تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل فقدت لعبتك؟



أم ورقة
11-07-2008, 01:45 PM
عندما كانت سارة صغيرة، كان أهلها مرّة بعد مرّة يقومون بـ “جردة” على ألعابها ، لأجل التخلّص من الألعاب القديمة.

عندما كان يحين موعد الجردة، كانت سارة تترقّب الحدث بخوف وحذر. و كانت تحاول استباق الحدث بأن تفتّش في الصندوق الكبير عن الألعاب الصغيرة التي يمكنها أن تنقذها و تخفيها عن أنظار أبويها، لكي لا يكون مصيرها الكبّ.

كانت تتمنى لو بوسعها أن تخفي جميع ما في الصندوق الكبير، و لكن كيف لأكفّ سارة الصغيرة أن تكمش أكثر من قطع صغيرة من بين ألعاب الصندوق الكبير؟

كانت تحاول انتشال بقايا أشلاء الألعاب، أو أي شيء يمكنها ان تخفيه.

شريطة ملوّنة، أو قطعة بلاستيكية، أو حذاء الدمية أو أي شيء تستطيع أن تكمشه يدها الصغيرة

هذا ما كان مصيره أن ينجو و يهرب من صندوق الألعاب الذي كان مصيره الكبّ.

و مع كل جردة، كانت تقف سارة باكية أمام صندوق الألعاب، شاكية الى أهلها

و لكن أهلها لم يكونوا يعبّرون بكاءها أو شكواها،

و يظنون ان هذا نوع من الدلع،

و في الواقع لم يكن دلعاً، بل سارة عندما كانت ترى الدمية تؤخذ من الصندوق لكي تُرمى في الكيس الكبير الذي مصيره أن يخرج من البيت الى غير رجعة،

كان شعورها لا يقل عن شعور الأم التي ترى أمام عينيها أناساً ينتشلون منها طفلها الى غير رجعة...


——


كبرت سارة و صارت شابّة كبيرة،

وفي كل مرحلة من عمرها كانت تشعر بهذا الخوف الذي كانت تشعر به وقت الجردة.

لم يعد لديها ألعاب، و لكنها في كل مرة كانت تخشى أن تفقد أشياءها ،

كتبها ، مقلمتها…. كمبيوترها

و تطوّر خوفها حتى صارت تخاف من أن تفقد ليس فقط الأشياء، بل الأشخاص

تطوّر هذا الخوف الى خشية من فقد الناس الذين حولها

فصارت تخشى ان تفقد رفاقها و أقاربها

صارت تخاف أن تفقد كل شيء و تشعر انها لا تملك شيء

فكل هذا مع الوقت جعلها لا تتعلّق بشيء

و لا ترغب بشيء

لأن في بالها تعلم انها ستفقده يوماً

كما فقدت ألعابها الصغيرة.

عزام
11-07-2008, 01:48 PM
لكن ذكراهم تظل معنا ولو رحلوا

lady hla
11-07-2008, 01:56 PM
.... السلام عليكم .....



... سبحان الله ... لا أصدق هذا ،،!!!!!!!!!!!!!!!!؟!!!!


سلامي اليك
lady hla
القدس

أم ورقة
11-07-2008, 01:58 PM
ما هو الذي لا تصدّقيه ؟

lady hla
11-07-2008, 02:01 PM
.... السلام عليكم .....



... أحسّ بأن الدنيا قد أظلمت ,, حين قرأتُ موضوعكِ هذا ،، !


سلامي اليك
lady hla
القدس

أم ورقة
11-07-2008, 02:02 PM
و لكن مهما أظلمت هناك حلول و فسحة أمل

lady hla
11-07-2008, 02:05 PM
.... السلام عليكم .....



... أقصد بأنّكِ .. أعدتِ علي بعض الذكريات لـ أشياء قديمة .. ذلك الموضوع .. هو واقع فعلاً ،، صدمني !!


سلامي اليك
lady hla
القدس

أم ورقة
11-07-2008, 02:09 PM
نعم هذا من الواقع ...

و هناك أحداث تحدث في الواقع لا ينتبه اليها بعض المسببّين لها، و لا يدركون أن كان لها أثر

مثل الأمر الذي حدث مع تلك الطفلة، الأهل حقاً كانوا يفعلون هذا الامر بشكل اعتيادي
و غير عارفين بأنه ممكن يترك فيها أثر عميق،

فما هي تلك الألعاب بالنسبة لهم؟ ليست الا شيئاً يملأ صندوقاً في زاوية الغرفة

و لكن ما هي بالنسبة لتلك الطفلة؟ هي كل ما تملكه آنذاك

هم يملكون البيت كله، بكل أغراضه، و لكنها هي تملك فقط ذاك الصندوق
الذي يقومون بالتصرّف به بالنهاية،

هي عندما كانت ترى ذلك الموقف، اذا اريد ان اضع نفسي مكانها،
اظن اني كنت نظرت حولي آنذاك و قلت: لماذا لا ترمون أغراضكم بدل ما تنشغلون برمي أغراضي؟


ربما البعض قد يظن ان مثل هذا الموضوع بسيط و ليس بحاجة الى كل هذا التحليل
و لكن انا أرى غير ذلك

سـمـاح
11-07-2008, 02:13 PM
لكن تخيلوا كم تكون الفرحة كبيرة اذا وجدتم ما فقدتموه مرة اخرى
بعد طول غياب

أم ورقة
11-07-2008, 02:14 PM
نعم عندها نكون قد "دوّرنا" عليه جيّداً :)

عزام
11-07-2008, 02:15 PM
لكن تخيلوا كم تكون الفرحة كبيرة اذا وجدتم ما فقدتموه مرة اخرى
بعد طول غياب
نعم لذا احب الجنة
فهناك نلقى الاحبة

lady hla
11-07-2008, 02:22 PM
.... السلام عليكم .....



... أذكر حين كنتُ صغيرة .. كنتُ قد وجدتُ قطّة صغيرة .. إحتفظتُ بها .. في حديقة بيتنا .. كي لا يرونها ..

... فأميّ كانت ولا تزال تكره القطط .. وبعد يومين وجدتُ قطّة أخرى .. فاحتفظت بها أيضاً .. كم كنتُ أحبّ القطط ولا زلتُ ..

... فرحتُ جداً بهذه النعمة .. وبهذه الغنيمة .. كـ الكنز بالنسبة لي .. في الصباح الباكر ..

... ذهبت إلى روضتي .. كالعادة ... قضيتُ بعض الوقت بها .. وعند عودتي منها ..

... أول ما كنتُ أفكّر به وما سأفعله هو أن ألقى نظرتي على قططي الصغيرة .. الحلوة .. ولكن لم تدوم فرحتي ..

... أين قططي ؟؟ ,, أين ذهبوا ؟ من أخذهم ؟؟ ,, فتشتُ عليهم .. لم أجدهم .. ذهبتُ لأسأل أمي عنّهم ..

... كانت صدمتي الكبيرة .. كم كانت قاسية .. أحسستُ بأن الدُنيا أظلمت .. بعد أن أجابتني أميّ .. بأنّها قد ألقت بهم بعيداً ..

... وقالت لي .. من أين أحضرت تلكَ القطط .. ولما إحتفظتِ بهم .. ولم تخبريني؟؟؟

,,, بكيتُ كثيراً .. لم أطيق رحيلهم .. هُم لي .. لما سلبوهم مني ؟؟ أنا من وجدتهم وإحتفظتُ بهم .. وأطعمتهم ووضممتهم ..

... بقيتُ أبكي طويلاً .. أبحث عنهم . لكنّي لم أجدهم ,,, لا زلتُ أذكرهم ،، للآن ..

.. حتى بعض أن مرّت بعض السنين كنتُ أشعر بأني لا زلتُ أنتظرهم .. ربما أرى لهم عودة .. هو الأمــل !!

,,, ولكني .. أدركتُ بأنّهم لن يعودوا .. أبداً ... فقد رحلوا .... بعيـداً .... بعيـداً ،، !


سلامي اليك
lady hla
القدس

عزام
11-07-2008, 02:35 PM
لكن تخيلوا كم تكون الفرحة كبيرة اذا وجدتم ما فقدتموه مرة اخرى
بعد طول غياب
فاروق اضاع الكونتاكتس وعاد ليجدهم :)

أم ورقة
11-07-2008, 02:41 PM
.... السلام عليكم .....



... أذكر حين كنتُ صغيرة .. كنتُ قد وجدتُ قطّة صغيرة .. إحتفظتُ بها .. في حديقة بيتنا .. كي لا يرونها ..

... فأميّ كانت ولا تزال تكره القطط .. وبعد يومين وجدتُ قطّة أخرى .. فاحتفظت بها أيضاً .. كم كنتُ أحبّ القطط ولا زلتُ ..

... فرحتُ جداً بهذه النعمة .. وبهذه الغنيمة .. كـ الكنز بالنسبة لي .. في الصباح الباكر ..

... ذهبت إلى روضتي .. كالعادة ... قضيتُ بعض الوقت بها .. وعند عودتي منها ..

... أول ما كنتُ أفكّر به وما سأفعله هو أن ألقى نظرتي على قططي الصغيرة .. الحلوة .. ولكن لم تدوم فرحتي ..

... أين قططي ؟؟ ,, أين ذهبوا ؟ من أخذهم ؟؟ ,, فتشتُ عليهم .. لم أجدهم .. ذهبتُ لأسأل أمي عنّهم ..

... كانت صدمتي الكبيرة .. كم كانت قاسية .. أحسستُ بأن الدُنيا أظلمت .. بعد أن أجابتني أميّ .. بأنّها قد ألقت بهم بعيداً ..

... وقالت لي .. من أين أحضرت تلكَ القطط .. ولما إحتفظتِ بهم .. ولم تخبريني؟؟؟

,,, بكيتُ كثيراً .. لم أطيق رحيلهم .. هُم لي .. لما سلبوهم مني ؟؟ أنا من وجدتهم وإحتفظتُ بهم .. وأطعمتهم ووضممتهم ..

... بقيتُ أبكي طويلاً .. أبحث عنهم . لكنّي لم أجدهم ,,, لا زلتُ أذكرهم ،، للآن ..

.. حتى بعض أن مرّت بعض السنين كنتُ أشعر بأني لا زلتُ أنتظرهم .. ربما أرى لهم عودة .. هو الأمــل !!

,,, ولكني .. أدركتُ بأنّهم لن يعودوا .. أبداً ... فقد رحلوا .... بعيـداً .... بعيـداً ،، !


سلامي اليك
lady hla
القدس



سبحان الله قصتك مؤثرة جداً و شعرت أنكِ شعرتِ بنفس شعور " سارة ": حين فقدت ألعابها.

لا أدري لماذا كثير من الأطفال لهم ذكريات مؤلمة مع فقدان القطط بنفس الطريقة،

انا لم يحصل هذا معي في الصغر.. لأنه لم يكن هناك مجال لكي نصادف القطط ،

و لكن على كبر ، تعرّفت على بعض القطط، في الجامعة، و كنت أحاول أن أبتعد عنهم و أبعدهم عني
و لكن لا ادري لماذا القطط يحبّون التعلّق بالبشر

lady hla
11-07-2008, 02:47 PM
.... السلام عليكم .....



... نعم لا زلتُ أذكرها لقصتي .. وأتذكرها .. ولا زالت آثارها باقية .. في نفسي !!!

... بس على فكرة .. القطة ،، مخلوق لطيف وجميل .. جداً .. ( عندهن خفة دم ) .. سبحان الله !


سلامي اليك
lady hla
القدس

شيركوه
11-08-2008, 11:16 PM
السلام عليكم
لا زلت افتقد لعبتي التي احترقت في الحرب :)
سبحان الله
نعم هذا الامر مؤلم فعلا لان الالعاب لطفل هي عالمه كله وهي ممتلكاته
ربما لا يشعر بالثياب واهميتها كما يشعر باهمية الالعاب لانها اصدقاؤه واشياؤه وعالمه فعلا
موضوع جميل ...
جزاك الله خيرا اما القطط فهي اصحاب مصالح :) لا تخافي عليهم يا اخت حلا لانها ستجد من يطعمها وستنساك وها من عهد القطط بالناس فهي ناكرة جميل وتنسى بسرعة
السلام عليكم

lady hla
11-09-2008, 11:31 AM
.... السلام عليكم .....



... وإنّ نسوني .. المهم ،، أنا لم أنساهم .. وطالما أسترجع ذكراهم ...


سلامي اليك
lady hla
القدس