كتب نايف كريم في جريدة السفير بتاريخ 4/10/2003 تحت عنوان "أميركا تقتلنا وترمم مدافننا":
كنت أتمنى مع كثيرين غيري ان لا نرى السفير الاميركي في لبنان فنسنت باتل ومن خلفه الادارة الاميركية يحصلان على فرصة إبراز حسن سلوكهما[....] من خلال قبول مساعدة متواضعة تحت عنوان دعم التراث الثقافي للبنان وتعزيز آثار وتراث مدينة صور.
[.......]
[...] ان المشهد مثّل صورة النفاق الاميركي الذي اراد ان يشتري شهادة حسن سلوك حضارية تجاه آثار المنطقة وشعوبها بثلاثين الف دولار فقط، ليحجب من خلالها جريمته في تدمير ونهب اغنى واقدم حضارة بشرية على الاطلاق في ارض الرافدين، لا تقدر قيمة ما دمر ونهب منها بثمن.
بل ان مجمل برنامج المساعدات الذي اقرته الحكومة الاميركية لدعم التراث الثقافي في عدد من الدول انما هو للتغطية على هذه الجريمة التي ارتكبت بحق الانسانية عامة وبحق المنطقة العربية خاصة، لأن تلك الآثار هي الشاهد الباقي على اسبقية شعوب المنطقة في بناء صروح الحضارة وتطوير العلوم منذ السومريين والبابليين، وهي الشاهد على ان هذه المنطقة هي اول من اخترع الحروف الابجدية وصدر للعالم العلم والمعرفة والقراءة والكتابة وشرائع حقوق الانسان والتقويم الزمني الذي ما زال العالم محكوما له بساعاته الاربع والعشرين وايامه السبعة واشهره الاثني عشر. وبالتالي فهي ليست مجرد منطقة لانتاج الارهابيين والهمجيين وتصديرهم للعالم على ما تحاول الادارة الاميركية تكريسه لتبرر احتلالاتها تحت مقولة تعليمنا الديموقراطية وكيف نكون حضاريين[....]
[.......]
[....] وإن كانت اليوم لفتة للمقابر القديمة الا ان الادارة الاميركية اكثر اهتماما بالمقابر الحديثة لناحية توسعتها وزيادة نزلائها بالسلاح الاميركي المباشر او المقدم لاسرائيل، وقيمته اغلى بكثير من الثلاثين الف دولار المذكورة. فحظنا اوفر. واهم شواهد ذلك حول صور نفسها مقابر مجزرة قانا وأخواتها.
ومأثرة توسعة المقابر بالمال الاميركي (نقدا او رصاصا وصواريخ) لم تقتصر على صور وقانا، بل ان الاميركيين للإنصاف اسهموا بتوسعة المقابر في كل القرى الجنوبية وصيدا والنبطية وبيروت ومجزرة بئر العبد في ضاحيتها الجنوبية. وما ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا عنا ببعيدة وقد تحولت مقابرها الى مزار، وصولا الى طرابلس والجبل وبعلبك والقائمة تطول وتطول.
اميركا تقتلنا ثم تتبرع بترميم المدافن الاثرية في بلادنا. قمة السلوك الحضاري الذي لا يقتصر على لبنان فحسب، بل ان اكثر ما نجحت الادارة الاميركية في تعميمه حول العالم هو اقامة المدافن وتوسعتها. لقد حولت مدنا بكاملها في اليابان الى مدافن، ودفنت قرى بكاملها في فيتنام والفيليبين وافغانستان والعراق، وما زال الدفن متواصلا في فلسطين منذ اكثر من خمسة وخمسين عاما.
لا غريب في ذلك طالما ان الولايات المتحدة الاميركية قامت اصلا على المدافن الجماعية لقرى ومدن الهنود الحمر المسالمين.
ان ما قام به السفير الاميركي باتل من ابداء الاهتمام بالمدافن منسجم تماما مع سياسة بلاده في تعميم المدافن وتوسعتها عالميا. وهو إذ يقوم بلفتة تجاه مدافن اثرية قديمة فهذا يمكن ان يطمئننا الى ان احفاد باتل قد يرممون مدافننا بعد عدة قرون على اساس انها تعود لشعوب منقرضة... ومن باب <<دعم التراث الثقافي>>!
http://www.assafir.com/iso/today/opinion/14.html

امريكا ايضاً دمرت أحلامنا وترمم مستقبلنا كي تخفي العيوب التي يمكن ان نستشرفها قبل ان نحيا التعاسة المستقبلية ونندم

لا حل إلا بالعودة إلى دين الله وان نبني مستقبلنا وحياتنا على بصيرة الكتاب والسنة بفهم متجدد ووعي شمولي فنعرف ما يحيط بنا ونتذكر دوماً أن هذه الدنيا زاد

من بعد سفره يجب ان يزيد عدته وسفرنا يا اخوتي واخواتي طويل طويل طويل

اللهم اجعلنا ممن يحملون هم الإسلام وشرح الحق للناس باسلوب يحبب الناس بالدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معك حق خي بلال ولكن أريد أن أضيف أيضاً بأن السبب وراء ما نحن فيه هو اتكالنا على أميركا فنحن من صنع هذا الوحش من كرتون وجعلنا له هذا الحيز الكبير في حياتنا إن كأفراد أو كدول. فلو كان الإسلام همنا الأساسي والفردوس الأعلى هو مطلبنا وغايتنا لما استطاعت أميركا بكل قوتها وسلاحها أن تخطو خطوة واحدة على أرضنا، والانتفاضة الفلسطينية أوضح دليل.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه