أم ورقة
07-30-2009, 06:21 AM
هذه الخلاصة استخلصتها من حادثة عايشتها
حين اضطررت أن أحكم بين تلميذين متخاصمين... في الفترة التي كنت أتدرب بها في مدرسة
خالد و عمر ( كلاهما ابناء 10 سنوات )
خالد و عمر تخاصما في تلك المدرسة خصاماً شديداً، بدأ بكلام شديد بينهما و كاد يتحوّل نحو الضرب و العنف...
و كان مطلوب منّي ان أحاول أن أصلح بينهما،
أوّل الأمر ظننت أن الأمر شبه مستحيل،
من كثر ما وصفت لي المرشدة هناك أن حالتهما صعبة جداً و انهما متخاصمين خصاماً شديداً،
أرسلت وراءهما الى غرفة المرشدة،
و أرسلنا وراء تلميذ ثالث لكي يكون الحكم بينهما، ( حيادي)
و لكن لم يكتفوا بالثالث و كل واحد صار يريد أن يأتي بشاهد آخر من الصف لكي يصفّ معه
فجاءوا بمن يريدون،
و قلت لهم أني سأسمع من كل واحد على حدى،
كل واحد يقول لي ماذا حدث و الآخر ينبغي أن ينصت و لا يقاطعه الى أن ينتهي من الكلام
ثم يأتي دور الآخر،
فتكلّم عمر أول الأمر و صار يقول كل ما حدث،
و لكن خالد صار يقاطعه بقوّة و بكلام فظّ، و ينكر أقواله،
و أنا أذكّره بأن ينصت و أنه الآن ليس دوره بالكلام...
من الأشياء التي قالها عمر، أن خالد مرّة ضربه، و أنّه تألّم من هذه الضربة
و هنا خالد لم ينكر أنّه ضربه و لكنّه أنكر أن عمر تألّم !!!
و حاول أن يثبت لي أن عمر لم يتألّم !
هنا استوقفت خالد و قلت له: و كيف عرفت انّه لم يتألّم؟
هل أنت مكانه؟
هل أنتَ الذي تلقيّت الضربة أم هو؟
هل أنت الذي شعرت بالضربة أم هو؟
المنطق يقول أن أي ضربة ، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، الأرجح انها ستحدث ألماً ما،
فلا يمكنك أن تنكر على الآخر انّه لم يتألّم،
أنت من الأساس ما كان من المفترض أن توجّه له هذه الضربة
سواء تألّم أم لم يتألّم،
وأهم شيء لا ينبغي عليك أن تنكر مشاعر الآخر،
اذا قال لك انّه تألّم ينبغي أن تصدّق أنه تألّم...
أنت لستَ مكانه لتعلم كيف أحسّ
اذا أنت لا تستطيع أن تثبت ألم الآخر فأنت لا تستطيع أن تنكره أيضاً !
-----
على أي حال بعد سمعنا هذا و ذاك
تبيّن لي سبع نقاط ضد عمر
و تسع نقاط ضد خالد
هذا ما تبيّن من كلامهما و من الشهود،
وممّا رأيته في تلك الجلسة بحيث أن طريقة كلام خالد مع عمر كانت فظّة،
و ربّما لم نستطع أن نحصي النقاط بدقّة، و قد يكون هناك ما خفي عنّا،
و لكن هذا الذي تبيّ، لنا،
في النهاية قلت لهماك كلاكما قد تسبّب بأذى للآخر،
الآن امامكما خياران:
1- إمّا أن تتسامحا و تنسيا كل ما حدث و تعودا صديقين
2- وإلا فعليكما أن تبتعدا عن بعضكما فلا يقرب أحدكما للآخر و لا يؤذي الآخر و لا بكلمة
الحل الثالث هو ما لا نريده و هو أن تبقيا متخاصمين متشاجرين،
فماذا تقرّرون؟؟
عمر؟ هل ستسامح خالد و تعفو عنه؟
عمر وافق فوراً و قال انه مسامح خالد.
أما خالد ، فأخذ يفكر و يفكر و يفكر،
ثم قال: لا أنا لا أسامحه !
فقلت لهما، اذاً عليكما بالخيار الثاني،
لا نراكما تقربا لأحدكما و لا تؤذيا أحدكما بكلمة...
تركتهم و أنا شبه يائسة من أنهما سيتصالحا،
و خشيت أن يعودا للخصام و الشجار،
و لكن بعد يومين حين رجعت،
قالت لي المرشدة أنهما اتفقا!
حين اضطررت أن أحكم بين تلميذين متخاصمين... في الفترة التي كنت أتدرب بها في مدرسة
خالد و عمر ( كلاهما ابناء 10 سنوات )
خالد و عمر تخاصما في تلك المدرسة خصاماً شديداً، بدأ بكلام شديد بينهما و كاد يتحوّل نحو الضرب و العنف...
و كان مطلوب منّي ان أحاول أن أصلح بينهما،
أوّل الأمر ظننت أن الأمر شبه مستحيل،
من كثر ما وصفت لي المرشدة هناك أن حالتهما صعبة جداً و انهما متخاصمين خصاماً شديداً،
أرسلت وراءهما الى غرفة المرشدة،
و أرسلنا وراء تلميذ ثالث لكي يكون الحكم بينهما، ( حيادي)
و لكن لم يكتفوا بالثالث و كل واحد صار يريد أن يأتي بشاهد آخر من الصف لكي يصفّ معه
فجاءوا بمن يريدون،
و قلت لهم أني سأسمع من كل واحد على حدى،
كل واحد يقول لي ماذا حدث و الآخر ينبغي أن ينصت و لا يقاطعه الى أن ينتهي من الكلام
ثم يأتي دور الآخر،
فتكلّم عمر أول الأمر و صار يقول كل ما حدث،
و لكن خالد صار يقاطعه بقوّة و بكلام فظّ، و ينكر أقواله،
و أنا أذكّره بأن ينصت و أنه الآن ليس دوره بالكلام...
من الأشياء التي قالها عمر، أن خالد مرّة ضربه، و أنّه تألّم من هذه الضربة
و هنا خالد لم ينكر أنّه ضربه و لكنّه أنكر أن عمر تألّم !!!
و حاول أن يثبت لي أن عمر لم يتألّم !
هنا استوقفت خالد و قلت له: و كيف عرفت انّه لم يتألّم؟
هل أنت مكانه؟
هل أنتَ الذي تلقيّت الضربة أم هو؟
هل أنت الذي شعرت بالضربة أم هو؟
المنطق يقول أن أي ضربة ، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، الأرجح انها ستحدث ألماً ما،
فلا يمكنك أن تنكر على الآخر انّه لم يتألّم،
أنت من الأساس ما كان من المفترض أن توجّه له هذه الضربة
سواء تألّم أم لم يتألّم،
وأهم شيء لا ينبغي عليك أن تنكر مشاعر الآخر،
اذا قال لك انّه تألّم ينبغي أن تصدّق أنه تألّم...
أنت لستَ مكانه لتعلم كيف أحسّ
اذا أنت لا تستطيع أن تثبت ألم الآخر فأنت لا تستطيع أن تنكره أيضاً !
-----
على أي حال بعد سمعنا هذا و ذاك
تبيّن لي سبع نقاط ضد عمر
و تسع نقاط ضد خالد
هذا ما تبيّن من كلامهما و من الشهود،
وممّا رأيته في تلك الجلسة بحيث أن طريقة كلام خالد مع عمر كانت فظّة،
و ربّما لم نستطع أن نحصي النقاط بدقّة، و قد يكون هناك ما خفي عنّا،
و لكن هذا الذي تبيّ، لنا،
في النهاية قلت لهماك كلاكما قد تسبّب بأذى للآخر،
الآن امامكما خياران:
1- إمّا أن تتسامحا و تنسيا كل ما حدث و تعودا صديقين
2- وإلا فعليكما أن تبتعدا عن بعضكما فلا يقرب أحدكما للآخر و لا يؤذي الآخر و لا بكلمة
الحل الثالث هو ما لا نريده و هو أن تبقيا متخاصمين متشاجرين،
فماذا تقرّرون؟؟
عمر؟ هل ستسامح خالد و تعفو عنه؟
عمر وافق فوراً و قال انه مسامح خالد.
أما خالد ، فأخذ يفكر و يفكر و يفكر،
ثم قال: لا أنا لا أسامحه !
فقلت لهما، اذاً عليكما بالخيار الثاني،
لا نراكما تقربا لأحدكما و لا تؤذيا أحدكما بكلمة...
تركتهم و أنا شبه يائسة من أنهما سيتصالحا،
و خشيت أن يعودا للخصام و الشجار،
و لكن بعد يومين حين رجعت،
قالت لي المرشدة أنهما اتفقا!