أم ورقة
02-22-2008, 08:59 AM
فخار راشيا: من أقدم الصناعات
عساف أبو رحال
صناعة الفخار في راشيا «العرقوب» قديمة جداً بشهادة كبار المسنين من أهلها.
قبل 50 عاما كانت مراحل التصنيع شاقة لغياب وسائل حفر التربة، تغلّب عليها الأهالي، لأنه ليس من خيار أو بديل لتأمين لقمة عيشهم.
ويمكن استعراض الطرق والأساليب التقليدية التي اعتمدها الأهالي معتمدين على مادة الدلغان، وهي نوع من التربة موجودة في أرض راشيا على عمق نحو خمسة أمتار، وكان الحفر يدوياً، ليُنقل التراب على ضهور الدواب. ومع أوائل سبعينيات القرن الماضي تحولت أنظار العاملين في هذه الصناعة إلى بلدة ضهر الأحمر في قضاء راشيا الوادي لتخطي عناء الحفر حيث تتوافر التربة على سطح الأرض.
بداية يوضع التراب في مكان يسمى «المصاول»، ويخلط بالماء ويترك مدة أسبوع ليتحول إلى مادة طينية، تنقل إلى مكان التصنيع حيث السندان، وهو عبارة عن دولاب خشبي يدار بالأرجل، مربوط بآكس معدني ينتهي عند الأعلى بدولاب خشبي أصغر حجماً تمدّ عليه العجينة التي تأخذ شكلاً هندسياً يوضع تحت الشمس ليجف وينقل إلى فرن يعمل على الحطب.
هذه الصناعة تشمل الأباريق والجرار والخوابي والقدور وأواني الزينة والمزهريات التي كانت ضرورية في السابق وتحولت اليوم إلى كماليات تزيينية، بعدما استبدلت بالمنتجات الصناعية البلاستيكية والزجاجية. كان يعمل في هذه الصناعة أكثر من مئة معلم وعائلة، أما اليوم فهم قلة قليلة لا تتجاوز أصابع اليد، أرادوا من هذه الصناعة أن تبقى راية وعنواناً لبلدتهم. هم عائلات تمسكت، وما زالت، بحياة قروية، وفضلت البقاء في الريف على النزوح. هذه الشريحة تجد صناعة الفخار جزءاً من حياتها.
صناعة الفخار في راشيا ما زالت قائمة وفق الطرق التقليدية القديمة، بانتظار إدخال المكننة التي من شأنها تنمية هذه الصناعة، وبالتالي إعادة تنمية الريف، ولو ضمن إطار محدود.
عدد الجمعة ٢٢ شباط ٢٠٠٨
عساف أبو رحال
صناعة الفخار في راشيا «العرقوب» قديمة جداً بشهادة كبار المسنين من أهلها.
قبل 50 عاما كانت مراحل التصنيع شاقة لغياب وسائل حفر التربة، تغلّب عليها الأهالي، لأنه ليس من خيار أو بديل لتأمين لقمة عيشهم.
ويمكن استعراض الطرق والأساليب التقليدية التي اعتمدها الأهالي معتمدين على مادة الدلغان، وهي نوع من التربة موجودة في أرض راشيا على عمق نحو خمسة أمتار، وكان الحفر يدوياً، ليُنقل التراب على ضهور الدواب. ومع أوائل سبعينيات القرن الماضي تحولت أنظار العاملين في هذه الصناعة إلى بلدة ضهر الأحمر في قضاء راشيا الوادي لتخطي عناء الحفر حيث تتوافر التربة على سطح الأرض.
بداية يوضع التراب في مكان يسمى «المصاول»، ويخلط بالماء ويترك مدة أسبوع ليتحول إلى مادة طينية، تنقل إلى مكان التصنيع حيث السندان، وهو عبارة عن دولاب خشبي يدار بالأرجل، مربوط بآكس معدني ينتهي عند الأعلى بدولاب خشبي أصغر حجماً تمدّ عليه العجينة التي تأخذ شكلاً هندسياً يوضع تحت الشمس ليجف وينقل إلى فرن يعمل على الحطب.
هذه الصناعة تشمل الأباريق والجرار والخوابي والقدور وأواني الزينة والمزهريات التي كانت ضرورية في السابق وتحولت اليوم إلى كماليات تزيينية، بعدما استبدلت بالمنتجات الصناعية البلاستيكية والزجاجية. كان يعمل في هذه الصناعة أكثر من مئة معلم وعائلة، أما اليوم فهم قلة قليلة لا تتجاوز أصابع اليد، أرادوا من هذه الصناعة أن تبقى راية وعنواناً لبلدتهم. هم عائلات تمسكت، وما زالت، بحياة قروية، وفضلت البقاء في الريف على النزوح. هذه الشريحة تجد صناعة الفخار جزءاً من حياتها.
صناعة الفخار في راشيا ما زالت قائمة وفق الطرق التقليدية القديمة، بانتظار إدخال المكننة التي من شأنها تنمية هذه الصناعة، وبالتالي إعادة تنمية الريف، ولو ضمن إطار محدود.
عدد الجمعة ٢٢ شباط ٢٠٠٨