بشرى
06-06-2003, 03:52 PM
وصيتي لك يا بني...
أتخيل ابني وقد صار عروسا يزف إلى زوجه... شابا في أبهى حلته، فامتزج فرحي بتلك اللحظات ببعض قلق ألا يستطيع التوافق مع زوجته.. فتكدر حياته، وأي راحة في تخيل ذلك؟ وإني لا أعلم أجلي، وأرغب في نصح بني، فقد سطرت له هذه النصائح ليقرأها قبيل زواجه، لعله أن ينتفع بها وتفيده حيث قلت:
بني الحبيب عبدالله، أما وقد قرب زواجك فقد حان الوقت لأهدي لك بعض نصائحي وهي تأكيد لما ربيتك عليه مع إضافات حان وقتها، فاعمل بها جاهدا يا رعاك الله..
* أولها: اعلم يا بني أن المرأة محبة لزوجها مهما كانت عيوبه إلا إذا كان ظالما لها ظلما فاحشا، بل إن حبها له يعمي فلا ترى له عيبا ولا تلمس منه نقصا... وإن كنت أخشى من أحدكما فأنت.. ولكن للحب سره الذي لا بد أن نصمّ عنه الآذان فجميل أن ينساق المحب خلف هواه.. يرى الدنيا قد تحولت إلى نعيم لا يعكره شقاء.. حتى إذا ما تعمق في بحر الحب وغاب عن ساحله، أبصر نفسه تائها لا يعلم أين الطريق ولا أين يتجه.. حتى إذا ما اشتدت العواصف حوله خارت قواه وتعب جسده.. وقد يغرق في بحر حبه..!!
أنا لا أخيفك من الحب يا بني بقدر ما أحاول أن أوقظك إلى حقيقة ألا تدخل عالما تجهله إلا وقد عرفته بل وعرفت دقائقه.. فاجعل العلم طريقك إلى هذا الشعور الجميل (الحب)، لا الهوى وحديث النفس وميل القلب.. تأكد من ماهيته، وطرقه والأهم من كل ذلك تأكد جيدا من حدوده..!! فوصيتي لك أن ترعاها وألا تعلقها بك إلا في الحدود التي ترضي الله سبحانه وتعالى أولا ثم ترضيك أنت.. فإذا ما زاد حبها لك عن حبها لربها فقد أشركت معه غيره أما إذا زاد حبها عما يرضيك عنها فقد أشقتك معها..
* ثانيها: أعطها الأمان.. اجعلها تعيشه ي كل لحظة، فهي لا تشك في حبك.. لا تشك في حرصك على أسرتك ولا تشك في وفائك.. فإياك وإزعاجها بما يضايقها من كلام أو فعال.. إنك بذلك يا بني، تضايق نفسك، اطمئنان زوجتك هو اطمئنانك وقلقها قلقك..
* ثالثها: تختلف طباع الناس وما انطوت عليه أنفسهم، فحاول جاهدا أن تتعرف إلى زوجتك.. كيف تفكر.. وكيف تقرر.. ما درجة ثقتها بنفسها.. وما هي درجة امتلاكها لغضبها.. ولأي درجة تتغلب على هواها.. ما الأشياء التي مازالت عالقة بذاكرتها سواء مما تحب أو تكره.. مما تخاف وإلام تطمح؟ وكن حذرا في لمس ذلك.. لا تشعرها بأنك تتعرف عليها فقد تحذرك، أو تشك بك.. اجعلها فقط تأمنك وكن بسيطا معها.. واجعل منك آذانا صاغية وسوف تفتح قلبها ونفسها لك.. وهنا أحذّرك من أن تسمح لها بهتك سر لا ينبغي أو فضح من لا يعنيك أمره.. قد تضعف ولكن ذكر نفسك بعاقبة الخطأ الآجلة أو العاجلة. وإذا ما لمست منها تضايقا على تصرف لك فشجعها على المصارحة بما في نفسها.. وناقش الأمر معها واعترف بخطئك لها.. المصارحة يا بني تطهر القلوب مما قد يعكرها.. فكن صريحا وشجع زوجتك لتكون كذلك..
* رابعها: حافظ على سموّ أخلاقك.. وسعة صدرك.. ولا يخطر بخلدك يوما أن ذلك مما يسلط الناس عليك.. بل إنه رأس جمالك.. وأكثر ما تكون رحيما.. معطاء.. مسعدا لزوجتك.. وثق أن عملك لن يذهب هدرا فهي إن عاجلا أو آجلا سوف تثمن ذلك لك، وإن كان ظني بها محبة لك ساعية في رضاك.. وإنما أقول ذلك على اعتبار ما قد يوسوسه الشيطان لك لما قد يبدر منها من سوء تصرف لا يرضيك عنها.
* خامسها: ليكن قائدك في هذه الحياة دينك.. فاعمل بما أمر به ربك، وانته عما نهى عنه.. بل اجتهد في فعل المستحبات وترك المنهيات.. والعلم، اعلم يا ولدي، والعلماء العلماء فالزم.
* سادسها: كن يا بني قريبا من ربك، رضاه عنك هو كل همك.. تترقى كل يوم في مدارج السالكين إليه بعقلك وقلبك وعملك.. لا ترض بغير الفردوس منزلا في الجنة تجتهد لنيلها لتكون قريبا من الرحمن الرحيم.. فتعتلي همتك لتتعالى عن الدنيا بشهواتها ومنغصاتها.. فرأس مالك قربك من ربك.. ورضاه عنك.. وكل ما سوى ذلك هين.. إذا ما كنت كذلك فأبشر بالسعادة تملأ قلبك.. تشع على الآخرين لتسعدهم معك.. فيحبونك بحب الله لك.. وتذكر يا بني دوما أن فاقد الشيء لا يعطيه.
وأخيرا يا حبيب قلب أمك.. أوصيك بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ولكل مسلم على وجه الأرض: "رفقا بالقوارير" وقوله: "خيركم خيركم لأهله".. فإذا ما أردت أن تعرف إن كنت من الخيرين أم لا، فانظر إلى زوجتك بماذا يا ترى تصفك!!
رعاك الله ورضي عنك وبارك لكما وعليكما وجمع بينكما في خير...
أتخيل ابني وقد صار عروسا يزف إلى زوجه... شابا في أبهى حلته، فامتزج فرحي بتلك اللحظات ببعض قلق ألا يستطيع التوافق مع زوجته.. فتكدر حياته، وأي راحة في تخيل ذلك؟ وإني لا أعلم أجلي، وأرغب في نصح بني، فقد سطرت له هذه النصائح ليقرأها قبيل زواجه، لعله أن ينتفع بها وتفيده حيث قلت:
بني الحبيب عبدالله، أما وقد قرب زواجك فقد حان الوقت لأهدي لك بعض نصائحي وهي تأكيد لما ربيتك عليه مع إضافات حان وقتها، فاعمل بها جاهدا يا رعاك الله..
* أولها: اعلم يا بني أن المرأة محبة لزوجها مهما كانت عيوبه إلا إذا كان ظالما لها ظلما فاحشا، بل إن حبها له يعمي فلا ترى له عيبا ولا تلمس منه نقصا... وإن كنت أخشى من أحدكما فأنت.. ولكن للحب سره الذي لا بد أن نصمّ عنه الآذان فجميل أن ينساق المحب خلف هواه.. يرى الدنيا قد تحولت إلى نعيم لا يعكره شقاء.. حتى إذا ما تعمق في بحر الحب وغاب عن ساحله، أبصر نفسه تائها لا يعلم أين الطريق ولا أين يتجه.. حتى إذا ما اشتدت العواصف حوله خارت قواه وتعب جسده.. وقد يغرق في بحر حبه..!!
أنا لا أخيفك من الحب يا بني بقدر ما أحاول أن أوقظك إلى حقيقة ألا تدخل عالما تجهله إلا وقد عرفته بل وعرفت دقائقه.. فاجعل العلم طريقك إلى هذا الشعور الجميل (الحب)، لا الهوى وحديث النفس وميل القلب.. تأكد من ماهيته، وطرقه والأهم من كل ذلك تأكد جيدا من حدوده..!! فوصيتي لك أن ترعاها وألا تعلقها بك إلا في الحدود التي ترضي الله سبحانه وتعالى أولا ثم ترضيك أنت.. فإذا ما زاد حبها لك عن حبها لربها فقد أشركت معه غيره أما إذا زاد حبها عما يرضيك عنها فقد أشقتك معها..
* ثانيها: أعطها الأمان.. اجعلها تعيشه ي كل لحظة، فهي لا تشك في حبك.. لا تشك في حرصك على أسرتك ولا تشك في وفائك.. فإياك وإزعاجها بما يضايقها من كلام أو فعال.. إنك بذلك يا بني، تضايق نفسك، اطمئنان زوجتك هو اطمئنانك وقلقها قلقك..
* ثالثها: تختلف طباع الناس وما انطوت عليه أنفسهم، فحاول جاهدا أن تتعرف إلى زوجتك.. كيف تفكر.. وكيف تقرر.. ما درجة ثقتها بنفسها.. وما هي درجة امتلاكها لغضبها.. ولأي درجة تتغلب على هواها.. ما الأشياء التي مازالت عالقة بذاكرتها سواء مما تحب أو تكره.. مما تخاف وإلام تطمح؟ وكن حذرا في لمس ذلك.. لا تشعرها بأنك تتعرف عليها فقد تحذرك، أو تشك بك.. اجعلها فقط تأمنك وكن بسيطا معها.. واجعل منك آذانا صاغية وسوف تفتح قلبها ونفسها لك.. وهنا أحذّرك من أن تسمح لها بهتك سر لا ينبغي أو فضح من لا يعنيك أمره.. قد تضعف ولكن ذكر نفسك بعاقبة الخطأ الآجلة أو العاجلة. وإذا ما لمست منها تضايقا على تصرف لك فشجعها على المصارحة بما في نفسها.. وناقش الأمر معها واعترف بخطئك لها.. المصارحة يا بني تطهر القلوب مما قد يعكرها.. فكن صريحا وشجع زوجتك لتكون كذلك..
* رابعها: حافظ على سموّ أخلاقك.. وسعة صدرك.. ولا يخطر بخلدك يوما أن ذلك مما يسلط الناس عليك.. بل إنه رأس جمالك.. وأكثر ما تكون رحيما.. معطاء.. مسعدا لزوجتك.. وثق أن عملك لن يذهب هدرا فهي إن عاجلا أو آجلا سوف تثمن ذلك لك، وإن كان ظني بها محبة لك ساعية في رضاك.. وإنما أقول ذلك على اعتبار ما قد يوسوسه الشيطان لك لما قد يبدر منها من سوء تصرف لا يرضيك عنها.
* خامسها: ليكن قائدك في هذه الحياة دينك.. فاعمل بما أمر به ربك، وانته عما نهى عنه.. بل اجتهد في فعل المستحبات وترك المنهيات.. والعلم، اعلم يا ولدي، والعلماء العلماء فالزم.
* سادسها: كن يا بني قريبا من ربك، رضاه عنك هو كل همك.. تترقى كل يوم في مدارج السالكين إليه بعقلك وقلبك وعملك.. لا ترض بغير الفردوس منزلا في الجنة تجتهد لنيلها لتكون قريبا من الرحمن الرحيم.. فتعتلي همتك لتتعالى عن الدنيا بشهواتها ومنغصاتها.. فرأس مالك قربك من ربك.. ورضاه عنك.. وكل ما سوى ذلك هين.. إذا ما كنت كذلك فأبشر بالسعادة تملأ قلبك.. تشع على الآخرين لتسعدهم معك.. فيحبونك بحب الله لك.. وتذكر يا بني دوما أن فاقد الشيء لا يعطيه.
وأخيرا يا حبيب قلب أمك.. أوصيك بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ولكل مسلم على وجه الأرض: "رفقا بالقوارير" وقوله: "خيركم خيركم لأهله".. فإذا ما أردت أن تعرف إن كنت من الخيرين أم لا، فانظر إلى زوجتك بماذا يا ترى تصفك!!
رعاك الله ورضي عنك وبارك لكما وعليكما وجمع بينكما في خير...