تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قدرةِ اللهِ وعظمتهِ



النصر قادم
10-19-2008, 07:16 AM
قدرةِ اللهِ وعظمتهِ


الحمدُ للهِ القائل ِفي مُحكم ِالتنزيل ِ: ( ومنْ يتق ِالله َيَجعلْ له ُمخرجاً{ 2 } ويرزقهُ من حيثُ لا يَحتسِبُ, ومن يتوكلْ على اللهِ فهُوَ حسبـُهُ، إنَّ اللهَ بالغُ أمرِهِ، قد جَعلَ اللهُ لكلِّ شيءٍ قدرا{3}) الطلاق .
ومِنـَّة ُاللهِ برزقهِ تكونُ مالاً ونصراً وفوزاً في الدارين ِ، وأما فوزُ الآخرةِ فإنهُ بخلافِ فوزِ الدنيا .
فالدنيا يُمكنُ أن يفوزَ فيها الكافرُ حيناً، أو تكونَ له ُصَولة ٌأو جولة ٌ.
أمَّا الآخرة ُ فالفوزُ كلُّ الفوزِ فيها للمؤمنينَ, لقولِهِ عليهِ السلامُ: ( الدنيا سجنُ المؤمن ِوجنـَّة ُ الكافر) .
وقولِهِ: ( ألا تحبونَ أنْ تكونَ لهُمُ الدنيا ولكمُ الآخرة ؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله ) .
أيُّها الإخوة ُالأحبَّة ُ: سؤالٌ أصبحَ يتبادرُ إلى ذهن ِالكثيرينَ! وقد كثـُرَ التكالبُ على المسلمين! هل يتمكنُ المسلمونَ اليومَ من إقامةِ دولةٍ لهم وأمريكا وبريطانيا وغيرُهُمَا من دول ِالكفرِ تصولُ وتجولُ وتستبيحُ أجواءَ ومياهَ وأراضي المسلمين !!؟؟ .
فنقولُ وباللهِ التوفيق: إنَّ مَن ينـُظرُ إلى عظائم ِالأمورِ والقضايا من زاويةٍ خاصةٍ يَجدُ لها حلاً في مبدئهِ، وأما من ينظرُ إلى صغائرِ الأمورِ وهوامش ِالقضايا, ويـُشغلُ نفسَهُ في حلـِّها يَعِشْ أبدَ الدهرِ بينَ الحُفرِ التي يحفِرُها أعداؤُهُ .

فمِـن أوَّل ِالأمورِ الموجودة ِعندَ المسلمينَ والمفقودةِ عندَ غيرِهِم ، هيَ الإيمانُ بقدرة ِاللهِ عزَّ وجلَّ , مما يوجبُ عليهمُ العملَ لنـُصرة ِالإسلام ِوالمسلمينَ, وحمل ِالإسلام ِدعوة ًللكافرينَ, كيفَ لا ! وهم المأمورونَ بحملهِ من فوق سبع ِطباق ٍ، وأنَّ هذا العملَ سيجلبُ لهمُ الفوزَ في الدنيا والآخرة .
أمَّا الدنيا فإنـَّهُ وإن ظهرتْ دولة ُالباطل ِساعة ً، فإنَّ دولة َالحقِّ قادمة ٌبأمرِ اللهِ بجهدِ العاملينَ المخلصينَ المتقينَ. وعندها سينتصِرُ المسلمونَ على أعدائِـهم، وتتحققُ لهُمُ الرفعة ُوالريادة ُ, والعزة ُوالسيادة ُ، لا على أمريكا والإتحادِ الأوروبيِّ وحسبْ، بل سيظهرُ هذا الدينُ على الدين ِ كلـِّهِ كما وَعدَ الصَّادقُ صدقاً مُطلقاً جلَّ وعلا. وسيبلغُ هذا الأمرُ ما بلغ َالليلُ والنـَّهار، كما بشرَنا سيدُ الأخيارِ وقائدُ الأطهار.
وستحيَا الأمَّة ُرَغدَ العيش ِيومَ يَـقسِمُ خليفة ُالمسلمينَ المالَ العَامَّ لهُم لصلاح ِدينهـِـم ودنياهـُم ، بعدَ أن كانَ نهباً للحكام ِوأذنابهم وأسيادِهم منَ الكفارِ المُستعمرين .
أيُّها الإخوة ُالأماجد : إنَّ هذهِ الأمريكا ليست كما يزعُُم ُ القوَّال،بأنـَّها عملاقٌ لا يُطال، كذبوا وربِّ الكعبةِ، بل هي أدنى من ذلكَ وأوضعُ، وما هيَ إلاَّ نمرٌ من ورق .
فقوة ُأمريكا وبريطانيا وغيرِهِمَا من قوى الكفرِ, وقلْ مَعَهُم قوة ُالجنِّ إن شِئتَ ما هو أمرُهُم يومَ القيامَةِ ؟ وأينَ قوتـُهُم من قوة ِاللهِ في الدنيا والآخرِة !؟ فقوتـُهُم ماديَّة ٌبحتة ٌ، فأنـَّى لهم أن يُظاهرُوا اللهَ وهوَ القائلُ:( أنَّ القوة َ للهِ جميعاً {165}) البقرة .
والقائل ِ:( وما قدرُوا الله َحقَّ قدرهِ والأرضُ جميعاً قبضَتـُهُ يومَ القيامةِ والسماواتُ مطوياتٌ بيمينهِ سُبحانهُ وتعالى عمَّا يـُشركون {67}) الزمر .
وفي الختام ِإخوة َالإيمان ِ: فإنَّ ما تفعلـْهُ أمريكا اليومَ, من عدوان ٍعلى المسلمينَ, وما يفعلهُ كذلكَ مَن ناصبَ اللهَ العداءَ من دول ِالكفرِ, ما هوَ إلاّ مِنـَّة ٌمنَ الله ِعلى المؤمنينَ تـُجَلـِّي لهُم بوضوح ٍ بُغضَ الكافرينَ لهم, لترى الأمَّة ُ الحقدَ الدفينَ الذي يُكِنـُّهُ أعداؤها .
وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ وقد حذرَ من مكرِ الكفارِ والمشركينَ فقال:( وقد مَكرَ الذينَ من قبلِـهم فللهِ المَكرُ جميعاً, يَعلمُ ما تكسِبُ كلُّ نفس ٍوسَيعلمُ الكفـَّارُ لِمن عُـقبَى الدَّار{42}) الرعد .