أبو يونس العباسي
11-15-2008, 09:30 AM
ما يتضمنه حوار الديانات ... من كفريات وضلالات ودلالات
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .
سبب المقال
كنت جالسا عند قريب لي أزوره , وكان يشاهد نشرة الأخبار , وإذا بالمذيع يعلمنا عن مشروع "خائن الحرمين" للحوار بين الأديان , وأنه قد دعي لاجتماع في نيويورك لهذا الهدف , وقد قام "الخائن" بدعوة الكثيرين من أرباب الأديان , المقصودة من الحوار , وكان من ضمن المدعوين اليهودي الحاقد :"شمعون بيرس" , فكان هذا دافعا ومسوغا لي أن أكتب هذا المقال , والذي عنونته بـ" ما يتضمنه حوار الديانات ... من كفريات وضلالات ودلالات " , فأسأله تعالى التوفيق في القول والعمل , وأن يلهمني رشدي , ويعينني على شر نفسي .
الحق واحد لا يتعدد
أيها الأحبة : من المعلوم أن ما في هذا الكون إما أن يكون حقا , وإما أن يكون باطلا , وأن الحق واحد , والباطل متعدد , ونحن نعتقد بيقين جازم أن الحق هو الإسلام , وما يدور في فلكه ويتوافق معه , والباطل ما كان على الضد من ذلك , قال الله تعالى :" فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) "(يونس) , وسبيل الله واحد وسبل الشياطين متعددة , قال الله تعالى :" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) "(الأنعام) , والنور واحد وهو "الإسلام" , والظلمات متعددة , ويدخل فيها دخولا أوليا اليهودية والنصرانية وغيرها من المناهج الضالة , قال الله تعالى :" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) "(البقرة) , وأنت يا "خائن الحرمين" نقول لك ولمن يفعل فعلك ويؤيدك : إن الفائدة من الحوار هو الوصول الحق , والحق متعين عندنا ألا وهو الإسلام , والباطل متعين وهو ما سواه , فلا تتعب نفسك , في دعم مثل هذه الحوارات , فنحن لن نؤمن لك وبالمطلق , قال الله تعالى :" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) "(آل عمران) , وقال – سبحانه وتعالى - :" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19) "(آل عمران)
نعم لحوار الدعوة ... لا لحوار التنازلات
أيها الأحبة : والحوار إنما يجوز مع الكافرين , إذا انضبط بضوابط التوحيد , وكان المقصد منه دعوة الآخرين إلى هذا الدين العظيم , وأما ما سوى هذا فلا , قال الله تعالى :" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) "(آل عمران) , وإذا سألتم عن حوار "خائن الحرمين" , قلت لكم : هو حوار التنازلات والمداهنات والتفريطات , ولقد كان الكافرون يتمنون من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يداهنهم ولو قليلا , ولكنه ما فعل ذلك على حساب التوحيد , قال الله تعالى :" وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) "(القلم) , وجاءوه يعرضون عليه حلا وسطا , لحل الخلاف معه , وهو أن يتنازل عن عبادة ربه شطر السنة ليعبد آلهتهم , فيما يقومون هم بعبادة الله الشطر الآخر لهذه السنة تاركين عبادة الأصنام , واستعدوا أن يكونوا هم البادئين في عبادة الله , على طريقة محمد – صلى الله عليه وسلم – فنزل قول الله تعالى :" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)" , يا خائن الحرمين : إذا كان الجبار القهار قد توعد محمدا بمضاعفة العذاب , إن هو تنازل أو فرط أو ركن إلى الكفار , فما بالك إذا كان أمثالك هم المفرطين ؟ بالتأكيد ... العقوبة ستكون آكد وآكد , قال الله تعالى :" وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) "(الإسراء) , فنسأله تعالى أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
واجبنا تجاه الإسلام العظيم
أيها الأحبة : إن واجبنا تجاه الإسلام العظيم , أن ندعو إليه , وأنه دين الله للناس كافة , لا أن ندعو لخلطه مع غيره من المذاهب والمناهج المحرفة والكافرة , قال الله تعالى :" قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) "(الأعراف) , إن واجبنا هو أن نعلِّم من لا يعلم أنه ما لم يتبع محمدا – صلى الله عليه وسلم – فسيكون من أهل النار قطعا , لا أن نقره على ما عنده , ونصحح مذهبه ومنهجه , ونذهب لنتحاور ونتقارب معه , أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول- صلى الله عليه وسلم – قال :" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " , ولا بد علينا أن نعلم أننا أمة دعوة لهذا الدين , ولهذا الدين وحده , قال الله تعالى : " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) "(آل عمران) , وقال – سبحانه وتعالى – " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) "(آل عمران)
لو كان موسى حيا ما حل له إلا أن يتبعني
أيها الأحبة : ويجب على أرباب الديانات المحرفة , أن يتبعوا محمدا – صلى الله عليه وسلم – ويلتزموا بالدين الذي جاء به من عند ربه – سبحانه وتعالى – إذ إن الدين الذي جاء به مهيمن وناسخ لكل ما سبقه من الأديان , قال الله تعالى :" وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48) " , ولأن رسلهم لو كانوا على قيد الحياة ما وسعهم إلا أن يتبعوه , ولقد أخذ الله ميثاق النبيين على أن يتبعوا محمدا – صلى الله عليه وسلم – إن هو خرج وهم على قيد الحياة , قال الله تعالى :" وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) "(آل عمران) , وفي مسند أحمد من حديث جابر : أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال :" لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ أَوْ تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي " , وسينزل عيسى في آخر الزمان حكما عدلا بما تقتضيه الشريعة التي أنزلها الله على محمد – صلى الله عليه وسلم – ولذلك جعل كثير من العلماء عيسى عليه السلام نبيا رسولا وصحابيا , إذ إنه رأى النبي وآمن به , وقطعا سيموت على ذلك , وهذا هو تعريف الصحابي عند العلماء , قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام:"وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)"(الصف) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الأنبياء بنو علات دينهم واحد
أيها الأحبة : لا بد عليكم أن تعلموا أن الأنبياء كلهم دعو إلى دين واحد ومنهج واحد ألا وهو الإسلام , والذي كان من أعظم أركانه : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله , وقد دل على هذا الحقيقة آيات كثيرة، قال تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّأُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ" (النحل:36)،وقال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"(الأنبياء:25) وقال تعالى:"وَإِذْقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ " (الزخرف: 26-27)
وحقيقةالإسلام هي معنى "لا إله إلا الله"، وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وهي العروةالوثقى، وكلمة التقوى، قال تعالى: " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنبِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَاوَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة:256) وكل الرسل دعو إلى الإسلام قال الله تعالى على لسان نوح : "وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) "يونس:72( وقال عن إبراهيم ويعقوب عليهما السلام : "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُبَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَتَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"(البقرة:132) وقال عن موسى عليه السلام :"وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْإِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ" (يونس:84) وقال عن الحواريين: "آمَنَّا بِاللّهِوَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"(آل عمران:52) وبين سبحانه أن الدين عنده الإسلام،وأنه لا يقبل من أحد دينا سواه، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِالإِسْلاَمُ} (آل عمران:) وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِدِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آلعمران:85] وفي الحديث المتفق عليه , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"الأنبياء بنو علات أمهاتهم شتى , ودينهم واحد , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) "(المؤمنون) , فعلم بذلك أن من خرج عن دين الرسل , فهو كافرٌ خاسر في الدنيا والآخرة،سواء خرج بالجحد والتكذيب، أو الشك ، أو الاستكبار عن قبول دعوة الرسل، ولو كانمصدقا في الباطن، وأن أتباع الرسل حاشا أتباع محمد – صلى الله عليه وسلم - حرفوا وغير وبدلوا فيما أنزل عليهم , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) "(المائدة) , وعليه : أفيجوز لنا يا "خائن الحرمين" , أن نقارب بين ما لم يحرف مع ما حرف ؟!!! , إن الدعوة إلى مثل هذا التقارب دعوة إلى التحريف , فهل تعرف ما هي عقوبة التحريف ؟ لا أظنك تعرف , قال الله تعالى :" وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) " وقال أيضا :" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)"(البقرة)
وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا
أيها الأحبة : أتحسبون أن أعداء الله من اليهود والنصارى لا يعتقدون بصحة الدين الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم - , والله إنهم يعتقدون صحته , ولكنهم لا يظهرون ذلك , ليبقى الدهماء من الناس على غيه وكفره وضلاله , قال الله تعالى :"فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِيَجْحَدُونَ"(الأنعام:33) , والمانع لهم من الاتباع هو ما يتصفون به من كبر واستعلاء , قال الله تعالى :"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْكَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (النمل:14) , ويمنعهم كذلك من أن يستجيبوا لداعي الله – تعالى - الحسد , قال الله تعالى :" وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) "(البقرة) , وقال – جلت قدرته - :" أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) " (النساء)
الفشل المبين للحوار الأثيم
أيها الأحبة : والله العظيم ... إن هذا الحوار لن ينجح , ولئن قام سوقه في هذه اللحظات , فهو عما قريب إلى زوال واندثار , لأن اليهود والنصارى لن يرضوا من "خائن الحرمين" بالكفر الذي يخفى على جمهور المسلمين , حتى يكفر جهارا نهارا , قال الله تعالى :" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) " (البقرة). سيفشل هذا الحوار لأن قتال الكافرين وعداءهم المفرط لنا لن ينقطع , ما دام في صدورنا رمق من الدين الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى :" وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) "(البقرة) . سيفشل هذا الحوار , لأنه يتعارض مع حفظ الله لهذا الدين صافيا نقيا من الخزعبلات والضلالات والتحريفات , قال الله تعالى :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) " (الحجر) . سيفشل هذا الحوار لأنه يتعارض مع ظهور هذا الدين , وعلو شأنه ومكانته إلى المنزلة التي لا يضاهيه بها دين آخر , قال الله تعالى :" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) "(التوبة) , ويقول كذلك :" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) "(الصف) . سيفشل هذا الحوار لأن من سنن الله في هذا الكون أن الضدان لا يجتمعان , وأن النقيضان لا يتفقان , فكيف يجتمع من يقول :"لا إله إلا الله" مع من يقول :"المسيح ابن الله" , او يقول :"إن الله ثالث ثلاثة" ,أو يقول:"عزيرابن الله". كيف يتقارب من يقول :"إن الله غني ونحن فقراء" مع من يقول:"إن الله فقير ونحن أغنياء" , كيف يتقارب من يقول:"أن الله له أسماء الجلال وصفات الكمال" مع من يقول:"يد الله مغلولة " هذا لا ولن يكون بإذن الله , ما بقي فينا عرق ينبض , قال الله تعالى :" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) "(القلم) , وقال جل جلاله :" أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) "(ص)
أفي الله والرسول والدين شك يا دعاة الشرك
أيها الأحبة : إن مثل هذه الحوارات لا تنطلق إلا من رجل شاك فيما هو عليه , أما المستيقن فلماذا يحاور وهو يعلم أنه على الحق المطلق وأن غريمه لى الباطل المطلق ؟!!! , قال الله تعالى :" الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) " (البقرة) , وجعل الله تعالى من صفات جيل النصر أنهم أصحاب صبر ويقين , قال الله تعالى :" وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) "(السجدة) , ولقد عد علماؤنا من شروط كلمة التوحيد :"اليقين وانتفاء الشك" , أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة : أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال :" أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ" , وعند مسلم أيضا أنه – صلى الله عليه وسلم – قال لأبي هريرة :" اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " , واليقين هو :"التصديق الجازم الأكيد الذي لا يخالطه شك ولا ريب " , ومن صفات الكافرين التي ذكرها الله في القرآن الكريم , أنهم يشكون في آيات العلي العظيم , قال الله تعالى في حوار بين الرسل والكافرين :" أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) "(إبراهيم) , ومسألة كفر كل من لم يثبت إسلامه هي مسألة قطعية , حتى قال العلماء : "من لم يكفر الكافر المجمع على تكفيره فهو كافر " , واليهود والنصارى ممن أجمع العلماء على كفرهم , قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) "(البينة) , وقال أيضا لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) " (المائدة). يا "خائن الحرمين": أنت تريد التقارب مع اليهود والنصارى في الدين , ونحن نتعوذ في سورة الفاتحة سبعة عشر مرة من طريقهم ومنهجهم , قال الله تعالى :" هْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)"(الفاتحة) , والمغضوب عليهم هم اليهود ومن نحا نحوهم , والضالون هم النصارى ومن نحا نحوهم , وحسبنا الله ونعم الوكيل .
حوار السفهاء لطمس عقيدة الولاء والبراء
أيها الأحبة : كان حوار "خائن الحرمين" من أجل التقارب وإزالة الفوارق ونشر جو من المحبة والألفة بين أهل الأديان , وإزالة التعصب الديني خاصة عند من يسمونهم بـ"الوهابية" , وهذا يعني كما لا يخفى عليكم طمسا لعقيدة الولاء والبراء ,والتي هي من أسس العقيدة والإيمان , حتى جعلها النبي أوثق عرى الإيمان , وعليه نعلن عقيدتنا في الولاء والبراء فنقول : نحن نبرأ إلى الله تعالى من كل كفر وكافر , وهذا كما لا يخفى عليكم عمل بإرشاد الله لنا , عندما أمرنا أن نقتدي بإبراهيم ومن معه فقال :"قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ "(الممتحنة:4) .
أيها الإخوة : لقد جعل الله من والى أعداءه ضالا عن السبيل فقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" وحكم مولانا كذالك على من يوالي الكافرين بأنه منافق من أهل النار والعياذ بالله فقال " بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *** الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا "(النساء: 138,139) , وجعل الله تعالى من يوالي اليهود والنصارى منهم وتجري عليه أحكامهم , قال ذو الجبروت والملكوت " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"(المائدة:51) , وإذا سألت عن سبب البلاءات والمآسي والمصائب والكربات التي أصابت الأمة ؟ قلت لك : هي بسبب ولائنا لليهود والنصارى والروافض ومن والاهم , قال سبحانه وتعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا "(النساء:144) , ولا بد أن نعلم : أنه لا يتصور من رجل يؤمن بالله واليوم الآخر , أن يوالي الكافرين بتاتا , قال الله تعالى :" وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" ولقد نزلت الآية الأخيرة في عبد الله بن أبي بن سلول لما قدم ولائه لليهود على ولائه لله ورسوله والمؤمنين , والتزم هذا المنافق رسول الله , ووضع يده في درعه , وأصر على عدم تركه حتى يعفو الرسول عن أولياءه من اليهود , معللا ذلك بأنهم من يحميه ويناصره ويحصنه عندما تدور عليه الدوائر , في الوقت نفسه الذي تبرأ عبادة بن الصامت منهم أي من يهود بني قينقاع وكانوا أولياءه في الجاهلية , تبرأ منهم لما نقضوا عهدهم مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقدم الولاء لله على الولاء فيمن سواه فنعم الرجل عبادة وأمثاله , وبئس الرجل ابن أبي وأمثاله من طواغيت العرب وأذنابهم .
حوار الأوغاد لطمس عقيدة الجهاد
أيها الأحبة: وهذا الحوار بين الأديان من دلالاته وأهدافه التي عقد من أجلها القضاء على الصراع بين الأديان , وتطبيع العلاقات مع الكافرين , والانضواء تحت دين تقره الأمم المتحدة , ودعونا نسميه :"يهو نصرا إسلام" , وما تقدم آنفا قد تفوه به خائن الحرمين عندما دعا إلى هذا الحوار , ولكننا نقول بأن الصراع والجهاد مع الكفار لن ينتهي , لأن من الحقائق التي خلق الله الكون وما فيه على أساسها :"سنة التدافع بين جند الإيمان وجند الشيطان " , واستمر هذا الصراع من لدن آدم وإلى يومنا هذا , وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , قال الله تعالى عل لسان إبليس – لعنه الله - :" قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا" (الإسراء:62) , هذا الصراع كان بين فرعون راعي الكفر , وبين موسى – عليه السلام – رسول الإسلام , قال الله تعالى على لسان فرعون :" وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ "(غافر:62) , هذا الصراع كان بين مدين وبين شعيب - عليه السلام - ,قال الله تعالى :" قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ "(الأعراف:88) , هذا الصراع كان بين أهل الكفر وأهل الإيمان وعلى مر العصور والأزمان , قال الله تعالى :" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ "(إبراهيم:13) , وسيستمر هذا الصراع إلى ما قبل يوم القيامة بقليل , سيستمر إلى أن يقاتل المسلون اليهود كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ." , سيستمر القتال حتى يقاتل المسلمون الدجال , كما عند أبي داوود من حديث عمران بن الحصين أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال :" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " , وجعل الله الهدف الأساس من القتال ظهور الدين وحمايته , ويبقى القتال في الإسلام مشروعا , حتى نمحو الكفر ومعالمه من الوجود , قال الله تعالى :" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) "(البقرة) , وقال أيضا :" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) "(التوبة) وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر أنه قال : قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - :" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله . إلا أن مسلما لم يذكر إلا بحق الإسلام ", والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول كما عند أحمد من حديث ابن عمر وصححه الألباني:" بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم ." ولا حول ولا قوة إلا بالله , وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تساؤلات وجيهة
أولا: كيف يتبنى عبد الله بن عبد العزيز الحوار , وهو لا يستطيع مطلقا تحمل أي نشاطسلمي في بلاده؟ وكيف يذهب عبد الله إلى مدريد ونيويورك من أجل الحوار , وهو يرميأساتذة الجامعات والمثقفين والدعاة في السجون فقط لأن رأيهم لا يعجبه؟
ثانيا:كيف يتبنى عبد الله الحوار العالمي , بينما إعلام بلاده هو إعلام الصوت الواحد؟ وكيفيقبل لنفسه أن يتداول الحديث على نفس المنبر مع بيريز وأمثاله , وهو يمارس الاحتكارالمطلق للإعلام في البلد الذي يسيطر عليه؟
ثالثا: ما دخل الشخصيات السياسيةبحوار الأديان؟ وعلى أي أساس يدعى شمعون بيريز للمشاركة بغض النظر عن الطريقة التيدعي بها؟ وهل نستطيع أن نقول بارتياح أن ذلك يندرج ذلك تحت التطبيع مع إسرائيل , أكثرمما يندرج تحت نقاش ديني؟
رابعا: يزعم عبد الله ويكرر أنه أخذ الضوء الأخضر منالعلماء , ونحن لم نسمع ببيان من هيئة كبار العلماء حول هذا الحوار , ولم نطلع على موقفمعلن للعلماء بذلك ، وحينما يسأل العلماء عن هذا الحوار , يجيبون وكأنهم يسألون عنهمللمرة الأولى!!! فلماذا يكذب عبد الله بنسبة الموقف للعلماء؟
خامسا :هل لدى عبد الله أو إخوانه المقومات الثقافية والعلمية التي تؤهله لإدراكمفهوم الحوار الحضاري والفكري والديني حتى يتصدى له أو يتبناه؟ وهل يستطيع عبد اللهإدراك أن الحوار يفرض نفسه في كل مكان وعلى كل المستويات خاصة في عصر العولمة؟ وهليمكن أن يدرك عبد الله أن الحوار بمظلة سياسية هو برنامج علاقات عامة وليسحوارا؟
سر الحماس عند خائن الحرمين لهذا الحوار
إن هذا الحماس للحوار المزعوم , رغم مخالفته لتوجهالمدرسة الشرعية السائدة في بلاد الحجاز , ورغم ما يشكله هذ الحوار من حرج لآل سعود باستهدافهم أساسات الدعوةالوهابية , وما يسببه من حرج للعلماء أمام مريديهم , إنما يعكس استماتة عبد الله وفريقالعلاقات العامة الذي يعمل معه , لاسترضاء الغرب كله وليس حكوماته فحسب. ذلك أنالحكومات الغربية راضية عن عبد الله وإخوانه , لما تعرفه من إخلاصهم واجتهادهم فيخدمة الغرب , لكن الرأي العام الغربي ممثلا في الإعلام ومراكز البحوث , لا يفتأ ينتقدالمملكة السعودية الوهابية المتحجرة ويربط حكامها بالإرهاب والتطرف.
والثمن الذي يريد عبد اللهالحصول عليه : هو كسب رضا الرأي العام الغربي , هذ الثمن : يستحق أن يدفع مقابله الاستخفافبالعلماء وبكل المدرسة النجديةؤ, ومن ضمن هذا الحرص , يأتي السعي للتطبيع مع إسرائيلتحت مظلة الحوار الديني.
منجهة أخرى يعكس السكوت الذي اتصف به العلماء تجاه تصرف عبد الله استعداد علماء آلسعود الرسميين للرضا عن الحاكم حتى لو تخلى عما كانوا يعتبرونه أصول الدين وأولياتالعقيدة. وهذا ما يؤيد موقفنا أن هؤلاء العلماء يسايرون الحاكم اينما سار ومستعدونللتنازل حتى عن القضايا التي يقولون هم أنها من قضايا العقيدة الكبرى اذا كانالتنازل عنها مطلب الحاكم.
* ملاحظة : هذا البند وما قبله مأخوذ من بيان الحركة الإسلامية للإصلاح بتصرف بسيط .
لا ينسب لساكت قول ... ولكن السكوت في معرض البيان بيان
أيها الأحبة : العقيدة والتوحيد وأسس الإيمان تستهدف , وكثير من علماء الحجاز , سلطانيين وغير سلطانيين ساكتون , بل هم لا يزالون يرقعون في نظام المرتد عبد الشيطان بن آل سلول , كانوا يفتون بأن الدعوة إلى حوار الأديان كفر وردة , فلماذا يوقعون أحكام الردة على من يفعلها إذا لم يكن الفاعل من الأسرة الحاكمة ؟!!! فإذا وقع أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الردة رقعوا كفر , وأوجدوا له مخرجا , وما هو عند الله بمخرج , قال الله تعالى :"وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)"(البقرة) وقال – جلت قدرته - :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)" , لماذا نقضتم أيها العلماء عهد الله الذي أخذه عليكم , بأن تبينوا الحق ولا تكتوم إن قطعتم وحرقتم ؟!!! , قال الله تعالى :" وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)"(آل عمران) , ولكن ما أكثر البلاعمة في كل عصر , وأسأله تعالى ألا تكونوا منهم , قال الله تعالى :" مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)(الجمعة) , وقال سبحانه :" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)(الأعراف) .
إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم : أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .
سبب المقال
كنت جالسا عند قريب لي أزوره , وكان يشاهد نشرة الأخبار , وإذا بالمذيع يعلمنا عن مشروع "خائن الحرمين" للحوار بين الأديان , وأنه قد دعي لاجتماع في نيويورك لهذا الهدف , وقد قام "الخائن" بدعوة الكثيرين من أرباب الأديان , المقصودة من الحوار , وكان من ضمن المدعوين اليهودي الحاقد :"شمعون بيرس" , فكان هذا دافعا ومسوغا لي أن أكتب هذا المقال , والذي عنونته بـ" ما يتضمنه حوار الديانات ... من كفريات وضلالات ودلالات " , فأسأله تعالى التوفيق في القول والعمل , وأن يلهمني رشدي , ويعينني على شر نفسي .
الحق واحد لا يتعدد
أيها الأحبة : من المعلوم أن ما في هذا الكون إما أن يكون حقا , وإما أن يكون باطلا , وأن الحق واحد , والباطل متعدد , ونحن نعتقد بيقين جازم أن الحق هو الإسلام , وما يدور في فلكه ويتوافق معه , والباطل ما كان على الضد من ذلك , قال الله تعالى :" فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) "(يونس) , وسبيل الله واحد وسبل الشياطين متعددة , قال الله تعالى :" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) "(الأنعام) , والنور واحد وهو "الإسلام" , والظلمات متعددة , ويدخل فيها دخولا أوليا اليهودية والنصرانية وغيرها من المناهج الضالة , قال الله تعالى :" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) "(البقرة) , وأنت يا "خائن الحرمين" نقول لك ولمن يفعل فعلك ويؤيدك : إن الفائدة من الحوار هو الوصول الحق , والحق متعين عندنا ألا وهو الإسلام , والباطل متعين وهو ما سواه , فلا تتعب نفسك , في دعم مثل هذه الحوارات , فنحن لن نؤمن لك وبالمطلق , قال الله تعالى :" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) "(آل عمران) , وقال – سبحانه وتعالى - :" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19) "(آل عمران)
نعم لحوار الدعوة ... لا لحوار التنازلات
أيها الأحبة : والحوار إنما يجوز مع الكافرين , إذا انضبط بضوابط التوحيد , وكان المقصد منه دعوة الآخرين إلى هذا الدين العظيم , وأما ما سوى هذا فلا , قال الله تعالى :" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) "(آل عمران) , وإذا سألتم عن حوار "خائن الحرمين" , قلت لكم : هو حوار التنازلات والمداهنات والتفريطات , ولقد كان الكافرون يتمنون من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يداهنهم ولو قليلا , ولكنه ما فعل ذلك على حساب التوحيد , قال الله تعالى :" وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) "(القلم) , وجاءوه يعرضون عليه حلا وسطا , لحل الخلاف معه , وهو أن يتنازل عن عبادة ربه شطر السنة ليعبد آلهتهم , فيما يقومون هم بعبادة الله الشطر الآخر لهذه السنة تاركين عبادة الأصنام , واستعدوا أن يكونوا هم البادئين في عبادة الله , على طريقة محمد – صلى الله عليه وسلم – فنزل قول الله تعالى :" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)" , يا خائن الحرمين : إذا كان الجبار القهار قد توعد محمدا بمضاعفة العذاب , إن هو تنازل أو فرط أو ركن إلى الكفار , فما بالك إذا كان أمثالك هم المفرطين ؟ بالتأكيد ... العقوبة ستكون آكد وآكد , قال الله تعالى :" وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) "(الإسراء) , فنسأله تعالى أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
واجبنا تجاه الإسلام العظيم
أيها الأحبة : إن واجبنا تجاه الإسلام العظيم , أن ندعو إليه , وأنه دين الله للناس كافة , لا أن ندعو لخلطه مع غيره من المذاهب والمناهج المحرفة والكافرة , قال الله تعالى :" قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) "(الأعراف) , إن واجبنا هو أن نعلِّم من لا يعلم أنه ما لم يتبع محمدا – صلى الله عليه وسلم – فسيكون من أهل النار قطعا , لا أن نقره على ما عنده , ونصحح مذهبه ومنهجه , ونذهب لنتحاور ونتقارب معه , أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول- صلى الله عليه وسلم – قال :" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " , ولا بد علينا أن نعلم أننا أمة دعوة لهذا الدين , ولهذا الدين وحده , قال الله تعالى : " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) "(آل عمران) , وقال – سبحانه وتعالى – " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) "(آل عمران)
لو كان موسى حيا ما حل له إلا أن يتبعني
أيها الأحبة : ويجب على أرباب الديانات المحرفة , أن يتبعوا محمدا – صلى الله عليه وسلم – ويلتزموا بالدين الذي جاء به من عند ربه – سبحانه وتعالى – إذ إن الدين الذي جاء به مهيمن وناسخ لكل ما سبقه من الأديان , قال الله تعالى :" وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48) " , ولأن رسلهم لو كانوا على قيد الحياة ما وسعهم إلا أن يتبعوه , ولقد أخذ الله ميثاق النبيين على أن يتبعوا محمدا – صلى الله عليه وسلم – إن هو خرج وهم على قيد الحياة , قال الله تعالى :" وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) "(آل عمران) , وفي مسند أحمد من حديث جابر : أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال :" لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ أَوْ تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي " , وسينزل عيسى في آخر الزمان حكما عدلا بما تقتضيه الشريعة التي أنزلها الله على محمد – صلى الله عليه وسلم – ولذلك جعل كثير من العلماء عيسى عليه السلام نبيا رسولا وصحابيا , إذ إنه رأى النبي وآمن به , وقطعا سيموت على ذلك , وهذا هو تعريف الصحابي عند العلماء , قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام:"وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)"(الصف) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الأنبياء بنو علات دينهم واحد
أيها الأحبة : لا بد عليكم أن تعلموا أن الأنبياء كلهم دعو إلى دين واحد ومنهج واحد ألا وهو الإسلام , والذي كان من أعظم أركانه : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله , وقد دل على هذا الحقيقة آيات كثيرة، قال تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّأُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ" (النحل:36)،وقال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"(الأنبياء:25) وقال تعالى:"وَإِذْقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ " (الزخرف: 26-27)
وحقيقةالإسلام هي معنى "لا إله إلا الله"، وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وهي العروةالوثقى، وكلمة التقوى، قال تعالى: " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنبِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَاوَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة:256) وكل الرسل دعو إلى الإسلام قال الله تعالى على لسان نوح : "وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) "يونس:72( وقال عن إبراهيم ويعقوب عليهما السلام : "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُبَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَتَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"(البقرة:132) وقال عن موسى عليه السلام :"وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْإِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ" (يونس:84) وقال عن الحواريين: "آمَنَّا بِاللّهِوَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"(آل عمران:52) وبين سبحانه أن الدين عنده الإسلام،وأنه لا يقبل من أحد دينا سواه، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِالإِسْلاَمُ} (آل عمران:) وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِدِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آلعمران:85] وفي الحديث المتفق عليه , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"الأنبياء بنو علات أمهاتهم شتى , ودينهم واحد , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) "(المؤمنون) , فعلم بذلك أن من خرج عن دين الرسل , فهو كافرٌ خاسر في الدنيا والآخرة،سواء خرج بالجحد والتكذيب، أو الشك ، أو الاستكبار عن قبول دعوة الرسل، ولو كانمصدقا في الباطن، وأن أتباع الرسل حاشا أتباع محمد – صلى الله عليه وسلم - حرفوا وغير وبدلوا فيما أنزل عليهم , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) "(المائدة) , وعليه : أفيجوز لنا يا "خائن الحرمين" , أن نقارب بين ما لم يحرف مع ما حرف ؟!!! , إن الدعوة إلى مثل هذا التقارب دعوة إلى التحريف , فهل تعرف ما هي عقوبة التحريف ؟ لا أظنك تعرف , قال الله تعالى :" وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) " وقال أيضا :" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)"(البقرة)
وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا
أيها الأحبة : أتحسبون أن أعداء الله من اليهود والنصارى لا يعتقدون بصحة الدين الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم - , والله إنهم يعتقدون صحته , ولكنهم لا يظهرون ذلك , ليبقى الدهماء من الناس على غيه وكفره وضلاله , قال الله تعالى :"فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِيَجْحَدُونَ"(الأنعام:33) , والمانع لهم من الاتباع هو ما يتصفون به من كبر واستعلاء , قال الله تعالى :"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْكَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (النمل:14) , ويمنعهم كذلك من أن يستجيبوا لداعي الله – تعالى - الحسد , قال الله تعالى :" وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) "(البقرة) , وقال – جلت قدرته - :" أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) " (النساء)
الفشل المبين للحوار الأثيم
أيها الأحبة : والله العظيم ... إن هذا الحوار لن ينجح , ولئن قام سوقه في هذه اللحظات , فهو عما قريب إلى زوال واندثار , لأن اليهود والنصارى لن يرضوا من "خائن الحرمين" بالكفر الذي يخفى على جمهور المسلمين , حتى يكفر جهارا نهارا , قال الله تعالى :" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) " (البقرة). سيفشل هذا الحوار لأن قتال الكافرين وعداءهم المفرط لنا لن ينقطع , ما دام في صدورنا رمق من الدين الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى :" وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) "(البقرة) . سيفشل هذا الحوار , لأنه يتعارض مع حفظ الله لهذا الدين صافيا نقيا من الخزعبلات والضلالات والتحريفات , قال الله تعالى :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) " (الحجر) . سيفشل هذا الحوار لأنه يتعارض مع ظهور هذا الدين , وعلو شأنه ومكانته إلى المنزلة التي لا يضاهيه بها دين آخر , قال الله تعالى :" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) "(التوبة) , ويقول كذلك :" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) "(الصف) . سيفشل هذا الحوار لأن من سنن الله في هذا الكون أن الضدان لا يجتمعان , وأن النقيضان لا يتفقان , فكيف يجتمع من يقول :"لا إله إلا الله" مع من يقول :"المسيح ابن الله" , او يقول :"إن الله ثالث ثلاثة" ,أو يقول:"عزيرابن الله". كيف يتقارب من يقول :"إن الله غني ونحن فقراء" مع من يقول:"إن الله فقير ونحن أغنياء" , كيف يتقارب من يقول:"أن الله له أسماء الجلال وصفات الكمال" مع من يقول:"يد الله مغلولة " هذا لا ولن يكون بإذن الله , ما بقي فينا عرق ينبض , قال الله تعالى :" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) "(القلم) , وقال جل جلاله :" أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) "(ص)
أفي الله والرسول والدين شك يا دعاة الشرك
أيها الأحبة : إن مثل هذه الحوارات لا تنطلق إلا من رجل شاك فيما هو عليه , أما المستيقن فلماذا يحاور وهو يعلم أنه على الحق المطلق وأن غريمه لى الباطل المطلق ؟!!! , قال الله تعالى :" الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) " (البقرة) , وجعل الله تعالى من صفات جيل النصر أنهم أصحاب صبر ويقين , قال الله تعالى :" وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) "(السجدة) , ولقد عد علماؤنا من شروط كلمة التوحيد :"اليقين وانتفاء الشك" , أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة : أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال :" أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ" , وعند مسلم أيضا أنه – صلى الله عليه وسلم – قال لأبي هريرة :" اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " , واليقين هو :"التصديق الجازم الأكيد الذي لا يخالطه شك ولا ريب " , ومن صفات الكافرين التي ذكرها الله في القرآن الكريم , أنهم يشكون في آيات العلي العظيم , قال الله تعالى في حوار بين الرسل والكافرين :" أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) "(إبراهيم) , ومسألة كفر كل من لم يثبت إسلامه هي مسألة قطعية , حتى قال العلماء : "من لم يكفر الكافر المجمع على تكفيره فهو كافر " , واليهود والنصارى ممن أجمع العلماء على كفرهم , قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) "(البينة) , وقال أيضا لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) " (المائدة). يا "خائن الحرمين": أنت تريد التقارب مع اليهود والنصارى في الدين , ونحن نتعوذ في سورة الفاتحة سبعة عشر مرة من طريقهم ومنهجهم , قال الله تعالى :" هْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)"(الفاتحة) , والمغضوب عليهم هم اليهود ومن نحا نحوهم , والضالون هم النصارى ومن نحا نحوهم , وحسبنا الله ونعم الوكيل .
حوار السفهاء لطمس عقيدة الولاء والبراء
أيها الأحبة : كان حوار "خائن الحرمين" من أجل التقارب وإزالة الفوارق ونشر جو من المحبة والألفة بين أهل الأديان , وإزالة التعصب الديني خاصة عند من يسمونهم بـ"الوهابية" , وهذا يعني كما لا يخفى عليكم طمسا لعقيدة الولاء والبراء ,والتي هي من أسس العقيدة والإيمان , حتى جعلها النبي أوثق عرى الإيمان , وعليه نعلن عقيدتنا في الولاء والبراء فنقول : نحن نبرأ إلى الله تعالى من كل كفر وكافر , وهذا كما لا يخفى عليكم عمل بإرشاد الله لنا , عندما أمرنا أن نقتدي بإبراهيم ومن معه فقال :"قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ "(الممتحنة:4) .
أيها الإخوة : لقد جعل الله من والى أعداءه ضالا عن السبيل فقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" وحكم مولانا كذالك على من يوالي الكافرين بأنه منافق من أهل النار والعياذ بالله فقال " بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *** الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا "(النساء: 138,139) , وجعل الله تعالى من يوالي اليهود والنصارى منهم وتجري عليه أحكامهم , قال ذو الجبروت والملكوت " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"(المائدة:51) , وإذا سألت عن سبب البلاءات والمآسي والمصائب والكربات التي أصابت الأمة ؟ قلت لك : هي بسبب ولائنا لليهود والنصارى والروافض ومن والاهم , قال سبحانه وتعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا "(النساء:144) , ولا بد أن نعلم : أنه لا يتصور من رجل يؤمن بالله واليوم الآخر , أن يوالي الكافرين بتاتا , قال الله تعالى :" وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" ولقد نزلت الآية الأخيرة في عبد الله بن أبي بن سلول لما قدم ولائه لليهود على ولائه لله ورسوله والمؤمنين , والتزم هذا المنافق رسول الله , ووضع يده في درعه , وأصر على عدم تركه حتى يعفو الرسول عن أولياءه من اليهود , معللا ذلك بأنهم من يحميه ويناصره ويحصنه عندما تدور عليه الدوائر , في الوقت نفسه الذي تبرأ عبادة بن الصامت منهم أي من يهود بني قينقاع وكانوا أولياءه في الجاهلية , تبرأ منهم لما نقضوا عهدهم مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقدم الولاء لله على الولاء فيمن سواه فنعم الرجل عبادة وأمثاله , وبئس الرجل ابن أبي وأمثاله من طواغيت العرب وأذنابهم .
حوار الأوغاد لطمس عقيدة الجهاد
أيها الأحبة: وهذا الحوار بين الأديان من دلالاته وأهدافه التي عقد من أجلها القضاء على الصراع بين الأديان , وتطبيع العلاقات مع الكافرين , والانضواء تحت دين تقره الأمم المتحدة , ودعونا نسميه :"يهو نصرا إسلام" , وما تقدم آنفا قد تفوه به خائن الحرمين عندما دعا إلى هذا الحوار , ولكننا نقول بأن الصراع والجهاد مع الكفار لن ينتهي , لأن من الحقائق التي خلق الله الكون وما فيه على أساسها :"سنة التدافع بين جند الإيمان وجند الشيطان " , واستمر هذا الصراع من لدن آدم وإلى يومنا هذا , وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , قال الله تعالى عل لسان إبليس – لعنه الله - :" قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا" (الإسراء:62) , هذا الصراع كان بين فرعون راعي الكفر , وبين موسى – عليه السلام – رسول الإسلام , قال الله تعالى على لسان فرعون :" وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ "(غافر:62) , هذا الصراع كان بين مدين وبين شعيب - عليه السلام - ,قال الله تعالى :" قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ "(الأعراف:88) , هذا الصراع كان بين أهل الكفر وأهل الإيمان وعلى مر العصور والأزمان , قال الله تعالى :" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ "(إبراهيم:13) , وسيستمر هذا الصراع إلى ما قبل يوم القيامة بقليل , سيستمر إلى أن يقاتل المسلون اليهود كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ." , سيستمر القتال حتى يقاتل المسلمون الدجال , كما عند أبي داوود من حديث عمران بن الحصين أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال :" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " , وجعل الله الهدف الأساس من القتال ظهور الدين وحمايته , ويبقى القتال في الإسلام مشروعا , حتى نمحو الكفر ومعالمه من الوجود , قال الله تعالى :" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) "(البقرة) , وقال أيضا :" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) "(التوبة) وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر أنه قال : قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - :" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله . إلا أن مسلما لم يذكر إلا بحق الإسلام ", والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول كما عند أحمد من حديث ابن عمر وصححه الألباني:" بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم ." ولا حول ولا قوة إلا بالله , وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تساؤلات وجيهة
أولا: كيف يتبنى عبد الله بن عبد العزيز الحوار , وهو لا يستطيع مطلقا تحمل أي نشاطسلمي في بلاده؟ وكيف يذهب عبد الله إلى مدريد ونيويورك من أجل الحوار , وهو يرميأساتذة الجامعات والمثقفين والدعاة في السجون فقط لأن رأيهم لا يعجبه؟
ثانيا:كيف يتبنى عبد الله الحوار العالمي , بينما إعلام بلاده هو إعلام الصوت الواحد؟ وكيفيقبل لنفسه أن يتداول الحديث على نفس المنبر مع بيريز وأمثاله , وهو يمارس الاحتكارالمطلق للإعلام في البلد الذي يسيطر عليه؟
ثالثا: ما دخل الشخصيات السياسيةبحوار الأديان؟ وعلى أي أساس يدعى شمعون بيريز للمشاركة بغض النظر عن الطريقة التيدعي بها؟ وهل نستطيع أن نقول بارتياح أن ذلك يندرج ذلك تحت التطبيع مع إسرائيل , أكثرمما يندرج تحت نقاش ديني؟
رابعا: يزعم عبد الله ويكرر أنه أخذ الضوء الأخضر منالعلماء , ونحن لم نسمع ببيان من هيئة كبار العلماء حول هذا الحوار , ولم نطلع على موقفمعلن للعلماء بذلك ، وحينما يسأل العلماء عن هذا الحوار , يجيبون وكأنهم يسألون عنهمللمرة الأولى!!! فلماذا يكذب عبد الله بنسبة الموقف للعلماء؟
خامسا :هل لدى عبد الله أو إخوانه المقومات الثقافية والعلمية التي تؤهله لإدراكمفهوم الحوار الحضاري والفكري والديني حتى يتصدى له أو يتبناه؟ وهل يستطيع عبد اللهإدراك أن الحوار يفرض نفسه في كل مكان وعلى كل المستويات خاصة في عصر العولمة؟ وهليمكن أن يدرك عبد الله أن الحوار بمظلة سياسية هو برنامج علاقات عامة وليسحوارا؟
سر الحماس عند خائن الحرمين لهذا الحوار
إن هذا الحماس للحوار المزعوم , رغم مخالفته لتوجهالمدرسة الشرعية السائدة في بلاد الحجاز , ورغم ما يشكله هذ الحوار من حرج لآل سعود باستهدافهم أساسات الدعوةالوهابية , وما يسببه من حرج للعلماء أمام مريديهم , إنما يعكس استماتة عبد الله وفريقالعلاقات العامة الذي يعمل معه , لاسترضاء الغرب كله وليس حكوماته فحسب. ذلك أنالحكومات الغربية راضية عن عبد الله وإخوانه , لما تعرفه من إخلاصهم واجتهادهم فيخدمة الغرب , لكن الرأي العام الغربي ممثلا في الإعلام ومراكز البحوث , لا يفتأ ينتقدالمملكة السعودية الوهابية المتحجرة ويربط حكامها بالإرهاب والتطرف.
والثمن الذي يريد عبد اللهالحصول عليه : هو كسب رضا الرأي العام الغربي , هذ الثمن : يستحق أن يدفع مقابله الاستخفافبالعلماء وبكل المدرسة النجديةؤ, ومن ضمن هذا الحرص , يأتي السعي للتطبيع مع إسرائيلتحت مظلة الحوار الديني.
منجهة أخرى يعكس السكوت الذي اتصف به العلماء تجاه تصرف عبد الله استعداد علماء آلسعود الرسميين للرضا عن الحاكم حتى لو تخلى عما كانوا يعتبرونه أصول الدين وأولياتالعقيدة. وهذا ما يؤيد موقفنا أن هؤلاء العلماء يسايرون الحاكم اينما سار ومستعدونللتنازل حتى عن القضايا التي يقولون هم أنها من قضايا العقيدة الكبرى اذا كانالتنازل عنها مطلب الحاكم.
* ملاحظة : هذا البند وما قبله مأخوذ من بيان الحركة الإسلامية للإصلاح بتصرف بسيط .
لا ينسب لساكت قول ... ولكن السكوت في معرض البيان بيان
أيها الأحبة : العقيدة والتوحيد وأسس الإيمان تستهدف , وكثير من علماء الحجاز , سلطانيين وغير سلطانيين ساكتون , بل هم لا يزالون يرقعون في نظام المرتد عبد الشيطان بن آل سلول , كانوا يفتون بأن الدعوة إلى حوار الأديان كفر وردة , فلماذا يوقعون أحكام الردة على من يفعلها إذا لم يكن الفاعل من الأسرة الحاكمة ؟!!! فإذا وقع أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الردة رقعوا كفر , وأوجدوا له مخرجا , وما هو عند الله بمخرج , قال الله تعالى :"وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)"(البقرة) وقال – جلت قدرته - :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)" , لماذا نقضتم أيها العلماء عهد الله الذي أخذه عليكم , بأن تبينوا الحق ولا تكتوم إن قطعتم وحرقتم ؟!!! , قال الله تعالى :" وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)"(آل عمران) , ولكن ما أكثر البلاعمة في كل عصر , وأسأله تعالى ألا تكونوا منهم , قال الله تعالى :" مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)(الجمعة) , وقال سبحانه :" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)(الأعراف) .
إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم : أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة