تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطريقة الصحيحة للتعامل مع العلماء عند ظن خطئهم



من هناك
07-19-2010, 07:27 PM
أنا لا أقول: إن العلماء معصومون وأنهم لا يخطئون؛ فالعصمة لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والعلماء يخطئون، ولكن ليس العلاج أننا نُشهّر بهم، وأننا نتخذهم أغراضًا في المجالس، أو ربما على بعض المنابر أو بعض الدروس.. لا يجوز هذا أبدًا، حتى لو حصلت من عالم زلة أو خطأ؛ فإن العلاج يكون بغير هذه الطريقة، قال -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. نسأل الله العافية والسلامة..

فالواجب أن نَتَنَبَّه لهذا الأمر، وأن يحترم بعضنا بعضًا، ولا سيما العلماء؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء ولو كان فيهم ما فيهم.

أثر فقد العلماء وما يترتب عليه
أتدرون ما أثر فقْد العلماء؟ وما الذي يترتب عليه؟
ثبت في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعًا وتسعين نفسًا، فجاء يطلب من يفتيه هل له توبة؟). وجواب هذا السؤال لا يقدر عليه إلا عالم، لكنهم دلّوه على عابد مجتهد في العبادة والورع والزهد لكنه جاهل فتعاظم الأمر، وقال: (ليس لك توبة، فقتله الرجل فكمّل به المئة، ثم سأل عن عالم فدلوه عليه فسأله، إنه قتل مئة نفس؛ فهل له من توبة؟! قال له: نعم، ومن يحول بينك وبين التوبة؟! ولكن أرضك أرض سوء، فاذهب إلى أرض كذا وكذا؛ فإن فيها أناسًا يعبدون الله، فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك). تاب الرجل وخرج مهاجرًا إلى الأرض الطيبة و(حضرته الوفاة وهو في الطريق، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأنزل الله إليهم ملكًا في صورة آدمي ليحكم بينهم فقال: قيسوا ما بين البلدتين فوجدوه إلى البلدة الطيبة أقرب بشبر، فقبضته ملائكة الرحمة).
وفي رواية أخرى أنه: (لما حضرته الوفاة نأى بصدره إلى الأرض الطيبة)، فلَمَّا عجز عن المشي برجليه؛ صار ينوء بصدره وذلك بسبب الحرص وصدق التوبة.

هذا كان بسبب العالم وبسبب فتواه الصحيحة المبنية على العلم. أرأيتم لو بقي على فتوى ذلك العابد الجاهل؛ لصار يقتل الناس ويستمر في القتل، وربّما مات من غير توبة بسبب الفتوى الخاطئة.

وكذلك قوم نوح لَمَّا صُوِّرَتِ الصور، ونُصِبَتْ على المجالس، وكان العلماء موجودين ولم تعبد هذه الصور؛ لأن العلماء ينهون عن عبادة غير الله، فلما مات العلماء وفُقِدَ العِلمُ؛ جاء الشيطان وتسلّط على الجهّال، وقال: إن آباءكم ما نصبوا هذه الصور إلا لِيُسقَوْا بها المطر وليعبدوها. فعبدوها، وحينئذٍ وقع الشرك في الأرض، وذلك كله بسبب فقْد العلم وموت العلماء.

حال الأمة عند فقد علمائها:
وفي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن الله لا يَقبض هذا العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا؛ اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسُئِلُوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّو) أخرجه البخاري (1/ 100/ ص53)، ومسلم (6/ جزء 16/ ص223-225/ نووي).

أرأيتم إن فقدت هذه الأمة علماءها ماذا تكون الحال؟
إن الذين يسخرون من العلماء يريدون أن يُفقِدُوا الأمة علماءها، حتى ولو كانوا موجودين على الأرض ما دام أنها قد نزعت الثقة منهم؛ فقد فُقِدُوا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المثقفون والمتحمسون لا يعوضون عن العلماء:
إن وجود المثقفين والخطباء المتحمِّسين لا يعوض الأمة عن علمائها، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه في آخر الزمان (يكثر القراء ويقل الفقهاء) رواه الحاكم في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (4/ 8412 ص504) ط دار الكتب العلمية 1411هـ، والهيثمي في المجمع (1/ 187) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله 1/ ص156).

وهؤلاء قُرّاء وليسوا فقهاء، فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله، والعبرة بالحقائق لا بالألقاب، فكثير ممن يجيد الكلام ويستميل العوام وهو غير فقيه.

والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يُحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها، فإن الخطباء والمتحمسين تتقاصر أفهامهم، وعند ذلك يأتي دور العلماء. فلنتنبه لذلك ونُعطي علماءنا حقهم، ونعرف قدرهم وفضلهم، ونُنَـزِّل كُلاًّ منزلته اللائقة به.

هذا، وأسأل الله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويُرِيَنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن لا يجعله ملتبسًا علينا فنضل، والله الموفق إلى الصواب، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=item&id=8053&lang=AR

عبد الله بوراي
07-20-2010, 02:13 AM
هل ينصرف نقلكم أخي الفاضل على علماء السلطان ...........؟
مجرد سؤال
عبالله

مقاوم
07-20-2010, 07:31 AM
والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يُحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها، فإن الخطباء والمتحمسين تتقاصر أفهامهم، وعند ذلك يأتي دور العلماء. فلنتنبه لذلك ونُعطي علماءنا حقهم، ونعرف قدرهم وفضلهم، ونُنَـزِّل كُلاًّ منزلته اللائقة به.
هذا داء العصر!

أخي عبد الله
هذا لا ينسحب على علماء السلطان لأنهم لم يعملوا بعلمهم ولا يمكن الثقة بدينهم وبفتاويهم ولا يجوز توقيرهم وهم مقيمون على موالاة الطاغوت ومظاهرته على المسلمين والتبرير له في كل ما يفعل ويقول.