من هناك
08-23-2008, 03:37 AM
شباب إيراني «يخمد» نار الـ«فتنة»!
http://www.al-akhbar.com/files/images/p20_20080823_pic1.jpg
من فيلم«فتنة 2»
الفضيحة الأخلاقية والسياسية التي فجّرها غيرت فيلدرز قبل أشهر، تعود اليوم إلى الواجهة: فيلم جديد، نفّذته مجموعة من الشباب المسلم، يحاول الردّ على «فتنة» النائب الهولندي، ويوجّه رسائل حازمة إلى يهود العالم والإرهاب الإسرائيلي...
ليال حداد
المشهد الأوّل: آيات قرآنية، تليها صور لضحايا هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في نيويورك، على وقع موسيقى تصويرية. إنه فيلم «فتنة» للنائب الهولندي غيرت فيلدرز الذي أحدث بلبلة وسخطاً كبيرين في العالمين العربي والإسلامي.
المشهد الثاني: آيات من التوراة، تليها صور لضحايا المجازر الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، على وقع الموسيقى التصويرية نفسها. إنه فيلم «فتنة 2» الذي نفّذته مجموعة من الشباب المسلم، في محاولة للردّ على «فتنة» فيلدرز.
لا يبدو المشهدان مختلفان. كمية الدم هي هي، وكمية التحريض الطائفي تبدو للوهلة الأولى أيضاً هي هي. ومع ذلك، ينتهي الفيلمان بطريقة مختلفة: ففيما يختم فيلدرز شريطه بدعوة إلى محاربة الإسلام ومنعه من السيطرة على أوروبا، اختار منفّذو «فتنة 2» تذكير يهود العالم بأن المسلمين لم يهينوا يوماً الأديان الأخرى، من خلال رسوم مسيئة للنبي موسى أو أفلام تشوّه المفهوم الحقيقي للدين. «كل المسلمين يعتبرون أن نسخة التوراة المعتمدة من اليهود محرّفة، والجرائم التي ترتكب بحقّ الفلسطينيين منذ ستين عاماً هي نتيجة هذا التحريف. ومع ذلك، لم نُهن اليهودية يوماً»،
تذيّل هذه العبارة أسفل الشاشة، في رسالة واضحة إلى الغرب، لوقف الهجوم على الإسلام. ومع هذه النهاية «المسالمة»، بدأ فيلم «فتنة 2» ينتشر بسرعة البرق على المدوّنات ومواقع الإنترنت بعد أقلّ من أسبوع على نشره عبر «يو تيوب». وعلى الرغم من تنفيذ عدد كبير من الأفلام التي ردّت على شريط النائب الهولندي، رأت مواقع الإنترنت أن «فتنة 2» هو الردّ الرسمي على «فتنة»، بسبب التشابه الكبير بين العملين في الإخراج وتقسيم المشاهد.
وفي العودة إلى تفاصيل «فتنة 2»، يبدأ الشريط بتحذير من المشاهد المؤذية والعنيفة، قبل أن تظهر صورة الشمعدان اليهودي، تماماً كما تبدأ النسخة الأصلية منه مع صورة مسيئة للنبي محمّد. «حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح، فإنّ أجابتك إلى الصلح وفُتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك. وإن لم تسالمك وعملت معك حرباً، فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إليك، فاضرب جميع ذكورها بحدّ السيف. أما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة وكل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك»، يعلو صوت الحاخام اليهودي، وهو يقرأ إحدى آيات التوراة قبل أن تظهر صورة رجل فلسطيني يستشهد برصاص الإسرائيليين والدم يسيل من رأسه.
إنها إذاً علاقة الدين اليهودي بالإرهاب الإسرائيلي، هذا ما يبدو واضحاً في الدقائق الأولى، وهذا ما يبدو أنه الرسالة التي يريد منفّذو الفيلم إيصالها. تتوالى الآيات من التوراة مع المشاهد العنيفة وصور اليهود المتديّنين (الأرثوذكس) يرقصون على مِنصّات الصّواريخ، قبل إطلاقها إلى جنوب لبنان خلال عدوان تموز ويصلّون للجنود الإسرائيليين. وينتهي القسم الأول عند هذا الحدّ، مع سؤال «هل رأيتم كم من السهل أن تنسب جرائم الصهيونيّة إلى التوراة؟». أما القسم الثاني، فيبدأ بتعداد الانتهاكات التي تعرّض لها الدين الإسلامي من الرسوم المسيئة، ونشر كتاب سلمان رشدي «آيات شيطانية» وترجمته وتكريم كاتبه، «ولم يهتمّ أحد بالاحتجاجات التي عمّت العالم الإسلامي». كذلك ركّز «فتنة 2» على الهجوم الذي يتعرّض له كلّ من ينكر وقوع المحرقة النازية «هولوكوست» أو من ينتقد اليهود في العالم مع شهادة للمفكر الفرنسي روبرت فوريسون الذي تعرض للاضطهاد والتعذيب الجسدي. ثم ينتهي الفيلم بدعوة إلى وقف مهاجمة المسلمين في العالم «وإن لم توقفوا إهاناتكم، فاعلموا أن أوّل من يشعل نار الفتنة سيكون أوّل المحترقين بها»، وتنطفئ مباشرة الشّمعة الأخيرة من شمعدان اليهود.
تهديد؟ ربما. تحذير؟ ربما أيضاً، لكن الأكيد أن الفيلم أراد إيصال رسالته بعدوانيّة وعنصريّة أقل من تلك التي استخدمها فيلدرز في فيلمه الشهير، ونجح في ذلك. ولكن، من نفّذ «فتنة 2» وأنتجه وحرص على نشره على الشبكة العنكبوتية؟ شباب مسلمون، إيرانيون تحديداً، كما يظهر من المشاهد التي تُعرض في الفيلم والمأخوذة بأغلبها عن التلفزيون الإيراني. إضافة إلى أنّ المدوّنة الخاصّة بالفيلم مكتوبة باللغة الفارسية.
بين السعودية ومصر
«فتنة 2» ليس الردّ الإيراني الأول على «فتنة». إذ نقلت وكالة «فارس» الإيرانية أن مؤسسة «أن جي» أنتجت فيلماً «يكشف عن أعمال العنف التي شهدها الإنجيل الذي تم تحريفه» رداً على الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتجه النائب الهولندي. ويتحدث الفيلم الإيراني عن «أعمال العنف المروّعة والتصفية التي طالت الملايين من أبناء البشر، والتي تمت بإيعاز من الإنجيل الذي تم تحريفه ويدعو أتباعه إلى ذبح النساء والأطفال الأسرى وإلقائهم في النار»، كما ذكر موقع فضائية «الجزيرة». وهناك أيضاً فيلم Schism للمدوّن السعودي رائد سعيد، وآخر مصري للمدوّنة هاجر مصطفى
http://www.al-akhbar.com/files/images/p20_20080823_pic1.jpg
من فيلم«فتنة 2»
الفضيحة الأخلاقية والسياسية التي فجّرها غيرت فيلدرز قبل أشهر، تعود اليوم إلى الواجهة: فيلم جديد، نفّذته مجموعة من الشباب المسلم، يحاول الردّ على «فتنة» النائب الهولندي، ويوجّه رسائل حازمة إلى يهود العالم والإرهاب الإسرائيلي...
ليال حداد
المشهد الأوّل: آيات قرآنية، تليها صور لضحايا هجمات 11 أيلول (سبتمبر) في نيويورك، على وقع موسيقى تصويرية. إنه فيلم «فتنة» للنائب الهولندي غيرت فيلدرز الذي أحدث بلبلة وسخطاً كبيرين في العالمين العربي والإسلامي.
المشهد الثاني: آيات من التوراة، تليها صور لضحايا المجازر الإسرائيلية في فلسطين ولبنان، على وقع الموسيقى التصويرية نفسها. إنه فيلم «فتنة 2» الذي نفّذته مجموعة من الشباب المسلم، في محاولة للردّ على «فتنة» فيلدرز.
لا يبدو المشهدان مختلفان. كمية الدم هي هي، وكمية التحريض الطائفي تبدو للوهلة الأولى أيضاً هي هي. ومع ذلك، ينتهي الفيلمان بطريقة مختلفة: ففيما يختم فيلدرز شريطه بدعوة إلى محاربة الإسلام ومنعه من السيطرة على أوروبا، اختار منفّذو «فتنة 2» تذكير يهود العالم بأن المسلمين لم يهينوا يوماً الأديان الأخرى، من خلال رسوم مسيئة للنبي موسى أو أفلام تشوّه المفهوم الحقيقي للدين. «كل المسلمين يعتبرون أن نسخة التوراة المعتمدة من اليهود محرّفة، والجرائم التي ترتكب بحقّ الفلسطينيين منذ ستين عاماً هي نتيجة هذا التحريف. ومع ذلك، لم نُهن اليهودية يوماً»،
تذيّل هذه العبارة أسفل الشاشة، في رسالة واضحة إلى الغرب، لوقف الهجوم على الإسلام. ومع هذه النهاية «المسالمة»، بدأ فيلم «فتنة 2» ينتشر بسرعة البرق على المدوّنات ومواقع الإنترنت بعد أقلّ من أسبوع على نشره عبر «يو تيوب». وعلى الرغم من تنفيذ عدد كبير من الأفلام التي ردّت على شريط النائب الهولندي، رأت مواقع الإنترنت أن «فتنة 2» هو الردّ الرسمي على «فتنة»، بسبب التشابه الكبير بين العملين في الإخراج وتقسيم المشاهد.
وفي العودة إلى تفاصيل «فتنة 2»، يبدأ الشريط بتحذير من المشاهد المؤذية والعنيفة، قبل أن تظهر صورة الشمعدان اليهودي، تماماً كما تبدأ النسخة الأصلية منه مع صورة مسيئة للنبي محمّد. «حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح، فإنّ أجابتك إلى الصلح وفُتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك. وإن لم تسالمك وعملت معك حرباً، فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إليك، فاضرب جميع ذكورها بحدّ السيف. أما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة وكل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك»، يعلو صوت الحاخام اليهودي، وهو يقرأ إحدى آيات التوراة قبل أن تظهر صورة رجل فلسطيني يستشهد برصاص الإسرائيليين والدم يسيل من رأسه.
إنها إذاً علاقة الدين اليهودي بالإرهاب الإسرائيلي، هذا ما يبدو واضحاً في الدقائق الأولى، وهذا ما يبدو أنه الرسالة التي يريد منفّذو الفيلم إيصالها. تتوالى الآيات من التوراة مع المشاهد العنيفة وصور اليهود المتديّنين (الأرثوذكس) يرقصون على مِنصّات الصّواريخ، قبل إطلاقها إلى جنوب لبنان خلال عدوان تموز ويصلّون للجنود الإسرائيليين. وينتهي القسم الأول عند هذا الحدّ، مع سؤال «هل رأيتم كم من السهل أن تنسب جرائم الصهيونيّة إلى التوراة؟». أما القسم الثاني، فيبدأ بتعداد الانتهاكات التي تعرّض لها الدين الإسلامي من الرسوم المسيئة، ونشر كتاب سلمان رشدي «آيات شيطانية» وترجمته وتكريم كاتبه، «ولم يهتمّ أحد بالاحتجاجات التي عمّت العالم الإسلامي». كذلك ركّز «فتنة 2» على الهجوم الذي يتعرّض له كلّ من ينكر وقوع المحرقة النازية «هولوكوست» أو من ينتقد اليهود في العالم مع شهادة للمفكر الفرنسي روبرت فوريسون الذي تعرض للاضطهاد والتعذيب الجسدي. ثم ينتهي الفيلم بدعوة إلى وقف مهاجمة المسلمين في العالم «وإن لم توقفوا إهاناتكم، فاعلموا أن أوّل من يشعل نار الفتنة سيكون أوّل المحترقين بها»، وتنطفئ مباشرة الشّمعة الأخيرة من شمعدان اليهود.
تهديد؟ ربما. تحذير؟ ربما أيضاً، لكن الأكيد أن الفيلم أراد إيصال رسالته بعدوانيّة وعنصريّة أقل من تلك التي استخدمها فيلدرز في فيلمه الشهير، ونجح في ذلك. ولكن، من نفّذ «فتنة 2» وأنتجه وحرص على نشره على الشبكة العنكبوتية؟ شباب مسلمون، إيرانيون تحديداً، كما يظهر من المشاهد التي تُعرض في الفيلم والمأخوذة بأغلبها عن التلفزيون الإيراني. إضافة إلى أنّ المدوّنة الخاصّة بالفيلم مكتوبة باللغة الفارسية.
بين السعودية ومصر
«فتنة 2» ليس الردّ الإيراني الأول على «فتنة». إذ نقلت وكالة «فارس» الإيرانية أن مؤسسة «أن جي» أنتجت فيلماً «يكشف عن أعمال العنف التي شهدها الإنجيل الذي تم تحريفه» رداً على الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتجه النائب الهولندي. ويتحدث الفيلم الإيراني عن «أعمال العنف المروّعة والتصفية التي طالت الملايين من أبناء البشر، والتي تمت بإيعاز من الإنجيل الذي تم تحريفه ويدعو أتباعه إلى ذبح النساء والأطفال الأسرى وإلقائهم في النار»، كما ذكر موقع فضائية «الجزيرة». وهناك أيضاً فيلم Schism للمدوّن السعودي رائد سعيد، وآخر مصري للمدوّنة هاجر مصطفى