أم ورقة
04-18-2008, 08:51 PM
انحباس المطر يزيد كلفة الإنتاج الزراعي
http://www.al-akhbar.com/files/images/p11_20080418_pic1.full.jpgري المزروعات في البقاعتعاني المناطق الزراعية في البقاع انخفاض منسوب مياه الأمطار، الذي يؤثر سلباً على المياه الجوفية، ما ينعكس ارتفاعاً في الأكلاف الزراعية بنسبة تزيد على 20 في المئة، تضاف إلى ارتفاع أسعار المبيدات والمواد الزراعية والمحروقات
البقاع ــ نقولا ابورجيلي
أسهمت الطبيعة هذا العام بزيادة تكاليف الإنتاج الزراعي بنسبة 20 في المئة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الزراعية من بذار وأسمدة كيماوية وأدوية علاجية ومغذية بنسبة فاقت 120 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة. فمعدل كمية الأمطار التي هطلت هذا العام لم يصل إلى المستوى المطلوب، حيث أفادت مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة بأن معدل هطول الأمطار منذ بدء عام 2008 حتى اليوم بلغ 373 ملم، أي إن النسبة المحققة متدنية عن الفترة ذاتها من العام الماضي 460 ملم، وبتراجع ملحوظ عن السنوات السابقة، حيث وصل منسوب مياه الأمطار إلى حدّه الأقصى بما يوازي 660 ملم. ويستبعد المزارعون الحصول على مساعدات من الحكومة، لكونهم لم يحصلوا حتى اليوم على تعويضات خسائر حرب تموز، إضافة إلى غياب أي حديث عن تعويضهم الأضرار التي أصابت مزروعاتهم نتيجة حرب تموز. في حين برزت مطالبة بإقامة مشاريع للري في منطقة البقاع، لخفض الأكلاف المرتفعة التي يتكبدها المزارعون لتأمين ديمومة إنتاجهم، إضافة إلى المحافظة على منسوب المياه الجوفية.
نقص المياه الجوفية
وهذا الواقع أدى إلى نقص في مخزون المياه الجوفية التي تعدّ المصدر الرئيسي لاستمرار ري المزروعات الصيفية «البكّير واللقسي»، وانحباس المطر لفترة امتدت شهرين زاد من مصاريف الري، اضطر معها المزارعون إلى استئجار العمال واستخدام الآلات الزراعية في أوقات مبكرة، خلافاً للعادة، لتوفير المياه اللازمة لمزروعاتهم وشراء كميات إضافية من المحروقات لتشغيل محركات الآبار الارتوازية ومضخات الري. هذا الوضع طال أيضاً الأشجار المثمرة المروية التي تساعد أمطار الربيع في التخفيف من أعباء تكاليف سقايتها. وأكثر ما يزيد من مخاوف الفلاحين التأثيرات السلبية على الأشجار المثمرة البعلية، وما يسبّبه الجفاف من تراجع نموها وإضعاف قدرتها على إنضاج ثمارها طبيعياً.
تأثير أسعار المحروقات
ويؤكد أمين سر نقابة المزارعين والفلاحين في البقاع، عمر الخطيب، لـ«الأخبار» أن انحباس المطر هذا العام زاد من أعباء تكاليف الإنتاج الزراعي بنسب متفاوتة بين صنف وآخر، تراوحت بين 15 و20 في المئة، بسبب حاجة مزروعات الحبوب، وخصوصاً القمح والشعير إلى ثلاثة «عدادين» ( فترات ري المزروعات بمعدل 10 ساعات لكل مرحلة)، إضافة إلى كلفة ري الخضر (خس ــــ بقدونس ــــ بصل ــــ ثوم)، إضافة إلى الكلفة المرتفعة لتوفير المياه لنبتات البطاطا التي تعدّ من أكثر الأصناف تكلفة، بحيث تمتد فترات نموها إلى أكثر من 3 أشهر على الأقل.
وأضاف الخطيب أن الزيادة في أسعار المحروقات، وبالأخص مادة المازوت، زادت الطين بلّة. وقلّل من أهمية عقد الآمال وانتظار مساعدات من الحكومة قائلاً: «من المخجل المطالبة بأية تعويضات نرى أنها قليلة نسبة لما وعدنا به سابقاً، نتيجة حرب تموز والخسائر التي لحقت بمزروعاتنا جرّاء العوامل الطبيعية العام الماضي». وكل ما طالب به الخطيب هو حماية الإنتاج الزراعي من خلال توفير أسواق لتصريف الإنتاج، واستمرار دعم برنامج دعم الصادرات الزراعية من «إيدال» الذي يسهم ولو جزئياً بالتخفيف من كساد الإنتاج.
المطالبة بمشاريع للري
ناشد الخطيب الدولة العمل على إنشاء مشاريع مماثلة لمشروع الليطاني الذي يوفّر كميات كبيرة من المياه تغطّي ري آلاف الدونمات لأراض تابعة لخمس بلدات محيطة ببحيرة القرعون، لافتاً إلى أن تكلفة ري الدونم الواحد في تلك المنطقة لا تتجاوز 30 ألف ليرة لمزروعات البطاطا والخضر على أنواعها، ولا تتجاوز 20 ألف ليرة لمزروعات الحبوب والأشجار المثمرة، أي بتكاليف أقل مما ينفقه المزارع في مناطق أخرى، بحيث تصل تكلفة الدونم الواحد لري موسم البطاطا إلى 100 دولار.
وأشار «إلى إمكان إحياء مشروع حصر مياه شمسين وعنجر في منطقة البقاع الأوسط بعد مرور أكثر من خمسين عاماً» على استملاك حوالى 300 دونم من الأراضي، بموجب مرسوم استملاك حمل الرقم 18093/957، مع وجود دراسات أعدّها مهندسون مختصون خلصت إلى تنفيذ هذا المشروع بتكاليف قليلة، نظراً إلى «قرب المسافة بين نهر شمسين وينابيع عنجر ومكان تجميع المياه على تلة عين البيضة الواقعة بين بلدتي بر الياس وكفر زبد. وشدد على أهمية إقامة هذا المشروع، لكونه يسهم في خفض تكاليف ري آلاف الدونمات للأراضي المحيطة بالمشروع، وبالتالي المحافظة على منسوب المياه الجوفية التي تغذي الأنهار والينابيع القريبة، والتخفيف من توزيعها عشوائياً بعد اwwستخراجها بواسطة الآبار الارتوازية المنتشرة في تلك البقعة. ووجّه الخطيب نداءً إلى المزارعين للعمل على تأليف لجنة تنحصر مهماتها بتوفير المبالغ اللازمة لتنفيذ هذا المشروع.
عدد الجمعة ١٨ نيسان ٢٠٠٨
http://www.al-akhbar.com/files/images/p11_20080418_pic1.full.jpgري المزروعات في البقاعتعاني المناطق الزراعية في البقاع انخفاض منسوب مياه الأمطار، الذي يؤثر سلباً على المياه الجوفية، ما ينعكس ارتفاعاً في الأكلاف الزراعية بنسبة تزيد على 20 في المئة، تضاف إلى ارتفاع أسعار المبيدات والمواد الزراعية والمحروقات
البقاع ــ نقولا ابورجيلي
أسهمت الطبيعة هذا العام بزيادة تكاليف الإنتاج الزراعي بنسبة 20 في المئة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الزراعية من بذار وأسمدة كيماوية وأدوية علاجية ومغذية بنسبة فاقت 120 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة. فمعدل كمية الأمطار التي هطلت هذا العام لم يصل إلى المستوى المطلوب، حيث أفادت مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة بأن معدل هطول الأمطار منذ بدء عام 2008 حتى اليوم بلغ 373 ملم، أي إن النسبة المحققة متدنية عن الفترة ذاتها من العام الماضي 460 ملم، وبتراجع ملحوظ عن السنوات السابقة، حيث وصل منسوب مياه الأمطار إلى حدّه الأقصى بما يوازي 660 ملم. ويستبعد المزارعون الحصول على مساعدات من الحكومة، لكونهم لم يحصلوا حتى اليوم على تعويضات خسائر حرب تموز، إضافة إلى غياب أي حديث عن تعويضهم الأضرار التي أصابت مزروعاتهم نتيجة حرب تموز. في حين برزت مطالبة بإقامة مشاريع للري في منطقة البقاع، لخفض الأكلاف المرتفعة التي يتكبدها المزارعون لتأمين ديمومة إنتاجهم، إضافة إلى المحافظة على منسوب المياه الجوفية.
نقص المياه الجوفية
وهذا الواقع أدى إلى نقص في مخزون المياه الجوفية التي تعدّ المصدر الرئيسي لاستمرار ري المزروعات الصيفية «البكّير واللقسي»، وانحباس المطر لفترة امتدت شهرين زاد من مصاريف الري، اضطر معها المزارعون إلى استئجار العمال واستخدام الآلات الزراعية في أوقات مبكرة، خلافاً للعادة، لتوفير المياه اللازمة لمزروعاتهم وشراء كميات إضافية من المحروقات لتشغيل محركات الآبار الارتوازية ومضخات الري. هذا الوضع طال أيضاً الأشجار المثمرة المروية التي تساعد أمطار الربيع في التخفيف من أعباء تكاليف سقايتها. وأكثر ما يزيد من مخاوف الفلاحين التأثيرات السلبية على الأشجار المثمرة البعلية، وما يسبّبه الجفاف من تراجع نموها وإضعاف قدرتها على إنضاج ثمارها طبيعياً.
تأثير أسعار المحروقات
ويؤكد أمين سر نقابة المزارعين والفلاحين في البقاع، عمر الخطيب، لـ«الأخبار» أن انحباس المطر هذا العام زاد من أعباء تكاليف الإنتاج الزراعي بنسب متفاوتة بين صنف وآخر، تراوحت بين 15 و20 في المئة، بسبب حاجة مزروعات الحبوب، وخصوصاً القمح والشعير إلى ثلاثة «عدادين» ( فترات ري المزروعات بمعدل 10 ساعات لكل مرحلة)، إضافة إلى كلفة ري الخضر (خس ــــ بقدونس ــــ بصل ــــ ثوم)، إضافة إلى الكلفة المرتفعة لتوفير المياه لنبتات البطاطا التي تعدّ من أكثر الأصناف تكلفة، بحيث تمتد فترات نموها إلى أكثر من 3 أشهر على الأقل.
وأضاف الخطيب أن الزيادة في أسعار المحروقات، وبالأخص مادة المازوت، زادت الطين بلّة. وقلّل من أهمية عقد الآمال وانتظار مساعدات من الحكومة قائلاً: «من المخجل المطالبة بأية تعويضات نرى أنها قليلة نسبة لما وعدنا به سابقاً، نتيجة حرب تموز والخسائر التي لحقت بمزروعاتنا جرّاء العوامل الطبيعية العام الماضي». وكل ما طالب به الخطيب هو حماية الإنتاج الزراعي من خلال توفير أسواق لتصريف الإنتاج، واستمرار دعم برنامج دعم الصادرات الزراعية من «إيدال» الذي يسهم ولو جزئياً بالتخفيف من كساد الإنتاج.
المطالبة بمشاريع للري
ناشد الخطيب الدولة العمل على إنشاء مشاريع مماثلة لمشروع الليطاني الذي يوفّر كميات كبيرة من المياه تغطّي ري آلاف الدونمات لأراض تابعة لخمس بلدات محيطة ببحيرة القرعون، لافتاً إلى أن تكلفة ري الدونم الواحد في تلك المنطقة لا تتجاوز 30 ألف ليرة لمزروعات البطاطا والخضر على أنواعها، ولا تتجاوز 20 ألف ليرة لمزروعات الحبوب والأشجار المثمرة، أي بتكاليف أقل مما ينفقه المزارع في مناطق أخرى، بحيث تصل تكلفة الدونم الواحد لري موسم البطاطا إلى 100 دولار.
وأشار «إلى إمكان إحياء مشروع حصر مياه شمسين وعنجر في منطقة البقاع الأوسط بعد مرور أكثر من خمسين عاماً» على استملاك حوالى 300 دونم من الأراضي، بموجب مرسوم استملاك حمل الرقم 18093/957، مع وجود دراسات أعدّها مهندسون مختصون خلصت إلى تنفيذ هذا المشروع بتكاليف قليلة، نظراً إلى «قرب المسافة بين نهر شمسين وينابيع عنجر ومكان تجميع المياه على تلة عين البيضة الواقعة بين بلدتي بر الياس وكفر زبد. وشدد على أهمية إقامة هذا المشروع، لكونه يسهم في خفض تكاليف ري آلاف الدونمات للأراضي المحيطة بالمشروع، وبالتالي المحافظة على منسوب المياه الجوفية التي تغذي الأنهار والينابيع القريبة، والتخفيف من توزيعها عشوائياً بعد اwwستخراجها بواسطة الآبار الارتوازية المنتشرة في تلك البقعة. ووجّه الخطيب نداءً إلى المزارعين للعمل على تأليف لجنة تنحصر مهماتها بتوفير المبالغ اللازمة لتنفيذ هذا المشروع.
عدد الجمعة ١٨ نيسان ٢٠٠٨