المتابع
05-20-2009, 05:01 PM
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله
مِن ضِمن الأخلاق الحميدة التي حثَّ عليها الدين الإسلامي ..
خـُـلق العفو و الصفح ، و غض الطرف عن الهفوات .
لكن كيف يـُـضبط هذا الخُــلق عند صاحبه ؟؟
خاصةً إذا كان قد ( جـُـبـِـل ) على هذه الخَصلة .
لأنّ الناس أصبحوا يستغلون ( العافين عن الناس ) ، و ينالون مِن كرامتهم و يسلبون حقوقهم ..
و جزاكم الله خيراً .وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
هذا سؤال لطيف . .
جميل في المرء أن يلزم نفسه التخلّق بمكارم الأخلاق ونبيل الصفات .
والأجمل أن يستمتع هو بالخُلق الجميل ، بغضّ النظر عن نظرة الناس وتفسيرهم لهذا الخُلق .
الناس اليوم - أو كثير منهم - صارت تتحكّم المادّيّة في نظرتهم للأخلاق . .
تسمي الكذب ( دبلوماسيّة ) . .
والأمانة ( تعنّتاً ) . . !!
والعفو التسامح ( ضعفاً وخوراً ) !!
والظلم ( شجاعة وقوّة ) !!
وهذا الأمر مما يريده الشيطان ويسعى إليه : " ولكن في التحريش بينهم " وكيف يكون التحريش إلاّ بقلب المفاهيم !
نعم . . أحياناً بعض ممن يتخلّقون بمثل هذه الأخلاق الطيبة قد لا يوفّقون إلى أن يعطوا الخُلق روحه وحيويّته . .
فقد يرحم أو يعفو في موطن يُحتاج فيه إلى الحزم .
وربما يفعل ذلك من ضعف .. لكنه حتى يبرّر هذا الضعف في نفسه يسميه ( رحمة وعفواً ) !
وحيويّة العفو وروحه تظهر إذا اقترن بالعفو ثلاث صفات :
1 - أن يكون العفو عند المقدرة .
بحيث يُدرك المسيء أن العفو حصل مع القدرة عليه ، حتى لا يغريه هذا العفو على أنه ضعف فيجرئه فيما بعد . .
بإمكانك أن تصارح من يسيء إليك بإساءته ، وان الإساءة ليست من أخلاق المسلمين .
المقصود : أن التنبيه على الإساءة أصلح من التشنيع على الشخص . . أضف إلى أن هذا التنبيه يعطي للعفو قيمته عند المخطئ أو المسيء .
2 - أن يقترن العفو بالإحسان . فالعفو ليس ( مسامحة أو تنازل بلا عطاء ) ..
بل هو تنازل مع العطاء . .
إن اقتران العطاء بالمسامحة والتنازل مما يعطي للعفو قيمته وأثره على الاخرين ، ولذلك قرن الله بين الأمرين في قوله : " والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .
بالعطاء عند المسامحة نكبت روح التمادي عند المخطئ أن يسيء إلينا مرة أخرى . .
إنه يتذكّر الجميل فيمنعه عن الإساءة . . بعكس ما لو كان الأمر مسامحة بلا إحسان فإن ذلك ربما يعطيه إغراء بك على أن عفوك ضعفاً !
3 - أن يقترن العفو بالإصلاح .
ففي بعض المواقف لا يجمل العفو لأنه يُغري المسيء ويجرّئه .
ولذلك ندب الله تعالى إلى العفو المقترن بالإصلاح " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " .
فليس كل خطأ أو إساءة تحتمل العفو . . قد يكون ذلك إمّا لذات الإساءة أو لحال الشخص .
المهم في الأمر أنه يجب علينا عندما نتخلّق بالخلق الجميل أن يكون خلقاً له روح وحيويّة سواء على أنفسنا وعلى من حولنا .
ومن المهم ايضاً : أن لا نترك للآخرين فرصة لئن يحرموننا التلذّذ بالأخلاق الجميلة ، وان لا نلتفت إلى ما يقولون بقدر ما نلتفت إلى أننا نقوم بأمر نحتسب الأجر فيه عند الله .
إننا لا نعفو ولا نرحم ليُقال ( راحم ) أو ( متسامح ) !!
وإنما نرحم ونعفو لئن هذه الأخلاق مما يحبها الله جل وتعالى .
أسأل الله العظيم أن يزيّن قلبونا بالإيمان ، وان يجمّل أقوالنا وأفعالنا بجميل الأخلاق .
السلام عليكم و رحمة الله
مِن ضِمن الأخلاق الحميدة التي حثَّ عليها الدين الإسلامي ..
خـُـلق العفو و الصفح ، و غض الطرف عن الهفوات .
لكن كيف يـُـضبط هذا الخُــلق عند صاحبه ؟؟
خاصةً إذا كان قد ( جـُـبـِـل ) على هذه الخَصلة .
لأنّ الناس أصبحوا يستغلون ( العافين عن الناس ) ، و ينالون مِن كرامتهم و يسلبون حقوقهم ..
و جزاكم الله خيراً .وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
هذا سؤال لطيف . .
جميل في المرء أن يلزم نفسه التخلّق بمكارم الأخلاق ونبيل الصفات .
والأجمل أن يستمتع هو بالخُلق الجميل ، بغضّ النظر عن نظرة الناس وتفسيرهم لهذا الخُلق .
الناس اليوم - أو كثير منهم - صارت تتحكّم المادّيّة في نظرتهم للأخلاق . .
تسمي الكذب ( دبلوماسيّة ) . .
والأمانة ( تعنّتاً ) . . !!
والعفو التسامح ( ضعفاً وخوراً ) !!
والظلم ( شجاعة وقوّة ) !!
وهذا الأمر مما يريده الشيطان ويسعى إليه : " ولكن في التحريش بينهم " وكيف يكون التحريش إلاّ بقلب المفاهيم !
نعم . . أحياناً بعض ممن يتخلّقون بمثل هذه الأخلاق الطيبة قد لا يوفّقون إلى أن يعطوا الخُلق روحه وحيويّته . .
فقد يرحم أو يعفو في موطن يُحتاج فيه إلى الحزم .
وربما يفعل ذلك من ضعف .. لكنه حتى يبرّر هذا الضعف في نفسه يسميه ( رحمة وعفواً ) !
وحيويّة العفو وروحه تظهر إذا اقترن بالعفو ثلاث صفات :
1 - أن يكون العفو عند المقدرة .
بحيث يُدرك المسيء أن العفو حصل مع القدرة عليه ، حتى لا يغريه هذا العفو على أنه ضعف فيجرئه فيما بعد . .
بإمكانك أن تصارح من يسيء إليك بإساءته ، وان الإساءة ليست من أخلاق المسلمين .
المقصود : أن التنبيه على الإساءة أصلح من التشنيع على الشخص . . أضف إلى أن هذا التنبيه يعطي للعفو قيمته عند المخطئ أو المسيء .
2 - أن يقترن العفو بالإحسان . فالعفو ليس ( مسامحة أو تنازل بلا عطاء ) ..
بل هو تنازل مع العطاء . .
إن اقتران العطاء بالمسامحة والتنازل مما يعطي للعفو قيمته وأثره على الاخرين ، ولذلك قرن الله بين الأمرين في قوله : " والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .
بالعطاء عند المسامحة نكبت روح التمادي عند المخطئ أن يسيء إلينا مرة أخرى . .
إنه يتذكّر الجميل فيمنعه عن الإساءة . . بعكس ما لو كان الأمر مسامحة بلا إحسان فإن ذلك ربما يعطيه إغراء بك على أن عفوك ضعفاً !
3 - أن يقترن العفو بالإصلاح .
ففي بعض المواقف لا يجمل العفو لأنه يُغري المسيء ويجرّئه .
ولذلك ندب الله تعالى إلى العفو المقترن بالإصلاح " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " .
فليس كل خطأ أو إساءة تحتمل العفو . . قد يكون ذلك إمّا لذات الإساءة أو لحال الشخص .
المهم في الأمر أنه يجب علينا عندما نتخلّق بالخلق الجميل أن يكون خلقاً له روح وحيويّة سواء على أنفسنا وعلى من حولنا .
ومن المهم ايضاً : أن لا نترك للآخرين فرصة لئن يحرموننا التلذّذ بالأخلاق الجميلة ، وان لا نلتفت إلى ما يقولون بقدر ما نلتفت إلى أننا نقوم بأمر نحتسب الأجر فيه عند الله .
إننا لا نعفو ولا نرحم ليُقال ( راحم ) أو ( متسامح ) !!
وإنما نرحم ونعفو لئن هذه الأخلاق مما يحبها الله جل وتعالى .
أسأل الله العظيم أن يزيّن قلبونا بالإيمان ، وان يجمّل أقوالنا وأفعالنا بجميل الأخلاق .