المتأمل
07-25-2003, 06:52 AM
................................... ...
كان ( الأخوان ) أتباع الملك عبدالعزيز رحمه الله يقيمون محجراُ فكريا خارج مدينة الرياض يستقبلون به القادم إليها من بقية مدن المملكة .. ليفحصوه عقدياً وسلوكيا ويقيسوا مقدار الإنحراف القادم به ليعدّلوه ويقوّموه فلا يدخل تلك المدينة الفاضلة ( في نظرهم ) أيّ قادم إلا بعد ذلك ...!!
وهذا التشدد الفكري الذي مارسه ويمارسه كل من يعتقد نفسه وصياً من رب العباد على خلقه ، والذي يدفع أصحابه في النهاية لفرض رأيهم على الأخرين بقوة السلاح ظهرت دلالته مبكراً وعلى عهد الرسول الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم ..
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ وَفِي ثَوْبِ بِلاَلٍ فِضَّةٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ مِنْهَا يُعْطِي النَّاسَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ (( اعْدِلْ )) .
فقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ " . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَقْتُلَ هَذَا الْمُنَافِقَ .
فَقَالَ " مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " .
فانظروا بارك الله فيكم كيف أنّ هذا المتشدد وصلت به نفسه المتطلبة للمثالية ( الفارغة من معناها ) أن يتقدم فيُنكر على إمامه وإمام الأمة عليه الصلاة والسلام .. تقسيمه المختلف للأموال بين الناس ...!!
وانظروا بارك الله فيكم كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بأن هذا التطلب المثالي فارغ من مضمونه ، فهو لم يخرج من نفس متفهمة للقرآن بل هي حاملة لنصوصه في الحناجر والمنابر فقط .. وأنهم بتشددهم هذا سيخرجون أنفسهم من الإسلام كما يخرج السهم من القوس الرامي وما أسرع ذلك ...!!
والإرهاب الفكري : نتيجة من نتائج التشدد الديني وأسلوب يستخدمه المتشددون في الدين لفرض نمط تفكيرهم ومثاليتهم ( الفارغة ) على الأخرين على أساس أنهم أوصياء الله على دينه وخلفائه في فهمه وتطبيق مقاصده ..
ويكون فرضهم لمفهومهم عن الدين و( العدالة ) الشرعية باتهام الأخرين أو أفعالهم بالظلم ( كمافعلوا مع سيد البشرية ) أو الفسق أو الكفر .. أو غيرها من التهم الجاهزة عندهم بنصوص يحملوها في حناجرهم ولما تصل لقلوبهم وأفهامهم القاصرة . ليُرهبوا بهذه التهم من يتهمونه ويسيّروه كما شاءوا ، ويجبروه فكرياً على فهمهم القاصر للدين خوفاً من التكفير والتفسيق ...!!
ومن طبيعة هذا الإرهاب الفكري للمتشددين دينياً أن ينقلب بعد حين إلى مرحلة الإرهاب الجسدي .. كما حذر منهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى وبيّن كيف أنهم سيخرجون بالسلاح على الأمة ، وبشّر الواقفين أمامهم والمواجهين لهم بالأجر العظيم ..
والمتأمل لكل إرهاب فكري مرّ على الأمة سيجد مآله وتحوله الظاهر بعدها لمرحلة الإرهاب الجسدي .. فهذه المثالية ( الفارغة ) خرجت كإرهاب فكري أولا على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ووصمته بتهمة الظلم المالي والوظيفي ، ثم مالبثت أن خرجت عليه وعلى الأمة بإرهاب جسدي فقتلته وقلبت كيان الأمة وفتحت عليها الفتن ..
وهذه المثالية ( الفارغة ) خرجت أولاً كإرهاب فكري قبل أن تخرج ثانية كإرهاب جسدي على حركة الملك عبدالعزيز الدينية ووصمته باتهامات متعددة بدءاً من تطويل ثوبه وانتهاءاً بالعمالة للإنجليز الذين هرب إليهم أخيرا ( إمام ) الإرهابيين الدينيين في عصره فيصل الدويش ...!!
وهذه المثالية ( الفارغة ) خرجت على الملك الصالح خالد آل سعود أولاً كإرهاب فكري ردد نفس التهم التكفيرية والتفسيقية التي أستعملها من كان قبلهم .. بل ووصلت مثاليتهم ( الفارغة ) لدرجة إتهام العلاّمة إبن باز رحمة الله عليه وبقية العلماء بمداهنة الحكّام والسكوت على أخطائهم العقدية والشرعية .. ولم يخالفوا طبيعة الإرهاب الفكري فتحولوا لمرحلة الإرهاب الجسدي بهجومهم على الحرم المكي واحتلاله بكل غباء سياسي وعسكري .. فكان للدولة السعودية حينها فضل القضاء عليهم وتخليص الأمة والمسجد الحرام منهم ..
وهذه المثالية ( الفارغة ) خرجت كإرهاب فكري أيضاً على رئيس مصر أنور السادات واتهمته بالكفر وخيانة الأمة ، بل وخرجت على المجتمع المصري كله فاتهمته بالجاهلية العقدية والشرعية .. ثم مالبث هذا الإرهاب الفكري أن تحوّل بطبيعة حاله إلى مرحلة الإرهاب الجسدي .. فقتلوا السادات وقلبوا كيان المجتمع المصري وأدخلوه في فتنة قتلت الألآف من المسلمين والمعاهدين ..
لكن ميزة الإرهاب الفكري والجسدي في مصر أنه تاب ورجع إلى الله أخيراُ ، فهاهم قد أصدروا بياناتهم ومراجعاتهم لفكرهم وخطأوا أنفسهم وأفعالهم .. وهاهو أحد زعمائهم المشهورين ( كرم زهدي ) يُعلن الرئيس السادات شهيداً من شهداء الفتنة الدينية في مصر ..!!
وهذه المثالية ( الفارغة ) قد خرجت أخيراً كإرهاب فكري في مجتمعنا المعاصر في السعودية ، ووزعت التهم الجاهزة والمستوردة التي تبرأ منها من أطلقها أولاً .. فأخرجوا الدولة من الشرعية واتهموها باستقدام الكفار لجزيرة العرب ، واتهموا العلماء بالمداهنة وأنهم علماء سلطة ، واتهموا المجتمع بالفسق والجاهلية ، واتهموا الأدباء والمفكرين بالعلمانية والدعوة للرذيلة ..
وبطبيعة الحال فقد تحوّل هذا الإرهاب الفكري لمرحلة الإرهاب الجسدي .. فخرج من عباءة جماعات الإرهاب الفكري أفراد وخلايا إرهابية جسدية سمحت لنفسها بقتل وترويع المسلمين والمعاهدين ليس في الرياض فحسب بل في مكة المكرمة أقدس بقاع الله على الإطلاق ..
..............................
هذه هي طبيعة التشدد والإرهاب الفكري الذي مايلبث ويتحول بعض من أفراده لمرحلة الإرهاب الجسدي ... فهل نعي هذه الطبيعة فنقاومها ونقف في وجهها حتى لا تستشري في مجتمعاتنا ونحتسب فيها الأجر العظيم عند الله ...؟؟ ، أم ُنشجع وُنصفق لكل صاحب إرهاب فكري حتى يُخرج علينا من أتباعه من يُرهبنا جسدياً ...؟؟
كان ( الأخوان ) أتباع الملك عبدالعزيز رحمه الله يقيمون محجراُ فكريا خارج مدينة الرياض يستقبلون به القادم إليها من بقية مدن المملكة .. ليفحصوه عقدياً وسلوكيا ويقيسوا مقدار الإنحراف القادم به ليعدّلوه ويقوّموه فلا يدخل تلك المدينة الفاضلة ( في نظرهم ) أيّ قادم إلا بعد ذلك ...!!
وهذا التشدد الفكري الذي مارسه ويمارسه كل من يعتقد نفسه وصياً من رب العباد على خلقه ، والذي يدفع أصحابه في النهاية لفرض رأيهم على الأخرين بقوة السلاح ظهرت دلالته مبكراً وعلى عهد الرسول الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم ..
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ وَفِي ثَوْبِ بِلاَلٍ فِضَّةٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ مِنْهَا يُعْطِي النَّاسَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ (( اعْدِلْ )) .
فقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ " . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَقْتُلَ هَذَا الْمُنَافِقَ .
فَقَالَ " مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " .
فانظروا بارك الله فيكم كيف أنّ هذا المتشدد وصلت به نفسه المتطلبة للمثالية ( الفارغة من معناها ) أن يتقدم فيُنكر على إمامه وإمام الأمة عليه الصلاة والسلام .. تقسيمه المختلف للأموال بين الناس ...!!
وانظروا بارك الله فيكم كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بأن هذا التطلب المثالي فارغ من مضمونه ، فهو لم يخرج من نفس متفهمة للقرآن بل هي حاملة لنصوصه في الحناجر والمنابر فقط .. وأنهم بتشددهم هذا سيخرجون أنفسهم من الإسلام كما يخرج السهم من القوس الرامي وما أسرع ذلك ...!!
والإرهاب الفكري : نتيجة من نتائج التشدد الديني وأسلوب يستخدمه المتشددون في الدين لفرض نمط تفكيرهم ومثاليتهم ( الفارغة ) على الأخرين على أساس أنهم أوصياء الله على دينه وخلفائه في فهمه وتطبيق مقاصده ..
ويكون فرضهم لمفهومهم عن الدين و( العدالة ) الشرعية باتهام الأخرين أو أفعالهم بالظلم ( كمافعلوا مع سيد البشرية ) أو الفسق أو الكفر .. أو غيرها من التهم الجاهزة عندهم بنصوص يحملوها في حناجرهم ولما تصل لقلوبهم وأفهامهم القاصرة . ليُرهبوا بهذه التهم من يتهمونه ويسيّروه كما شاءوا ، ويجبروه فكرياً على فهمهم القاصر للدين خوفاً من التكفير والتفسيق ...!!
ومن طبيعة هذا الإرهاب الفكري للمتشددين دينياً أن ينقلب بعد حين إلى مرحلة الإرهاب الجسدي .. كما حذر منهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى وبيّن كيف أنهم سيخرجون بالسلاح على الأمة ، وبشّر الواقفين أمامهم والمواجهين لهم بالأجر العظيم ..
والمتأمل لكل إرهاب فكري مرّ على الأمة سيجد مآله وتحوله الظاهر بعدها لمرحلة الإرهاب الجسدي .. فهذه المثالية ( الفارغة ) خرجت كإرهاب فكري أولا على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ووصمته بتهمة الظلم المالي والوظيفي ، ثم مالبثت أن خرجت عليه وعلى الأمة بإرهاب جسدي فقتلته وقلبت كيان الأمة وفتحت عليها الفتن ..
وهذه المثالية ( الفارغة ) خرجت أولاً كإرهاب فكري قبل أن تخرج ثانية كإرهاب جسدي على حركة الملك عبدالعزيز الدينية ووصمته باتهامات متعددة بدءاً من تطويل ثوبه وانتهاءاً بالعمالة للإنجليز الذين هرب إليهم أخيرا ( إمام ) الإرهابيين الدينيين في عصره فيصل الدويش ...!!
وهذه المثالية ( الفارغة ) خرجت على الملك الصالح خالد آل سعود أولاً كإرهاب فكري ردد نفس التهم التكفيرية والتفسيقية التي أستعملها من كان قبلهم .. بل ووصلت مثاليتهم ( الفارغة ) لدرجة إتهام العلاّمة إبن باز رحمة الله عليه وبقية العلماء بمداهنة الحكّام والسكوت على أخطائهم العقدية والشرعية .. ولم يخالفوا طبيعة الإرهاب الفكري فتحولوا لمرحلة الإرهاب الجسدي بهجومهم على الحرم المكي واحتلاله بكل غباء سياسي وعسكري .. فكان للدولة السعودية حينها فضل القضاء عليهم وتخليص الأمة والمسجد الحرام منهم ..
وهذه المثالية ( الفارغة ) خرجت كإرهاب فكري أيضاً على رئيس مصر أنور السادات واتهمته بالكفر وخيانة الأمة ، بل وخرجت على المجتمع المصري كله فاتهمته بالجاهلية العقدية والشرعية .. ثم مالبث هذا الإرهاب الفكري أن تحوّل بطبيعة حاله إلى مرحلة الإرهاب الجسدي .. فقتلوا السادات وقلبوا كيان المجتمع المصري وأدخلوه في فتنة قتلت الألآف من المسلمين والمعاهدين ..
لكن ميزة الإرهاب الفكري والجسدي في مصر أنه تاب ورجع إلى الله أخيراُ ، فهاهم قد أصدروا بياناتهم ومراجعاتهم لفكرهم وخطأوا أنفسهم وأفعالهم .. وهاهو أحد زعمائهم المشهورين ( كرم زهدي ) يُعلن الرئيس السادات شهيداً من شهداء الفتنة الدينية في مصر ..!!
وهذه المثالية ( الفارغة ) قد خرجت أخيراً كإرهاب فكري في مجتمعنا المعاصر في السعودية ، ووزعت التهم الجاهزة والمستوردة التي تبرأ منها من أطلقها أولاً .. فأخرجوا الدولة من الشرعية واتهموها باستقدام الكفار لجزيرة العرب ، واتهموا العلماء بالمداهنة وأنهم علماء سلطة ، واتهموا المجتمع بالفسق والجاهلية ، واتهموا الأدباء والمفكرين بالعلمانية والدعوة للرذيلة ..
وبطبيعة الحال فقد تحوّل هذا الإرهاب الفكري لمرحلة الإرهاب الجسدي .. فخرج من عباءة جماعات الإرهاب الفكري أفراد وخلايا إرهابية جسدية سمحت لنفسها بقتل وترويع المسلمين والمعاهدين ليس في الرياض فحسب بل في مكة المكرمة أقدس بقاع الله على الإطلاق ..
..............................
هذه هي طبيعة التشدد والإرهاب الفكري الذي مايلبث ويتحول بعض من أفراده لمرحلة الإرهاب الجسدي ... فهل نعي هذه الطبيعة فنقاومها ونقف في وجهها حتى لا تستشري في مجتمعاتنا ونحتسب فيها الأجر العظيم عند الله ...؟؟ ، أم ُنشجع وُنصفق لكل صاحب إرهاب فكري حتى يُخرج علينا من أتباعه من يُرهبنا جسدياً ...؟؟