من هناك
02-27-2008, 03:19 AM
المعايرجي··· عالم بيولوجي رحل بعد أن عاش خادماً للقرآن
دائما ما يغادرنا العلماء في هدوء دون تكريم منا أو احتفاء وكأنما قدَرهم أن يكون التقدير من لدن الكريم وحده ثم نتذكرهم بعد رحيلهم فنعقد حفلات التأبين التي استكثرناها عليهم حيال حياتهم ·
ويمر في ذاكرة الأمة شريط طويل لكثير من المنسيين الأعلام آخرهم العالم الجليل فضيلة الدكتور حسن المعايرجي· والدكتور المعايرجي لمن لايعرفه عالم البيولوجي الذي التفت دون كثيرين ممن التفتوا للعلوم البحتة لعلوم القرآن وشغف بجمع ترجماته شغفا ملأ فكره وشغل كيانه ·
ولم يتوقف اهتمامه عند هذا الحد فحمل داخله هموم كل ما يتعلق بالقرآن من تفسير وترجمة حتي كتابة القرآن بالخط العربي يقول رحمه الله : إذا تحدثنا عن الحرف العربي الشريف فهو ذلك الحرف الذي كتب به القرآن الكريم من ألف ولام وميم ونون وصاد·· فشرفت العربية بقرآن كريم من لدن عزيز حكيم·
فإذا كان الصوت الحسن مع الخشوع عند ترتيل القرآن مستحباً واجباً، فإن الخط الجميل عند تدوينه وكتابته أوجب للمحب· ولقد شعر المسلمون قبل انتشار حروف الطباعة بأهمية الخط الجميل وطواعية الحرف العربي الشريف لهذا الإبداع، فاهتموا به اهتماماً شديداً وخدموه وطوروه وسنوا له من القواعد والقوانين ما ارتقي به إلي أن أصبح الخط العربي علي درجة كبيرة من الجمال والكمال والرقي، واعترف العالم كله بذلك·
وكان نسخ مخطوطات القرآن الكريم من أسباب اهتمام المسلمين بالخط العربي، وأصبح تعلم الخط العربي لا يقل أهمية عن باقي علوم اللغة، وأصبح تعلم الخط يقترن بتحفيظ القرآن الكريم لكتابته كتابة صحيحة جميلة· ولم يكن هذا الاهتمام محصوراً في عامة الناس فقط، بل وفي خاصتهم أيضاً، فكان الخط مادة أساسية في تعليم أبناء السلاطين والكبراء·
حتي كانت الكارثة التي عزلت الشعب التركي عن تراثه وفصلته عن جذوره الإسلامية باستعمال الحرف اللاتيني فهاجر من هاجر من الخطاطين الأتراك، وعمل بعضهم بمدرسة تحسين الخطوط المصرية بالقاهرة فأنجبوا جيلاً جديداً من الخطاطين حملوا اللواء من أمثال: عبد الله الزهدي (تركي)، ومحمد مؤنس زاده، والشيخ عبد العزيز الرفاعي، ومحمد جعفر، ومحمد محفوظ، والحريري، وبدوي، وحسني، وغزلان·· وغيرهم·
وأدعو الله أن تكون لتركيا عودة إلي الخط العربي، وكذلك غيرها من بلاد المسلمين التي تحولت عن الحرف العربي كالصومال وبنجلادش وماليزيا وأندونيسيا ودول أواسط آسيا ونيجيريا وغيرها·
معاناة الحاضر
وكما يرقي الأدب ويضعف برقي الدولة وضعفها، كذلك الخط العربي كان فرعاً من الفنون، يرقي ويضعف برقي الدولة وضعفها، فإذا كنا نمر الآن بفترة ضعف ظهرت آثارها في الأدب من شعر ونثر وخطابة وغيرها من ضروب الأدب فإن الخط العربي يعاني في هذه الأيام من ادعاءات التجديد والتحديث والزخرفة، ويعاني من الخطوط الخارجة علي الأصول والقواعد فهبطت به من متاهات لا يعرف مداها، كما حدث في الشعر فأصبح منثوراً خالياً من القواعد والأصول· واختلطت الخطوط فلا هي نسخ أو ثلث، لا يعرف لها اسم أو قاعدة· وانحدر الحرف العربي من قمته التي سلمَنا إياها شيوخ الخطاطين القدماء لنهبط به علي أيدي دعاة التجديد والتحديث·
اقتراح المعايرجي
وكان له رحمه الله رؤية خاصة بالترجمات حيث اقترح حصر ترجمات معاني القرآن الكريم بشتي اللغات·· وجمع نسخ من هذه الترجمات لتكون مكتبة كاملة يستعين بها الباحثون و المحققون· ومن ثم تمحيص تلك التراجم لتعميم الجيد منها والتحذيرمن السيء والمشبوه· واختيار تفسير حسن للقرآن الكريم وترجمته إلي اللغات الأساسية وتوزيعه علي جماهير المسلمين·· وكان موفقا رحمه الله في اهتمامه ب "الأعاجم المسلمين" فهم أكثر من أربعة أخماس الأمة الإسلامية الكبيرة! وإن كان العرب المسلمون ما أحسنوا تيسير العربية لهم، ولا نقل الثقافة الإسلامية بألسنته
دائما ما يغادرنا العلماء في هدوء دون تكريم منا أو احتفاء وكأنما قدَرهم أن يكون التقدير من لدن الكريم وحده ثم نتذكرهم بعد رحيلهم فنعقد حفلات التأبين التي استكثرناها عليهم حيال حياتهم ·
ويمر في ذاكرة الأمة شريط طويل لكثير من المنسيين الأعلام آخرهم العالم الجليل فضيلة الدكتور حسن المعايرجي· والدكتور المعايرجي لمن لايعرفه عالم البيولوجي الذي التفت دون كثيرين ممن التفتوا للعلوم البحتة لعلوم القرآن وشغف بجمع ترجماته شغفا ملأ فكره وشغل كيانه ·
ولم يتوقف اهتمامه عند هذا الحد فحمل داخله هموم كل ما يتعلق بالقرآن من تفسير وترجمة حتي كتابة القرآن بالخط العربي يقول رحمه الله : إذا تحدثنا عن الحرف العربي الشريف فهو ذلك الحرف الذي كتب به القرآن الكريم من ألف ولام وميم ونون وصاد·· فشرفت العربية بقرآن كريم من لدن عزيز حكيم·
فإذا كان الصوت الحسن مع الخشوع عند ترتيل القرآن مستحباً واجباً، فإن الخط الجميل عند تدوينه وكتابته أوجب للمحب· ولقد شعر المسلمون قبل انتشار حروف الطباعة بأهمية الخط الجميل وطواعية الحرف العربي الشريف لهذا الإبداع، فاهتموا به اهتماماً شديداً وخدموه وطوروه وسنوا له من القواعد والقوانين ما ارتقي به إلي أن أصبح الخط العربي علي درجة كبيرة من الجمال والكمال والرقي، واعترف العالم كله بذلك·
وكان نسخ مخطوطات القرآن الكريم من أسباب اهتمام المسلمين بالخط العربي، وأصبح تعلم الخط العربي لا يقل أهمية عن باقي علوم اللغة، وأصبح تعلم الخط يقترن بتحفيظ القرآن الكريم لكتابته كتابة صحيحة جميلة· ولم يكن هذا الاهتمام محصوراً في عامة الناس فقط، بل وفي خاصتهم أيضاً، فكان الخط مادة أساسية في تعليم أبناء السلاطين والكبراء·
حتي كانت الكارثة التي عزلت الشعب التركي عن تراثه وفصلته عن جذوره الإسلامية باستعمال الحرف اللاتيني فهاجر من هاجر من الخطاطين الأتراك، وعمل بعضهم بمدرسة تحسين الخطوط المصرية بالقاهرة فأنجبوا جيلاً جديداً من الخطاطين حملوا اللواء من أمثال: عبد الله الزهدي (تركي)، ومحمد مؤنس زاده، والشيخ عبد العزيز الرفاعي، ومحمد جعفر، ومحمد محفوظ، والحريري، وبدوي، وحسني، وغزلان·· وغيرهم·
وأدعو الله أن تكون لتركيا عودة إلي الخط العربي، وكذلك غيرها من بلاد المسلمين التي تحولت عن الحرف العربي كالصومال وبنجلادش وماليزيا وأندونيسيا ودول أواسط آسيا ونيجيريا وغيرها·
معاناة الحاضر
وكما يرقي الأدب ويضعف برقي الدولة وضعفها، كذلك الخط العربي كان فرعاً من الفنون، يرقي ويضعف برقي الدولة وضعفها، فإذا كنا نمر الآن بفترة ضعف ظهرت آثارها في الأدب من شعر ونثر وخطابة وغيرها من ضروب الأدب فإن الخط العربي يعاني في هذه الأيام من ادعاءات التجديد والتحديث والزخرفة، ويعاني من الخطوط الخارجة علي الأصول والقواعد فهبطت به من متاهات لا يعرف مداها، كما حدث في الشعر فأصبح منثوراً خالياً من القواعد والأصول· واختلطت الخطوط فلا هي نسخ أو ثلث، لا يعرف لها اسم أو قاعدة· وانحدر الحرف العربي من قمته التي سلمَنا إياها شيوخ الخطاطين القدماء لنهبط به علي أيدي دعاة التجديد والتحديث·
اقتراح المعايرجي
وكان له رحمه الله رؤية خاصة بالترجمات حيث اقترح حصر ترجمات معاني القرآن الكريم بشتي اللغات·· وجمع نسخ من هذه الترجمات لتكون مكتبة كاملة يستعين بها الباحثون و المحققون· ومن ثم تمحيص تلك التراجم لتعميم الجيد منها والتحذيرمن السيء والمشبوه· واختيار تفسير حسن للقرآن الكريم وترجمته إلي اللغات الأساسية وتوزيعه علي جماهير المسلمين·· وكان موفقا رحمه الله في اهتمامه ب "الأعاجم المسلمين" فهم أكثر من أربعة أخماس الأمة الإسلامية الكبيرة! وإن كان العرب المسلمون ما أحسنوا تيسير العربية لهم، ولا نقل الثقافة الإسلامية بألسنته