مشاهدة النسخة كاملة : من مخلفات جحا الرقمية...
من هناك
04-27-2008, 12:42 AM
من مخلفات جحا الرقمية...
دخل جحا على امرأته...فوجدها ترتق أسمالا بالية...
وقف عند رأسها سائلا: ماذا تفعلين يا امرأة؟
قالت إني أرتق بعض أفكارك البالية...فأخلاقك لم تعد كما كانت في السابق...لقد أصبحت تجلس كثيرا أمام ذلك الحاسوب...قد يأخذك مني و يضيف عقلك إلى عقله و تتركني بلا عقل كالمجنونة أبحث عنك بين صفحات الويب أو الويل أو ماذا يسمون ذلك...؟
فلقد اشتكت لي جارتي من أن جارتها قد رأت أم الجيران تتخاصم مع زوجها لأنها وجدته يتحدث مع إحداهن عبر ذلك الصندوق...
قل يا جحا: هل لديه لسان و أذنين و كذلك عينين يا جحا؟
فتعالت ضحكات جحا حتى تساقطت بعض أسنانه المصطنعة...و أخذته شهقة من السعال كادت تقضي عليه لولا لطف من الله عز و جل...فزوجته عادة ما تضع بجانبها قنينة الماء...لأن جحا ينشف ريق فمها من كثرة الأسئلة...فناولته شربة ماء أعادت فيه الروح...
فقال لها يا امرأة: هل تغارين؟
قالت : كيف لا...
فسألها: هل نشطت قشرتك الدماغية مع تلك الأسمال البالية؟...فكثيرا ما يمدك القديم بالشيء الجديد... فهل من جديد؟
قالت و هي تضع يدها على خدها و كأنها تفكر:ما يبهرني في ذلك الصندوق هو كونه يشبه «صندوق العجائب...فأين يخبأ تلك الكميات الهائلة من المعلومات و الصور و الأخبار و المكتبات و كل ما يخطر لك على البال؟
فأجابها: و أين تضعين ذكرياتك و أفكارك يا امرأة؟ من المفروض أن تكون في جهة من جهات رأسك كما قال أحدهم...لكنها بالمقارنة مع ما يحمل لا تشكل إلا الجزء اليسير من الذاكرة الفردية للإنسان و قد يصلوا ليضعوا تاريخ العالم في ذاكرته...
فكيف يعقل ذلك يا جحا؟
أجبني يا امرأة: أين تضعين حسناتك و سيئاتك و كل أعمالك صغيرها و كبيرها حلوها و مرها الجميل منها و القبيح كذلك لعشرات السنين؟
قالت : هي في كتاب مرقوم يحمله كل فرد في عنقه يطوق به في يوم من الأيام...حقيقة فنحن لا نراه و لكن نعتقد بوجوده...كما أننا لا نرى الذرة لكننا نعتقد في وجودها...مع فارق...هو أن الذرة نراها بأجهزة حديثة...و ذاك الكتاب لا نراه في الدنيا لأنه مخلوق أصلا للآخرة و ليس للدنيا... و مع ذلك قد يقرأ الإنسان منه شيئا في الدنيا قبل الآخرة...و تلك هي عملية التذكر و ما تختزنه الذاكرة من ذكريات...لكن و هذا من باب التأكيد كل منا سيقرأ كتابه و يفتحه في الآخرة يتذكر ما قد نسي...فتجد فيه كل شيء من الصغيرة إلى الكبيرة...
و لكن يا جحا لم تجبني عن السؤال بعد، فذاكرة الإنسان مهما كبرت فلم تكن مثل ذاكرة الحاسوب؟
تأملي جيدا في التلسكوب...ذاك المنظار الذي ترى به النجوم و الكواكب الأخرى البعيدة جدا...أليس ذاك بعين اصطناعية؟
بلا يا جحا...
فكذلك ذاكرة الحاسوب فهي امتداد لذاكرة الإنسان بآلاف من المرات؟
ولكن يا جحا يظل سؤال يحيرني...
ما هو: يا امرأة؟ و كفانا من الأسئلة الفضفاضة...
تقول امرأة جحا إذا كانت الذاكرة واحدة، و ما هي إلا امتداد بشكل من الأشكال للخلايا الدماغية؟ هل يكون السليكون الموجود في التراب و الذي منه يتم صنع الأقراص المدمجة أو المضغوطة و هو الحاضن للمعلومات و الحافظ عليها في ذاكرة الحاسوب هو من نفس طينة السليكون الموجود في الخلايا الجسمية المكونة لجسد الإنسان على أساس الحديث الصحيح " كلكم من آدم و آدم من تراب "...و التراب يحتوي السيلكون بالإضافة للمواد الأخرى...فالسؤال المنطقي الذي تطرحه امرأة جحا باعتبارها تحمل الجنين تسعة أشهر في رحمها...هل تتشكل الذاكرة من السيلكون و أشياء أخرى من نفس طينة السيلكون المستخلص من التراب ؟
صمت طويلا جحا و هو يقلب السؤال يمنة و يسرة ثم قال لها سنرى فيما بعد ما يقوله العلم و ما يقول الدين في هذا السؤال باعتبارهما لا يتناقضان في الجواب و قد يختلفان في المنهج و طريق استدلال كل واحد منهما...
و إلى ذلك الحين دمتم في رعاية الله بعيدا عن الأسئلة الحرجة...
أم ورقة
04-27-2008, 10:25 AM
ما شاء الله جحا و زوجته كم هما مثقفان
هنا الحقيقه
04-27-2008, 10:28 AM
صمت طويلا جحا و هو يقلب السؤال يمنة و يسرة ثم قال لها سنرى فيما بعد ما يقوله العلم و ما يقول الدين في هذا السؤال باعتبارهما لا يتناقضان في الجواب و قد يختلفان في المنهج و طريق استدلال كل واحد منهما...
يحتاج الى قوقلشتاين
او العلامة قوقلنت
ليجيب
أم ورقة
04-27-2008, 10:32 AM
بالمناسبة ماذا تعني كلمة "أسمال"
أنا لا أعرفها
هنا الحقيقه
04-27-2008, 11:23 AM
هنا تاتي بمعنى الثوب البالي او الخلق
بارك الله بك
أبو مُحمد
04-27-2008, 12:11 PM
السلام عليكم ..
لكن ماذا ان صح ان جحا هذا هو التابعي ابو الغصن والذي شُهد له بانه عاقل طبيعي وليس به حمق ولا ما عداه.
مجرد سؤال خطر ببالي عند قراءة الموضوع فجر اليوم وأخشى أننا سنقع في غيبة رجل شهد له ائمة وعلماء برجاحة العقل وانه طبيعي وان ما ينسب اليه من سخرية ذكية احيانا غير صحيحة والله اعلم.
lady hla
05-02-2008, 02:06 PM
.... السلام عليكم .....
... هذه ليست شخصية جحا الذي نعرفه ونسمع عنه .. ولا يزال كما هو .. لم يتغيرّ .. لم ولن يصل إلى مستوى جحا هذا ..!!
سلامي اليك
lady hla
القدس
من هناك
05-02-2008, 02:35 PM
الله اعلم جحا المقصود ليس تابعياً واظن ان اسمه ناصر الدين او شيء من هذا القبيل
شيركوه
05-04-2008, 10:31 PM
الذي اعرفه هو ما اذكر اني قراته في مكان ما من انه كان قاضيا في عهد التتار او ما شابه وكان يتذاكى ويستظرف لكي يمرر قراراته على التتار
لم يكن غبيا بل "حربوق" على قولة اللبنانيين ...
لا دري بصراحة ولكن لعل ها هو الصحيح ولكن الناس شوهت القصة والصقت بها ما ليس منها واصبح على غير ما كان عليه
كما الامر بالنسبة لقراقوش ... صاحب المثل الشهير "حكم قراقوش" ... الذي يرمى به كل ظالم
الا ان قراقوش كان واليا للسطان الناصر صلاح الدين رحمه الله وكان قراقو صارما في تطبيق الحدود على الصيع واصحاب الاهواء ولم يكن يتوانى في تطبيق حدود الله ...
وهذا تمت تويه صورته فاصبح يوصم بالظم ولم يكن كذلك
هذا ما اذكره من قراءاتي
السلام عليكم
شيركوه
05-04-2008, 10:31 PM
الذي اعرفه هو ما اذكر اني قراته في مكان ما من انه كان قاضيا في عهد التتار او ما شابه وكان يتذاكى ويستظرف لكي يمرر قراراته على التتار
لم يكن غبيا بل "حربوق" على قولة اللبنانيين ...
لا دري بصراحة ولكن لعل ها هو الصحيح ولكن الناس شوهت القصة والصقت بها ما ليس منها واصبح على غير ما كان عليه
كما الامر بالنسبة لقراقوش ... صاحب المثل الشهير "حكم قراقوش" ... الذي يرمى به كل ظالم
الا ان قراقوش كان واليا للسطان الناصر صلاح الدين رحمه الله وكان قراقو صارما في تطبيق الحدود على الصيع واصحاب الاهواء ولم يكن يتوانى في تطبيق حدود الله ...
وهذا تمت تويه صورته فاصبح يوصم بالظم ولم يكن كذلك
هذا ما اذكره من قراءاتي
السلام عليكم
أبو مُحمد
05-04-2008, 10:36 PM
لا حول ولا قوة الا بالله .
اني يا أخي شيركوه سمعت ممن يسمون فنانين استهزائهم باعلام كبار فيستخدمون اسمائهم للسخرية والناس لا تعرف من هو صاحب الاسم .
بخصوص جحا فاني قرأت منذ ايام عن ان هناك شخصيتين احدهما تابعي واحدهما لربما قاضيا او ما شابه واما التابعي فيشهد له برجاحة العقل واظن ان الاخر كما قلت انت يدعي الحمق ويستخدم السخرية لايصال رسالة على طريقة الرسم الكاريكاتيري اليوم ان صح التشبيه :)
نسأل الله العفو والعافية
شيركوه
05-04-2008, 10:37 PM
قراقوش:
أبو سعيد قراقوش بن عبدالله الأسدي الملقب بهاء الدين ( - 597هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/597%D9%87%D9%80)) كان خادم صلاح الدين الأيوبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9% 84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D 8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A) وقيل خادم أسد الدين شيركوه (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B3%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8% AF%D9%8A%D9%86_%D8%B4%D9%8A%D8%B1%D 9%83%D9%88%D9%87)، عم صلاح الدين فأعتقه. ولما استقل صلاح الدين بالديار المصرية جعل له زمام القصر، ثم ناب عنه مدة بالديار المصرية، وفوّض أمورها إليه، واعتمد في تدبير أحوالها عليه. كان رجلاً مسعودًا، حسن المقاصد، جميل النية، وصاحب همة عالية، فآثاره تدل على ذلك، فهو الذى بنى السور المحيط بالقاهرة، ومصر ومابينهما، وبنى قلعة الجبل، وبنى القناطر التي بالجيزة على طريق الأهرام، وعمر بالمقس رباطا، وعلى باب الفتوح (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%AA%D9%88%D8%AD) بظاهر القاهرة خان سبيل، وله وقف كثير لايعرف مصرفه.
ولما أخذ صلاح الدين مدينة عكا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%83%D8%A7) من الفرنج سلمها إليه، ثم لما عادوا واستولوا عليها وقع أسيرًا في أيديهم، وافتك نفسه منهم بعشرة آلاف دينار في سنة 588هـ، ففرح به السلطان فرحًا شديدًا، وكان له حقوق كثيرة على السطان وعلى الإسلام والمسلمين، واستأذن في المسير إلى دمشق ليحصل مال إقطاعه فأذن له.
والناس ينسبون إليه أحكاماً عجيبة في ولايته، حتى إن للأسعد بن مماتي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%A F_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D9%85%D8%A7%D 8%AA%D9%8A) له جزء سماه "الفاشوش في أحكام قراقوش (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%81% D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B4_%D9%81%D9%8 A_%D8%A3%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85_%D 9%82%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%88%D8%B4&action=edit&redlink=1)"، وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه، والظاهر أنها موضوعة، حيث إن صلاح الدين كان معتمدا عليه في أحوال المملكة، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته مافوضها إليه، وتوفي بالقاهرة سنة (597هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/597%D9%87%D9%80)).
قراقوش: وهو لفظ تركي معناه بالعربي العُقاب، الطائر المعروف، وبه سمي الإنسان.
قضى مايزيد على الثلاثين عاما في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي وابنيه.
فقراقوش يعرف لدى غالبية الناس مقترنا بالأحكام العجيبة والتي تصوره ظالما تارة وغبيا تارة أخرى، وهي أحكام يتناقلها الناس ويزيد عليها البعض نوادر وطرائف نسبت قبل قراقوش إلى الكندي وجحا وأشعب حتى أصبح البعض حين يرى تصرفا ظالما أو غريبا يطلق عليه حكم قراقوش .
قراقوش ..
كان موضوع كتاب صدر حديثا للأستاذ / صالح محمد الجاسر تحت عنوان : (قراقوش .. المظلوم حيا وميتا)
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة تطرق فيها إلى ماتعرضت له سيرة العديد من أعلام المسلمين من تشويه وانتقاص، وتطرق إلى ماتعرضت له شخصية بهاء الدين قراقوش من تشويه وقال: "أما بهاء الدين قراقوش فعلى الرغم من أنه شخص شبه مغمور لايعرف سيرته إلا من يبحث في سيرة صلاح الدين الأيوبي وأعماله حيث يرى بصمات واضحة لقراقوش في تلك الأعمال، إلا أنه تعرض لتشويه جعله ينتقل من قائمة المحاربين والمهتمين بالعمارة إلى قائمة الحمقى والمغفلين وأحيانا الطغاة".
وأشار المؤلف إلى أنه على الرغم من قسوة التهم التي تعرض لها قراقوش "إلا أنها كانت سبباً في شهرته وتداول اسمه بين الناس، ممادفع بالكثير من المؤرخين إلى التطرق إلى سيرته ونفي مايُنسب إليه من أحكام".
وأتبع المؤلف مقدمته بمدخل أبان فيه أن دافعه لتأليف هذا الكتاب تقديم سيرة قراقوش كما كتبها المؤرخون الثقاة وليس كما صورها ابن مماتي ومن جاء بعده من العامة.
وبعد المقدمة والمدخل جاء الكتاب في ثلاثة فصول حرص المؤلف على توثيقها بهوامش تفصيلية لكل فصل تشرح ماورد في المتن من كلمات غريبة وترجم للأعلام الذين تطرق لهم الكتاب وكان لهم دور في حياة بهاء الدين قراقوش.
وتناول المؤلف في الفصل الأول وعنوانه: (بهاء الدين قراقوش .. الخادم الأمين)
سيرة قراقوش واتصاله بصلاح الدين الأيوبي وبدأ الفصل برأي أو على الأصح بشهادة من صلاح الدين قالها في قراقوش حين عهد إليه ببناء سور عكا حيث قال صلاح الدين: "ماأرى لكفاية الأمر المهم، وكف الخطب الملم، غير الشهم الماضي السهم، والمضيء الفهم، الهمام المحرب، النقاب المجرب، المهذب اللوذعي، المرجب الألمعي، الراجح الرأي، الناجح السعي، الكافي، الكافل بتذليل الجوامح، وتعديل الجوانح، وهو الثبت الذي لايتزلزل، والطود الذي لايتحلحل، بهاء الدين قراقوش، الذي يكفل جأشه بما لاتكفل به الجيوش".
ثم أشار المؤلف إلى أن المؤرخين لم يذكروا شيئا واضحا عن نشأة قراقوش وإنما أشارت بعض المصادر إلى أنه فتى رومي خصي أبيض ولد في بلاد آسيا الوسطى وفيها عاش فترة طفولته ثم في ظروف غامضة اتصل بأسد الدين شيركوه عم صلاح الدين، وبعد وفاة شيركوه سنة 564 هـ التحق قراقوش بخدمة صلاح الدين الأيوبي حيث برزت مواهبه منذ أول يوم تولى فيه صلاح الدين الوزارة في مصر وتمثل ذلك في سعي قراقوش مع الفقيه عيسى الهكاري لإقناع معارضي تولية صلاح الدين الوزارة، ثم قيام صلاح الدين بتولية قراقوش إدارة القصر الفاطمي الذي كان مصدر إزعاج لصلاح الدين بسبب ماكان يضمه القصر من حاشية كبيرة زاد نفوذها وأصبحت ذات دور مؤثر في إدارة البلاد ولم تكن راضية على تعيين صلاح الدين في الوزارة وقد استطاع قراقوش إدارة القصر بحنكة واقتدار.
كما أشار المؤلف إلى ما تولاه قراقوش بعد ذلك من أعمال منها تولي أمور عكا وعمارة سورها لصد هجمات الصليبيين ثم تكليفه ببناء العديد من القلاع والحصون منها قلعة صلاح الدين بالقاهرة وبناء القناطر الخيرية.
وأشار المؤلف إلى الأعمال التي قام بها قراقوش بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي سنة 589 هـ حيث عمل في خدمة الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب فكان ينوب عنه حين يسافر خارج القاهرة، وحينما غدر بالعزيز بعض أمراء الأسدية بقي قراقوش الذي كان نائبه في القاهرة مواليا له فعاد العزيز إلى الديار المصرية للقضاء على ذلك التمرد، كما أوكل إليه العزيز مهمات آخر حيث كان يتولى حفظ أموال الزكاة ويتولى النظر في المظالم.
وبعد وفاة الملك العزيز أصبح قراقوش وصيا على ابنه الملك المنصور محمد الذي كان عمره تسع سنين حتى عزل قراقوش من الأتابكية (الوصاية) إلا أن قراقوش بقي على أهميته حتى وفاته في رجب سنة 597 هـ.
في الفصل الثاني تناول المؤلف كتاب
(الفاشوش في أحكام قراقوش)
للأسعد بن مماتي الذي كان معاصرا لقراقوش وكان هذا الكتاب وماتبعه من كتب سببا في تشويه سيرة قراقوش، وتطرق المؤلف إلى أسباب تأليف هذا الكتاب الذي لم يؤدي الغرض الذي ذكره ابن مماتي في مقدمته وهو أن يريح صلاح الدين من قراقوش المسلمين كما يطرح المؤلف عدة تساؤلات حول الكتاب، هل المقصود منه قراقوش أم الدولة الأيوبية بكاملها؟ وهل رأى صلاح الدين هذا الكتاب وإذا كان قد رآه لماذا لم يذكر المؤرخون موقف صلاح الدين من الكتاب أو من قراقوش المقصود به. ويشير المؤلف إلى الآراء التي تناولت هذا الموضوع كما يسوق معظم الحكايات التي ضمنها ابن مماتي كتابه ويبدي ملحوظاته عليها.
كما يتطرق المؤلف إلى من اتخذوا كتاب الفاشوش في أحكام قراقوش مرجعا لهم حين تطرقهم لشخصية قراقوش ويناقش ماطرحوه من آراء متأثرة بكتاب البن مماتي.
وخصص المؤلف الفصل الثالث والأخير وعنوانه
(قراقوش في ميزان التاريخ)
لبيان الوجه المشرق الذي أثبته المؤرخون الثقاة لقراقوش فيورد العديد من النصوص التي وردت في عدد من كتب التراجم والتاريخ وعرفت بقراقوش كما استبعدت ماينسب إليه من أحكام ومن أبرز هذه الآراء رأي شمس الدين أحمد بن خلكان الذي أفرد لقراقوش ترجمة خاصة في كتابه وفيات الأعيان تطرق فيها إلى ماينسب لقراقوش من أحكام فقال: "والناس ينسبون إليه أحكاما عجيبة في ولايته، حتى أن الأسعد بن مماتي المقدم ذكره له جزء لطيف سماه (الفاشوش، في أحكام قراقوش) وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه، والظاهر أنها موضوعة، فان صلاح الدين كان معتمداً في أحوال المملكة عليه، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته مافوضـها إليه".
--------
منقول عن ويكيبيديا
السلام عليكم
شيركوه
05-04-2008, 10:41 PM
تبرئة قراقوش../ رشاد أبو شاور
يردد بعضنا هذا المثل دون تمحيص، فمع طول الاستخدام استقّر في الأذهان حتى بات حقيقة لا يداخلها شك: على نفسها جنت (براقش )!
من هي (براقش) هذه، وما هي جنايتها على نفسها؟
شخصيّاً، كل ما عرفته أن (براقش) كلبة، ولكن ما جنايتها التي جرّتها على نفسها؟ لا جواب عندي، ثمّ في أي زمن عاشت عمرها القصير، أو المقصوف، ومن صاحبها، وهل نهايتها المفجعة ـ كما يوحي المثل ـ لسوء سلوك منها؟ ألا تكون قد قامت بواجبها في التصدي للصوص همّوا بسرقة بيت صاحبها، فكان أن ضاقوا بها فقتلوها شّر قتلة؟ ألا تستّحق وساماً وتقريظاً على وفائها، وشجاعتها؟ ما يدرينا أن اللصوص هم من عاقبوا سمعة براقش بتأليفهم ذلك المثل؟
هيهات أن يعاد (لبراقش) الاعتبار، فالمثل مع الزمن صار أهّم من (بطلته)، ومن الحقيقة.
المثل: كل الكلاب أفضل من (حمّور)، أقّل انتشاراً من مثل (براقش)، ولكنه يشاركه في الغموض، فأنا، وربّما يشاركني بعض خلق الله، لا نعرف منشأه. فمن هو (حمّور) هذا، وكيف آل مجده وانقلب معرّةً، وكان مدللاًّ بدليل اسم التدليع (حمّور) حتي بات مضرب مثل في الهمالة؟.
من الأمثال السائرة لثلب القضاء و(القانون) و(الحكّام) في بلاد العرب: حكم قراقوش!
الناس لا يعرفون من هو (قراقوش)، ولا في أي عصر عاش، ومن أين جاء، وما هي أحكامه التي يتواطأ العّامة، وغيرهم، على أنها مثال للظلم، وغرابة الأطوار، والخراقة، والغفلة؟
شغلني (قراقوش) ودفعني للبحث عن سّر التشنيع عليه، ولذا سررت إذ وجدت كتاب الدكتور عبد اللطيف حمزة الذي ضمّ كتاب (قراقوش) مع كتابين آخرين هما (إبن المقفّع) و(صلاح الدين).
الصفات التي لحقت بسمعة قراقوش، وعليها المزيد، تنطبق على بعض القضاة في بلاد العرب، فالقاضي، غالباً، مسيّر بحسب نظام الحكم، ووفقاً لأهواء الحاكم الفرد المطلق الصلاحيّة ونظام حكمه الاستبدادي، والناس انتقموا من القضاء والقضاة بإشاعة مثل (قراقوش)، يعني صار قراقوش هو (الدوبلير) بلغة السينما لقضاة أزمنة عربيّة اتسمت بالظلم والفساد!
كثيرون سيفاجأون، عندما يعلمون بأن (قراقوش) بطل من أبطال زمن صلاح الدين والدولة الأيوبيّة بمصر، وشخصيّة فذّة امتازت بالجّد في العمل، والإبداع في هندسة القلاع التي ما زال بعضها ينتصب شامخا، كقلعة صلاح الدين المطلّة من فوق جبل (المقطّم) علي القاهرة.
(قراقوش) رومي الأصل، بعض سيرته في بدايتها مجهول، فقد امتلكه أسد الدين شيركوه، عم صلاح الدين الأيوبي، وحرره من العبودية، ثمّ جعله لكفاءته وذكائه أحد ضبّاط جيشه. اختار لنفسه اسم بهاء الدين بن عبد الله الأسدي، نسبةً إلى سيّده (أسد الدين)، والذي اصطحبه معه إلى مصر. بعد وفاة أسد الدين انتقل لخدمة ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي واستبدل كنيته (الأسدي) بـ(الناصري) نسبة للناصر صلاح الدين.
جعله صلاح الدين الأيوبي متوليّاً على القصر الفاطمي بعد أن أنهيت الخلافة الفاطمية ودعي على المنابر للخليفة العبّاسي، فعالج (قراقوش) الأمور بشدّة وحكمة ويقظة، وأفسد كل المؤامرات التي حاول تدبيرها من بقي في القصر من البطانة الفاطميّة.
يكتب الدكتور عبد اللطيف حمزة: احتاج السلطان صلاح الدين إلى منشآت حربيّة ومدنيّة، كان من أهمّها إقامة الجسور، وتطهير الترع، وتشييد القلاع والأسوار المحيطة بالبلاد، لتقيها شّر الغارات التي قد تأتي إليها من جانب الفرنج...
يتوقّف الدكتور (حمزة) عند مواهب (قراقوش) الهندسيّة، وبراعته في إنشاء القلاع مستفيداً من أساليب الفرنج في هندستها، وبما يلائم حاجات المسلمين، وجيوش السلطان في الدفاع عن مصر.
قراقوش بني قلعة المقطّم التي أقام فيها حكاّم مصر بمن فيهم محمد علي باشا ـ وفيها وقعت مذبحة المماليك ـ وقلعة (المقس) المطّلة على النيل، وأنشأ الأبراج العالية لمراقبة تحركات جيوش الفرنجة، وبني أسواراً جديدة حصينة من الحجارة للقاهرة غير التي كان بناها جوهر الصقللي، وبدر الدين الجمالي.
انتدبه القائد صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير عكّا لتحصينها بأسوار تحول دون عودة الفرنجة لاحتلالها، ولكن الفرنجة جمعوا فلولهم وجاءتهم النجدات فعادوا وحاصروا المدينة سنتين، أبلى فيهما (قراقوش) بلاءً حسناً، بشدّه أزر المدافعين عن المدينة بانتظار قدوم جيوش المسلمين لإنقاذها ومن فيها.
أسر قراقوش في معركة الدفاع عن عكّا، وعندما افتداه صلاح الدين وحررّه مع من حرّر من أسري المسلمين سرّ به أيّما سرور، ورفع من قدره. لم يهدأ الرجل، فقد حمل العبء بعد وفاة صلاح الدين، وعني بأبنائه، وإصلاح ذات البين بينهم، وصان حفيده الصغير(المنصور) فصار أتابكه (معلّمه)...
إن سيرة هذا (الأمير) المعروفة بدأت وهو عبد، ومن ثمّ حر محارب، ومهندس، وقائد صمود عكّا، والوصي على الحكم في مصر، وكل هذه المسيرة الغنيّة الواسعة تتسم بالوفاء، ونكران الذات، والحرص على بلاد المسلمين، والبعد عن الأنانيّة، والشدّه) في إنجاز ما يوكل إليه من مهام، وربّما لذلك جرى التشنيع على سمعته ليضحي مسخرةً، وسبّة، فمن الذي فعل ذلك؟
يكتب الدكتور حمزة: الواقع أن قراقوش لم يظلم ولم يتجبّر، ولم يبطش بأحد من المصريين، أو غيرهم من المسلمين، ولم يصدر في عمل من أعماله عن عقل يمكن أن يوصف بالخبل، أو الجنون، فما سبب هذه الأحدوثة السيئة التي اشتهرت عن قراقوش يا ترى؟!
لقد شاءت الأقدار أن تسلّط عليه لسان أديب أريب هو (إبن مماتي)، والذي كان يشغل منصباً كبيراً في الدولة الأيوبيّة، في نفس زمن (قراقوش) والقاضي الفاضل البيساني، في خدمة صلاح الدين الأيوبي!
شارك ابن مماتي في لعبة سياسيّة بين أبناء صلاح الدين، ووظف بعض الطرف الهجائيّة للنيل من شخصيّة (قراقوش)، ملحقاً به أذى يمتّد حتى زمننا، رغم إنصاف باحثين جّادين منهم المرحوم الدكتور عبد اللطيف حمزة.
في زمننا لم يعد خطر التزوير يأتي من متأدّب (فرد) عديم ضمير، ولكن الخطر يأتي من دولة كبري ورئيسها، فهي تشوّه سمعة بلد وتلفّق التهم له، ثمّ تحتله، وتقرقش عظامه بعد التهام لحمه وامتصاص دمه، وتنصّب شخصاً أخرق قاضياً في محكمة تهريجيّة..فألف رحمة علي روح قراقوش!
------------------------------
منقول عن موقع عرب 48
السلام عليكم
شيركوه
05-04-2008, 10:50 PM
اعتقد ان علي نقلها الى منتدى الوثائق
او لا؟ ما رايكم
سانقلهاالى هناك واضع الرابط هناافضل
هي عن جحا
السلام عليكم
شيركوه
05-04-2008, 10:53 PM
http://saowt.com/forum/showthread.php?p=203433#post203433
عن جحا
السلام عليكم
شيركوه
05-04-2008, 10:54 PM
صدق اخي الكريم ابو محمد
السلام عليكم