تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اغتيال "عماد مغنية" بديل لحرب موسعة في لبنان أم تعجيل بها ؟!



مقاوم
04-04-2008, 09:56 PM
اغتيال "عماد مغنية" بديل لحرب موسعة في لبنان أم تعجيل بها ؟!
كتب أ. محمد جمال عرفة


http://qawim.net/images/stories/imadmognie.jpg

http://qawim.net/exq.gif رغم أن الاغتيالات الصهيونية لقادة حركات المقاومة العربية، هي سياسة ثابتة منذ نشأة هذه الدولة النشاز في المنطقة، فلا أحد يعرف على وجه الدقة لماذا بادر الصهاينة هذه المرة بقتل مسئول العمليات العسكرية الخارجية لحزب الله اللبناني رغم أنهم يدركون أن هذا الفعل سيتبع رد فعل ربما يعيد كرة الحرب للجنوب اللبناني مرة أخري وبصورة بلا شك أشرس من حرب الصيف الماضي .

فالعملية تمت بأصابع صهيونية واضحة لا تخطئها العين – سواء عبر عملاء أو جواسيس أو طابور خامس في سوريا أو حزب الله نفسه - وجرت عمليات تهنئة رصدتها الصحف الصهيونية بين القادة الصهاينة وبعضهم البعض وتبادل لكؤوس الخمر، والنفي الصهيوني للتورط فيها كان أمرا طبيعيا، ولا يمكن أن ننسى أن وزير الدفاع باراك متخصص في هذا النوع من الاغتيالات وحصل على عشرات النياشين عليها.

والمؤشرات علي ذلك كثيرة منها : أن رئيس جهاز الموساد مئير داغان الذي انتهت فترة خدمته وجري المد له لمدة عامين، جري التجديد له في الخدمة عاما أخرا لدليل علي تفوقه خصوصا في عمليتي اغتيال مغنية، واغتيالات غزة، وتعميق الهوة بين فتح وحماس، كما أن باراك له سجل اسود قذر في هذا الصدد حينما قتل عام 1973 في بيروت ثلاثة قادة فلسطينيين في شققهم - كمال عدوان وكمال ناصر ومحمد يوسف النجار، وحينما قتل سنة 1988 قتل أبو جهاد (خليل الوزير)، في منزله في تونس، وأصابعه واضحة في اغتيال مغنية أيضا .

وبصرف النظر عن أن اغتيال مغنية لا شك يثير حالة من القلق داخل حزب الله، لأن معنى ذلك أن هناك اختراق ما للحزب سواء من جواسيس أو عملاء يمكنهم أن يرشدوا فرق الاغتيالات الصهيونية لزعيم حزب الله نفسه (نصر الله)، فالواضح أن الهدف الإسرائيلي الأكبر من وراء العملية تغلب علي أي مخاوف بشأن رد محتمل لحزب الله في الخارج ( ضمن إطار الحرب المفتوحة التي هدد بها الحزب بعدما بدأتها إسرائيل) .

ولكن ما هو هذا الهدف الأكبر ؟

يبدو أن هذا الهدف هو رغبة رئيس الوزراء الصهيوني وأركانه تفادي حرب جديدة في لبنان خصوصا أن التقارير التي نشروها هم تتحدث عن إعادة الحزب تسليح نفسه عبر سوريا وإيران وقدرته علي قصف أهداف صهيونية، وأنهم فضلوا القيام بهذه الخطوة الضخمة باغتيال المسئول العسكري للحزب كبديل لنشوب حرب في جنوب لبنان لا يزال الجنود الصهاينة غير مهيئين لها، حيث يجري تغيير تدريبهم على حروب أدغال واشتباكات مدن بدلا من حروب الصحراء والدبابات التي اعتادوا عليها .

هذا التفادي لحرب موسعة في جنوب لبنان - لن يخسر فيها لبنان كثيرا لأنه لا يزال مدمرا منذ الحرب الماضية وستخسر فيها إسرائيل أكثر – كان له مبرر أخر لدي الصهاينة، إذ أن تقرير لجنة فينوغراد الذي وجه اتهاما شديدا لأولمرت في حرب سنة 2006 لم يبرد بعد، ومن الصعب التضحية بفشل جديد للجيش الصهيوني في لبنان .

ومع هذا فقد سعي الأمين العام لحزب الله حسن نصر لجر شكل الصهاينة وربما التمهيد لرد ينتويه هو، حينما قال 22-2-2008، أن إسرائيل اغتالت عماد مغنية أبرز قياديي حزبه العسكريين في سياق "عملية استباقية" لحرب ستشنها على لبنان أو أن "قتل الحاج عماد مغنية في سياق حرب مفتوحة وشاملة في سياق عملية استباقية تحضر فيها إسرائيل لحرب جديدة على لبنان" حسبما قال، وأضاف "يريدون (الإسرائيليون) أن يشطبوا مجموعة من القادة الجهاديين وعلى رأسهم عماد مغنية لشطب عنصر القوة الرئيسية لحزب الله الذي تجلى في حرب تموز (2006) (...)، وحتى تفقد المقاومة قدرتها إذا ما شنوا حربا جديدة" .

وليس هناك تفسير لتصريح نصر الله سوي أنه سيرد وربما يجلب رده الحرب علي لبنان، رغم أن الحزب متورط بدوره في أزمة داخلية مع الفرقاء اللبنانيين بشأن مشكلة تسمية رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة، بل لقد عاد نصر الله ليؤكد بعدها بيومين أنه سيرد وأقسم ثلاثة على ذلك !.

ويبدو أن هذا التصور المتعلق بقدرة حزب الله علي الرد وفي العمق الصهيوني لو قامت حرب جديدة هو ما خلص اليه الصهاينة ففضلوا اللجوء لعنصر حسم عسكري استخباري خارج لبنان باغتيال مغنية، وفي هذه الحالة سيضربون ايضا عدة عصافير ببعضها البعض .. (الأول) بضرب تحالف حزب الله – سوريا – إيران، لأن اغتيال مغنية لابد وأنه تم بمؤامرة أو تجسس أو اختراق داخلي من أي من الأطراف الثلاثة وكل منهم سيشك في الأخر فيضيع تحالفهم، و(الثاني) ضرب الروح المعنوية لجنود حزب الله سواء وقعت حرب أم لا، و(الثالث) إثبات أن اليد الصهيونية لا تزال طويلة ورفع الروح المعنوية المنهارة لجيش الاحتلال .

فتهديد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بان إسرائيل كلها ستكون في مرمى صواريخ حزب الله في حال اندلاع حرب مستقبلية بين الجانبين، وتهديده بأن إسرائيل ستبقي بلا جيش لو دخلت معركة جديدة، له ما يبرره في تصريحات سابقة لإيهود براك قال فيها أن حزب الله اللبناني أعاد بناء ترسانته من الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، وأصبح يمتلك عددًا من الصواريخ أكبر مما كان يمتلكه قبل حرب الصيف الماضي، ويمتلك حاليًا عددًا أكبر من الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى من تلك التي كان يمتلكها قبل بداية الحرب"، وأن حزب الله "حصل على عدد كبير من الصواريخ المضادة للدبابات" من النوع الذي ثبت أنه مدمر للدبابات خلال حرب الصيف .

هل جرى تفادي الحرب ؟

ولكن هل جرى تفادي الحرب الموسعة كما هو التحليل الذي يرجح أن إغتيال مغنية جاء كبديل لتوسيعها ؟ الواقع أنه ليس من صالح أي طرف سواء تل ابيب أو حزب الله القيام بأي حرب جديدة في الوقت الراهن لأسباب تتعلق بأمور داخلية في تل أبيب وفي لبنان، فكلاهما يشتبك في معارك داخلية مع معارضيه وكلاهما يعاني من مشكلات داخلية، ولكن الذي لا شك فيه هو أن حسابات حزب الله – وخلفه إيران – تختلف عن حسابات باقي الفرقاء اللبنانيين، وهو مستعد لحرب سواء توصل لاتفاق معهم علي حل لمشكلة الرئاسة أم لا .

بل ويمكن القول أن الحرب ربما تكون هي الخيار الأفضل لحزب الله طالما أن جميع الخصوم يطالبونه بنزع سلاحه، فلتكن إذا حربا موسعه تتبدل فيها المعادلات في لبنان أو يقسم وتنهار حكومة السنيورة، رغم أن الحرب كذلك سوف تعطي خصوم الحزب مبررا أكبر للمطالبة بنزع سلاح حزب الله، وأن يصبح صوتهم في هذه الحرب أعلي بعدما كان خفيضا في الحرب الماضية ويقال علي استحياء .
وبالمقابل لا يختلف الحال إسرائيليا لو اشتبكوا في حربين مع المقاومة في لبنان وفي غزة في الوقت نفسه، فليس صحيحا ما يقال من أن الصهاينة يحضرون لغزو غزة بريا ومن ثم ليسوا بحاجة لحرب ثانية علي جبهة جنوب لبنان، لأن السياسة الصهيونية قامت على خوض حربين في وقت واضح وعلى عدة جبهات عربية.

هل يمكن بالتالي اعتبار اغتيال مغنية بديلا عن حرب واسعة النطاق في المخيلة الصهيونية، وليس مقدمة لحرب أخرى كما يقول نصر الله، أم أن إسرائيل قامت بهذه العملية كتمهيد لكسر نفسية جنود حزب الله وهزيمتهم نفسيا قبل شن حرب برية، والتمهيد لشن حرب تدرك هي أنها لو وقعت فسوف تتغير كافة التكتلات في لبنان وربما يزداد تمزقا، وهو ما ألمح اليه أولمرت حينما قال أن أي حرب جديدة ستؤثر علي وحدة لبنان !؟.

وهل من صالح حزب الله أن يغامر بهذه الحرب التي يقول أنه مستعد لها، أم يرد بعمليات عسكرية في الخارج مثل اختطاف عملاء صهاينة في الخارج ( كعملية جلب العميد في الأمن الصهيوني تننباوا من أوروبا وخطفه)، أو مهاجمة مصالح صهيونية وسفارات علي طريقة عماد مغنية نفسه الذي اشتهر في شبابه بتفجيرات وعمليات خطف، بحيث يدخل هذا في سياق الحرب المفتوحة التي هدد بها نصر الله ؟.

الذي لا شك فيه أن حزب الله سيرد .. وغالبا سيرد في الخارج والداخل معا، ولن يضع في حسبانه أن يؤدي هذا لحرب حدودية كالتي اندلعت الصيف الماضي وقتل فيها 1200 لبناني مدني مقابل 159 عسكري صهيوني بمعدل 40 لبناني مقابل صهيوني واحد، لأنه اذا كان الحزب يواجه ضغوطا داخلية من خصومه ومن الخارج للتنازل عن سلاحه والتخلي عنه والعمل كحزب سياسي فقط غير مسلح، فمن باب أولى أن يفقد هذه الأسلحة في معركة مع العدو الصهيوني، والأهم أنه لو حقق نتائج معقولة وصمودا يرقي للانتصار، فشوف يشجعه ذلك على الاستقواء ضد خصومه في الداخل، وهنا قد تكون الحرب أهلية لبنانية – لبنانية في ظل تهديات كل فريق !


http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2370&Itemid=1

من هناك
04-05-2008, 02:27 AM
لكن كاتب المقال لم يأخذ الخطابات التالية لنصر الله بعين الإعتبار !

مقاوم
04-05-2008, 06:23 AM
في الواقع، الكاتب بنظري غفل عن أمور مهمة أو قد يكون قلل من شأنها وحري بنا أن نتوقف عندها.
منها مثلا:
لو كان الصهاينة فعلا هم الذين اغتالوه فلماذا في دمشق وليس بيروت مرتعهم؟
ماذا عن الوضع الداخلي للحزب والخلافات التي تسربت؟
ومنذ متى تحتاج إسرائيل أو حزب الله لمبرر في إشعال الحرب؟
ماذا عن الوضع السياسي الداخلي في الكيان الصهيوني؟

من هناك
04-05-2008, 01:50 PM
ماذا عن الوضع السياسي الداخلي في الكيان الصهيوني؟كلها فهمتها ما عدا هذه
هل يريد اولمرت انتصاراً إسمياً برأيك على ابواب انتخابات حزبه سيكون ضعيفاً فيها؟

مقاوم
04-05-2008, 02:52 PM
بل على العكس. وضعه الداخلي هش جدا وأية مغامرة عسكرية الآن سوف تعيد للأذهان صور فشله السابق وهذا ما يريد الابتعاد عنه بأي ثمن.

من هناك
04-05-2008, 03:00 PM
بل على العكس. وضعه الداخلي هش جدا وأية مغامرة عسكرية الآن سوف تعيد للأذهان صور فشله السابق وهذا ما يريد الابتعاد عنه بأي ثمن.الله يبشرك بالخير :)

مقاوم
04-05-2008, 03:08 PM
الله يبشرك بالخير :)
حاضرين للطيبين :)
لكن هذا لن يدوم طويلا والله أعلم، أنا أتكلم بالمدى القصير.