تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أفتونا بعلم يرحمكم الله ....هل القرآن حمَّال أوجه........؟



عبد الله بوراي
06-25-2008, 08:02 AM
القرآن الكريم ( كتاب أحكمت آياته) وليس "حمّال أوجه "


هذا ما يُشغل أبناء الواحة اليوم


فهل القرآن فعلاً "حمَّال أوجه"؟ أى ترى فيه الرأى ونقيضه؟ وترى فيه الاختلاف فى الرأى الواحد؟ وبحيث تنتقى الرأى الذى تختار ويكون لمن يخالفك فى الرأى أن ينتقى هو الآخر من آيات القرآن ما يؤيد وجه نظره..............؟
أفتونا بعلم
يرحمكم الله
عبد الله

* مع رجاء تعديل كلمة حما لتكون حمَّال

منال
06-25-2008, 12:30 PM
سبحان الله لمحت موضوع لأخ فاضل فيه آيات ظاهرها التعارض وجمعته لأقرأ ما به سأنقله لكم بإذن الله

عبد الله بوراي
06-25-2008, 02:16 PM
في الإنتظار
بارك الله فيكِ

عبد الله

عزام
06-25-2008, 03:23 PM
هل القرآن حمال أوجه؟

أ.د. أحمد حسن فرحات
من الأقوال المأثورة في تراثنا :" لا يفقه الإنسان كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها".
وقد تركت هذه الكلمة آثارها في كتب التفسير، وكتب العقائد والفرق، فكثيرا ما يجد القارئ لتفسير آية أقوالا عدة، ووجوها مختلفة، يقف حيالها حيران، لا يدري ماذا يأخذ، وماذا يدع، وكذلك الآية الواحدة تستشهد بها الفرق المختلفة، وكل منها تحملها المعنى الذي تريد، وهي تود نصرة قولها وتأييده بآية من القرآن ليكون مقبولا عند الناس، لا مجال للاعتراض عليه، حتى قال بعضهم : إن القرآن قد وسع الفرق الإسلامية كلها، نظرا لأن كل فرقة تحاول جاهدة أن تجد مستندا لما ذهبت إليه من القرآن.
والحقيقة أن هذا القول المأثور " لا يتفقه الإنسان كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها " يمثل نصف الحقيقة، والنصف الآخر هو " وحتى يستطيع أن يرجح واحدا من هذه الوجوه" ذلك أن رؤية وجوه عدة لمعنى الآية يدل على التبحر وسعة المعرفة الأفقية، ولكن ترجيح واحد من هذه المعاني يدل على الرسوخ في العلم والتعمق في الفهم. والقرآن نزل ليكون حكما بين الناس فيما اختلفوا فيه، والحكم لا بد أن يكون له قول واحد ليكون حجة وقابلا للتنفيذ، أما إذا تعددت أقوال الحكم ولم يمكن الترجيح بينها فكيف يمكن أن تكون حكما. وهكذا بدلا من أن يحكم القرآن بين الناس فيما اختلفوا فيه، يختلف الناس في فهم القرآن. وينشأ عن ذلك فرقة وخصام ومذاهب واتجاهات. على حين نجد القرآن يأمرنا بالاعتصام بحبل الله وينهانا عن التفرق: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا المخرج حين نزول الفتن بما رواه علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت يا رسول الله، ستكون فتن، فما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تختلف به الآراء ولا تلتبس به الألسن، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم".
والشاهد في هذا الحديث قوله : قلت : يا رسول الله، ستكون فتن فما المخرج منها؟ قال :كتاب الله. ثم قال : " وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تختلف به الآراء، ولا تلتبس به الألسن.".
كما بين لنا القرآن الكريم لأن سبب اختلاف الناس منشؤه البغي بينهم مع وجود البينات والعلم والكتاب : "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" - معنى الآية : " كان الناس أمة واحدة" أي على شريعة من الحق فاختلفوا، " فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" ، فكان أول نبي بعث نوحا،" وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم" أي من بعد ما قامت عليهم الحجج، وما حملهم على ذلك إلا البغي من بعضهم على بعض.
كما ينهانا أن نتفرق ونختلف كما اختلف أهل الكتاب إذ قال : "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" وخاطب نبيه في شأن أهل الكتاب "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء" وبين سبب العداوة والبغضاء بينهم بقوله : "ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة" .
فتحصل من ذلك كله أن منشأ الاختلاف لا يرجع إلى أصل الكتب المنزلة، وإنما يرجع إلى سلوك الناس تجاهها نتيجة بغيهم بينهم أو نسيانهم حظا مما ذكروا به. وقد بين لنا القرآن الكريم أن كونه من عند الله يقتضي عدم وجود الاختلاف فيه، "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" . فدل ذلك على أن الاختلاف فيه لا يرجع إليه وإنما يرجع إلى ما عند الناس. ومن ثم لا بد أن تحكم آراء الناس بالكتاب، ولا يحكم الكتاب بآراء الناس.
- منهج صارم في التفسير:
وللوصول إلى فهم موحد لكتاب الله لا بد من التزام منهج صارم في التفسير يقوم على أمرين :
1- مراعاة نظام الكلام الذي يشمل تسلسل المعاني وترابطها الوثيق، والتناسب بين السابق واللاحق في نطاق الآيات والسور، فتظهر بذلك وحدة القرآن الموضوعية، وتتضح قاعدته البيانية، ويبدو القرآن بذلك كلا موحدا، لا تفاوت في مبانيه، ولا اختلاف في معانيه.
2- اعتبار تفسير القرآن بالقرآن أصلا في بيان معاني الكلمات القرآنية، واعتبار أسلوب القرآن بالقرآن أصلا في بيان معاني الكلمات القرآنية، واعتبار أسلوب القرآن قاعدة حاكمة في اختيار المعاني وترجيح بعضها على بعض، وذلك لأن تفسير القرآن بالقرآن تفسير صاحب الكلام لكلامه، ولا يمكن أن يقدم عليه أي تفسير مهما كان. ومثل هذا المنهج الصارم لا يمكن الوصول فيه إلى نتائج قاطعة حاسمة إلا إذا أخذ مأخذ الجد في التطبيق، وهو يتطلب تعمقا في الفهم، وتدقيقا في النظر، وصبرا على التأمل الطويل، والتدبر الواعي. ولكن الثمرة لذلك كله فهم صحيح لكتاب الله، بعيد عن التكلف والتعسف، وتصحيح للأخطاء المتوارثة، ونظرات جديدة تدفع بالمسلمين خطوات واسعة إلى الأمام، وتكون منطلقا لنهضة إسلامية حقيقية، حيث تؤدي إلى توحيد الفهم الذي يجمع المسلمين على صعيد واحد وكلمة سواء، وبذلك يكون القرآن، كما أراده الله أن يكون حاكما بين الناس فيما اختلفوا فيه، فلا يقدمون بين يدي آراءهم، ولا يحملونه مالا يحتمل، وإنما يستلهمون مراده، وينتهون إلى حيث ينتهي بهم.
هل القرآن حمال أوجه؟
القرضاوي
تمسك بعض الناس بالكلمة التي رويت عن الإمام علي كرم الله وجهه‏,‏ حين وجه ابن عباس رضي الله عنهما لمحاجة الخوارج‏,‏ فقال له‏:‏ لا تجادلهم بالقرآن‏,‏ فإنه حمال أوجه وخذهم بالسنن‏,‏ ولا أدري مدى صحة نسبة هذه الكلمة إلي علي‏,‏ فقد بحثت عنها في مظان كثيرة فلم أجدها بهذه الصيغة‏,‏ رغم اشتهارها‏,‏ لكن الشهرة ليست دليل الصحة‏,‏ ولقد اتخذ بعض الناس من كلمة أمير المؤمنين علي تكأة يعتمدون عليها في دعوى عريضة‏:‏ أن القرآن يحتمل تفسيرات مختلفة‏,‏ وأفهاما متباينة‏,‏ بحيث يمكن أن يحتج به على الشئ وضده‏,‏ ولو صح ما ادعوه علي القرآن الكريم لم يكن هناك معنى لإجماع الأمة بكل طوائفها علي أن القرآن هو المصدر الأول للإسلام عقيدة وشريعة‏,‏ ولم يكن هناك معنى لوصف الله تعالي القرآن بأنه نور وكتاب مبين‏.
فكيف يكون الكتاب المبين‏,‏ الهدى والفرقان والنور غامضا أو قابلا لأي تفسير يشرق صاحبه أو يغرب‏,‏ وقد قال تعالى‏:‏ "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر‏",‏ وقد أجمع المسلمون على أن الرد إلى الله يعني الرد إلى كتابه‏,‏ وأن الرد إلى الرسول بعد وفاته يعني الرد إلى سنته‏,‏ فإذا كان الكتاب حمال أوجه‏-‏ كما يقال‏-‏ فكيف أمر الله تعالى برد المتنازعين إليه‏,‏ وكيف يعقل أن يرد التنازع إلى حكم لا يرفع التنازع بل هو نفسه متنازع فيه؟
‏‏ وما شأن المتشابهات في القرآن وقضية الأوجه؟
قد يكون أمر حمل القرآن للأوجه صحيحا بالنظر إلي الآيات المتشابهات التي تحتمل أكثر من فهم‏,‏ وأحسب أن هذه هي التي قصدها علي رضي الله عنه بكلمته إلي ابن عباس إن صحت عنه‏,‏ فالمنحرفون الذين في قلوبهم زيغ دائما يعتمدون في استدلالاتهم علي المتشابهات ويعولون عليها‏,‏ أما الآيات المحكمات‏-‏ اللاتي هن أم الكتاب وأصله ومعظمه‏-‏ فهي العمدة في الفهم والاستنباط وإليها ترد المتشابهات‏,‏ وإليها يرجع المتنازعون في التفسير والاجتهاد‏,‏ و في ذلك يقول تعالى في سورة آل عمران‏:‏ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب‏,‏ وأخر متشابهات‏,‏ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله‏,‏ وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب‏,‏ وروت عائشة عن النبي صلي الله عليه وسلم‏:‏ إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمي الله فاحذروهم‏.‏
‏‏ ما الحكمة من إنزال هذه المتشابهات التي يترتب عليها الاختلافات؟
إن من عرف طبيعة التكليف الإلهي للناس وهو إلزام ما فيه كلفة ومشقة ابتلاء من الله تعالي لعباده‏,‏ ومن عرف طبيعة اللغة وما تحتويه من حقيقة ومجاز وصريح وكناية وإفهام بالعبارة وإفهام بالإشارة وتنوع دلالات الألفاظ والجمل‏,‏ ما بين عام وخاص‏,‏ ومطلق ومقيد‏,‏ ثم من عرف طبيعة البشر واختلافهم في درجات الفهم‏,‏ وفي الميل إلي الظواهر أو الغوص إلي المقاصد‏,‏ وفي الأخذ بالمعنى القريب أو استنباط المعنى البعيد‏,‏ والقرآن قد نزل يخاطبهم جميعا‏,‏ وعرف‏-‏ رابعا‏-‏ طبيعة الإسلام دين الله العام الخالد الخاتم‏,‏ الذي يريد أن يعمل الناس عقولهم في طلب الحقيقة‏,‏ ويجتهدوا في التفقه في الدين‏,‏ فيؤجروا علي اجتهادهم‏,‏ أصابوا أم أخطأوا‏,‏ كما يريد أن يسع المختلفين‏,‏ ويضمهم في رحابه‏,‏ ما وجد إلي ذلك سبيلا‏,‏ مادام اختلافهم ثمرة تحر واجتهاد من عرف ذلك كله‏,‏ عرف حكمة الله تعالي في إنزال المتشابهات في كتابه‏,‏ فتعالى الله أن يقول شيئا أو يفعل شيئا عبثا أو اعتباطا‏,‏ وهو العليم الحكيم‏.