مشاهدة النسخة كاملة : الحقيقة العلمية أسيرة شك... والإعجاز العلمي في القرآن ايضاً !!!
من هناك
04-04-2008, 04:27 AM
الحقيقة العلمية أسيرة شك... يطوّر العلم
د. أسامة الخالدي *
أ- 2 + 2 = 4.
ب- المتنبي أبرز شعراء القرن الرابع الهجري.
ج- الله قادر على كل شيء.
د- البنسلين يشفي داء الرئة البكتيري.
الجمل الأربع أعلاه كلها صحيحة، لكنّ صحتها تختلف من واحدة إلى أخرى. فالجملة الأولى اصطلاحية، نحن نعرّف الأربعة بأنها اثنين زائد اثنين ولا يزيد محتواها على هذا التعريف. وإذا اتفقنا على معنى الاثنين والأربعة، فلن تضيف هذه الجملة الكثير إلى معلوماتنا، وتكون غير قابلة للشك، كما أنها غير قابلة للتعريض للتجربة للتأكد من صحتها لأنها تعرض لحقيقة رياضية، وكل الحقائق الرياضية غير قابلة للتشكيك في صدقيتها.
الجملة الثانية تعكس ذوق قائلها أو رأيه. وفيما يمكن الاعتراض عليها، وإعطاء أمثلة لدحضها أو أمثلة أخرى لإثباتها، لا يمكن إقناع مَن يصرّ على رأيه في الموضوع أن يغيّره. فالأذواق غير قابلة للنقاش كما يقول المثل اللاتيني.
الجملة الثالثة «دينية» أو «إيمانية»، وهي كسابقتها غير قابلة للتعرّض لتجربة لإثباتها، إذ إنّ مجرّد التفكير في التجربة يعني الشك في صحة الجملة، وخصوصاً أن الإيمان الديني يتطلّب اليقين والتشكيك ينفي الإيمان. في الوقت نفسه لا يمكن ابتكار تجربة لقياس قدرة الخالق، فكونه قادراً على كل شيء، هذا يتضمن قدرته على تغيير نتائج التجربة كما يشاء. إمّا أن تؤمن بها أو لا تؤمن.
الجملة الرابعة مبنيّة أساساً على نتائج تجربة أو عدة تجارب، وكما أن التجارب هي التي تؤكدها، فإنها نفسها هي التي يمكن أن تنفيها. وحتى لو كانت هناك مئات التجارب التي تثبت هذه المقولة، يبقى ممكناً أن تُجرى في المستقبل آلاف التجارب التي تدحضها. في هذه المقولة يمكن أن نسأل: هل كان البنسلين العنصر الفعّال في شفاء داء الرئة، أم أنها مادة أخرى موجودة مع البنسلين بنسبة ضئيلة جداً؟ هل أُجريت هذه التجارب على الأرانب أو الفئران؟ وهل ستكون النتائج نفسها لو أُجريت على الإنسان؟ ما هو إمكان حصول الشفاء بمحض الصدفة؟ إلخ.
مجمل القول، هو أنه بالعكس من الحقيقة الرياضية أو الذوقية أو الإيمانية، فإن الحقيقة العلمية قابلة للشك بالتعرّض للاختبار، هي دائماً معرّضة للنفي أو الإثبات، لأنها مبنيّة على تجارب، ونتائج التجارب لا يمكن أن تكون أكيدة. أي إنه لا توجد حقائق علمية بالمعنى الدقيق للحقائق.
وكل ما نسميه بالحقائق العلمية ما هو إلّا نتاج لتجارب نقبل بها ونعمل على أساسها ما دامت التجارب تؤكد صدقها، لكننا في الوقت نفسه مستعدون لرفضها في أية لحظة. ومع أن أية حقيقة علمية لا تتعدى كونها «فرضية علمية» إلاّ أن درجة التأكد من صحتها قد ترتفع إلى ما يقارب اليقين في بعض الحالات وإن كانت لا تصله مطلقاً، وهذا ما سمح ببناء منظومة علمية هائلة تعتمد عليها المدنية الحديثة كما يعتمد عليها العيش اليومي للإنسان. إن مجرد وجود الشك في جميع الحقائق العلمية، وإن كان شكاً فلسفياً فقط، يضفي على المنظومة العلمية تلك المرونة التي تسمح بتطور العلم، وتعطي ذلك التطور الدفع القوي للاستمرار والتقدم.
رغم ذلك، يمكن في أي وقت من الأوقات تحويل الجمل الثلاث الأولى إلى علمية، من خلال إجراء تعديل بسيط عليها كأن نقول:
ـ أخبرنا معلم الحساب أن 2 + 2 = 4.
ـ تؤكد الكتب الدينية أن الله قادر على كل شيء.
ـ يعتقد أكثر الأدباء أن المتنبي أبرز شعراء القرن الرابع الهجري.
عندها تصبح هذه الجمل قابلة للتعرّض للتجربة لإثباتها أو نفيها. ولإثبات الأخيرة، يمكن مثلاً سؤال ألف أديب عمّا إذا كانوا يعتقدون أن المتنبي هو أبرز شعراء القرن الرابع الهجري، فإذا وافقت الأكثرية على ذلك تكون الجملة قد نجحت في التجربة العلمية... لكن نجاحها ليس مؤكداً. هل يمثّل الألف أديب الذين طرح عليهم السؤال مجموع الأدباء؟ هل كان ذلك رأيهم الآني أم الثابت؟ هل يكفي أن نسأل ألف أديب؟ ماذا لو سألنا جميع الأدباء؟ إلخ.
أي إننا عندما حوّلنا الجملة من «ذوقية» غير قابلة للمناقشة أو الشك، إلى علمية، نكون قد وضعناها على محك نتيجته غير مؤكدة كنتيجة تعريض أي مقولة علمية للاختبار. الشيء نفسه ينطبق على الجمل الإيمانية أو الجمل الرياضية إذا ما حوّلت إلى مقولات علمية. بل إن هذه الجمل لا تتحوّل إلى مقولات علمية إلّا بتعريضها للشك.
تبقى الإشارة إلى مفارقة طريفة. غالباً ما نجد بعض الكُتّاب يستعملون معلومات علمية، حديثة، للتأكيد على صحة بعض ما جاء في أحد الكتب المقدسة، وفي رأينا أنهم بهذا يرتكبون خطأً من ناحيتين: الأولى أنهم بذلك عرّضوا الكتب المقدسة للشك، والثانية أنهم يستعملون في حجّتهم حقيقة علمية غير ثابتة للتأكيد على موضوع يكون الشك فيه كافياً لنفي الإيمان، الذي لا يقبل الشك فيه.
* رئيس المركز الوطني للتكنولوجيا الحيوية في عمان
السلام عليكم اخي بلال
لي ملاحظتان
1- اعتقد ان الاعجاز العلمي يطرح كنوع من الاستئناس وليس كدليل على صحة القرآن الكريم.
2- تراكم الادلة الظنية يجعل من الدليل شبه يقيني. وهذه قاعدة في علم الاحصائيات.
عزام
من هناك
04-04-2008, 04:19 PM
شكراً لك اخي عزام وانا ايضاً لي ملاحظات كثيرة على الموضوع وقد وضعته للنقاش وليس خبرياً
هناك من الناس من يجعل دعوته كلها تعتمد على الإعجاز العلمي احياناً وقد يقعوا في الخطأ بسبب هذا الأمر. بالنسبة لتراكم الأدلة الظنية فهذا لا يجعل الدليل الشرعي يقينياً لأن علم الإحصائيات هو علم تجريبي وليس مطلقاً نظرياً. هم يكتفون بأن تكون ال 99.99% شبيهة بال 100% ولكن مهما جاء فلن يكون التجريب سبباً لزيادة ذرة على الإيمان ولا لإنقاص ذرة منه.
اخي الحبيب
ربما اخطات في المصطلح لاني تعلمت هذه الامور بالفرنسية كما تعرف وليس بالعربية انا اقصد علم الاحتمالات probability
وهو علم نظري بحت بل هو فرع من الرياضيات
اقرأ ما يلي تجد استحالة تكون الكون بالصدفة "نظريا" وليس علميا حسب قانون الاحتمالات.
عزام
صدفة أم عمليات حكمية؟
إن معارضي الدين يسلمون بكل ما طرحناه في الصفحات الماضية من الأنظمة العجيبة ، والحكمة غير العادية ، والروح التي تسري في الكون ، ولكنهم يفسرونها بطريقة أخرى ، إنهم عاجزون عن أن يجدوا فيها رمزاً أو إشارة لمنظم ومدير .. فإذا بهم يرون أن كل هذا جاء نتيجة ((صدفة محضة)) .
وإستمع إلى قول هكسلي :
"لو جلست ستة من القردة على آلات كاتبة ، وظلت تضرب على حروفها لملايين السنين ، فلا نستبعد أن نجد في بعض الأوراق الأخيرة التي كتبوها قصيدة من قصائد شكسبير! فكذلك كان الكون ، الموجود الآن ، نتيجة لعمليات عمياء ، ظلت تدور في ((المادة)) ، لبلايين السنين"2 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn68) .
إن أي كلام من هذا القبيل ((لغو مثير)) ، بكل ما تحويه هذه الكلمة من معان ، فإن جميع علومنا تجهل ـ إلى يوم الناس هذا ـ أية صدفة أنتجت واقعاً عظيماً ذا روح عجيبة ، في روعة الكون ، فنحن نعرف بعض الصدف ، وما ينشأ عنها من آثار ، فعندما تهب الرياح تصل ((حبوب اللقاح)) من وردة حمراء إلى وردة بيضاء ، فتأتي بوردة صفراء.. هذه صدفة لا تفسر قضيتنا إلا تفسيراً جزئياً إستثنائياً . فإن وجود الوردة في الأرض بهذا التسلسل ، ثم إرتباطها المدهش مع نظام الكون ، لا يمكن تفسيره بهبة رياح صدفة . إنها تأتي بوردة صفراء ولكنها لا تأتي بالوردة نفسها! إن الحقيقة الجزئية الإستثنائية التي توجد في مصطلح ((قانون الصدفة)) باطلة كل البطلان ، إذا ما أردنا تفسير الكون بها .
يقول البروفسور إيدوين كونكلين :
"إن القول بأن الحياة وجدت نتيجة ((حادث إتفاقي)) شبيه في مغزاه بأن نتوقع إعداد معجم ضخم ، نتيجة إنفجار صدفي يقع في مطبعة"3 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn69) .
وقد قيل : إن تفسير الكون بوساطة (قانون الصدفة) ليس ((بكلام فارغ)) ، بل هو كما يعتقد السير جيمس جينز ينطبق على ((قوانين الصدفة الرياضية المحضة)) .
Purely Mathematical Laws of Chance 4 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn70)
ويقول أحد العلماء الأمريكيين :
"إن نظرية الصدفة ليست إفتراضاً ، وإنما هي نظرية رياضية عليا ، وهي تطلق على الأمور التي لا تتوفر في بحثها معلومات قطعية ، وهي تتضمن قوانين صارمة للتمييز بين الباطل والحق ، وللتدقيق في إمكان وقوع حادث من نوع معين ، وللوصول إلى نتيجة ، هي معرفة مدى إمكان وقوع ذلك الحادث عن طريق الصدفة"5 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn71) .
ولو إفترضنا أن المادة وجدت بنفسها في الكون ، وإفترضنا أيضاً أن تجمعها وتفاعلها كان من تلقاء نفسها (ولست أجد أساساً لأقيم عليه هذه الإفتراضات) ففي تلك الحال أيضاً لن نظفر بتفسير الكون فإن ((صدفة)) أخرى تحول دون طريقنا . فلسوء حظنا : أن الرياضيات التي تعطينا نكتة ((الصدفة)) الثمينة ، هي نفسها التي تنفي أي إمكان رياضي في وجود الكون الحالي ، بفعل قانون الصدفة .
لقد إستطاع العلم الكشف عن عمر الكون وضخامة حجمه ، والعمر والحجم اللذان كشف عنهما العلم الحديث غير كافيين في أي حال من الأحوال ، لتسويغ إيجاد هذا الكون عن قانون الصدفة الرياضي .
ويمكننا أن نفهم شيئاً عن قانون الصدفة من المثال التالي :
"لو تناولت عشرة دراهم ، وكتبت عليها الأعداد ، من 1 إلى 10 ، ثم رميتها في جيبك ، وخلطتها جيداً ، ثم حاولت أن تخرجها من الواحد إلى العاشر بالترتيب العددي ، بحيث تلقي كل درهم في جيبك بعد تناوله مرة أخرى .. فإمكان أن نتناول الدرهم المكتوب عليه1 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn72) في المحاولة الأولى هو واحد على عشرة ، وإمكان أن تتناول الدرهمين (1،2) بالترتيب ، واحد في المائة ، وإمكان أن تخرج الدراهم (1،2،3،4) بالترتيب هو واحد في العشر آلاف .. حتى إن الإمكان في ان تنجح في تناول الدراهم 1 إلى 10 بالترتيب واحد في عشرة بلايين من المحاولات!!" .
لقد ضرب هذا المثال العالم الأمريكي الشهير كريسي موريسن ، ثم إستطرد قائلاً :
"إن الهدف من إثارة مسألة بسيطة كهذه ، ليس إلا أن نوضح كيف تتعقد ((الوقائع)) بنسبة كبيرة جداً في مقابل ((الصدفة))"2 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn73) .
ولنتأمل الآن في أمر هذا الكون ، فلو كان كل هذا بالصدفة والإتفاق ، فكم من الزمان إستغرق تكوينه بناء على قانون الصدفة الرياضي؟
إن الأجسام الحية تتركب من ((خلايا حية)) ، وهذه (الخلية) مركب صغير جداً ، ومعقد غاية التعقيد ، وهي تدرس تحت علم خاص يسمى ((علم الخلايا)) Cytology . ومن الأجزاء التي تحتوي عليها هذه الخلايا : البروتين ، وهو مركب كيماوي من خمسة عناصر ، هي : الكربون ، والهيدروجين ، والنتروجين ، والأوكسيجين ، والكبريت.. ويشمل الجزىء البروتيني الواحد أربعين ألفاً من ذرات هذه العناصر!!
وفي الكون أكثر من مائة عنصر كيماوي ، كلها منتشرة في أرجائه ، فأية نسبة في تركيب هذه العناصر يمكن أن تكون في صالح قانون ((الصدفة))؟ أيمكن أن تتركب خمسة عناصر ـ من هذا العدد الكبير ـ لإيجاد (( الجزء البروتيني)) بصدفة وإتفاق محض؟! إننا نستطيع أن نستخرج من قانون الصدفة الرياضي ذلك القدر الهائل من (المادة) الذي سنحتاجه ، لنحدث فيه الحركة اللازمة على الدوام ، كما نستطيع أن نتصور شيئاً عن المدة السحيقة التي سوف تستغرقها هذه العملية .
لقد حاول رياضي سويسري شهير ، هو الأستاذ تشارلز يوجين جواي أن يستخرج هذه المدة عن طريق الرياضة.. فانتهى في أبحاثه إلى أن ((الإمكان المحض) في وقوع الحادث الإتفاقي ـ الذي من شأنه أن يؤدي إلى خلق كون ، إذا ما توفرت المادة ـ هو واحد على 60\10 (أي 10×10 مائة وستين مرة) . وبعبارة أخرى : نضيف مائة وستين صفراً إلى جانب عشرة!! وهو عدد هائل لا يمكن وصفه في اللغة .
إن إمكان حدوث الجزىء البروتيني عن (صدفة) يتطلب مادة يزيد مقدارها بليون مرة عن المادة الموجودة الآن في سائر الكون ، حتى يمكن تحريكها وضخها ، وأما المدة التي يمكن فيها ظهور نتيجة ناجحة لهذه العملية ، فهي أكثر من 243\10 سنة3 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn74)!
إن جزىء البروتين يتكون من ((سلاسل)) طويلة من الأحماض الأمينية Amino-Acids وأخطر ما في هذه العملية هو الطريقة التي تختلط بها هذه السلاسل بعضها مع بعض ، فإنها لو إجتمعت في صورة غير صحيحة لأصبحت سماً قاتلاً ، بدل أن تصبح موجدة للحياة .
لقد توصل البروفيسور ج.ب. ليتزG.B.Leathes إلى أنه يمكن تجميع هذه السلاسل فيما يقرب من48\10 صورة وطريقة . وهو يقول : إنه من المستحيل تماماً أن تجتمع هذه السلاسل ـ بمحض الصدفة ـ في صورة مخصوصة من هذه الصور التي لا حصر لها ، حتى يوجد الجزىء البروتيني الذي يحتوي أربعين ألفاً من أجزاء العناصر الخمسة التي سبق ذكرها. ولا بد أن يكون واضحاً للقارىء أن القول بالإمكان في قانون الصدفة الرياضي لا يعني أنه لا بد من وقوع الحادث الذي ننتظره ، بعد تمام العمليات السابق ذكرها ، في تلك المدة السحيقة ، وإنما معناه أن حدوثه في أثناء تلك المدة محتمل ، لا بالضرورة ، فمن الممكن على الجانب الآخر من المسألة ألا يحدث شيء ما بعد تسلسل العملية إلى الأبد!
هذا الجزء البروتيني ذو وجود ((كيماوي)) ، لا يتمتع بالحياة إلا عندما يصبح جزءاً من الخلية ، فهنا تبدأ الحياة ، وهذا الواقع يطرح أهم سؤال في بحثنا : من أين تأتي الحرارة ، عندما يندمج الجزىء الخلية؟ ... ولا جواب عن هذا السؤال في أسفار المعارضين الملحدين . إن من الواضح الجلي أن التفسير الذي يزعمه هؤلاء المعارضين ، متسترين وراء قانون الصدفة الرياضي ، لا ينطبق على الخلية نفسها ، وإنما على جزء صغير منها ، هو الجزىء البروتيني وهو ذرة لا يمكن مشاهدتها بأقوى منظار بينما نعيش ، وفي جسد كل فرد منا ، ما يربو على أكثر من مئات البلايين من هذه الخلايا!!
لقد أعد العالم الفرنسي الكونت دي نواي Le Comte de Nouy بحثاً وافياً حول هذا الموضوع ، وخلاصة البحث : أن مقادير (الوقت ، وكمية المادة ، والفضاء اللانهائي) التي يتطلبها حدوث مثل هذا الإمكان هي أكثر بكثير من المادة والفضاء الموجودين الآن ، وأكثر من الوقت الذي إستغرقه نمو الحياة على ظهر الأرض ، وهو يرى : أن حجم هذه المقادير الذي سنحتاج إليه في عمليتنا لا يمكن تخيله أو تخطيطه في حدود العقل الذي يتمتع به الإنسان المعاصر ، فلأجل وقوع حادث ـ على وجه الصدفة ـ من النوع الذي ندعيه ، سوف نحتاج كوناً يسير الضوء في دائرته 82\10 سنة ضوئية (أي : 82 صفراً إلى جانب عشرة سنين ضوئية!!) وهذا الحجم أكبر بكثير جداً من حجم الضوء الموجود فعلاً في كوننا الحالي ، فإن الضوء أبعد مجموعة للنجوم في الكون يصل إلينا في بضعة ملايين من السنين الضوئية فقط .. وبناءاً على هذا ، فإن فكرة أينشتين عن إتساع هذا الكون لا تكفي أبداً لهذه العملية المفترضة . أما فيما يتعلق بهذه العملية المفترضة نفسها ، فإننا سوف نحرك المادة المفترضة في الكون المفترض ، بسرعة خمسمائة تريليون حركة ، في الثانية الواحدة ، لمدة 243\10 بليون سنة (243 صفراً أمام عشرة بلايين) ، حتى يتسنى لنا حدوث إمكان في إيجاد جزىء بروتيني يمنح الحياة . ويقول دي نواي في هذا الصدد :
"لا بد ألا ننسى أن الأرض لم توجد إلا منذ بليونين من السنين ، وأن الحياة ـ في أي صورة من الصور ـ لم توجد إلا قبل بليون سنة ، عندما بردت الأرض"1 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn75) .
هذا ، وقد حاول العلماء معرفة عمر الكون نفسه ، وأثبتت الدراسة في هذا الموضوع أن كوننا موجود منذ 5,000,000,000,000 سنة .. وهي مدة قصيرة جداً ، ولا تكفي على أي حال من الأحوال لخلق إمكان يوجد فيه الجزىء البروتيني ، بناء على قانون الصدفة الرياضي .
وأما ما يتعلق بأرضنا التي ظهرت عليها الحياة ، فقد عرفنا عمرها بصورة قاطعة ، فهذه الأرض كما يعتقد العلماء ، جزء من الشمس ، إنفصل عنها نتيجة لصدام عنيف وقع بين الشمس وسيار عملاق آخر ، ومنذ ذلك الزمان أخذ هذا الجزء يدور في الفضاء ، شعلة من نار رهيبة ، ولم يكن من الممكن ظهور الحياة على ظهره حينئذ لشدة الحرارة ، وبعد مرور زمن طويل أخذت الأرض تبرد ، ثم تجمدت وتماسكت ، حتى ظهر إمكان بدء الحياة على سطحها .
ونستطيع معرفة عمر الكون بشتى الطرق ، وأحسن طريقة عرفناها لهذه الدراسة ، هي التي توصلنا إليها بعد كشف ((العناصر المشعة)) Radio-Active Elements ، فإن الذرات الكهربية تخرج من هذه العناصر بنسبة معلومة بصفة دائمة ، وهذا ((التحلل)) Disintegration يقلل الذرات الكهريبة في هذه العناصر ، لتصبح تلقائياً عناصر غير مشعة عبر الزمان ، واليورانيوم أحد هذه العناصر المشعة ، وهو يتحول إلى معدن الرصاص بنسبة معينة نتيجة لتحلل الذرات الكهربية ، وهذه النسبة في الإنتشار لا تتغير تحت أي ظرف ، من أدنى أو أقصى درجات الحرارة أو الضغط ، ولهذا ستكون على صواب لو إعتبرنا أن سرعة تحول اليورانيوم إلى الرصاص محددة وثابتة لا تتغير .
إن قطع اليورانيوم توجد في كثير من الهضبات والجبال ، ومما لا شك فيه أن هذا اليورانيوم هو جزء من ذلك الجبل ، منذ أن تجمد في شكله الأخير ، عند تجميد الأرض ..
وعلى جانب هذا اليورانيوم نجد قطعاً من الرصاص ، ولا نستطيع أن ندعي أن كل هذا الرصاص نتج عن تحلل اليورانيوم والسبب في هذا أن الرصاص الذي يتكون من تحلل اليورانيوم يكون أقل وزناً من الرصاص العادي ، وبناء على هذه القاعدة الثابتة يمكننا أن نجزم بما إذا كانت أية قطعة من الرصاص من اليورانيوم ، أو أنها قطعة رصاص عادي ، ونحن هنا نستطيع أن نحتسب المدة التي إستغرقتها عملية تحلل اليورانيوم بدقة ، فهو يوجد في الجبل من أول يوم تجمد فيه ، ونستطيع بذلك معرفة مدة تجمد الجبل نفسه!
لقد أثبتت التجارب أنه قد مر ألف وأربعمائة مليون سنة على تجمد تلك الجبال ، التي تعتبر ـ علمياً ـ أقدم جبال الأرض ، وقد يظن البعض منا أن عمر الأرض يزيد ضعفاً أو ضعفين عن عمر هذه الجبال ، ولكن التجارب العلمية تنفي بشدة هذه الظنون الشاذة ، ويذهب البروفيسور سولفيان إلى أن ((المعدل المعقول)) لعمر الأرض هو ألفا مليون سنة2 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn76)!
ولنتأمل الآن ، بعدما تبين لنا أن المادة العادية غير ذات الروح ، تحتاج إلى بلايين البلايين من السنين ، حتى يتسنى مجرد إمكان لحدوث (جزىء بروتيني) فيها بالصدفة! فكيف إذن جاءت في هذه المدة القصيرة في شكل مليون من أنواع الحيوانات ، وأكثر من 200,000 ألف نوع من النبات؟ وكيف إنتشرت هذه الكمية الهائلة على
سطح الأرض ، في كل مكان؟ ثم كيف جاء من خلال هذه الأنواع الحيوانية ذلك المخلوق الأعلى الذي نسميه الإنسان؟ ولا أدري كيف نجرؤ على مثل هذه الإعتقادات ، في حين أننا نعرف جيداً أن نظرية النشوء والإرتقاء تقوم على أساس ((تغيرات صدفية محضة))؟! وأما هذه التغيرات ، فقد حسبها الرياضي باتو Patau ، وإنتهى إلى أن إكتمال تغير جديد في جنس ما ، قد يستغرق مليوناً من الأجيال1 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn77) : فلنفكر في أمر الكلب الذي يزعمون أنه جد الحصان الأعلى ، كم من المدة ، على قول الرياضي باتو سوف يستغرقها الكلب ، حتى يصبح حصاناً؟!
وما أصح ما قاله عالم الأعضاء الأمريكي مارلين ب. كريدر :
"إن الإمكان الرياضي في توفر العلل اللازمة للخلق ـ عن طريق الصدفة ـ في نسبها الصحيحة ، هو ما يقرب من لا شيء"2 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn78) .
لقد أطلت في هذا البحث حتى نتبين مدى سخافة فكرة الخلق بالصدفة ، وبطلانها ، ولست ـ في الحق ـ أشك في انه يستحيل وجود الجزىء البروتيني والذرة عن الصدفة ، كما لا يمكن أن يكون عقلك هذا ـ الذي يتأمل في أسرار الكون وخفاياه ـ من ثمار الخلق الصدفي ، مهما بالغنا في إفتراضاتنا عن المدة الطويلة التي إستغرقتها عملية المادة في الكون ، ونظرية الخلق هذه ليست مستحيلة في ضوء قانون الصدفة الرياضي فحسب ، وإنما هي لا تتمتع بأي وزن منطقي في نفس الوقت .
وأي كلام من هذا القبيل سخيف وملىء بالصلافة .. ومثاله كمن يزعم أن سقوط كوب مملوء بالماء أو بالقهوة سوف يرسم خريطة العالم على الأرض!! لا مانع من أن أسأل هذا الرجل : من أين جاء بهذا الفرش الأرضي ، والجاذبية ، والماء ، والكوب ، حتى يقع هذا الإتفاق الغريب؟!
ولقد ولغ البيولوجيا هيكل Haeckel في زعمه حين قال :
"إيتوني بالهواء ، وبالماء وبالأجزاء الكيماوية ، وبالوقت ، وسأخلق الإنسان" .
ولكن هيكل نسي أو تجاهل في هذه القالة : أنه بتقريره إحتياجه إلى المادة والأحوال المادية ، ينفي زعمه من تلقاء نفسه!
يقول الأستاذ كريسي موريسن3 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn79) في هذا الصدد :
"إن هيكل يتجاهل في دعواه : الجينات الوراثية ، ومسألة الحياة نفسها ، فإن أول شيء سيحتاج إليه عند خلق الإنسان ، هو الذرات التي لا سبيل إلى مشاهدتها ، ثم سيخلق الجينات ، أو حملة الإستعدادات الوراثية ، بعد ترتيب هذه الذرات ، حتى يعطيها ثوب الحياة .. ولكن إمكان الخلق في هذه المحاولة بعد كل هذا ، لا يعدو واحداً على عدة بلايين ، ولو إفترضنا أن هيكل نجح في محاولته ، فإنه لن يسميها صدفة ، بل سوف يقررها ، ويعدها نتيجة لعبقريته"4 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn80) .
ولنختم هذا البحث بقول عالم الطبيعة الأمريكي جورج إيرل ديفيس :
"لو كان يمكن للكون أن يخلق نفسه ، فإن معنى ذلك أنه يتمتع بأوصاف الخالق ، وفي هذه الحال سنضطر أن نؤمن بأن الكون هو الإله .. وهكذا ننتهي إلى التسليم بوجود الإله ، ولكن إلهنا سوف يكون عجيباً إلهاً غيبياً ومادياً في آن واحد!! إنني أفضل أن أؤمن بذلك الإله الذي خلق العالم المادي ، وهو ليس بجزء من هذا الكون ، بل هو حاكمه ومديره ، بدلاً من أن أتنبىء مثل هذه الخزعبلات"5 (file:///C:/Documents%20and%20Settings/user/Local%20Settings/Temp/Temporary%20Directory%201%20for%20i slam.zip/islam.htm#_ftn81) .
الظافر
04-04-2008, 10:00 PM
أخي بلال , باختصار إني أرى الأمر ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
- حقيقة علمية
- نظرية علمية
- تسليم مطلق
الحقيقة العلمية هي ما علمه الإنسان بالتطبيق و الممارسة عن تجربة و إختبار دون حدوث أدنى شك لدي أي من أصحاب الأبحاث .
النظرية العلمية هي الفكرة التي تطرأ على بال إنسان مختص في مجال معين من مجالات العلم و هو بالتالي يحتاج إلى مجاله و المجالات الأخرى لإثباتها أو نفيها .
التسليم المطلق هو العلم الذي لا يحتاج إلى إثبات و إن حاول أحد تفسيره سيصل إما إلى النفي و إما إلى الإثبات و إما إلى الجنون , فالخوض فيه يكون خيطا دقيقا بين الحقيقة و النظرية و التسليم له يصبح علما .
من هناك
04-05-2008, 01:45 AM
شكراً لك اخي عزام على هذه المطولة وانا اوافقك فيما ترمي إليه ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال تطبيق هذه النظريات في المجال الإيماني.
انا افضل ترجمة العشوائية بدل الصدقة لأن عبارة randomness او stochastic تفيد العشوائية في الإختيار وليس الصدفة في الحدوث
اهلين اخي الظافر،
لو كنت اعرف ان هذا الموضوع سيعيدك إلينا لكتبته من زمان طويل. نورت الدار وشرفت الدار واهلها.
انا اوافقك على تقسيمك للأفكار ولكن الحقائق العلمية فيها الكثير من الجدل حتى الآن وبعضها لا زال في طول النظرية المسلم بها ولكنها لم تصبح حقيقة حتى اليوم.
شكراً لك اخي عزام على هذه المطولة وانا اوافقك فيما ترمي إليه ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال تطبيق هذه النظريات في المجال الإيماني.
انا افضل ترجمة العشوائية بدل الصدقة لأن عبارة randomness او stochastic تفيد العشوائية في الإختيار وليس الصدفة في الحدوث
لم افهم كيف توافقني وتخالفني في الآن نفسه؟ :)
ما نختلف عن النصارى فيه ان اساس الايمان بالله مبنى على العقل والفطرة وليس الهوى
ودليل النظام والحدوث لطالما استعمل من قبل العلماء المسلمين
بل ورد في القرآن ايضا.
اليس دليل النظام قائما على استحالة ان يكون الكون بكل تجلياته ونظامه مخلوقا بالصدفة؟
من هناك
04-05-2008, 01:41 PM
لم افهم كيف توافقني وتخالفني في الآن نفسه؟ :)
اليس دليل النظام قائما على استحالة ان يكون الكون بكل تجلياته ونظامه مخلوقا بالصدفة؟
طبعاً لا يمكنني ان اخالف استاذي 100% ولا يمكنني ان اوافق على امر اظنه غير صحيح.
بالنسبة لإثبات عظمة الخلق عن طريق رفض العشوائية فهذا الأمر مقبول عقلاً ومنطقاً ولكن بما ان هناك إحتمال واحد من مليارات المليارت بأن يحدث امر ما، لذلك يستأنس الإنسان بهذا الأمر للنفي ويسعى للإثبات بطريق اخرى.
بالنسبة للمسلم، لا اظن ان دراسة المصادفات هي التي سترسخ إيمانه بالله بألوهيته وربوبيته ولكنها بالتأكيد ستظهر عظمة الخالق سبحانه وتعالى في هذا الكون.
بالنسبة لإثبات عظمة الخلق عن طريق رفض العشوائية فهذا الأمر مقبول عقلاً ومنطقاً ولكن بما ان هناك إحتمال واحد من مليارات المليارت بأن يحدث امر ما، لذلك يستأنس الإنسان بهذا الأمر للنفي ويسعى للإثبات بطريق اخرى.
في كتاب قصة الايمان يعرض المؤلف لرأيك فيقول ان كثيرا من العلماء رفضوا اعتماد قانون العناية او النظام لما تفضلت به واصروا على اعتماد قانون الحدوث.
لكن رأي المؤلف ان كل من الدليلين يعضد الآخر وقد ذكر الدليلان في القرآن الكريم.
الشيخ حسن عيسى عبد الظاهر
كل ما في الوجود مما نبصره وما لا نبصره دليل وآية على وجود الله تعالى والإنسان بكل ما فيه وكل ما يصدر عنه دليل على وجود خالقه ، الله وحده
ويمكن أن نجمل بعض الأدلة في الآتي :
أولاً : دليل الفطرة
: فخلق كل إنسان ناطق إقرار ودليل بوجود الله تعالى ووحدانيته ، وكذلك فكل مولود يولد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها ومهما أحاطت النفس ظلمات الكفر أو الشك فهي في حالة من أحوالها تحس وتشعر بقدرة الله تعالى ، من خالقها ومن محييها ومن مميتها ومن رازقها {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }
{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا } (سورة الأعراف) فأنت أنت أيها الإنسان دليل على وجود الله خالقك
ثانياً دليل العقل :
1-إن الإنسان لم يخلق نفسه ولا أولاده ولا الأرض التي تقله ولا السماء التي تظله والبشر الذين ادعوا الألوهية من دون الله لم يزعموا لأنفسهم خلقاً ولا نفعاً ولا ضراً { أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين }
ومن المعلوم والمقطوع به أن شيئاً في الكون لا يحدث من تلقاء نفسه فلم يبق إلا خالقه ، الله وحده (أم خلقوا من غير شئ أم الخالقون) فالننظر إلى مظاهر الإبداع والعظمة في كل كائن من البشر أو حيوان أو نبات أو جماد كلها ناطقة بوجود الله خالقها وحده ويسمي العلماء هذا الدليل : دليل الإبداع .
وأيضاً هناك دليل العناية :
والناظر في الكون وكل المخلوقات من حوله يرى أنها كلها صغيرها وكبيرها محكومة بسنن وقوانين في غاية الدقة والنظام (الشمس والقمر بحسبان) (كل في فلك يسبحون) وما وصل ويصل إليه علم الإنسان في كل زمان ومكان من كشف للسنن وأسرار للعلم كلها تبرهن بالدلالة على وجود الله ويسمي العلماء هذا الدليل : (دليل العناية)
ثالثاً دليل الحركة :
في كل أرجاء الكون {وفي أنفسكم أفلا تبصرون } ، من الذي خلق ويهيمن على حركتها وسكونها ونظامها في مستقرها ومجراها ، من الذي يمسك بها أن تزول أو تتوقف . { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ) فاطر
رابعاً دليل الحدوث :
فلكل واحد من المخلوقات بداية معروفة ونهاية مقدرة ، بل وكل عناصر الكون كذلك ، فكل ما عدا الله سبحانه أنشأه الله وخلقه من عدم وأحدث وجوده إننا وغيرنا من المخلوقات لم نكن شيئاً ثم كنا بقدرة الله ومشيئته فمن كوننا وأحدثنا ؟ إنه الله الواحد { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاجٍ نبتليه } وخالق الإنسان ومحدثه هو خالق الكائنات كلها { الله خالق كل شيء } سبحانه لا نحصى ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه { الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض } {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض }.ومن أكبر الأدلة على وجود الله تعالى ولو لم يوجد إلا هو لكفى ما تراه من ضياء وبهاء على وجوه أهل الإيمان والعلم والطاعة وما تراه من سواد وظلمة على وجوه أهل الكفر والمعصية قال تعالى { والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلما }. قال تعالى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود }
هذا والله تعالى أعلى وأعلم والله الموفق . . .
الدليل العقلي على وجود الله (دليل العلة الكافية او دليل الحدوث)
ومن هذه المبادىء استدل علماء المنطق والدين على وجود الله. الكون متغير كان معدوما فوجد ووفقا لقانون السببية فلا بد من مرجح رجح وجوده والا لبقي على العدم. والمرجح الذي اوجده لا يعقل ان يكون مخلوقا او متغيرا والا لوجب ان يكون له سبب هو الآخر. نستنتج من هذا ان خالق الكون الذي اخرجه من العدم هو الله المتصف بالكمال المطلق والذي لا يجري عليه زمن ولا يشبه احدا من خلقه. (مصداقا لقوله تعالى "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" )
طبعا لم يستطع الملاحدة انكار هذه الحقائق الفطرية وكل حججهم واهية في هذا الصدد فمنهم من قال:
1- ان قواعد المنطق الفطرية لا تطبق الا في الميدان المحسوس وليس الغيب او الميتافيزياء وجوابه بسيط : وهل الكون غيب او متافيزياء ام هو واقع ملموس؟؟؟
2- ومنهم من قال بأن الكون لا بداية له فهو بالتالي لم يخلق وجوابه بأنه يقول اذن بالتسلسل اللانهائي وهذا مستحيل كما اشرنا من قبل.
3- ومنهم من قال بالتولد الذاتي للكون وجوابه انه وقع بالسلسلة المفرغة حين نسب علة وجود الكون الى الكون نفسه.
ورود هذا الدليل في القرآن الكريم
بعض العلماء المسلمون لا يحبون هذه الادلة العقلية ويقولون ان القرآن الكريم لم يتكل عليها في اثبات وجوده ولكن الحقيقة ان القرآن الكريم اثبت الرد على الحجج التي قلناها حين قال : "ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون" ؟ فقد رد على الذين يقولون بأن لا علة لوجود الكون "ام خلقوا من غير شيء" ورد على الذين يقولون بأن الكون هو الذي خلق نفسه في قوله "ام هم الخالقون" وهل باستطاعة الانسان ان يخلق نفسه؟ لا إذن فكيف يمكن ان يخلق الكون نفسه؟ وفي قصة سيدنا ابراهيم مع عبدة الاصنام دليل مماثل فقد نفى سيدنا ابراهيم الوهية الشمس والقمر ولكن هل اكتفى بنفي الوهيتهما فقط من دون المخلوقات ؟ وماذا لو عبد احدهم الهواء؟ لقد اعطانا سيدنا ابراهيم الحجة على كل من ينسب عملية الخلق الى اشياء متغيرة واعطانا الفارق بين الله وبين خلقه حين قال "لا احب الآفلين"فالشمس والقمر لا بل الكون باسره تتغير و تمر من حال الى آخر فلا بد اذن ان تكون مخلوقة من الله الذي لا يتغير ولا يتبدل. ومثل هذا القول في سورة الاخلاص السورة المعجزة التي تلخص عقيدة المسلمين عند قوله تعالى "الله الصمد". قولنا هذا الانسان صمد معناه يلجأ اليه الناس ويحتاجونه وجاءت كلمة صمد معرفة ب"ال" التعريف لترشدنا الى ان الله هو الصمد الحقيقي والوحيد الذي يحتاج اليه كل المخلوقات فكل المخلوقات قابلة للانعدام ووجودها رجحته ارادة الله.
الدليل العقلي التجريبي على وجود الله ( دليل النظام او العلة الغائية)
لا يفوتنا ان نذكر بأن العلماء الذي يفضلون دليل النظام محقين في ان القرآن الكريم ركز على دليل آخر في حواره مع الملحدين والكفرة والمشركين الا وهو قانون النظام في هذا الكون فذكر في اماكن لا حصر لها اعجاز الله في خلقه وطلاقة قدرته. قانون النظام نفسه ارتكز عليه معظم العلماء المسلمون لأنه اقرب للفهم الى عقل العامة . قيل لإعرابي كيف تستدل على وجود الله فقال: سبحان الله :"الا تدل البعرة على البعير والخطوة على المسير؟ ارض ذات فجاج وسماء ذات ابراج الا تدل على خالقها؟" فالانسان حين يرى آلة معقدة شكلها غريب ثم يراها تعمل فيدخل من طرفها مواد خام ويخرج من طرفها الآخر بضائع مكتملة يوقن بقرارة نفسه ان لهذه الآلة مصمم اخترعها بدقة لتؤدي العمل المطلوب منها. فهل يعقل أن الانسان وهذا الكون البديع المتجانس وجد بالصدفة ؟
يقول القرآن الكريم "سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"
فقوله سنريهم دلالة على مخاطبة الكفار وها نحن نرى ان معظم الاكتشافات العلمية تقع على ايديهم والاعجاز موجود في الكون (الآفاق)، في الجسم الانساني والفكر الانساني (انفسهم) فدلنا ان السبيل على الإيمان هو "دليل النظام" دون ان يهمل "دليل السببية" حين قال "انه على كل شيء شهيد" والتي يفهم منها بأنه الصانع الفعلي الحقيقي لكل شيء في هذا الكون.
وفي ما يلي نبذة من ادلة العلماء المرتكزة على هذا القانون.
قصة القارب العجيب
تحدى أحدالملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهمليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم،لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه،وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عنتأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت علىالشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتىأصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجلمجنون، فكيف يتجمع الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود منيحركه؟!فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكونالعظيم الكبير بلا إله؟!
قصة ورقة التوت
ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكرلهم دليلاً على وجود الله عز وجل.ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقةالتوت.فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ووقة التوت دليلاًعلى وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى: "ووقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دودالقز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذاالرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".إنه الله- سبحانهوتعالى- خالق الكون العظيم!
شبهات الملحدين
يرى البعض بان هذا الدليل اقوى واوضح من الذي سبقه ولكن البعض الآخر يرى الاول اقوى لأنه دليل عقلي خالص لا يرتكز على الحواس بل على العقل فقط ويقولون بأن الإنسان قادر على استخلاصه ولو كان معلقا بين السماء والارض لا يلمس شيئا ولا يرى شيئا حتى جسده الشخصي بينما يعتمد قانون النظام على الحواس والتجربة في استخلاص الحكمة والتنظيم في هذا الكون. ولكن هذا لا يقدح به ابدا في رأيي لأن كل قوانين العلم المسلم بها مبنية على الحواس ايضا وليس على العقل وحده. والبديل الذي يطرحه الملحدون لقانون النظام هو ان كل هذا النظام قائم على الصدفة او يقولون باننا لا نملك تفسيرا في الوقت الحاضر لهذا النظام ولكن تقدم العلم سيكشف لنا اسبابه. وكاني بهم يشعرون بتهافت هذا القول لذا تراهم يفرون من هذه المسألة سريعا ويبدأون التهجم على الاديان ويستفيضون في شرح تناقضها وشرورها على البشرية. والحقيقة ان ما يتجاهلونه هو حقائق بينما ما ينتقدونه هو مجرد شبهات ونحن كمسلمين نجيب عن شبهاتهم كلها اجابات مقنعة (على الاقل بالنسبة لنا) ولكنهم لم يجيبونا يوما عن اسئلتنا بجواب يقنعهم هم انفسهم على الاقل. فمن منا على يقين ومن منا في شك؟
الظافر
04-06-2008, 10:59 AM
الحقيقة العلمية أساسها فكرة تطورت إلى نظرية فأدخلت في عالم من التجارب فخرجت إما حقيقة و إما تم نفيها ...
في علم الهوميوباتي , أحد فروع الطب البديل , يقول البروفيسير اليوناني فيتولكس مجيبا عن مرض إنفصام الشخصية : لو أن طبيبا نفسيا قام بتشخيص هذا المرض لشخص ما , فقمنا بحقنه من جراثيم مرض السل فإن هذا المريض لو كان فعلا كما تم تشخيصه فإن الحقنة لن تضره أبدا , فإذا أصابه مرض السل فاعلم أن تشخيص الطبيب النفسي خاطىء . فعلم الهوميوباتي يقسم الأمراض إلى 4 أقسام , أدناها الرابع و هي الأمراض الخطيرة و المستعصية , فمن كان يندرج في القسم الرابع لن تضره الأمراض التي في الأقسام الثلاثة الأول .
هذه نظرية , سأحللها لأصل من خلالها إلى ما أريد شرحه :
الطبيب :
- الرأي الأول : سيرفض هذه النظرية و يعتبرها شعوذة و السبب أنه غير مقتنع إلا بالطب الذي يمارسه .
- الرأي الثاني : سيرفض هذه النظرية و سيحاول الخوض في نقدها و نقضها لأنه لا يمكن أن يقبل إلا الذي تعلمه من أسلافه .
- الرأي الثالث : سيقبل النظرية , و لكن لن يخوض فيها و لن ينقلها لأنه يعيش في مجتمع من الأطباء الذين يعادون و لا يقبلون إلا الطب العادي .
- الرأي الرابع : لا يعتبرها نظرية بل حقيقة قائمة على الممارسة و التطبيق و المراقبة و الدراسة , لذلك فهو دائما على استعداد أن يدافع عن هذه النظرية و أن ينشرها بين زملائه .
فإذا قسمنا النظرية على الآراء فإنها ستكون عند الأول و الثاني "كذب و غش و شعوذة " و عند الثالث "نظرية" و عند الرابع "حقيقة" ... فالأمر إذا لا يتعلق بالنظرية بعينها و إنما بتقبلها أو رفضها .
فلو طبقنا الأمر نفسه على مثل آخر (كروية الأرض) , فالناس كانوا أيضا أقساما : الرافضون (شعوذة و إلحاد) , المتوقفون دون الإعتراض (نظرية) , المحاولون للإثبات و الناشرون للفكرة (حقيقة) .
فأي أمر تؤمن به هو حقيقة و أي أمر ترفضه ستجد ألف تسمية له , و أي أمر يعجبك لكن تخاف الخوض فيه فهو نظرية .
--------------------
أنا لا أتكلم إلا على العلم , أما الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره و الجنة و النار , و الجان و ........... فهذه حقائق أعتبرها من الفطرة أكره الخوض فيها إلا إذا اضطر الأمر , و لا أجدني مضطرا لهذا , و لا أزكي أحدا على الله .
--------------------
أخي بلال أنا موجود بين الفترة و الأخرى على حسب الفضاوة :)
من هناك
04-06-2008, 06:49 PM
شكراً لك اخي عزام على المقالة وعلى النقل. إن تلك الأمثلة التي وردت في المقالة تنفع مع اناس طاهري الفطرة ولكن في هذا الزمان، فهم يتكبرون على الأمثلة البسطية ويغالبون منطقهم ايضاً بسبب الإعتزاز بالإثم.
اخي الظافر،
انت موجود ولكن فضيلنا حالك لما يكون عندك وقت لأنني احب ان ارى مثل هذه النقاشات في صوت فقد حرمنا منها زماناً :)
إن الحقيقة العلمية لها عدد من التعريفات وهذا احدها ولكن يجب ان تكون الحقيقة العلمية غير قابلة للنقد ولذلك فكل نظرية لا زالت قابلة للنقد فهي لا تعتبر حقيقة علمية بعد. قد تكون الحقيقة علمية او متيافيزيقية او غير ذلك ولكن في النهاية، لو سلم كل الناس بأمر ما بغض النظر عن بساطته فهو حقيقة لهم ولكن قد يأتي يوم وتنقلب تلك الحقيقة وتعود لكونها نظرية مرفوضة رفضها الناس.
بالنسبة للمثال الذي اوردته فلم افهمته بسبب جهلي بذاك المرض. هل هو صحيح ان من يصاب بالإنفصام لا يصاب بالسل؟
بعد ذلك اتابع قراءة الأربع حالات لأنني علقت في السل :)