مراسلو الرابطة
منى، صرخة قلم - مراسلو الرابطة


الأيام العشرة


http://i27.tinypic.com/spif.jpg


ماذا نطلق على عشرة أيام من عمر لبنان تصادم أهله سياسياً و عسكرياً و إعلامياً و حزبياً ،في تجربة "مجرّبة" ذاقوا ويلاتها في الماضي و ما زالوا ؟لعلهم اليوم توقعوا نتائج مغايرة؟و هل الحرب الأهلية تحتمل أكثر من نتيجة؟هل يمكننا أن نطلق عليها حربا؟؟ربما...

لكن ما عشناه و رأيناه في هذه الأيام السوداء ،أن اشتباكات جرت ،و معارضة و موالاة تصادمتا فعليا على الأرض –وكأننا بعد أكثر من سنتين من الشرخ الكبير في المجتمع اللبناني و التحريض و الاحتقان كنا نتوقع غير ذلك -، ،فجعنا ب 62 شهيداً و 198 جريحا* (نعم كلهم لبنانيون) ، بات يحكى عن اجتياح لبيروت !عن استيلاء لمكاتب حزبية! عن هجوم مسلح!عن مقاومة مدنية! عن مناطقية و حزبية! عن طائفية و مذهبية!عن انقسام للجيش!عن عراق ثان!عن عدوان إسرائيلي! عن و عن ..أمور لم نردها يوما و لكنها إما أمورا شهدناها و اما أموراً بشّرنا بها كل محلل سياسي أو غير سياسي فسّر الوضع كما يراه هو و أتحفنا بتوقعاته، و التمسناها من كل مسؤول كبير و صغير أطل علينا بها عبر الشاشات إما من خلال قرارات يتخذوها و إما من خلال مؤتمرات تسابقوا على عقدها تحمل تهديداً و وعيداً أو تقدم حلولاً او تقوم بتنازلات و مبادرات او فقط من أجل الظهور كنجوم على الساحة اللبنانية التي لم تعد تحتمل ان ترى نجما من نجومها القدماء الجدد .حتى تشّرف لبنان باستضافة الوفد العربي الذي حمل إلينا حلولا و حمّلناه صفوفنا الأولى من الزعماء معه إلى قطر! كله من أجل حوار نادت به و تغنّت جميع الافرقاء منذ سنوات.

لقد تأثر اللبنانيون،كيف لا و هم أمام وسائل اعلامية متعارضة –نظرا لأنه بلد الحريات و إبداء الرأي- ينتمي لتوجهات مختلفة –نظراً للديمقراطية-،يتحمل الأضرار على اختلافها -نظراً لأنه الشّعب-.


http://i28.tinypic.com/168dh04.jpg

في هذه الأيام العشرة إختلفت الآراء في نظرتها للوضع القائم،بل و إختلفت الأضرار بين من خسر عزيزا او من خسر ممتلكات او من خسر أموالا او من لم يخسر شيئا،و تختلف في التوقعات المستقبلية لأزمة لا يمكن ان توصف إلا أنها مأساة تضر بالجميع في اية جهة كانوا، او أي فئة انتموا أو حتى إن وقفوا على الحياد ،بين من يرى حلا او من يرى حربا! فها هو إسلام الذي توقع على المدى البعيد "حرباً جديدة ، وسجالاً جديداً" خالفته فيه السيدة نجوى التي لم تتوقع حربا أو فتنة شيعية سنية واصفة المرحلة التي نمر بها بالمرحلة "الجنونية" مبررة بأنه دفاع "عن السلاح "ولا عيب في ذلك...

وعن بوادر حل أم أزمة، تضاربت الآراء، فالسيدة سَنية مثلاً أشارت إلى "احتقان" و "خوف" شديدين من الإشتباكات التي حصلت خلال الأيام المنصرمة ،و إلى أمل بحل يخرج البلاد من " المأزق السياسي والشعبوي" ،طامحة بعودة " الساسة إلى طاولة الحوار" ،وعلى الصعيد الآخر رأى يحيى أنه "حتى الآن لا بوادر للخروج من الأزمة" والذي ايضاً شكك بإمكانية "أن ينتخب رئيس للجمهورية اللبنانية"...وها هو طارق، الذي يقطن في منطقة الطريق الجديدة يقول "أصاب منزلي أيضاً بعضاً من آثار الحريق الذي نشب قربنا" بالمقابل فإن عماد الذي يسكن جنوبي بيروت قال أن "منطقة سكني بعيدة عن مسرح الأحداث" لذا لم يتضرر من الإشتباكات، وعن ما شهدته بعض مناطق بيروت أجاب "ستعود بيروت ، ربما ليس اليوم، ربما ليس غداً، لكنها ستعود، حقاً ستعود"


http://i27.tinypic.com/2nunbbc.jpg

وخلال هذا التحقيق لفتنا ما تحدث به مصطفى الذي كان بالسابق يدعم "المعارضة في طرحها" لكنه اليوم بعد الأحداث"يعارضها"، ولا ننسى صرخة أطلقها محمد "الوضع زفت" (أي سيئ جداً) حول الأوضاع اللبنانية المتشنّجة والمتأزمة، الذي بدوره أضاف أن الحرب لم تعد "مؤسساتية، بل أصبحت شعبية شوارعية"...

نبقى أمام مستقبل مجهول لا نعرف كيف سيتجسد و متى و أين ...لقد كلّف اتفاق الطائف الشعب اللبناني 15 سنة من الحرب الأهلية التي أظن أننا أخذنا منها الكثير من العبر،هذا ما علّمنا إياه آباؤنا و معلمونا و وسائلنا الإعلامية،من أجل أن يجتمع الأفرقاء اللبنانيون و يتحاورون.فكل أملنا أن ينجح "إتفاق الدوحة " دون أن يكلّفنا أكثر مما كلفتنا هذه الأيام العشرة أيضا من أجل الحوار!.


http://i26.tinypic.com/2a9xkw3.jpg

------------------------
* bbc عربية

*مراسلو الرابطة مبادرة شبابية لا تعبر بالضرورة عن موقف رابطة الطلاب المسلمين في لبنان