من هناك
04-21-2010, 06:19 AM
بقلم: أ. د.عبد العظيم الديب *(أستاذ ورئيس قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة بجامعة قطر سابقا )
لماذا تاريخ الإسلام وحده هو الذي درسناه مشوهاً ممزقاً، لماذا تاريخ الإسلام وحده هو الذي صفعناه، وجلدناه، وسحلناه، لماذا تاريخ الإسلام وحده هو الذي يُعقِب نفوراً وازدراء وبغضاً في نفس دارسيه.
وإن كنت في شك من هذا فاختبر نفسك، واختبر من حولك، حاول أن تذكر كلمة (التاريخ الإسلامي)، وأنظر إلى ما تثيره في النفوس، وارقب ما يسميه علماء النفس (تداعي المعاني)، أية معانٍ ستتوارد على الخواطر!! وأية صور ستحضر في الأذهان!! وأية مشاعر ستتحرك في الوجدان!! إن أقل ما ستتحرك به النفوس هو التحفّز للنقد، والمحاسبة، والمناقشة، وإحصاء الأخطاء، وسيصل الأمر بالبعض إلى الازدراء والاحتقار، والبغض، ولقد عم ذلك وطمّ، لم يسلم منه أحد حتى علماء الأمة، ودعاة الإسلام إلا من رحم ربك وقليل ما هم.
ذلك أنك إذا ذكرت التاريخ الإسلامي، فأسرع ما يقفز إلى الذهن:
· ما نحفظه من اتهامات لعثمان بن عفان (رضي الله عنه) بأنه كان يولي أقاربه إمارة الأقاليم، ويحكّمهم في رقاب العباد، ويطلق يدهم في مال الأمة، ولما ثار الصحابي الجليل أبو ذرّ على هذه السياسة، غضب عليه عثمان، ونفاه إلى الربذة.
· ثم حصار الثوار لعثمان وقتلهم له وهو يتلو في المصحف.
· وما صار يُضرب به المثل من نصب معاوية لقميص عثمان الملطخ بالدماء في المسجد، واحتياله بذلك حتى لا يبايع علياً رضي الله عنه، ومن أجل الملك العضوض اشعل حرباً ظالمة على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، فكانت معركة (الجمل) و(صفين).
· ثم مسرحية التحكيم الهزلية، وما تجلّى فيها من منتهى الغفلة والبلاهة، في مقابلة منتهى النصب والاحتيال.
· وقُضي الأمر بإستيلاء معاوية على الحكم، وتحويل الخلافة الراشدة إلى قيصرية هرقلية، أخذ فيها معاوية البيعة لابنه يزيد قهراً تحت تهديد السلاح.
·صورة يزيد بخمرياته وفسقه، ولهوه ولعبه بقروده وكلابه، وسنواته الثلاث السود التي قتل فيها الحسين، وغزا المدينة المنورة، وأباحها لجنوده، وهدم الكعبة.
·ثم يأتي الحجاج، وجبروته وظلمه، وقتله ابن الزبير، وضربه الكعبة بالمنجنيق.
· ويحاول عمر بن عبد العزيز تصحيح الأوضاع، فيموت مسموماً.
· ثم تدور الدائرة على بني أمية وتسقط دولتهم بسبب ظلمهم وفسادهم، وعنصريتهم المتعصبة للعرب.
· وأما العباسيون، فأولهم الذي استفتح دولتهم أبو العباس السفاح، ومن أبرز ما نذكره عنهم ضَرْب الأئمة، أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وخمريات الرشيد، وسرفه، وعبثه، ونواسياته، ثم محنة الفقهاء وأهل الحديث في عصر المأمون، ثم سيطرة الفرس على الدولة ـ لأنهم هم الذين صنعوها ـ ولعبهم بالخلفاء، حتى جاء التتار، وكان ما كان، وسقطت الخلافة.
· ثم جاء عصر المماليك، جهلة يملكون سيفاً قوياً يستخدمونه حيناً ضد العدو دفاعاً عن الإسلام، وأحياناً ضد بعضهم البعض، ودائماً ضد الشعب.
·ثم جاء العثمانيون، فكان الجهل والظلام، والقضاء على الحضارة والصنائع والفنون، وإذ العنصر العربي بالعجرفة التركية التي ما برحت مضرب الأمثال.
· أما الأندلس، فقد غرق ملوكها في الترف، ودارت برؤوسهم الكأس والطاس، فقاتل بعضهم بعضا، بل تحالف بعضهم مع الصليبيين ضد إخوانهم، فكانت النهاية المأساوية التي انتهت بإبادة المسلمين وخروج الإسلام من الأندلس.
* * *
هذه معالم تاريخ الإسلام التي استقرت في بؤرة شعور مثقفينا عامة، ولا أستثني منهم علماء الإسلام ودعاته (إلا النادر، والنادر لا حكم له).
قد يقول قائل: وأين ما يتعلمه أبناؤنا عن انتصارات المسلمين وفتوحاتهم، وحضارتهم وأمجادهم؟؟
وأقول: نعم يوجد شيء من هذا، ولكنه يعرض بصورة باهتة ممزقة، ولذلك تتوارى في حنايا الذاكرة، وتتخلى عن بؤرة الشعور، وتبقى الصورة البشعة التي عرضتها لك آنفاً هي الحاضرة في الذهن (on line ) كما يقولون.
وعندي على ذلك ألف دليل ودليل، ولا شك أنك سمعت ذلك الإعلامي الناجح وهو يقول في ثنايا حوارٍ له مع أحد ضيوفه: كل الخلفاء الراشدين قتلوا إلا واحداً، وزميله الذي لم يُطق صبراً على محاوره ـ وهو يتحدث عن عمر بن عبد العزيز وإصلاحاته ـ فيقول له في لهجة ساخرة: (ولذلك قتلوه).
·وقبل أن أترك الكلام على هذه الصورة البشعة للتاريخ الإسلامي: أؤكد أنها صورة كاذبة خاطئة، تقوم على معلومات أخطرها مكذوب لا أصل له، وباقيها بين ثلاث حالات:
1ـ أحداث ضُخمت وبولغ فيها حتى أخذت أكثر من حجمها حتى حجبت الكثير.
2ـ أحداث أُسيء فهمها وتفسيرها، ولو فهمت على حقيقتها ووجهها، لكانت فخراً لصانعيها.
3ـ أحداث تدخل في إطار العجز البشري عن الكمال (كل بني آدم خطاؤون).
·ونعود للسؤال: لماذا تاريخ الإسلام وحده؟
لقد درس أبناؤنا ومثقفونا، ودرسنا أيضاً تاريخ أمم الأرض قديمها وحديثها، فما تركت أية دراسة منها هذه الصورة، لا للفراعنة، ولا للآشوريين، ولا للبابليين، ولا للفينقيين، ولا لليونانيين، ولا الأوربيين والأمريكيين.
أبداً لا يشعر أحد تجاه هذه العصور التاريخية، وتاريخ أهلها بما يشعر به تجاه التاريخ الإسلامي.
·فإذا ذكرنا الفراعنة تجد شعوراً بالاعتزاز، بل الفخر والمباهاة، وتقفز إلى ذهنك صورة الحضارة التي أضاءت الدنيا منذ فجر التاريخ، وبهرت العالم بما خلفته من آثار، وما أظن المشاعر نحوها تصل إلى درجة الحياد.
·فإذا ذكر تاريخ اليونان، فهنا شعور الإكبار والاحترام، وعلى الفور يقفز إلى الذهن سقراط، وأفلاطون، وارسطو، وما حولهم من هالات التمجيد والتعظيم.
·وبالمثل تاريخ الرومان، وكل أمم الأرض.
· فإذا جئنا إلى تاريخ أوروبا، بعد عصر النهضة، فسنجد الإعجاب والإكبار يصل إلى حد الانبهار والاندحار، والاستخزاء والشعور بالهوان،حتى صرنا نلهث وراءهم، ونقيس تقدمنا منهم، والمسافة التي تقطعها في محاولة اللحاق بهم.
وإن كنت تظن بي المبالغة، فأنظر حولك، واقرأ واسمع معي الأسماء الآتية:
صحيفة (الأهرام) وصحيفة (بابل) ووكالة الأنباء (سبأ)، ومهرجان (جرش) ومهرجان (قرطاج) ومهرجان (بعلبك) وفندق (فلادلفيا)، وشارع (رمسيس)، والحديث عن (دلمون) و...و... هذا ما يحضرني عفو الخاطر، ولو تأملت وتتبعت، لرأيت الإصرار على تجلية تاريخ هذه الجاهليات والوثنيات أمراً يُراد، حتى سمعتُ بأذني مَنْ يتحدث عن التجربة الديمقراطية في بلاده، ثم يختم كلامه:" ولمَ لا؟ ألسنا أحفاد ملكة سبأ" هكذا على ملأ من مشاهدي الفضائية الباذغة.
·وسمعت آخر يقول مباهياً:" نحن أحفاد رماة الحدق". ورماة الحدق هؤلاء هم أهل النوبة الذين تصدّوا لجيش الفتح الإسلامي وحالوا بينه وبين فتح الجنوب، وسماهم المسلمون (رماة الحدق) لبراعتهم في الرمي، ودقة إصابتهم. هؤلاء يباهي مثقف مسلم معاصر بأنه من أحفادهم.
· أما صيحة (احنا الفراعنة)، فما أكثر ما تسمعها عند إصابتهم مرمى الخصم في كرة القدم.
وانظر حولك وتأمل ستجد من هذا ضروبا وأفانين.
فلماذا تاريخ الإسلام وحده؟؟
:http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1270824162864&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#ixzz0lge2FN8K (http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1270824162864&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#ixzz0lge2FN8K)
وإذا كان أمر التاريخ بهذه المنزلة، وأن الأمم لا يمكن تنهض بغير تاريخ، وأن تقوم بغير ذاكرة ـ فإن التاريخ الإسلامي أشد خطورة في حياة المسلمين من التاريخ في حياة أية أمة، وتشويهه، وطمسه، وتمزيقه بالنسبة للمسلمين أسوأ وأفظع منه بالنسبة لأية أمة أخرى.
ذلك أن التاريخ الإسلامي هو الإسلام مطبقاً، منفّذاً على أرض الواقع، منزّلاً على حياة الناس اليومية، فهو في حقيقة الأمر حركة الأمة ـ التي رباها محمد صلى الله عليه وسلم ـ بالإسلام، وحركة الإسلام بالأمة.
فالإسلام الذي هو رسالة الله الخاتمة له نوعان من الوجود: فمن حيث هو رسالة السماء إلى الأرض موجود في الوحيين (القرآن الكريم والسنة المطهرة)، فما بين دفّتي المصحف الشريف، وما تحويه دوواين السنة الصحيحة هو الوجود الأول للرسالة الأخيرة من السماء إلى الأرض، رسالة الله إلى خلقه.
والوجود الآخر للإسلام هو استجابة أهل الارض لرسالة السماء، أو استجابة خلق الله لرسالة الله. هذه الاستجابة هي التي تمثلت في إيمان المؤمنين بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطاعتهم له، (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )(النساء:80)، وإجابتهم إياه، والتزامهم بما أمر ونهى، حتى صارت الرسالة واقعاً عملياً تطبيقياً، صُنع على عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حمله من بعده صحبه الأكرمون الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك الجيل المثالي ـ كما سماه العلامة محب الدين الخطيب ـ الذي اختصه الله سبحانه بشرف الصحبة، وأمدّهم بخصائص اختصهم بها، حيث هيأتهم الأقدار لإبلاغ هذه الرسالة الخاتمة، وأعدتهم لحفظها، عنهم جاءنا القرآن الكريم متواتراً، ومنهم وصلتنا السنة الشريفة المطهرة، وفيهم تجلّى الإسلام مجتمعاً ودولة، سياسة واقتصاداً، ومضى بعدهم التابعون لهم بإحسان على نفس المنهج، وتتابعت الأجيال، جيلاً بعد جيل.
فتاريخ الإسلام، أو التاريخ الإسلامي هو حركة الأمة بالإسلام، وحركة الإسلام بالأمة، كما قلنا آنفاً، فهو الإسلام مطبقاً.
***
ومن هنا كان تشويه التاريخ الإسلامي معناه القضاء على النموذج، والمثال الذي يمكن أن يقدمه الدعاة، النموذج الذي تتطلع إليه الأجيال، لتهتدي به، ولتنسج على منواله.
فلو كان التاريخ الإسلامي قد انحرف منذ انتهاء عهد عمر، ووقع في متاهات الاستبداد، ومستنقع الفساد، فلأي شيء ندعو الناس؟ ندعوهم لشريعة لا يطيقها البشر، أليس قد عجز عن الالتزام بها الصحابة؟ فما إن (قُتل) عمر ـ الذي كان مهيباً مخوفاً ـ حتى انسلخوا من الإسلام، ورجعوا إلى الجاهلية، لا إلى عصبيتها فقط، بل إلى ظلمها وتجبرها، وكبريائها، وإلى قيانها وغنائها، وخمرها وانحلالها.
- وقد صار هذا التاريخ بهذه الصورة الشوهاء سدّاً في وجه الدعوة والدعاة، فحين ينادي الدعاة:الإسلام هو الحل، يسألهم العلمانيون، والشيوعيون، والرأسماليون: أيّ إسلامٍ تريدون؟ إسلام عثمان وبني أمية؟ ويزيد والحجاج... إسلام العباسيين هارون الرشيد ومسرور السيّاف، والخمر والنساء، وأبي نواس؟ أم إسلام المماليك والمجاذر اليومية، والخَوْزقة، والتوسط؟ أم إسلام الأتراك، والظلم الغاشم، والظلام الجاهل...؟
- ودعاة الإسلام وعلماؤه ـ للأسف ـ لا يجدون ردّاً لهذه التساؤلات ولا دفعاً، إلا أنهم يقولون: نحن ندعو إلى الإسلام المصفَّى، الإسلام الموجود في الكتاب الكريم والسنة المطهرة، فالإسلام هو الذي يحكم على الناس، وليس العكس.. هذا أقصى ما يملكونه دفعاً لهذه التساؤلات.
- ولكن هذه الإجابة تسقط ببديهة العقل حيث يقال لهم: إذا كان الصحابة قد عجزوا عن تطبيق الإسلام، وانقلبوا عليه، فهل أنتم تقدرون على تحقيق ما عجز عنه الصحابة؟؟ ولا يملك الإسلاميون لهذا الاعتراض دفعاً.
- ولقد رتب المعاندون على هذا أمراً أخطر وهو:"إن دين الله الأقوام ينبغي أن يظل صلة بين العبد وربه، بغير قسرٍ منكم (الدعاة والإسلاميين) ولا إجبار. ألا تخشون أن تضعوا قرآن الله بين يدي طغاة يستغلونه كما فعل الخلفاء طوال ألف وأربعمائة عام. وإذا كان الله يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام: (فَإِنَّمَاعَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ)( الرعد:40)، فمن سمح لكم يا سادة أن تبلغوا، وما أنتم بمبلغين، أو تحاسبوا وما أنتم بمحاسبين" أ.هـ بنصه من مقال بجريدة الأهرام في 12/4/1987م لرئيس اتحاد الكتاب العرب الأستاذ ثروت أباظة (غفر الله لنا وله).
- إن الدعاة إلى الرأسمالية، وإلى الشيوعية، وإلى الليبرالية، يجدون مثالاً ونموذجاً مُعجباً ناجحاً موجوداً بين الناس يقدمونه دليلاً على صحة ما يدعون إليه، ولكن الإسلاميين وحدهم هم الذين يدعون إلى منهجٍ غير صالح للتطبيق، لا لعيب في المنهج ـ حاشا لله ـ بل هو أقوم المناهج، وأعظم الشرائع، سبحان من أنزله، ولكن العيب في البشر، فهم أعجز من أن يطيقوا هذا الشرع المثالي. وهذا كلام بالغ الخطورة، فالله سبحانه أحكم الحاكمين أجل وأعظم من أن يرسل رسالة لعباده يعجزون عن إجابتها، وشريعة لا يطيقون الالتزام بها:( أَلَا يَعْلَمُمَنْخَلَقَوَهُوَاللَّطِيفُا لْخَبِيرُ) (سورة : 14).
- ولو تتبعت المناظرات التي جرت بين عتاة العلمانيين وغلاتهم مع كبار الدعاة والعلماء، وجدتهم يعتمدون وقائع التاريخ المكذوبة وصورته المشوهة، والإسلاميون لا يجدون جواباً، فهم قد أقروا بهذا، ومن أقوالهم وكتبهم يأخذ العلمانيون والملحدون، ما يجبهونهم به.
- ويؤكد خطورة التاريخ الإسلامي بصورة أوضح، ما جاء في تلك الخطة المشهورة التي وضعتها لجنة من خبراء التربية، وعلم النفس، وعلم الإجتماع، ورجال الأمن،للقضاء على العمل الإسلامي،فكان من الوسائل الوقائية ما يأتي:
o "إعادة النظر في مناهج تدريس التاريخ الإسلامي بحيث يكون التركيز على مفاسد الخلافة الإسلامية، وخاصة العثمانية، وعلى تقدّم الغرب بمجرد إقصائه للدين.
o تشويه الآباء الروحيين والقياديين للحركة الإسلامية" أ.هـ بنصه وهو غني عن كل تعليق.
- ومن المعلوم المقرر أن المبادئ والنظم والتشريعات لا تمتحن الامتحان الصادق، ولا تثبت صحتها إلا بالتطبيق، فكم عقول كبيرة، أعجبت بالشيوعية وانبهرت بها، ولم تدرك خللها ووعورها، ولكن عند التطبيق ظهر عجزها وفسادها. وحاشا الإسلام ـ وهو منهاج رب العالمين ـ أن يفشل في التطبيق، ولكنها القراءة الخاطئة المزيفة لتاريخ الإسلام.
- ومن هنا جاءت دعوة العلامة الشيخ محب الدين الخطيب إلى تصحيح تاريخ الإسلام، وهو رحمه الله من القلة القليلة من علمائنا الذين تنبهوا لهذا الأمر، ونبهوا إليه، قال رحمه الله:"... وشباب الإسلام اليوم معذور إذا لم يحسن التأسي بالجيل المثالي في الإسلام، لأن أخبار أولئك الأخبار قد طرأ عليها من التحريف، والبتر والزيادة، وسوء التأويل من قلوب شحنت بالغل على المؤمنين الأولين، فأنكرت عليهم نعمة الإيمان.
وقد أصبح من الفرض على كل من يستطيع تصحيح تاريخ صدر الإسلام أن يعتبر ذلك من أفضل العبادات، وأن يبادر له، ويجتهد فيه ما استطاع، لكي يكون أمام شباب المسلمين مثال صالح من سلفهم يقتدون به، ويجددون عهده، ويصلحون سيرتهم بصلاح سيرته.
وهذه المعاني تحتاج إلى دراسات علمية عميقة ليتبين لنا سرّ الله في تكوين هذا الجيل على يد حامل أكمل رسالات الله عز وجل" أ.هـ
وإلى أن يتم هذا العمل الكبير نسأل الله سبحانه أن يعين أمتنا على ما نزل بها.
http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1270824168213&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#ixzz0lgoNQNv5
تعليق
لمعرفة الجواب عن كل هذه المغالطات التاريخية و لمعرفة الحقيقة كما جرت على الواقع ليس عليك إلا أن تقرأ قصة التاريخ الإسلامي من موقع الدكتور راغب السرجاني الذي قام بقراءة التاريخ من كتبنا وليس من الكتب التي أعدها وكلاء الإستعمار و قدمها الدكتور راغب بلغة سهلة و تسلسل تاريخي و ما على القارئ الكريم إلا أن يزور موقع الدكتور راغب السرجاني و أن يقرأ هذه القصص ليتكون لديه وعي شامل بما كان عليه تاريخنا حقا لا كما صوره لنا عملاء الإستعمار و أتباعه و أذنابه .
http://www.islamstory.com/article.php?cat_id=108 (http://www.islamstory.com/article.php?cat_id=108)
أخي الكريم :
المعرفة فرض على كل مسلم و هذه المعارف ليست لنا فقط إنما يجب أن نقرأها من أجل أبنائنا فنعلمهم هذا التاريخ حتى إذا حكى لهم من يكره الإسلام أو أحد الفرق الضالة التي حورت التاريخ لتمجيد أشخاص بعينهم كان لدى أبنائنا الإجابة الصحيحة ليردوا بها على الكاذبين المضلِلين المضلَلين بكسر و بفتم اللام الأولى .
وتذكر أخي المسلم أن المعلومة التي تسبق إلى ذهن إبنك هي التي ترسخ فيه فيصدقها كما يسبق الإنسان إلى الأرض المشاع فتكون الأرض لأول من يصل إليها . فاحرص على أن تدخل لعقل إبنك القصص الصحيحة قبل أن يتسلل إليه الغزو الفكري الذي يقوم به أعداء الدين أو الفرق المضلِلة (بكسر اللام) .
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته
لماذا تاريخ الإسلام وحده هو الذي درسناه مشوهاً ممزقاً، لماذا تاريخ الإسلام وحده هو الذي صفعناه، وجلدناه، وسحلناه، لماذا تاريخ الإسلام وحده هو الذي يُعقِب نفوراً وازدراء وبغضاً في نفس دارسيه.
وإن كنت في شك من هذا فاختبر نفسك، واختبر من حولك، حاول أن تذكر كلمة (التاريخ الإسلامي)، وأنظر إلى ما تثيره في النفوس، وارقب ما يسميه علماء النفس (تداعي المعاني)، أية معانٍ ستتوارد على الخواطر!! وأية صور ستحضر في الأذهان!! وأية مشاعر ستتحرك في الوجدان!! إن أقل ما ستتحرك به النفوس هو التحفّز للنقد، والمحاسبة، والمناقشة، وإحصاء الأخطاء، وسيصل الأمر بالبعض إلى الازدراء والاحتقار، والبغض، ولقد عم ذلك وطمّ، لم يسلم منه أحد حتى علماء الأمة، ودعاة الإسلام إلا من رحم ربك وقليل ما هم.
ذلك أنك إذا ذكرت التاريخ الإسلامي، فأسرع ما يقفز إلى الذهن:
· ما نحفظه من اتهامات لعثمان بن عفان (رضي الله عنه) بأنه كان يولي أقاربه إمارة الأقاليم، ويحكّمهم في رقاب العباد، ويطلق يدهم في مال الأمة، ولما ثار الصحابي الجليل أبو ذرّ على هذه السياسة، غضب عليه عثمان، ونفاه إلى الربذة.
· ثم حصار الثوار لعثمان وقتلهم له وهو يتلو في المصحف.
· وما صار يُضرب به المثل من نصب معاوية لقميص عثمان الملطخ بالدماء في المسجد، واحتياله بذلك حتى لا يبايع علياً رضي الله عنه، ومن أجل الملك العضوض اشعل حرباً ظالمة على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، فكانت معركة (الجمل) و(صفين).
· ثم مسرحية التحكيم الهزلية، وما تجلّى فيها من منتهى الغفلة والبلاهة، في مقابلة منتهى النصب والاحتيال.
· وقُضي الأمر بإستيلاء معاوية على الحكم، وتحويل الخلافة الراشدة إلى قيصرية هرقلية، أخذ فيها معاوية البيعة لابنه يزيد قهراً تحت تهديد السلاح.
·صورة يزيد بخمرياته وفسقه، ولهوه ولعبه بقروده وكلابه، وسنواته الثلاث السود التي قتل فيها الحسين، وغزا المدينة المنورة، وأباحها لجنوده، وهدم الكعبة.
·ثم يأتي الحجاج، وجبروته وظلمه، وقتله ابن الزبير، وضربه الكعبة بالمنجنيق.
· ويحاول عمر بن عبد العزيز تصحيح الأوضاع، فيموت مسموماً.
· ثم تدور الدائرة على بني أمية وتسقط دولتهم بسبب ظلمهم وفسادهم، وعنصريتهم المتعصبة للعرب.
· وأما العباسيون، فأولهم الذي استفتح دولتهم أبو العباس السفاح، ومن أبرز ما نذكره عنهم ضَرْب الأئمة، أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وخمريات الرشيد، وسرفه، وعبثه، ونواسياته، ثم محنة الفقهاء وأهل الحديث في عصر المأمون، ثم سيطرة الفرس على الدولة ـ لأنهم هم الذين صنعوها ـ ولعبهم بالخلفاء، حتى جاء التتار، وكان ما كان، وسقطت الخلافة.
· ثم جاء عصر المماليك، جهلة يملكون سيفاً قوياً يستخدمونه حيناً ضد العدو دفاعاً عن الإسلام، وأحياناً ضد بعضهم البعض، ودائماً ضد الشعب.
·ثم جاء العثمانيون، فكان الجهل والظلام، والقضاء على الحضارة والصنائع والفنون، وإذ العنصر العربي بالعجرفة التركية التي ما برحت مضرب الأمثال.
· أما الأندلس، فقد غرق ملوكها في الترف، ودارت برؤوسهم الكأس والطاس، فقاتل بعضهم بعضا، بل تحالف بعضهم مع الصليبيين ضد إخوانهم، فكانت النهاية المأساوية التي انتهت بإبادة المسلمين وخروج الإسلام من الأندلس.
* * *
هذه معالم تاريخ الإسلام التي استقرت في بؤرة شعور مثقفينا عامة، ولا أستثني منهم علماء الإسلام ودعاته (إلا النادر، والنادر لا حكم له).
قد يقول قائل: وأين ما يتعلمه أبناؤنا عن انتصارات المسلمين وفتوحاتهم، وحضارتهم وأمجادهم؟؟
وأقول: نعم يوجد شيء من هذا، ولكنه يعرض بصورة باهتة ممزقة، ولذلك تتوارى في حنايا الذاكرة، وتتخلى عن بؤرة الشعور، وتبقى الصورة البشعة التي عرضتها لك آنفاً هي الحاضرة في الذهن (on line ) كما يقولون.
وعندي على ذلك ألف دليل ودليل، ولا شك أنك سمعت ذلك الإعلامي الناجح وهو يقول في ثنايا حوارٍ له مع أحد ضيوفه: كل الخلفاء الراشدين قتلوا إلا واحداً، وزميله الذي لم يُطق صبراً على محاوره ـ وهو يتحدث عن عمر بن عبد العزيز وإصلاحاته ـ فيقول له في لهجة ساخرة: (ولذلك قتلوه).
·وقبل أن أترك الكلام على هذه الصورة البشعة للتاريخ الإسلامي: أؤكد أنها صورة كاذبة خاطئة، تقوم على معلومات أخطرها مكذوب لا أصل له، وباقيها بين ثلاث حالات:
1ـ أحداث ضُخمت وبولغ فيها حتى أخذت أكثر من حجمها حتى حجبت الكثير.
2ـ أحداث أُسيء فهمها وتفسيرها، ولو فهمت على حقيقتها ووجهها، لكانت فخراً لصانعيها.
3ـ أحداث تدخل في إطار العجز البشري عن الكمال (كل بني آدم خطاؤون).
·ونعود للسؤال: لماذا تاريخ الإسلام وحده؟
لقد درس أبناؤنا ومثقفونا، ودرسنا أيضاً تاريخ أمم الأرض قديمها وحديثها، فما تركت أية دراسة منها هذه الصورة، لا للفراعنة، ولا للآشوريين، ولا للبابليين، ولا للفينقيين، ولا لليونانيين، ولا الأوربيين والأمريكيين.
أبداً لا يشعر أحد تجاه هذه العصور التاريخية، وتاريخ أهلها بما يشعر به تجاه التاريخ الإسلامي.
·فإذا ذكرنا الفراعنة تجد شعوراً بالاعتزاز، بل الفخر والمباهاة، وتقفز إلى ذهنك صورة الحضارة التي أضاءت الدنيا منذ فجر التاريخ، وبهرت العالم بما خلفته من آثار، وما أظن المشاعر نحوها تصل إلى درجة الحياد.
·فإذا ذكر تاريخ اليونان، فهنا شعور الإكبار والاحترام، وعلى الفور يقفز إلى الذهن سقراط، وأفلاطون، وارسطو، وما حولهم من هالات التمجيد والتعظيم.
·وبالمثل تاريخ الرومان، وكل أمم الأرض.
· فإذا جئنا إلى تاريخ أوروبا، بعد عصر النهضة، فسنجد الإعجاب والإكبار يصل إلى حد الانبهار والاندحار، والاستخزاء والشعور بالهوان،حتى صرنا نلهث وراءهم، ونقيس تقدمنا منهم، والمسافة التي تقطعها في محاولة اللحاق بهم.
وإن كنت تظن بي المبالغة، فأنظر حولك، واقرأ واسمع معي الأسماء الآتية:
صحيفة (الأهرام) وصحيفة (بابل) ووكالة الأنباء (سبأ)، ومهرجان (جرش) ومهرجان (قرطاج) ومهرجان (بعلبك) وفندق (فلادلفيا)، وشارع (رمسيس)، والحديث عن (دلمون) و...و... هذا ما يحضرني عفو الخاطر، ولو تأملت وتتبعت، لرأيت الإصرار على تجلية تاريخ هذه الجاهليات والوثنيات أمراً يُراد، حتى سمعتُ بأذني مَنْ يتحدث عن التجربة الديمقراطية في بلاده، ثم يختم كلامه:" ولمَ لا؟ ألسنا أحفاد ملكة سبأ" هكذا على ملأ من مشاهدي الفضائية الباذغة.
·وسمعت آخر يقول مباهياً:" نحن أحفاد رماة الحدق". ورماة الحدق هؤلاء هم أهل النوبة الذين تصدّوا لجيش الفتح الإسلامي وحالوا بينه وبين فتح الجنوب، وسماهم المسلمون (رماة الحدق) لبراعتهم في الرمي، ودقة إصابتهم. هؤلاء يباهي مثقف مسلم معاصر بأنه من أحفادهم.
· أما صيحة (احنا الفراعنة)، فما أكثر ما تسمعها عند إصابتهم مرمى الخصم في كرة القدم.
وانظر حولك وتأمل ستجد من هذا ضروبا وأفانين.
فلماذا تاريخ الإسلام وحده؟؟
:http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1270824162864&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#ixzz0lge2FN8K (http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1270824162864&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#ixzz0lge2FN8K)
وإذا كان أمر التاريخ بهذه المنزلة، وأن الأمم لا يمكن تنهض بغير تاريخ، وأن تقوم بغير ذاكرة ـ فإن التاريخ الإسلامي أشد خطورة في حياة المسلمين من التاريخ في حياة أية أمة، وتشويهه، وطمسه، وتمزيقه بالنسبة للمسلمين أسوأ وأفظع منه بالنسبة لأية أمة أخرى.
ذلك أن التاريخ الإسلامي هو الإسلام مطبقاً، منفّذاً على أرض الواقع، منزّلاً على حياة الناس اليومية، فهو في حقيقة الأمر حركة الأمة ـ التي رباها محمد صلى الله عليه وسلم ـ بالإسلام، وحركة الإسلام بالأمة.
فالإسلام الذي هو رسالة الله الخاتمة له نوعان من الوجود: فمن حيث هو رسالة السماء إلى الأرض موجود في الوحيين (القرآن الكريم والسنة المطهرة)، فما بين دفّتي المصحف الشريف، وما تحويه دوواين السنة الصحيحة هو الوجود الأول للرسالة الأخيرة من السماء إلى الأرض، رسالة الله إلى خلقه.
والوجود الآخر للإسلام هو استجابة أهل الارض لرسالة السماء، أو استجابة خلق الله لرسالة الله. هذه الاستجابة هي التي تمثلت في إيمان المؤمنين بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطاعتهم له، (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )(النساء:80)، وإجابتهم إياه، والتزامهم بما أمر ونهى، حتى صارت الرسالة واقعاً عملياً تطبيقياً، صُنع على عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حمله من بعده صحبه الأكرمون الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك الجيل المثالي ـ كما سماه العلامة محب الدين الخطيب ـ الذي اختصه الله سبحانه بشرف الصحبة، وأمدّهم بخصائص اختصهم بها، حيث هيأتهم الأقدار لإبلاغ هذه الرسالة الخاتمة، وأعدتهم لحفظها، عنهم جاءنا القرآن الكريم متواتراً، ومنهم وصلتنا السنة الشريفة المطهرة، وفيهم تجلّى الإسلام مجتمعاً ودولة، سياسة واقتصاداً، ومضى بعدهم التابعون لهم بإحسان على نفس المنهج، وتتابعت الأجيال، جيلاً بعد جيل.
فتاريخ الإسلام، أو التاريخ الإسلامي هو حركة الأمة بالإسلام، وحركة الإسلام بالأمة، كما قلنا آنفاً، فهو الإسلام مطبقاً.
***
ومن هنا كان تشويه التاريخ الإسلامي معناه القضاء على النموذج، والمثال الذي يمكن أن يقدمه الدعاة، النموذج الذي تتطلع إليه الأجيال، لتهتدي به، ولتنسج على منواله.
فلو كان التاريخ الإسلامي قد انحرف منذ انتهاء عهد عمر، ووقع في متاهات الاستبداد، ومستنقع الفساد، فلأي شيء ندعو الناس؟ ندعوهم لشريعة لا يطيقها البشر، أليس قد عجز عن الالتزام بها الصحابة؟ فما إن (قُتل) عمر ـ الذي كان مهيباً مخوفاً ـ حتى انسلخوا من الإسلام، ورجعوا إلى الجاهلية، لا إلى عصبيتها فقط، بل إلى ظلمها وتجبرها، وكبريائها، وإلى قيانها وغنائها، وخمرها وانحلالها.
- وقد صار هذا التاريخ بهذه الصورة الشوهاء سدّاً في وجه الدعوة والدعاة، فحين ينادي الدعاة:الإسلام هو الحل، يسألهم العلمانيون، والشيوعيون، والرأسماليون: أيّ إسلامٍ تريدون؟ إسلام عثمان وبني أمية؟ ويزيد والحجاج... إسلام العباسيين هارون الرشيد ومسرور السيّاف، والخمر والنساء، وأبي نواس؟ أم إسلام المماليك والمجاذر اليومية، والخَوْزقة، والتوسط؟ أم إسلام الأتراك، والظلم الغاشم، والظلام الجاهل...؟
- ودعاة الإسلام وعلماؤه ـ للأسف ـ لا يجدون ردّاً لهذه التساؤلات ولا دفعاً، إلا أنهم يقولون: نحن ندعو إلى الإسلام المصفَّى، الإسلام الموجود في الكتاب الكريم والسنة المطهرة، فالإسلام هو الذي يحكم على الناس، وليس العكس.. هذا أقصى ما يملكونه دفعاً لهذه التساؤلات.
- ولكن هذه الإجابة تسقط ببديهة العقل حيث يقال لهم: إذا كان الصحابة قد عجزوا عن تطبيق الإسلام، وانقلبوا عليه، فهل أنتم تقدرون على تحقيق ما عجز عنه الصحابة؟؟ ولا يملك الإسلاميون لهذا الاعتراض دفعاً.
- ولقد رتب المعاندون على هذا أمراً أخطر وهو:"إن دين الله الأقوام ينبغي أن يظل صلة بين العبد وربه، بغير قسرٍ منكم (الدعاة والإسلاميين) ولا إجبار. ألا تخشون أن تضعوا قرآن الله بين يدي طغاة يستغلونه كما فعل الخلفاء طوال ألف وأربعمائة عام. وإذا كان الله يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام: (فَإِنَّمَاعَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ)( الرعد:40)، فمن سمح لكم يا سادة أن تبلغوا، وما أنتم بمبلغين، أو تحاسبوا وما أنتم بمحاسبين" أ.هـ بنصه من مقال بجريدة الأهرام في 12/4/1987م لرئيس اتحاد الكتاب العرب الأستاذ ثروت أباظة (غفر الله لنا وله).
- إن الدعاة إلى الرأسمالية، وإلى الشيوعية، وإلى الليبرالية، يجدون مثالاً ونموذجاً مُعجباً ناجحاً موجوداً بين الناس يقدمونه دليلاً على صحة ما يدعون إليه، ولكن الإسلاميين وحدهم هم الذين يدعون إلى منهجٍ غير صالح للتطبيق، لا لعيب في المنهج ـ حاشا لله ـ بل هو أقوم المناهج، وأعظم الشرائع، سبحان من أنزله، ولكن العيب في البشر، فهم أعجز من أن يطيقوا هذا الشرع المثالي. وهذا كلام بالغ الخطورة، فالله سبحانه أحكم الحاكمين أجل وأعظم من أن يرسل رسالة لعباده يعجزون عن إجابتها، وشريعة لا يطيقون الالتزام بها:( أَلَا يَعْلَمُمَنْخَلَقَوَهُوَاللَّطِيفُا لْخَبِيرُ) (سورة : 14).
- ولو تتبعت المناظرات التي جرت بين عتاة العلمانيين وغلاتهم مع كبار الدعاة والعلماء، وجدتهم يعتمدون وقائع التاريخ المكذوبة وصورته المشوهة، والإسلاميون لا يجدون جواباً، فهم قد أقروا بهذا، ومن أقوالهم وكتبهم يأخذ العلمانيون والملحدون، ما يجبهونهم به.
- ويؤكد خطورة التاريخ الإسلامي بصورة أوضح، ما جاء في تلك الخطة المشهورة التي وضعتها لجنة من خبراء التربية، وعلم النفس، وعلم الإجتماع، ورجال الأمن،للقضاء على العمل الإسلامي،فكان من الوسائل الوقائية ما يأتي:
o "إعادة النظر في مناهج تدريس التاريخ الإسلامي بحيث يكون التركيز على مفاسد الخلافة الإسلامية، وخاصة العثمانية، وعلى تقدّم الغرب بمجرد إقصائه للدين.
o تشويه الآباء الروحيين والقياديين للحركة الإسلامية" أ.هـ بنصه وهو غني عن كل تعليق.
- ومن المعلوم المقرر أن المبادئ والنظم والتشريعات لا تمتحن الامتحان الصادق، ولا تثبت صحتها إلا بالتطبيق، فكم عقول كبيرة، أعجبت بالشيوعية وانبهرت بها، ولم تدرك خللها ووعورها، ولكن عند التطبيق ظهر عجزها وفسادها. وحاشا الإسلام ـ وهو منهاج رب العالمين ـ أن يفشل في التطبيق، ولكنها القراءة الخاطئة المزيفة لتاريخ الإسلام.
- ومن هنا جاءت دعوة العلامة الشيخ محب الدين الخطيب إلى تصحيح تاريخ الإسلام، وهو رحمه الله من القلة القليلة من علمائنا الذين تنبهوا لهذا الأمر، ونبهوا إليه، قال رحمه الله:"... وشباب الإسلام اليوم معذور إذا لم يحسن التأسي بالجيل المثالي في الإسلام، لأن أخبار أولئك الأخبار قد طرأ عليها من التحريف، والبتر والزيادة، وسوء التأويل من قلوب شحنت بالغل على المؤمنين الأولين، فأنكرت عليهم نعمة الإيمان.
وقد أصبح من الفرض على كل من يستطيع تصحيح تاريخ صدر الإسلام أن يعتبر ذلك من أفضل العبادات، وأن يبادر له، ويجتهد فيه ما استطاع، لكي يكون أمام شباب المسلمين مثال صالح من سلفهم يقتدون به، ويجددون عهده، ويصلحون سيرتهم بصلاح سيرته.
وهذه المعاني تحتاج إلى دراسات علمية عميقة ليتبين لنا سرّ الله في تكوين هذا الجيل على يد حامل أكمل رسالات الله عز وجل" أ.هـ
وإلى أن يتم هذا العمل الكبير نسأل الله سبحانه أن يعين أمتنا على ما نزل بها.
http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1270824168213&pagename=Zone-Arabic-MDarik%2FMDALayout#ixzz0lgoNQNv5
تعليق
لمعرفة الجواب عن كل هذه المغالطات التاريخية و لمعرفة الحقيقة كما جرت على الواقع ليس عليك إلا أن تقرأ قصة التاريخ الإسلامي من موقع الدكتور راغب السرجاني الذي قام بقراءة التاريخ من كتبنا وليس من الكتب التي أعدها وكلاء الإستعمار و قدمها الدكتور راغب بلغة سهلة و تسلسل تاريخي و ما على القارئ الكريم إلا أن يزور موقع الدكتور راغب السرجاني و أن يقرأ هذه القصص ليتكون لديه وعي شامل بما كان عليه تاريخنا حقا لا كما صوره لنا عملاء الإستعمار و أتباعه و أذنابه .
http://www.islamstory.com/article.php?cat_id=108 (http://www.islamstory.com/article.php?cat_id=108)
أخي الكريم :
المعرفة فرض على كل مسلم و هذه المعارف ليست لنا فقط إنما يجب أن نقرأها من أجل أبنائنا فنعلمهم هذا التاريخ حتى إذا حكى لهم من يكره الإسلام أو أحد الفرق الضالة التي حورت التاريخ لتمجيد أشخاص بعينهم كان لدى أبنائنا الإجابة الصحيحة ليردوا بها على الكاذبين المضلِلين المضلَلين بكسر و بفتم اللام الأولى .
وتذكر أخي المسلم أن المعلومة التي تسبق إلى ذهن إبنك هي التي ترسخ فيه فيصدقها كما يسبق الإنسان إلى الأرض المشاع فتكون الأرض لأول من يصل إليها . فاحرص على أن تدخل لعقل إبنك القصص الصحيحة قبل أن يتسلل إليه الغزو الفكري الذي يقوم به أعداء الدين أو الفرق المضلِلة (بكسر اللام) .
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته