من هناك
03-24-2010, 03:13 PM
يبدو أن ما كتبته عن بعض شؤون الأزهر قد استفز نفرا من أهله ، وخاصة شباب الأزهر ، فأرسل لي عضو بهيئة التدريس ـ أحتفظ باسمه الصريح ـ هذه الرسالة التي وجدت من الأمانة أن أعرضها للقارئ العام وأيضا أضعها بين أيدي المسؤولين عن مؤسستنا العريقة ، تقول الرسالة :
الأستاذ ..... ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أود أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية, لعل الكثيرين لا يعرفونها, ألا وهي أن هناك اختراقا للأزهر من قبل المؤسسات الغربية, فلأول مرة في تاريخ الأزهر يتم الاستعانة بأفراد من أمريكا وبريطانيا رجالا ونساء, تحت مسمى تعليم الأزهريين اللغة الأجنبية, فالذي حدث أننا فوجئنا بأن هناك مركزا يفتتح داخل الأزهر لتعليم اللغة الأجنبية للمعيدين والمدرسين المساعدين بالجامعة وبالمجان, ففرحنا بذلك فرحا شديدا, رغبة منا في توسيع مداركنا, واستشعارا منا بأهمية اللغة الأجنبية في حياتنا,
فتقدمنا بالطلب ووجدنا ترحيبا غير عادي, وما إن ذهبنا في أول الأيام لكي يتم عمل امتحان تحديد المستوى حتى فوجئنا بفتاتين أمريكيتين, وفي سن صغيرة تقريبا في سن أعمارنا, وهن متبرجات بغير احتشام, فاستفسرنا فعلمنا أنهن جئن من أمريكا خصيصا لتعليمنا اللغة, وسيعاونهم بعض خريجي كلية اللغات والترجمة بالجامعة, ثم كان الواقع الذي لم يحدث في تاريخ الجامعة العريقة, أن التدريس يتم للمعيدين والمعيدات وهن في فصل واحد(اختلاط), يعني هذا أن أمكث سنتين أتردد على المركز أربعة أيام أسبوعيا كل يوم ثلاث ساعات ومعي زميلات في مثل السن ومدرسة أمريكية لا تخلو من الجمال وأنا في الأزهر , كل هذا من أجل أن أتعلم اللغة التي أنا بحكم دراستي الشرعية هي من باب الكماليات, وبالتالي الغاية الشرعية لها وسيلة شرعية, فتكلمنا في الأمر مع المسئولين من العمداء ونائب رئيس الجامعة, فكان الرد أننا كجامعة طالبنا هولاء الفتيات الأجانب بالحشمة العالمية! ولا نستطيع أن نفرض عليهم شيئا, ثم ما لبث أن أكمل بعض زملائنا الدراسة بالمركز المشبوه,
فما كان الأمر بعد شهرين إلا وقد اتضح, أن هناك تقييما لكل فرد داخل المركز, ومن ثم تخيروا بعضهم, فكانت السفارة الأمريكية تتصل بهم بدون واسطة على محاميلهم الشخصية تحبذهم في أن يسافروا إلى أمريكا لكي يحصلوا على الماجستير والدكتوراه من هناك (لله في لله), فيعتذر المعيد فتعيد السفارة الاتصال وتلح عليه أن يأتيها, فيذهب ويعتذر فتعيد السفارة الكرة, وهكذا أصبح المركز المقام داخل جامعة الأزهر لا سلطان للأزهر عليه, ثم رأينا أن هناك مركزا آخر أقيم في صحن الأزهر القديم (الكليات الشرعية) بالدراسة, وأطلق عليه المعهد البريطاني, وهو لتدريس الطلبة الذين هم في مراحل الكلية, وبنفس نظام المعهد الأمريكي, فهو يستدعي فتيات من بريطانيا إلى جانب فتيات من خريجي كلية اللغات ليقمن بالتدريس, وليس للجامعة تدخل فيه, فيأتي السفير البريطاني ليزور المعهد كل فترة دونما صحبة من أحد من أهل القرار في الجامعة, وكأن المكان أصبح ملحقا بالسفارة البريطانية, وهذا كله يحدث تحت سمع وبصر الأساتذة من أهل الكليات الشرعية,
والبعض منهم لا يملك شيئا, والبعض الآخر غُرر به بدعوى أننا نعلم الأزهريين اللغة وننقلهم نقلة عالية, وكأن اللغة لا تدرس إلا من خلال الفتيات الجميلات المتبرجات سواء كانوا من أهل مصر أو من أمريكا أو بريطانيا, أو لا تدرس إلا بعد أن نضع لبنة السوء في الجامعة ، وما زلت أتذكر أن الدكتور /أحمد عمر هاشم وقت أن أترك رئاسة الجامعة وقف في يوم مفتخرا ويقول جاءتني منح مجانية من أمريكا لكي يتم تدريس اللغة الأجنبية بالجامعة فرفضت لشبهة تلك المؤسسات.
الأستاذ / ... أرسل إليكم كلامي هذا, أملا في أن تبحثوا في الموضوع بحثا جيدا, وتكشفوا ما هو مستور وراء هذا الأمر.
انتهت الرسالة .
جمال سلطان
الأستاذ ..... ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أود أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية, لعل الكثيرين لا يعرفونها, ألا وهي أن هناك اختراقا للأزهر من قبل المؤسسات الغربية, فلأول مرة في تاريخ الأزهر يتم الاستعانة بأفراد من أمريكا وبريطانيا رجالا ونساء, تحت مسمى تعليم الأزهريين اللغة الأجنبية, فالذي حدث أننا فوجئنا بأن هناك مركزا يفتتح داخل الأزهر لتعليم اللغة الأجنبية للمعيدين والمدرسين المساعدين بالجامعة وبالمجان, ففرحنا بذلك فرحا شديدا, رغبة منا في توسيع مداركنا, واستشعارا منا بأهمية اللغة الأجنبية في حياتنا,
فتقدمنا بالطلب ووجدنا ترحيبا غير عادي, وما إن ذهبنا في أول الأيام لكي يتم عمل امتحان تحديد المستوى حتى فوجئنا بفتاتين أمريكيتين, وفي سن صغيرة تقريبا في سن أعمارنا, وهن متبرجات بغير احتشام, فاستفسرنا فعلمنا أنهن جئن من أمريكا خصيصا لتعليمنا اللغة, وسيعاونهم بعض خريجي كلية اللغات والترجمة بالجامعة, ثم كان الواقع الذي لم يحدث في تاريخ الجامعة العريقة, أن التدريس يتم للمعيدين والمعيدات وهن في فصل واحد(اختلاط), يعني هذا أن أمكث سنتين أتردد على المركز أربعة أيام أسبوعيا كل يوم ثلاث ساعات ومعي زميلات في مثل السن ومدرسة أمريكية لا تخلو من الجمال وأنا في الأزهر , كل هذا من أجل أن أتعلم اللغة التي أنا بحكم دراستي الشرعية هي من باب الكماليات, وبالتالي الغاية الشرعية لها وسيلة شرعية, فتكلمنا في الأمر مع المسئولين من العمداء ونائب رئيس الجامعة, فكان الرد أننا كجامعة طالبنا هولاء الفتيات الأجانب بالحشمة العالمية! ولا نستطيع أن نفرض عليهم شيئا, ثم ما لبث أن أكمل بعض زملائنا الدراسة بالمركز المشبوه,
فما كان الأمر بعد شهرين إلا وقد اتضح, أن هناك تقييما لكل فرد داخل المركز, ومن ثم تخيروا بعضهم, فكانت السفارة الأمريكية تتصل بهم بدون واسطة على محاميلهم الشخصية تحبذهم في أن يسافروا إلى أمريكا لكي يحصلوا على الماجستير والدكتوراه من هناك (لله في لله), فيعتذر المعيد فتعيد السفارة الاتصال وتلح عليه أن يأتيها, فيذهب ويعتذر فتعيد السفارة الكرة, وهكذا أصبح المركز المقام داخل جامعة الأزهر لا سلطان للأزهر عليه, ثم رأينا أن هناك مركزا آخر أقيم في صحن الأزهر القديم (الكليات الشرعية) بالدراسة, وأطلق عليه المعهد البريطاني, وهو لتدريس الطلبة الذين هم في مراحل الكلية, وبنفس نظام المعهد الأمريكي, فهو يستدعي فتيات من بريطانيا إلى جانب فتيات من خريجي كلية اللغات ليقمن بالتدريس, وليس للجامعة تدخل فيه, فيأتي السفير البريطاني ليزور المعهد كل فترة دونما صحبة من أحد من أهل القرار في الجامعة, وكأن المكان أصبح ملحقا بالسفارة البريطانية, وهذا كله يحدث تحت سمع وبصر الأساتذة من أهل الكليات الشرعية,
والبعض منهم لا يملك شيئا, والبعض الآخر غُرر به بدعوى أننا نعلم الأزهريين اللغة وننقلهم نقلة عالية, وكأن اللغة لا تدرس إلا من خلال الفتيات الجميلات المتبرجات سواء كانوا من أهل مصر أو من أمريكا أو بريطانيا, أو لا تدرس إلا بعد أن نضع لبنة السوء في الجامعة ، وما زلت أتذكر أن الدكتور /أحمد عمر هاشم وقت أن أترك رئاسة الجامعة وقف في يوم مفتخرا ويقول جاءتني منح مجانية من أمريكا لكي يتم تدريس اللغة الأجنبية بالجامعة فرفضت لشبهة تلك المؤسسات.
الأستاذ / ... أرسل إليكم كلامي هذا, أملا في أن تبحثوا في الموضوع بحثا جيدا, وتكشفوا ما هو مستور وراء هذا الأمر.
انتهت الرسالة .
جمال سلطان