تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استئناف الحياة الإسلامية بقيام دولة الخلافة - وعد غير مكذوب



ابو عبدو
09-29-2009, 08:29 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


استئناف الحياة الإسلامية بقيام دولة الخلافة - وعد غير مكذوب

الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات وتنقشع الظلمات وتغفر الزلات وتزال الحواجز والمعوقات، والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي بنى الكتلة الأولى عقليا ونفسيا، وعلم التابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين كيف تبنى الشخصية الإسلامية، فهزم الرسول وأمته التي التزمت بفكرته وطريقته عقائد وأفكار فسطاط الكفر ودك حصونهم الشامخات، وبعد....
فإن الأمة فيما تحياه من واقع فاسد وظلم عم أطراف الأرض دفع الكثير منها إلى تنكب طريق نهضة الأمة وتغير واقعها إلى طرق ووسائل وأساليب أقنعت هؤلاء أن التغيير صعب المنال، لأن المقاييس التي وضعوها وقاسوا عليها دون إنعام النظر فيها وسبرغورها إلى إحباطهم.
ومن هذه المقاييس أضع أمام السامع والقارئ على سبيل القصر لا الحصر ثلاثة مقاييس أرى أنها الأبرز والأظهر في طريقة تفكيرهم الخاطئة وهي:
المقياس الأول: وضع سواد الأمة والعامة من المسلمين أن التغيير صعب المنال، لأن الأمة برمتها من عامة وخاصة ومثقفين، حكموا على صعوبة التغيير، لانحراف الأمة عن جادة الصواب في مفاهيمها، وقيمها، ومقاييسها، وقناعاتها. وأن هذا الابتلاء يتجاوز طاقة العاملين للتغيير، هذا في منظورهم القاصر، لأنهم غيبوا عن الكيفية في حمل الدعوة فكرة وطريقة، كما حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يقيس على الواقع الفاسد سينهج نهجه.
المقياس الثاني: إن التلويث في المفاهيم والمقاييس والقيم والقناعات لا يمكن تنقيتها وتحريرهم منها. هذا من واقع حكمهم على ما هم فيه.
المقياس الثالث: لم يتذوقوا طعم الحكم بعدالة بالإسلام، فغيبوا عن رعاية شؤونهم داخليا وخارجيا بإحكامه.
أعود فأقول أن هذه المقاييس الثلاثة من أظهر وأبرز العوائق النفسية التي تحول دون التفاف الأمة حول العاملين الواعين للتغيير.
وحتى ترد الثقة إلى هؤلاء ومن يسير على خطاهم أقول: إن البشرية بقضها وقضيضها تنقسم إلى معسكرين أو فسطاطين: فسطاط كفر لا إيمان فيه، وفسطاط إيمان لا كفر فيه.
أما فسطاط الكفر: فإنه حتماً آيلاً للسقوط والهدم من قواعده للعوامل التالية:
العامل الأول: فئة المجرمين والذين أجرموا، وماذا أعني بالإجرام والمجرمين.
إن المتتبع والباحث القارئ لآيات القرآن الكريم، يعي أن الكثير منهم، كذبوا وتولوا عما جاءهم من البينات من الرسل الكرام، وأن التكذيب والإعراض عن الرسل أدى إلى عقاب الله لهم إما بالصيحة أو الظلة أو الغرق أو الخسف، وإما بريح صرصار عاتية وغيرها من ألوان العذاب والعقاب، فأن مصير الأمم السابقة واللاحقة سيكون حتما كغيرهم من الأمم الذين كذبوا رسلهم.
فالذين كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتهم من ظهرانيهم يتساوى معهم اللاحقون بتكذيب آيات الله، واعني كتاب الله الموحى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، واسمعوا قول الله تعالى: {وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} القمر2.
واسمعوا قول الحق تبارك وتعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ....} آل عمران101.
وقوله سبحانه وتعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ..} آل عمران31. وآيات كريمة كثيرة تخاطب العقل والنفس عساهم أن يستيقظوا من سباتهم، ومن يستيقظون لن يجعلوا من شريعتهم، ديمقراطية، ولا اشتراكية ولا وطنية ولا إقليمية ولا قومية، خلطوا الغث بالسمين، فكانت وبالاً عليهم وعلى أمتهم.
العامل الثاني: غيروا قديما وغيروا حديثا ويحاولون تغير موازيين الفطرة والسير عكس التيار بما استبدلوا في كل مناحي الحياة الاجتماعية، من زواج مثلي، وخلطوا الجينات البشرية والاستنساخ وغير ذلك من تدمير للفطرة واختلال الموازيين وانشئوا نقابات للشاذين والمنحرفين، وإلى ما ذلك من مسميات، أهلكت بدعهم وابتداعهم الحرث والنسل.
العامل الثالث: فإن الله أذن بالحرب على فئتين، آكلي الربا (أي النظام الرأسمالي ومن يدور في فلكه)، وملاحقة وقتال أولياء الله.
أما الجانب الأول، فمنذ نشأت فكرة الربا والمرابين والبشر يكتوون بالأزمات وينكصون على أعقابهم وينتقلون من أزمة إلى أزمة، ومن مأزق إلى مأزق ولا نهاية لهذا وهو معاين مشهود لقوله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ...} البقرة276، وإن الذين كفروا بآيات الله وأعرضوا عنها ضيعوا وحجروا واسعا، وقوله تعالى يصف أمثال هؤلاء وواقعهم، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه124.
أما إعلان الحرب على ولياء الله وإن كل مسلم هو ولي الله، فإن الله تعالى وعد بالانتقام لدمائهم وأموالهم وأعراضهم.
وقد أطلقوا تبريرات كثيرة لقتال هؤلاء الأولياء وجعلوها ممرات لهم كي يقوما بحربهم من مصطلحات كالأصولية والتطرف والإرهاب لمن ثبتوا ويثبتون على عقيدتهم والأحكام المنبثقة عنها.
ويسلطون أدواتهم إعلامية وعسكرية وحصارا اقتصاديا وسجونا ومعتقلات إلى غيرها من الأساليب والوسائل التي تمتهن كرامة البشر وإنسانيتهم، حتى وحوش الغاب تأبى وتأنف فعلهم.
هذا غيض من فيض بما أحدثوا وغيروا للأسوأ في كل مناحي حياتهم وعلاقاتهم، حتى ضاق منهم كل خبرهم وعرف مضامين أهدافهم وسبر غورهم.
وعد الله العاملين بظهورهم على أعداء الله وهذا الوعد قادمٌ لا محالة، وها هي إرهاصات النصر والتغيير ماثلة لكل ذي لب عين.
فالله تعالى يمهد لنا أي للعاملين طريق التغيير. وما سقوط النظام الاشتراكي مبدأ ونظاماً إلا بشرى للنصر المنتظر.
فالهزات المتتالية للنظام الرأسمالي وضعفه وعجزه عن حل مشكلات الإنسان ما هو إلا مؤشراً إلى أنه يتهاوى وآيل للدمار والسقوط، مهما كثرت الدول الحارسة له.
وأن الصراع الأثني والعرقي وبما أودى إلى قتل الآلاف بل الملايين من الناس، إلا من مؤشرات التمرد القادم للبشرية على أنظمة حكم الجور والظلم والإجرام التي تقترفه هذه الأنظمة وحراسها من دول العبث المتاجرة بكرامة البشرية وامتهانها.
وأمثلة كثيرة يراها ويحس بها ويشاهدها الداني والقاصي بأن حكم الشركات والأفراد، حكم الفراعنة في هذا العصر إلا مقدمة للتخلص من كل أشكال الظلم والفساد.
إن القوة المغيرة هي العقيدة التي تغلي في نفوس المسلمين وخاصة المخلصين الواعين منهم، لأنهم آمنوا بربهم وبما أنزل في الفرقان، يقول عز من قائل: {... وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج.40، وقوله جل ثنائه: {...وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ...} آل عمران126
أن الذي بشر المسلمين في المدينة بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم وقيام دولة الإسلام يهودي، الذي تسلق النخلة مناديا بأعلى صوته (جاء صاحبكم)، والمبشرون في عصرنا الحاضر كثير من رؤساء الكفر في العالم الغربي الذين أعلنوها جهارا نهارا أن دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية قادمة بإذن الله، فبوش وبوتين مرورا بتوني بلير وساركوزي بشروا أمة الإسلام بوعد ربكم ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم.
إنه وعد غير مكذوب لقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55.
وبشارة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت."
اللهم إنا نسألك النصر الذي وعدت للمؤمنين العاملين وأعزنا بطاعتك بقيام دولة الخلافة الثانية الراشدة واجعلنا هداة مهديين ولرضاك عاملين- آمين