تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أهداف حرب الكفار اللئام على أمة الإسلام



أبو يونس العباسي
05-19-2010, 04:10 PM
من المدونة
http://33er44ty55f.maktoobblog.com/ (http://33er44ty55f.maktoobblog.com/)
أهداف حرب الكفار اللئام على أمة الإسلام
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره ، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين .
[تمهيد]
اشتدت الحرب الشاملة التي يخوضها التحالف الصهيوصليبي على الإسلام وأهله , وخاصة في الوقت الراهن الذي نعيشه , وظهر ذلك فيما يلي:
1ـ سويسرا تحظر بل وتهدم مآذن المسلمين بناء على استفتاء شعبي.
2ـ دول أوروبا وحلفاؤهم من بني جلدتنا يقودون حملة على لباس المرأة المسلمة.
3ـ اليهود وحلفاؤهم يحكمون الحصار على غزة العزة , وقد أقدم الجنود المصريون في الأسبوع المنصرم على قتل ستة غزيين كانوا يعملون في الأنفاق بغية تحصيل قوتهم وقوت عيالهم ….
كان هذا دافعا لي أن أسطر هذا المقال والذي عنونته بـ:أهداف حرب الكفار اللئام على أمة الإسلام ….
[الحرب بين الإسلام والكفر ليست وليدة العصر]
إن الصراع بين الإسلام والكفر ليس وليد زمننا المعاصر , فهذا الصراع كان مبدأه يوم رفض إبليس السجود لآدم – عليه السلام –
قال الله تعالى عل لسان إبليس – لعنه الله - :
{ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} (الإسراء:62)
هذا الصراع كان أيضا بين فرعون راعي الكفر , وبين موسى – عليه السلام – رسول الإسلام ….
قال الله تعالى:
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}(غافر:62)
هذا الصراع كان بين مدين وبين شعيب - عليه السلام – ….
قال الله تعالى :
{ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ }(الأعراف:88)
هذا الصراع كان بين أهل الكفر وأهل الإيمان وعلى مر العصور والأزمان ….
قال الله تعالى :
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}(إبراهيم:13)
وسيستمر هذا الصراع إلى ما قبيل يوم القيامة بقليل … سيستمر إلى أن يقاتل المسلون اليهود …
أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
<< لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود .>>
سيستمر القتال حتى يقاتل المسلمون الدجال…
أخرج أبو داوود في سننه من حديث عمران بن الحصين أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال :
<< لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال >>
وأحب أن أنبه :
إلى أن الحديث سالف الذكر يدل على استمرارية الجهاد وعدم انقطاعه , وأنه قدر الطائفة المنصورة , لا كما يروج أذناب العلمانية من المشايخ والدعاة ـ هداهم الله ـ .
[صور حرب الكفار اللئام على دين الإسلام]
والحرب التي يشنها أعداء الإسلام علينا ليست في مجال واحد , بل في كل مجالات الحياة , وتفصيل ذلك كما يلي فهم يشنون:
1ـ حربا دينية 2ـ حربا تربوية أخلاقية 3ـ حربا سياسية 4ـ حربا عسكرية 5ـ حربا اقتصادية 6ـ حربا اجتماعية 7ـ حربا تعليمية 8ـ حربا ثقافية 9ـ حربا إعلامية …. إلخ
ونحن إزاء هذه الحروب المشنة على أمتنا ثقتنا في الله كبيرة , ويقيننا في انتصار الإسلام لا يتزعزع …
قال الله تعالى:

{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)}[المائدة]
[أهداف حرب الكفار اللئام على أمة الإسلام]
إن للحروب التي يقودها التحالف الصهيوصليبي على الإسلام وأهله أهدافا ولعل أبرزها ما يلي:
1ـ القضاء على دين الإسلام وطمسه من الحياة بأسرها …
قال الله تعالى:
{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)}[البقرة]
ولو تأملتم في قوله تعالى:{إن استطاعوا} لتبين لكم أن القضاء على دين الإسلام ليس سهل المنال فهناك عباد لله قد يتنازلون عن أي شيء إلا عن دينهم , فقد جعلوا لهم شعارا يقولون فيه:
<<دينكم دينكم … لحمكم ودمكم >>
وهم في ارتباطهم بدينهم كسحرة فرعون بعد أن دخل الإيمان في قلوبهم …
قال الله تعالى:
{ قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}[الأعراف]
2ـ ومن أهداف حرب الكفار اللئام على أمة الإسلام السيطرة على الموارد والخيرات والنعم التي خلقها الله تعالى في بلاد المسلمين …
أخرج أحمد في مسنده عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.>>
وأخرج الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن عمر قَالَ:
<< أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ….
وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ.>>
3ـ ومن أهداف حرب الكفار اللئام على أمة الإسلام إخضاع العالم وتبعيته لهم وفي شتى مجالات الحياة , وهذا ما يعرف بالعولمة فمن تعريفاتها:
هيمنة الدول القوية على الدول الضعيفة والتدخل في جميع شؤونها الحياتية.
قال الله تعالى:
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)}[البقرة]
وإخضاع الناس وإجبارهم على الانقياد والتبعية صفة فرعونية …
قال الله تعالى:
{ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ(29)}[غافر]
ومعلوم عند كل موحد أن الخضوع هو العبادة وأنه لا يكون إلا لله رب العالمين , وأما المخلوقين فيفضل الموحد أن يموت على أن يخضع أو يركن أو يستسلم لهم …
قال الله تعالى:
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)}[الزمر]
وهذه قصة من القصص التي رفض فيها سلفنا الصالح الخضوع للطواغيت والمجرمين , ففي حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني قال:
حبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري الأزدي من بني النجار ونسبه إلى هل الصفة وصحف وإنما هو من أهل العقبة ,أخذه مسيلمة الكذاب فجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول نعم فيقول أتشهد أني رسول الله فيقول لا أسمع فقطعه مسيلمة .
قال الشاعر:
لن أخضع أبدا في يومي *** للظلم بضعف أو لين
أنا لست أخاصم للدنيا *** دنياكم ليست تعنيني
أنا لي هدف أسمى أعلى *** نفسي لا ترضى بالدون
مالي للجنة أدعوكم *** ولنار جهنم تدعوني
قد تملك سوطا يكويني *** وتحز القلب بسكيني
قد تجعل غلك في عنقي *** وتضج تأن شراييني
قد تغرس سهمك في كبدي *** وبمر عذابك ترميني
وتصادر شعرا أكتبه *** بشمالي إن عز يميني
وتجوع طفلي من بعدي *** وهنا للطفل المسكين
قد تعبت عين تتبعني *** تحصي خطواتي وشؤوني
كالظل يلاحقني دوما *** أن ألفظ حرفا يرديني
قد تفعل أفعالا شتى *** وتظن بأنك تثنيني
لا لا لن تثنيني
كل الأحرار قد انتبهوا *** في صف المنهج والدين
وستبقى وحدك منبوذا *** في سجن الوهن وفي الهون
فتباشير النصر انطلقت *** من جرح شهيد وسجين
[من هو المستهدف من حرب الكفار اللئام على دين الإسلام؟]
مخطئ من يظن أن المستهدف فقط هم المجاهدون وجماعاتهم , إن الحقيقة التي تدلل عليها نصوص الوحيين أن المستهدف هو كل مسلم يقول:
لا إله إلا الله محمد رسول الله
وإن دخول كل مسلم في هذه المعركة ليس باختياره بل هو أمر يفرضه عليه أعداء الإسلام وهذه بعض النقولات التي تبين ذلك:

1ـومن أمثلة ذلك ما نشرته مجلة ناشونال ريفيو تحت عنوان:( إنها الحرب فلنغزهم في بلادهم ):
"ليس هذا أوان ترف البحث عن أماكن المتورطين بالعمليات الإرهابية , المسؤولون عن هذه العمليات هم كل من ارتسمت على وجهه ابتسامة عندما سمع بالهجمات على نيويورك وواشنطن..لا نحتاج إلى تحقيقات مطولة أو أدلة جنائية ولا إلى تحالف دولي , أمتنا غزتها طائفة متطرفة مجرمة , علينا غزوهم في بلادهم و قتل قادتهم و إجبارهم على التحول إلى المسيحية".
2ـ سُئل الرئيس التركي-أوزال- عن سبب عدم قبول تركيا عضواً في الوحدة الأوروبية رغم أنها عضو في حلف الناتو – فأجاب:
بأن السبب هو أن الغرب لا يزال ينظر إلى تركيا باعتبارها دولة إسلامية !!.
3ـوهذامذيع أمريكي يتحدّث بملء فمه في قناة (الجزيرة) (في برنامجها : من واشنطن) فيقول:
"ليست مشكلتنا مع التطرّف , بل مشكلتنا مع الإسلام , لأن الإسلام دِينٌ أَمَر الله فيه رسوله أن يُعلّم أتباعه قتلَ الكفّار أينما وجدوهم".
4ـ وبما أن الحقد ملأ قلوبهم وهمهم الأوحد تحقيق معتقداتهم التي أخبر الله عنها ، فقد نفد صبر الرئيس الأمريكي بوش ولم يستطع كتم عقيدته فصرح في مؤتمر صحفي أجراه يوم الأحد 16/9/2001 م الموافق 28/6/1422هـ بقوله:
<<هذه الحرب الصليبية , هذه الحرب ضد الإرهاب سوف تأخذ وقتا طويلاً " ثم قال " الواجب على الأمريكيين أن يتحلوا بالصبر.>>
ويصدق هذا كله قوله تعالى:
{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)}[التوبة]
5ـ وها هي هجمات التحالف الصهيوصليبي وفي جميع مواطن الصراع لا تفرق بين مسلم ومسلم ولا بين صغير وكبير ولا بين غني وفقير وإلى الله المشتكى.
[أقسام الناس إذا ما نشبت المعركة بين الإسلام والكفر]
والناس عندما تنشب المعركة بين الإسلام والكفر على أصناف ثلاثة:
1ـ دخل في عباءة التحالف الصهيوصليبي وتبنى أجندته ومثل هؤلاء يتنزل عليهم قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}[المائدة]
وهنا نحذر كثيرا من المسلمين الذين لم يتبنوا الأجندة الصهيوصليبية مباشرة وإنما ناصروا من تبناها من الحكومات والمؤسسات والأحزاب والحركات , فلهم نقول:
بأن الراضي عن الشيء كفاعله وحليف القوم منهم ومن كثر سواد قوم فهو منهم والمرء مع من أحب …
قال الله تعالى:
{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)}[التوبة]
2ـ أما القسم الثاني فهم الذين لما سمعوا منادي الجهاد يقول: حي على الجهاد … لبوا نداء الله واستودعوا الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والضيعات , وحملوا السيوف والرماح والعدة والعتاد وانطلقوا إلى ميادين الجهاد , وخاطبوا ربهم قائلين:
اللهم خذ من دمائنا اليوم حتى ترضى …
قال الله تعالى:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16)}[التوبة]
وهم عندما يخرجون يجاهدون أعداء الله يتميزون عن أدعياء الإسلام , الذين كان نصيبهم من الإسلام القول ولكن بينهم وبين الفعل بونا شاسعا وحجرا محجورا …
قال الله تعالى:
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)}[الأحزاب]
3ـ أما الصنف الثالث فهم ككثير من المسلمين ألا وهم المحايدون إذا ما نشبت بيننا وبين عدونا الحرب والطعون …
والمحايد عند نشوب الحرب بين الإسلام والكفر منافق لا شك في نفاقه …
قال الله تعالى:
{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)}[آل عمران]
وقال أيضا:
{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86)}
وقال أيضا:
{ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121)}[التوبة]
وإذا كان بوش ـ عليه من الله ما يستحق ـ رفض أن يكون لأحد الحياد في معركته ضد المجاهدين فكيف يروق للبعض أن تجيز له الشريعة موقفه الحيادي …
[دين الله لا يحارب]
إن من الأمور التي لا بد من الإحاطة بها ومعرفتها أن دين الله لا يحارب …
دين الله لا يحارب لأن الله هو من تكفل بحفظه …
قال الله تعالى:
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}[الحجر]
دين الله لا يحارب لأن الله قد توكل بهزيمة كل من ينفق للقضاء عليه …
قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)}[الأنفال]
دين الله لا يحارب لأنه الله قد تعهد برد مكر من يحاول المكر بالدين …
قال الله تعالى:
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)}[الأنفال]
وقال أيضا:
{ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}[النحل]
[واجباتنا إذا ما نشبت المعركة بين الكفار اللئام وأمة الإسلام]
وإذا أُضرمت نار الحرب بيننا وبين عدونا لزم على كل مسلم عدة واجبات وهي كالتالي:
1ـ التوحد على التوحيد ومن ثم قتال كل كافر عنيد …
قال الله تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}[الصف]
وقال أيضا:
{ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)}[التوبة]
وقال أيضا:
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)}[الأنفال]
قال الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا *** وإذا افترقن تكسرت آحادا
2ـ الابتعاد عن الشائعات , وعلى الحاكم معاقبة المروجين لها وملاحقتهم …
قال الله تعالى:
{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}[الأحزاب]
3ـ حسن الظن بالله تعالى…
قال الله تعالى:
{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}[الأحزاب]
وأما الشك في النصر وسوء الظن فهو صفة المنافقين والكافرين …
قال الله تعالى:
{ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}[الأحزاب]
4ـ إعداد العدة سواء أكانت إيمانية أو عسكرية …
ودليل وجوب إعداد العدة الإيمانية قوله تعالى:
{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)}[النور]
أما دليل وجوب إعداد العدة العسكرية فقوله تعالى:
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)}[الأنفال]
5ـ المشاركة في محاربة المشركين وجهادهم …
قال الله تعالى:
{ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)}[البقرة]
أخرج أبو داوود في سننه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
<<جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم.>>
6ـ الشعور بالأمل ونبذ اليأس والقنوط , بل ويجب نشر روح الأمل
قال الله تعالى:
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}[الشرح]
قال ابن مسعود:
والله لو كان العسر في جحر ضب لدخل إليه اليسر.
والعرب تقول:
اشتدي أزمة تنفرجي , وإن أشد أوقات الليل ظلاما هي اللحظة التي تسبق الفجر.
7ـ التحلي بالصبر والتجلد واحتساب الأجر فيما يصل المسلم من أذى …
قال الله تعالى:
{ ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}[آل عمران}
وقال أيضا:
{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)}[آل عمران]
8ـ الاهتمام بالإعلام فإن له كبير الأثر في إحراز النصر …
قال الله تعالى:
{وَأَذَان مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)}[التوبة]ٌ
9ـ الاستعانة على النصر بفعل الطاعات وخاصة الدعاء …
قال الله تعالى معلقا على معركة بدر الكبرى:
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}[الأنفال]
[ماذا يحدث عندما يتواجه جند الرحمن مع جند الشيطان]
وعندما تتواجه جنود الحق أياً كانوا , مع جنود الباطل أياً كانوا , سواءٌُ أكان قائدهم بوش أم أوباما أم أيا كان , فإن جيوش الحق هي التي تنتصر …
قال الله تعالى :
{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}(الإسراء:81)
وقال - جلت قدرته - :
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }"(الأنبياء:18)
وكأني بربي – جل جلاله – في هذه الآية يجعل الباطل مرض فتاك , وأن الحق هو الدواء الفعال الذي يقضي عليه , ولكن أين هم الرجال الذين يستمسكون بالحق الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم – , ويصبرون عليه …
حقا لقد صدق الشاعر عندما قال :
كانوا إذا عدوا قليلا *** فباتوا أقل من القليل
ولكن على ربنا أملنا معقود.
[الجولة القادمة للحق وهذا كلام نهائي]
إن المعارك التي تكون بين الحق والباطل , لابد أن تحسم للحق , وهذا كلام نهائي …
قال الله تعالى:
{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}(آل عمران:11)
وقال سبحانه وتعالى :
"{وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}(الفتح:22)
فالنصر آت آت لا محالة , يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء , وهو العزيز الحكيم .
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
أبو يونس العباسي
غزة المحاصرة
حرر في يوم السبت
1 جمادى الآخرة 1431هـ
15 | 5 | 2010م