النصر قادم
09-13-2008, 12:50 PM
التسليم المطلق لأمر الله تعالى
الحمدُ للهِ الواحدِ الأحدِ, الفردِ الصمد, أشهدُ أنهُ لا إلهَ غيرُه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولـُهُ, صلى اللهُ عليهِ, عدَدَ ما ذكرهُ الذاكرون, وعدَدَ ما غَفِـلَ عنهُ الغافِلون,
وبعد أيها الناسُ: اتقوا اللهَ ما استطعتم, اتقوا اللهَ وكونوا مع الصادقين.
أتدرونَ منْ هم الصادقون؟ إنهم الذين إذا سمعُوا آياتِ اللهِ تـُتلى عليهم, لم يَخِرُّوا عليها صُمَّاً وعُمياناً, بل تفقهُوا فيها, وعملوا بها, ليسوا بالقاسيةِ قلوبُهم, ولا باللاهيةِ حُلـُومُهم, بل همُ الذينَ تقشعرُ جلودُهُم لذكرِ اللهِ, وتلينُ قلوبُهم لما نزلَ من الحق, أولئكَ الذين إذا عرفوا الحقَّ اتبعوه, وإذا علِموا سنة ًأحيَوهَا, وإذا تبينوا حكماً شرعياً سارعوا في تنفيذِه وتطبيقِه, امتثالاً لأمرِ ربهم, وطمَعَاً في رضوانِه, وخوفاً من نفي ِ الإيمان ِعنهم. { فلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } إنهم الذين يَحذرونَ أن يُفتنوا عن بعض ِ ما أنزلَ الله, فيتمسكونَ بأحكام ِاللهِ كاملة ًما استطاعوا, ولا يَتخيرونَ منها ما استـَسهلـُوا, ويَذرونَ ما استـَصعبوا, إنهم يخافونَ إن فعلوا ذلك أنْ يَجعلَ اللهُ بأسَهم بينهم, كما حذرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: ... وما لم تحكمْ أئمتـُهُم بكتابِ اللهِ ويتخيروا مما أنزلَ اللهُ إلا جعلَ اللهُ بأسَهم بينهم"
وها هم الحكامُ في بلادِ المسلمين بعضُهم جعلَ كتابَ اللهِ وراءه ظهريا, وحَكمَ بغيرِ ما أنزلَ اللهُ, وبعضُهُم يزعُمُ أنه يَحكمُ بالإسلام ِويتخير, وكثيرٌ من المسلمينَ يتخيرونَ, فإذا تصادمت أحكامُ اللهِ مع مصالِحهم, قدّموا مصالحَهم ومنافعَهم.
أيها المسلمون: إن التـَخيّرَ بين أحكام ِاللهِ مَقِيتٌ لا يجوز, وإنَّ اللهَ لا يَقبلُ سُنة ً, حتى تـُؤدَّى الفريضة, وإن أفضلَ ما تـقربتـُم به إلى اللهِ أداءُ ما افترَضهُ عليكم, فما لكم تـُصلونَ وتـَصومونَ! وتـَحجون وتـَعتمرون! وتـَتلونَ القرآنَ وتستغفرون ! وإذا قيل لكم إنَّ نـَصْبَ الخليفةِ فرضٌ طنـَّشتم؟ وإذا بَطـَشَ الكفارُ بإخوانِكم حَوقلتـُم؟ وإذا انتـُهـِكَ عِرضُ المسلماتِ لم يَطرفْ لكم جَفن, وإذا نـُهبتْ خيراتـُكم لم تحركوا ساكناً, وإذا ظـَلـَمَ حكامُكُم وخانوا, طأطأتـُم وخنعتـُم, إذا غَضِبَ الكفارُ على أحدٍ منكُم لم تـَسَعْهُ الدنيا, وضاقتْ عليه الأرضُ بما رحُبت, أمَا علمتـُم أنَّ العزة َللهِ جميعاً, أمَا علمتم أن الفرقة َعذابٌ, أمَا علمتم أن الجماعة َرحمة, غافلُ الجماعةِ محفوظ ٌلكثرةِ من يَحرسُه, ومتيقظ ُالفـُرقةِ ضائعٌ مأخوذ ٌلكثرةِ من يطلـُبه, فإياكُم أن تتخيروا بينَ تكاليفِ ربكم, نـَفـِّذوا ما أمرَكم به, واتركوا ما نهاكـُم عنه, واعلموا أنَّ مِنْ خيرِ ما أمرَكم بهِ الجماعة لقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً)
وأنَّ مِنْ شرِّ ما نهاكم عنهُ الفـُرقة لقوله: (وَلاَ تَفَرَّقُواْ) وإنَّ الجماعة َلا تكونُ إلا على إمام, فاعملوا لإيجادِ خليفتِكـُم, وبيعةِ إمامِكـُم .
فهنيئاً لِمَن كانَ لهذا العمل ِمِن عُمَّالِهِ, ولم يتخيرْ بين أفعالِهِ, وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِه, حتى بايعَ إمامَهُ, ثم ماتَ مِيتـَة ًغيرَ جاهلية.
اللهم أكرمْنا بدولةِ الخلافة.
أخوكم
الحمدُ للهِ الواحدِ الأحدِ, الفردِ الصمد, أشهدُ أنهُ لا إلهَ غيرُه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولـُهُ, صلى اللهُ عليهِ, عدَدَ ما ذكرهُ الذاكرون, وعدَدَ ما غَفِـلَ عنهُ الغافِلون,
وبعد أيها الناسُ: اتقوا اللهَ ما استطعتم, اتقوا اللهَ وكونوا مع الصادقين.
أتدرونَ منْ هم الصادقون؟ إنهم الذين إذا سمعُوا آياتِ اللهِ تـُتلى عليهم, لم يَخِرُّوا عليها صُمَّاً وعُمياناً, بل تفقهُوا فيها, وعملوا بها, ليسوا بالقاسيةِ قلوبُهم, ولا باللاهيةِ حُلـُومُهم, بل همُ الذينَ تقشعرُ جلودُهُم لذكرِ اللهِ, وتلينُ قلوبُهم لما نزلَ من الحق, أولئكَ الذين إذا عرفوا الحقَّ اتبعوه, وإذا علِموا سنة ًأحيَوهَا, وإذا تبينوا حكماً شرعياً سارعوا في تنفيذِه وتطبيقِه, امتثالاً لأمرِ ربهم, وطمَعَاً في رضوانِه, وخوفاً من نفي ِ الإيمان ِعنهم. { فلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } إنهم الذين يَحذرونَ أن يُفتنوا عن بعض ِ ما أنزلَ الله, فيتمسكونَ بأحكام ِاللهِ كاملة ًما استطاعوا, ولا يَتخيرونَ منها ما استـَسهلـُوا, ويَذرونَ ما استـَصعبوا, إنهم يخافونَ إن فعلوا ذلك أنْ يَجعلَ اللهُ بأسَهم بينهم, كما حذرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: ... وما لم تحكمْ أئمتـُهُم بكتابِ اللهِ ويتخيروا مما أنزلَ اللهُ إلا جعلَ اللهُ بأسَهم بينهم"
وها هم الحكامُ في بلادِ المسلمين بعضُهم جعلَ كتابَ اللهِ وراءه ظهريا, وحَكمَ بغيرِ ما أنزلَ اللهُ, وبعضُهُم يزعُمُ أنه يَحكمُ بالإسلام ِويتخير, وكثيرٌ من المسلمينَ يتخيرونَ, فإذا تصادمت أحكامُ اللهِ مع مصالِحهم, قدّموا مصالحَهم ومنافعَهم.
أيها المسلمون: إن التـَخيّرَ بين أحكام ِاللهِ مَقِيتٌ لا يجوز, وإنَّ اللهَ لا يَقبلُ سُنة ً, حتى تـُؤدَّى الفريضة, وإن أفضلَ ما تـقربتـُم به إلى اللهِ أداءُ ما افترَضهُ عليكم, فما لكم تـُصلونَ وتـَصومونَ! وتـَحجون وتـَعتمرون! وتـَتلونَ القرآنَ وتستغفرون ! وإذا قيل لكم إنَّ نـَصْبَ الخليفةِ فرضٌ طنـَّشتم؟ وإذا بَطـَشَ الكفارُ بإخوانِكم حَوقلتـُم؟ وإذا انتـُهـِكَ عِرضُ المسلماتِ لم يَطرفْ لكم جَفن, وإذا نـُهبتْ خيراتـُكم لم تحركوا ساكناً, وإذا ظـَلـَمَ حكامُكُم وخانوا, طأطأتـُم وخنعتـُم, إذا غَضِبَ الكفارُ على أحدٍ منكُم لم تـَسَعْهُ الدنيا, وضاقتْ عليه الأرضُ بما رحُبت, أمَا علمتـُم أنَّ العزة َللهِ جميعاً, أمَا علمتم أن الفرقة َعذابٌ, أمَا علمتم أن الجماعة َرحمة, غافلُ الجماعةِ محفوظ ٌلكثرةِ من يَحرسُه, ومتيقظ ُالفـُرقةِ ضائعٌ مأخوذ ٌلكثرةِ من يطلـُبه, فإياكُم أن تتخيروا بينَ تكاليفِ ربكم, نـَفـِّذوا ما أمرَكم به, واتركوا ما نهاكـُم عنه, واعلموا أنَّ مِنْ خيرِ ما أمرَكم بهِ الجماعة لقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً)
وأنَّ مِنْ شرِّ ما نهاكم عنهُ الفـُرقة لقوله: (وَلاَ تَفَرَّقُواْ) وإنَّ الجماعة َلا تكونُ إلا على إمام, فاعملوا لإيجادِ خليفتِكـُم, وبيعةِ إمامِكـُم .
فهنيئاً لِمَن كانَ لهذا العمل ِمِن عُمَّالِهِ, ولم يتخيرْ بين أفعالِهِ, وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِه, حتى بايعَ إمامَهُ, ثم ماتَ مِيتـَة ًغيرَ جاهلية.
اللهم أكرمْنا بدولةِ الخلافة.
أخوكم