تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دولة ُالباطل ِساعة ٌ, ودولة ُالحقِّ إلى قيام ِالساعةِ



النصر قادم
09-09-2008, 02:59 AM
دولة ُالباطل ِساعة ٌ, ودولة ُالحقِّ إلى قيام ِالساعةِ


إن خيرَ الكلام ِكلامُ اللهِ تباركَ وتعالى, وخيرَ الهدي ِهديُ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ .
الإخوة ُالمؤمنونَ : يقولُ الحقُّ سبحانهُ وتعالى في مُحكم ِكتابهِ العزيز: ( وَاذكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تخافـُونَ أَن يَتخطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تشْكُرُونَ {26}) الأنفال .
الإخوة ُالأكارم : إن منَ المفاهيم ِالأساسيةِ والواجبةِ, والمعلومةِ منَ الدين ِبالضرورةِ, مفاهيماً يجبُ على كلِّ مسلم ٍأن يُدركـَهَا ويَعِيَهَا حتى تـُصبحَ مفهُوماً لديهِ يُؤثـِّرُ في سلوكهِ .
أولها : أن تكونَ القعيدة ُالإسلامية ُهي القوة ُالحقيقية ُالتي تـُثيرُ الحياة َفي النفوس ِ، وهي الضمانة ُ الحقيقية ُالتي تحُولُ دونَ انتكاسةِ الأمةِ وتدفعُها لاقتحام ِالأخطارِ, وتحدي الصعابِ .
وهي الطاقة ُالتي تفجرُ في الأمةِ الإستعدادَ للتضحيةِ والبذل ِوتدفعُها إلى ركوبِ الأهوال ِ.
وفي التاريخ ِالإسلاميِّ شواهدُ حيَّة ٌتـُبَيِّنُ أن الأمة َكانت تتمردُ على ضعفِـها عندما تـُبعثُ معاني العقيدةِ فيها, وتعودُ لتحتلَّ مكانَ الصدارةِ بين الأمم ِ.
ثانيها : إن الأمة َالإسلامية َرُغمَ كلِّ ما أصابها قادرة ٌعلى الإمساكِ بزمام ِالمبادرةِ والإنعتاق ِمن سيطرةِ الكافرِ وأدواتهِ الذليلةِ من حكام ٍعملاءَ وأوساطٍ سياسيةٍ مصطنعةٍ مهزومةٍ .
وهي تمتلكُ من أسبابِ القوةِ المعنويةِ والماديةِ ما يكفي للقيام ِمن وَهْدَتها, فبالإضافةِ إلى حملِها لرسالةِ الإسلام ِالعظيم ِالذي يُؤهلـُها للقوامَةِ على الدنيا بأسرها.
فهي صانعة ُالرجال ِ, والمسيطرة ُعلى معظم ِمصادر الطاقةِ في العالم ِوتحتلُّ وَسَطاً جغرافياً واسعاً , وتمتلكُ ثرواتٍ طبيعيةٍ لا نظيرَ لها, كلُّ هذا وغيرهِ مِمَّا يُمكنها من الإنعتاق ِوالعودةِ إلى موقع ِالقيادةِ الذي احتلتهُ لقرون ٍمديدةٍ خلت .
ثالثها : إن الحملة َالأمريكية َالصليبية َعلى المسلمينَ في العالم ِلاجتثاثِ جذوة َالإسلام ِبمساعدةٍ وتأييدٍ من الحكام ِالعملاءِ وبعض ِالمضبوعينَ بثقافتها من سياسيينَ ومثقفينَ, لا يُمكنُ أن تـُحَقـِّقَ ما تريدُهُ أمريكا ! وإنما ستكونُ وبالاً عليها وعلى أذنابها وأدواتها رُغمَ ما تعيشـُهُ أمريكا من زهوةِ القوةِ الغاشمةِ, وفِرعونيةِ التفكيرِ والحركةِ.
فإن هذا كلـَهُ أدخلها في عمى الكبرياءِ حتى صارتْ تتصرَّفُ في سياسَتها الداخليةِ والخارجيةِ بما يُوقظ ُ في الأمةِ ضرورة َالتغييرِ وأهمية َالعملَ الجادِّ للمِّ شـَعَثِ الأمةِ لتقفَ في وجهِ الأطماع ِالإستعماريةِ ولتضعَ حَدَّاً لحالةِ الهزيمةِ التي عاشها المسلمونَ منذ ُهدم ِالخلافةِ .
ورابعُها : لا يَخفى على العارفينَ بحال ِالأمةِ أن النكـْسَاتِ العظيمةِ التي تـَحلُّ بها, والنوازل ِالشديدةِ التي تتعرَّضُ لها, قد تـُضعِفُ عزيمة َبعض ِالمؤمنينَ, وتوقظ ُعندَ بعض ِالمنافقينَ شهوة َالإفسادِ , فأولئكَ يرونَ ضعفَ الأمةِ وصولةِ أعدائِـها, فتنخلعُ قلوبُهم ألماً وحسرة ًمما يدفعُهُم إلى الإحباطِ , وهؤلاءِ يرونَ أن وليَّهُمُ الشيطانَ قد صارتْ لهُ الأمورُ ودالتْ لهُ الدنيا, فينفلتونَ من عُقـُلِهـِم يُشيعونَ الفسادَ في قلوبِ الضعافِ.
وعليهِ ينبغي أن يُـلفتَ النظرُ إلى أن المؤمنينَ الذينَ أداموا صِلـَتهُم باللهِ, وفوَّضوا أمرَهُم إليهِ, وعلموا أن لهُ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ, لا يُمكنُ أن يُثـْلِمَ عزائِمَهُم وساوسُ الشيطان ِ, ولا تتابعَ الأهوال ِلأنهم أيقنوا أن اللهَ تكفـَّلَ بنصرةِ دينهِ وإعزازِ الحقِّ, وأن جولة َالباطل ِهذهِ امتحانٌ لهم وتمحيصٌ من اللهِ تعالى .
وأما خامِسُها : دولة ُالباطل ِساعة ٌودولة ُالحقِّ إلى قيام ِالساعةِ, والدنيا لا يمكنُ أن تستقرَّ على ميزان ِ الظلم ِمهما طغى أهلُ الباطل ِ, لأن طغيانَ أهل ِالباطل ِسيسعى بهم إلى حتفِهم, وهذهِ سُنـَّة ٌلا تتخلفُ حفِلت بها سِـيَرُ الأنبياءِ مَعَ أقوامِهم .
لذلكَ ينبغي أن يُشاعَ الأملُ في نفوس ِأبناءِ الأمةِ بأنَّ اللهَ ناصرُ دينـَهُ : كما وَعَدَ .
والخلافة ُقائمة ٌلا محالة َ
بإذن ِاللهِ تعالى, وما علينا إلاَّ مضاعفة ُالتضحياتِ والبذل ِوالتقيدِ بأمرِ اللهِ سبحانهُ وتعالى حتى يأذنَ اللهُ بالفرج ِ.
وصدق اللهُ العليُّ العظيم ُ: ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ, إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ{40} الَّذِينَ إِن مِكـَّنـَّاهُمْ فِي الأَرض ِأَقَامُوا الصَّلَاة َوَآتـَوُا الزَّكَاة َوَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ, وَلِلَّهِ عَاقِبَة ُالْأُمُورِ{41}) الحج .
ــــــــــــــــــــــــــ
كاتبها أخوكم : النصر قادم