن نقول إذا طلعت في رأي العينوتتزاور في رأي العين وإذا غربت في رأي العين وتقرضهم في رأي العين ماالذي يوجب لنا أن نحرف الآية عن ظاهرها إلى هذا المعنى سوى نظريات أوتقديرات قد لا تبلغ أن تكون نظرية لمجرد أوهام والله تعالى يقول (ماأشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) والإنسان ما أوتي من العلمإلا قليلاً وإذا كان يجهل حقيقة روحه التي بين جنبيه كما قال الله تعالى(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)فكيف يحاول أن يعرف هذا الكون الذي هو أعظم من خلقه كما قال الله تعالى(لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فنحننقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذهالنظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالىوهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجردنظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأنالشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إنالله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليلوالتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا منالشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذييلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى اللهعليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدريأين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخرالحديث وهذا دليل على أنها هي التي تتحرك نحو الأرض لقوله أتدري أين تذهبوفي الحديث المذكور قال فإن أذن لها وإلا قيل ارجعي من حيث شئت فتخرج منمغربها وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا أمر هو الواجب علىالمؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذهالنظريات التالفة والتي سيدور الزمان عليها ويقبرها كما قبر نظريات أخرىبالية هذا ما نعتقده في هذه المسألة أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلناأولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التييجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينهابياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنةوأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيملأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن اللهتعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه اختلاف الحق ونعلم أنالنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصحالخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى اللهعليه وسلم فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام اللهوسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينياتالحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذهالحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآنيريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحدوذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارضدليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكنرفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألةأن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب .
يعني هل نأخذ بالذي تعلمناه منذ صغرنا، وهو دوران الأرض حول الشمس , أم نأخذ بما جاء في الكتاب و السنة أن الشمس هي من يتحرك و الأرض ثابتة ؟