تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بيان حزب التحرير



fakher
06-26-2002, 04:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حكام العرب وسلطة عرفات ينفذون أفظع
المؤامرات الأميركية ويعلنونها زوراً مطالب شعبية
طغت هذه الأيام موجة إصلاح السلطة وإعادة تأهيل أجهزتها على ألسنة الساسة الأميركان واليهود، وسرعان ما ظهرت أصداءُ هذه التصريحات على ألسنة رموز السلطة، فراحوا يتحدثون عن أن هذه الإصلاحات لم تكن بوحيٍ من أحد وإنما هي قضية ذاتية داخلية ونوعٌ من تصويب الذات. غير ان أهل فلسطين والمسلمين من حولهم يدركون أن ما تقوم به السلطة ورموز منظمة التحرير لم يكن أبداً بدعة جديدة بل هو دأب قديم درجت عليه منظمة التحرير منذ نشأتها، فهي التي حوّلت العمل الفدائي ليكون مدخلاً للصلح والمفاوضات، وهي التي استثمرت جراح الناس وتضحياتهم في الانتفاضة الأولى لتبرم اتفاق أوسلو المشئوم، وهي التي عادت اليوم لتستثمر أعمال المقاومة في الانتفاضة الحالية لتصفية ما تبقى من قضية فلسطين. فبعد كل الدماء الزكية التي سفكت وبعد الجراحات والعذابات وكل ألوان المعاناة وصنوف المرارة تخرج علينا السلطة بالبلسم الشافي لكل ذلك وهو إعادة هيكلة أجهزة السلطة فيما يسمى بـ "الإصلاح" الذي تنتظمه انتخاباتٌ بلدية وتشريعية ورئاسية. وكأن الذي ينقصنا فعلاً هو هذه التشكيلات الفارغة والهياكل الخاوية التي أفرزت مثلها الانتخابات السابقة ولم تكن لتغني عنا شيئاً.
إن هذه السلطة ومعها حكام المنطقة طرف في المؤامرة التي حاكت خيوطَها أميركا ومِنْ خلفِها بعض دول الغرب لتصفية القضية الفلسطينية بتثبيت دولة يهود وإعطائها شرعية من أهل البلاد من خلال توقيع معاهدات الصلح الخيانية على يد أناس ينتخبونهم. لذلك فإن كلّ حديث عما يسمى بالإصلاح للأجهزة الفلسطينية من خلال هذه الانتخابات ما هو إلا كذب وخداع وتضليل لا يصدقه حتى بسطاء الناس. فأي قيادة هذه التي عاشت حيناً من الدهر تفاخر بالاستقامة والنضالية ثم تشهد على نفسها بالفساد، فقط بعدما أعلن شارون عن فساد أجهزتها وحاجتها إلى الإصلاح وبعدما أعلنت أميركا عن ذلك.
لقد جاءت هذه الإصلاحات المزعومة المتمثلة في إعادة هيكلة السلطة لتمكينها من التعاطي مع استحقاقات المرحلة القادمة، ولعل أبرزها لجمُ كلّ قول أو عمل من أعمال المقاومة واعتبارُه إرهاباً وتخريباً وإساءة "لنضال الشعب الفلسطيني" وضرراً بالغاً "بالمصالح الفلسطينية العليا" كما أعلن قائد السلطة في أكثر من مناسبة. ومن هذه الاستحقاقات أيضاً إيجاد التشريعات والقوانين التي تكفل إمضاء التنازلات المقبلة في مسائل المستوطنات والمياه والسيادة واللاجئين والحدود والقدس، ولعل أبرز ما يهم أميركا وربيبتها إسرائيل هو الإصلاح في الأجهزة الأمنية لتكون الذراع القوي الذي يبطش بكل أشكال المقاومة التي يقوم بها أهل فلسطين، وذلك لحماية أمن اليهود الجماعي والفردي فيقومون بما عجزت إسرائيل عن القيام به.
أما مسألة الانتخابات فهي لا تعدو أن تكون أُلْهية جديدة يراد أن يُلهى بها المكلومون والمثخنون بالجراح والذين يعيشون في العراء ويتعرضون لأبشع أنواع التنكيل ويخضعون لكل صنوف الذل والهوان في هذه البلاد المغصوبة. فمن ذا الذي يصدق أن هناك مصداقية لأي شكل من أشكال الانتخابات في العالم الإسلامي؟! أليست هذه الانتخابات هي الخديعة الكبرى التي تُثَبّتُ بها الطُّغَم الفاسدة والأنظمة المهترئة التي فرضها الكافر المستعمر في بلاد المسلمين. فالانتخابات في فلسطين لا تختلف عن سائر الانتخابات المزيفة في العالم الإسلامي، فهي في الباكستان جاءت لتثبِّت عميل الأميركان هناك الذي مكَّن الأميركان من رقاب المسلمين في الباكستان وأفغانستان، والانتخابات في السودان جاءت أيضاً لتُثبِّت حكم البشير الذي مكَّن الجيش الأميركي من إنزال قواته في النوبة، والانتخابات في الجزائر تثبت نظام العسكر الذي أدخل البلاد في دوامة المذابح اليومية المستمرة، والانتخابات في تونس غيّرت الدستور ليبقى زين العابدين حاكماً مدى الحياة. فمن ذا الذي يصدق أن الانتخابات في بلاد المسلمين يمكن أن تأتي بمجرد تغيير؟! حتى يُظن أنها يمكن أن تأتي بخير!
هذا بخصوص الانتخابات في بلاد المسلمين عامة، أما الانتخابات في فلسطين فهي أدهى وأمرّ، وذلك لأنها ستكون في أدنى صورها استفتاءً على الحلول الاستسلامية الخيانية، وما دام القائمون عليها هم صنائع أميركا وبريطانيا وأولياء يهود فإن الراجح الذي لا لبس فيه أن كفة المنادين بالحلول الخيانية ستُجعلُ راجحة على كفة غيرهم. وهذا يعني أن كلّ إفرازات الهزيمة التي أوصلتنا السلطة إليها سيوافَق عليها زوراً بطابع شعبي انتخابي يكتسي بحلة ديمقراطية زائفة. ثم إن هذه الانتخابات المهزلة أُتي بها لتكون ستاراً كثيفاً يخفي تحته كل جراحات الناس وعذاباتهم بإدخالهم في أجواء فرحة كاذبة ونصرٍ زائف يلفت الناس عن الثمن الباهظ الذي ما دفعوه ليكون حطباً ووقوداً لنار الخيانات التي أكلت كل شيء.
أما الدولة الفلسطينية التي يُمَنُّون الناس بها فهي فكرة تبنتها أميركا منذ عام 1947م في قرار التقسيم، وليس الحديث عنها الآن سوى سراب خادع، فأي دولة هذه التي ستكون مقطعة الأوصال منزوعة السلاح؟! لا وظيفة لها إلا حراسة أمن يهود، اقتصادها مرتبط بعجلة دولتهم، وإن كان هناك مشاريع ذاتية فهي تقوم على الفجور والقمار والربا، رواتب موظفيها ووزرائها تُستجدى من دول كافرة مستعمرة طامعة في بلاد المسلمين، ولا تسيطر هذه الدويلة المسخ لا على أرضٍ ولا سماء ولا حدود ولا ماء، مفاتحها بأيدي عصبة أولي قوة من الأميركان واليهود، تزداد بها جامعة العرب دويلة، فهل أغنت عنا دولنا الأخرى شيئاً؟! أو رفعت عنا ذلاً أو ضيما؟! ورحم الله القائل: "رُبّ نعلٍ شرّ من الحفاء".
أيها المسلمون:
أما وقد بان لكم أن هذه الانتخابات إفك مفترى وكذب صراح ووعاء خبيث يُرادُ أن يُصبّ فيه سمّ المؤامرات الزعّاف، فعليكم أن تتبرأوا من أوزارها وتفرّوا من عارها ونارها، وتجتنبوا صنائع أميركا والغرب ومخططاتهم، فلا تشاركوا في أعراس الخيانات، ولا تكونوا جنود مؤامرات بات يعرفها القاصي والداني، وحذارِ من المشاركة فيها، ونخص أبناء الحركات الإسلامية والمخلصين من سائر الحركات أن لا ينزلقوا في شَرَكٍ نُصب لهم من الذين باعوا أنفسهم للشيطان من رموز الخيانة في السلطة الفلسطينية، بل ونطالبهم أن يقفوا سدّاً منيعاً أمام هذه السلطة للحيلولة دون اتخاذها تضحيات المجاهدين المخلصين جسراً للعبور إلى شاطئ الخيانة الذي مهدته لهم أميركا. وندعوهم إلى العمل مع العاملين لإقامة دولة الإسلام التي فيها عزتهم، وبها خلاصهم، وأن يتبرأوا من أوزار الخيانات.
]يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون[.

حزب التحرير - فلسطين
04/06/2002م.
23 من ربيع الأول 1423هـ.

أنا لست من حزب التحرير ولا أعرف عنهم شيئا ولكن هذه المرة الثانية التي يبعثون لي بياناتهم وأريد ممن يعرف عنهم بعض التفاصيل أن يطلعنا عليها.

القدس لنا
06-27-2002, 10:41 PM
التعريف :

حزب التحرير حزب سياسي إسلامي يدعو إلى تبني مفاهيم الإسلام وأنظمته وتثقيف الناس به والدعوة إليه والسعي جدياً لإقامة الخلافة الإسلامية معتمداً الفكر أداة رئيسية في التغيير . وقد صدرت عنه اجتهادات شرعية كانت محل انتقاد جمهرة علماء المسلمين .

التاسيس وأبرز الشخصيات :

أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني 1326-1397هـ ، 1908-1977م فلسطيني ، من مواليد قرية إجزم قضاء حيفا بفلسطين . تلقى تعليمة الأولي في قريته ثم التحق بالأزهر ثم دار العلوم بالقاهرة ، وعاد ليعمل مدرساً فقاضياً في عدد من مدن فلسطين .

- إثر نكبة 1948م غادر وطنه ومع أسرته إلى بيروت .

- عين بعد ذلك عضواً في محكمة الاستئناف الشرعية في بيت المقدس ثم مدرساً في الكلية الإسلامية في عمان .

- في عام 1952م أسس حزبه وتفرغ لرئاسته ولإصدار الكتب والنشرات التي تعد في مجموعها المنهل الثقافي الرئيسي للحزب . تنقل بين الأردن وسوريا ولبنان إلى أن كانت وفاته في بيروت وفيها دفن .

بعد وفاة النبهاني ، ترأس الحزب عبد القديم زلوم وهو من مواليد مدينة الخليل بفلسطين ، وهو
عالم من خريجي الأزهر ، وصاحب كتاب هكذا هدمت الخلافة وكتاب الأموال في دولة الخلافة .

بناء على طلب تقدم به كل من : علي فخر الدين ، طلال البساط ، مصطفى صالح ، مصطفى النحاس ومنصور حيدر ، فقد تأسس فرع للحزب في لبنان بتاريخ 19/10/1378هـ .

الشيخ أحمد الداعور : من قلقيلية بفلسطين وهو عالم من خريجي الأزهر ، وكان مسئولاً عن فرع الحزب في الأردن ، ألقي عليه القبض عام 1969م إثر محاولة الحزب الاستيلاء على الحكم ، وحكم عليه بالإعدام ثم ألغي هذا الحكم .

الشيخ عبد العزيز البدري من علماء بغداد وداعية إسلامي مشهور قتله حزب البعث .

المحامي الأستاذ عبد الرحمن المالكي من دمشق وهو صاحب كتاب السياسة الاقتصادية المثلى وكتاب نظام العقوبات .

الأستاذ غانم عبده المقيم في عمان حالياً وصاحب كتاب نقض الاشتراكية الماركسية .

في شهر أغسطس 1984م أعلن عن تقديم 32 شخصاً من المنتمين إلى حزب التحرير إلى المحاكمة في مصر وذكر أن زعماء هؤلاء الذين وجهت إليهم تهمة العمل على قلب نظام الحكم هم : عبد الغني جابر سليمان ( مهندس ) ، صلاح الدين محمد حسن ( دكتوراه في الكيمياء ) ويقيمان في النمسا ، والفلسطيني كمال أبو لحية ( دكتوراه في الاكترونيات ) مقيم في ألمانيا الاتحادية آنذاك ، وعلاء الدين عبد الوهاب حجاج ( بجامعة القاهرة ) .

الأفكار والمعتقدات :

· تقوم غايتهم على استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة الدولة الإسلامية في البلدان العربية أولاً ثم الخلافة الإسلامية ، ويتم حمل الدعوة بعد ذلك إلى البلدان غير الإسلامية عن طريق الأمة المسلمة .

· الميزة الرئيسية التي يتصف بها الحزب هي التركيز الكبير على الناحية الثقافية والاعتماد عليها في إيجاد الشخصية الإسلامية أولاً والأمة الإسلامية آخراً ، ويحرص الحزب أشد الحرص على تنمية هذه الناحية لدى المنتسبين إليه .

· يركز الحزب على إعادة الثقة بالإسلام عن طريق العمل الثقافي من ناحية والعمل السياسي من ناحية أخرى :

العمل الثقافي :

- ويكون بتثقيف الملايين من الناس تثقيفاً جماعياً ، بالثقافة الإسلامية ، وهذا يوجب على الحزب أن يتقدم أمام الجماهير ويتصدى لمناقشتهم وأسئلتهم وشكوكهم ليظفر بتأييدهم حتى يصهرهم بالإسلام ". من كتاب مفاهيم أساسية ص87).

العمل السياسي :

- ويكون برصد الحوادث والوقائع ، وجعل هذه الحوادث والوقائع تنطق بصحة أفكار الإسلام وأحكامه وصدقها فتحصل الثقة لدى الجماهير بذلك ". نداء حار ص 96 .

· يفلسف الحزب طريقة وصوله إلى تحقيق أهدافه بما يراه من أن أي مجتمع إنما يعيش الناس فيه داخل جدارين سميكين : جدار العقيدة والفكر ، وجدار الأنظمة التي تعالج علاقات الناس وطريقتهم في العيش ، فإذا أريد قلب هذا المجتمع من قبل أهله أنفسهم فلا بد أن يركز هجومه على الجدار الخارجي ( أي مهاجمة الأفكار ) مما يؤدي إلى صراع فكري حيث يحصل الإنقلاب الفكري ثم السياسي ويصر الحزب في دعوته على قاعدة " أصلح المجتمع يصلح الفرد ويستمر إصلاحه " .

· يقسم الحزب مراحل عملية التغيير إلى ثلاث مراحل على النحو التالي :

- المرحلة الأولي : الصراع الفكري ، ويكون بالثقافة التي يطرحها الحزب .

- المرحلة الثانية : الإنقلاب الفكري ، ويكون بالتفاعل مع المجتمع عن طريق العمل الثقافي والسياسي .

- المرحلة الثالثة : تسلم زمام الحكم ، ويكون عن طريق الأمة ، تسلماً كاملاً .

- ويرى أنه لا بد له في المرحلة الثالثة من طلب النصرة من رئيس الدولة ، أو رئيس كتلة ، أو قائد جماعة ، أو زعيم قبيلة ، أو من سفير ، أو ما شاكل ذلك .

· حدد الحزب أولاً مدة ثلاثة عشر عاماً من تاريخ تأسيسه للوصول إلى الحكم ، ثم مددها ثانياً إلى ثلاثة عشر عاماً للوصول إلى الحكم ، ثم مددها ثالثاً إلى ثلاثة عقود من الزمان ( 30 سنة ) مراعاة للظروف والضغوط المختلفة ، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث على الرغم من مضي المدتين .

· يغفل الحزب الأمور الروحية وينظر إليها نظرة فكرية إذ يقول : "ولا توجد في الإنسان أشواق روحية ونزعات جسدية ، بل الإنسان فيه حاجات وغرائز لا بد من إشباعها " .
" فإذا أشبعت هذه الحاجات العضوية والغرائز بنظام من عند الله كانت مسيرة بالروح ، وإذا أشبعت بدون نظام أو بنظام من عند غير الله كان إشباعاً مادياً يؤدي إلى شقاء الإنسان " .

· يرى الشيخ تقي الدين أن الصعوبات التي تعترض قيام الدولة الإسلامية هي :

- وجود الأفكار التعليمية غير الإسلامية وغزوها للعالم الإسلامي ( الغزو الفكري ) .

- قيام البرامج التعليمية على الأساس الذي وضعه المستعمر واستمرار تطبيقها .

- وجود نوع من الإكبار لبعض المعارف الثقافية واعتبارها علوماً عالمية .

- بعد الشقة بين المسلمين وبين الحكم الإسلامي حيث لا تنفذه أي دولة تنفيذاً كاملاً لا سيما في سياسة الحكم وسياسة المال ، حيث يؤثر هذا البعد فيجعل تصور المسلمين للحياة الإسلامية ضعيفاً .

- وجود حكومات في البلاد الإسلامية تقوم على أساس ديمقراطي وتطبق النظام الرأسمالي كله على الشعب وترتبط بالدولة الأجنبية وتقوم على الإقليمية .

- وجود رأي عام منبثق عن الوطنية والإشتراكية بعيداً عن مفاهيم الإسلام .

· يحرم الحزب على أعضائه الإعتقاد بعذاب القبر وبظهور المسيح الدجال ومن يعتقد هذا في نظرهم يكون آثماُ .

· يرى زعماء الحزب عدم التعرض للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ذلك لديهم من معوقات العمل المرحلي الآن ، فضلاً عن أن الأمر والنهي إنما هما من مهمات الدولة الإسلامية عندما تقوم .

· للحزب دستور مؤلف من 187 مادة معدة للدولة الإسلامية المتوقعة ، وقد شرح هذا الدستور شرحاً مفصلاً ، ورغم أن هذا الدستور لم يطبق تطبيقاً فعلياً فقد وجه إليه النقد بأنه لا يفي بتصور واحتياجات دولة الإسلام المعاصرة .

هذا ويأخذ الدارسون على الحزب عدة أمور منها :

أولاً قضايا دعوية :

- تركيزهم على النواحي الفكرية والسياسية وإهمال النواحي التربوية والروحية .

- انشغال أفراد الحزب بالجدل مع كافة الإتجاهات الإسلامية الأخرى .

- إعطاء العقل أهمية زائدة في بناء الشخصية وفي الجوانب العقائدية .

- اعتماد الحزب على عوامل خارجية في الوصول إلى الحكم عن طريق طلب النصرة والتي قد يكون فيها تورط غير متوقع .

- تخليه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حالياً حتى تقوم الدولة الإسلامية التي تنفذ الأحكام بقوة السلطان .

- يتصور القارئ لفكر الحزب أن همه الأول هو الوصول إلى الحكم .

- المحدودية في الغايات والإقتصار على بعض غايات الإسلام دون بعضها الآخر .

- تصور أن مرحلة التثقيف ستنقلهم إلى مرحلة التفاعل فمرحلة استلام الحكم ، وهذا مخالف لسنة الله في امتحان الدعوات ، ومخالف للواقع المحفوف بآلاف المعوقات .

- معاداة جميع الأنظمة التي يتحركون فوق أرضها مما ورطهم بحملات إعتقالات دائمة ومستمرة ، ولعل السرية الشديدة وطموحهم للوصول إلى الحكم هو السبب في تخوف الأنظمة منهم وملاحقتهم دون هوادة . وإن كانت الملاحقة قد شملت كل التوجهات الإسلامية في معظم بلدان العالم الإسلامي .

وللكلام صلة

القدس لنا
06-27-2002, 10:42 PM
ثانياً قضايا فقهية :

- قام الحزب بإصدار فتاوى وإعطاء أحكام فقهية غريبة عن الفقه والحس الإسلاميين وألزم أتباعه بتبني هذه الأحكام والعمل على نشرها ، ومن ذلك :

- قوله بجواز عضوية غير المسلم ، وعضوية المرأة في مجلس الشورى .

- إباحة النظر إلى الصور العارية .

- إباحة تقبيل المرأة الأجنبية بشهوة وبغير شهوة فضلاً عن مصافحتها .

- قوله بجواز أن تلبس المرأة الباروكة والبنطال وأنها لا تكون ناشزة إذا لم تطع زوجها في التخلي عن ذلك .

- قوله بجواز أن يكون القائد في الدولة المسلمة كافراً .

- قوله بجواز دفع الجزية من قبل الدولة المسلمة للدولة الكافرة .

- قوله بجواز القتال تحت راية شخص عميل تنفيذاً لخطة دولة كافرة مادام القتال قتالاً للكفار .

- قوله بسقوط الصلاة عن رجل الفضاء المسلم .

- قوله بسقوط الصلاة والصوم عن سكان القطبين .

- قوله بالسجن عشر سنوات لمن تزوج بإحدى محارمه حرمة مؤبدة .

- قوله بأن الممرات المائية بما فيها قناة السويس ممرات عامة لا يجوز منع أية قافلة من المرور فيها .

- قوله بجواز الركوب في وسائل المواصلات ( البواخر والطائرات .. ) التي تملكها شركات أجنبية مع تحريم هذا الركوب إن كانت مملوكة لشركات أصحابها مسلمون لأن الأخيرة ليست أهلاً للتعاقد في نظره .

- تفسيره ملكية الأرض بمعنى زراعتها والذي يهملها ولا يزرعها لمدة ثلاث سنوات تؤخذ منه وتعطى لغيره ولا يجوز تأخير الأرض للزراعة عندهم إطلاقاً .

- يرون أن كنز المال حرام ولو أخرجت زكاته .

الجذور الفكرية والعقائدية :

- كانت للمؤسس أفكار قومية إذ أصدر سنة 1950م كتاباً بعنوان رسالة العرب وانعكس هذا على ترتيب أولويات إقامة الدولة الإسلامية في البلدان العربية أولاً ثم الإسلامية .

- كان النبهاني في بداية أمره على صلة بالإخوان المسلمين في الأردن ، يلقي محاضرته في لقاءاتهم ، ويثني على دعوتهم وعلى مؤسسها الشيخ حسن النبا ، لكنه ما لبث أن أعلن عن قيام حزبه مستقلاً فيه تأسيساً وتنظيراً .

- ناشده الكثيرون العدول عن هذه الدعوة ومن أولئك الأستاذ سيد قطب حين زيارته للقدس عام 1953م فقد ناقشه كثيراً ودعاه إلى توحيد الجهود لكنه أصر على موقفه .

- وكانت حجته دائماً رداً على المطالبين بتوحيد الحركات الإسلامية ، أن الإختلاف هو الأصل في فهم النصوص الظنية الدلالة في الإسلام وأن الوحدة التي فرضها الإسلام هي الوحدة السياسية في كيان واحد وليست الوحدة في الرأي .

الانتشار ومواقع النفوذ :

- ركز الحزب نشاطه في البداية على الأردن وسوريا ولبنان ثم امتد نشاطه إلى مختلف البلدان الإسلامية وأخيراً وصل نشاطه إلى أوروبا وخاصة النمسا وألمانيا .

- كانت للحزب صحيفة أسبوعية تصدر في الأردن اسمها الراية ، ثم صودرت وأعقبها صدور الحضارة في بيروت وقد توقفت أيضاً .

- يسمي الحزب الأقطار التي يعمل فيها باسم الولايات ويقود التنظيم في كل ولاية لجنة خاصة به تسمى لجنة الولاية وتتشكل من 3-10 أعضاء .

- يخضع لجان الولايات لمجلس القيادة السري .

ويتضح مما سبق :

أن حزب التحرير حزب سياسي إسلامي يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية ، ويرى أنه لا يمكن تغيير المجتمع وقلبه إلا من خلال مهاجمة فكره حيث يحدث الانقلاب الفكري ثم السياسي . ويؤخذ على هذا الحزب مخالفة عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة في تقديم العقل على النصوص الشرعية موافقة لأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم مما دفعه لإنكار عذاب القبر وظهور المسيح الدجال ، بالإضافة إلى إهماله الجوانب التربوية وتخليه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن تقوم الدولة الإسلامية ، وإصداره فتاوى غريبة عن الفقه والحس والإسلاميين .

منقووووووووووووووووول

المصدر http://www.wahy.com/adian/50.htm

fakher
06-28-2002, 01:53 PM
بارك الله فيك أخي القدس لنا.
وشكرا لك على هذه التوضيحات التي كنت أجهل أغلبها ولكن المسألة التي أستغربها هل من المعقول أنهم ينكرون ظهور المسيح الدجال و إنكارهم لعذاب القبر. هل كلهم يعتقدون بهذا الاعتقاد أم بعضهم ؟؟؟؟

القدس لنا
06-28-2002, 04:02 PM
معلوماتي عن الحزب ليست واسعة وإنما أنا فيما ذكرت سالفا ناقل ولست بقائل ,
لكن للتوسع بعض الشئ عن حزب التحرير بالإمكان مراجعة كتب منها
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة الذي أصدرته الندوة العالمية للشبلب الإسلامي في طبعته الجديده ( مجلدين ) فهو كتاب رائع وموسوعي عن الأديان والمذاهب والفرق ولم أتمكن من الوصول إلى موقع الندوة على الشبكة فإن أستطعت أنت فاعتقد أن الكتاب موجود على موقعها ,,

رعاك الله وحفظك .

طالب عوض الله
04-29-2006, 10:57 AM
بارك الله فيك أخي القدس لنا.
وشكرا لك على هذه التوضيحات التي كنت أجهل أغلبها ولكن المسألة التي أستغربها هل من المعقول أنهم ينكرون ظهور المسيح الدجال و إنكارهم لعذاب القبر. هل كلهم يعتقدون بهذا الاعتقاد أم بعضهم ؟؟؟؟
يسم الله الرحمن الرحيم
خبر الواحد والاستدلال به على العقائد


إنّ موضوع خبر الواحد والاستدلال به على العقائد هو من أعظم المواضيع لما يترتب عليه من قضايا خطيرة , واختلافات عقائدية وآثار عملية على جانب كبير من الخطورة في واقع المسلمين . ولأهمية هذا الموضوع وعظم شأنه , لا تجد فقيهاً إلا وبحثه وأعطى الرأي فيه , ولا يوجد كتاب أصول للفقه إلا وتضمن هذا البحث .
ولقد أثير موضوع خبر الواحد والاستدلال به على العقيدة , وجرى فيه مغالطات كبيرة في زماننا هذا , وقلبت الحقائق في كثير من الأحيان , وتداخلت الأسس التي جرى عليها البحث , واختلطت اختلاطاً عجيباً , حتى أصبحَ موضوع خبر الواحد من العقبات في طريق الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية , وسبباً لتفرق المسلمين واختلاف الدعاة , وباباً يجري على أساسه الولاء والبراء والتكفير والتضليل , فأردت أن أطرحَ الموضوع في إطارٍ ميسر , وأضعه بين يدي شباب الدعوة بشكل خاص , لعل الله يكتب لنا التوفيق ونزيل اللبس الذي حدث , ونظهر الأمر واضحاً جلياً , علماً بأنني لم آتِ بشئ جديد في هذا الموضوع , فكل ما سأورده قد سبق وأن قال به علماؤنا الأفاضل , وسلفنا الصالح , ولقد تلقيناه على أيدي مشايخنا الأجلاء , الذين نسأل الله لهم السداد والرشاد وأن يجزيهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء . وسأترك كثيراً من أوجه البحث التي تعرض لها الفقهاء طلباً للإيجاز , ورغبةً في إيصال الأدلة الواضحة والتي لم يختلف عليها من سبقنا من العلماء , وابتعاداً عن البحوث التي لا يمتلك ناصيتها إلا فئة توفر لها القدر الكبير من العلم والاطلاع على خفايا الأمور مما يُعجز كثيراً من الدعاة بيانها للناس بوضوح وسهولة , وبسرد الأدلة الميسرة أكون قد وضعت بين يدي القارئ البحث وأدلته بشكل ميسر مع ما فيه من قوة الحجة .
وقبل البدء في موضوع البحث أريد أن أنوه إلى بعض الثوابت حتى لا تختلط المسائل فيختل أساس البحث عند الباحث.

أولا :
إن مما لا شك فيه , ولا خلاف عليه , لا في القديم ولا في الحديث أن العقيدة الإسلامية تقوم على القطع واليقين في كل مسائلها , ولا يجوز أن يتسرب الظن إلى أي مسألة من مسائلها , بل يحرم ذلك , وهذا من المسلمات , ومما هو معلوم من الدين بالضرورة , ولم يختلف عليه المتقدمون ولا المتأخرون . قال تعالى ( أفي الله شك فاطر السموات والأرض) .
وقال تعالى معيباً على الكفار أخذهم عقيدتهم بالظن : ( إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) .

ثانيا :
إن موضوع البحث هو إفادة خبر الواحد العلم واليقين أم لا .
وليس الاستدلال به على الأحكام الشرعية , وكذلك ليس الموضوع تصديق خبر الواحد أو تكذيبه , ولذلك نقرر ما يلي : إن خبر الواحد العدل الثقة يجب تصديقه , ويجب العمل بما جاء فيه , ويحرم رده وإنكاره إلا لعلةٍ قادحة يراها الراوي أو الفقيه حسب شروطه .

ثالثا :
يجب التميز بين خبر الرسول صلى الله عليه وسلم لسامعه ممن آمن به واتبع رسالته , وبين خبر آحاد المسلمين الذين نقلوا عن رسول الله إلى من لم يشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم , فخبر الرسول في حضرته يفيد القطع واليقين في حق السامع من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رابعا :
إن القول بأن خبر الواحد ليس حجة في العقيدة , لا يعني ولا بأي وجه من الوجوه هو إنكاره أو عدم العمل به أو تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم أو تكذيب الصحابة , إنما يعني ذلك أن خبر الواحد لا تثبت به عقيدة , أي لا تثبت المسائل التي استدل بخبر الواحد عليها كمسائل عقائدية , بل يجري تصديقها , ولا يجري القطع بها بحيث يكفر المخالف فيها , كما لو جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه وشهد بالزنا على رجلٍ أو امرأةٍ لا يثبت الزنا ولا يقام الحد على الزاني بشهادته وحده مع تأكيدنا على صدقه وعدالته , وكذلك لو جاء معه من يؤيده على شهادته أمثال عمر وعثمان رضي الله عنهم جميعاً مع الطمأنينة بصدقهم جميعاً .
وكذلك لو خالفنا أحد من المسلمين في الإيمان بالله , أوفي الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم,أو في الإيمان بأن القرآن الكريم من عند الله تعالى, أو في أي مسألة أخرى تثبت بالدليل القطعي نقول فوراً بأنه كَفَر َوحكمنا بكُفْرِهِ بلا تردد . أما من يخالفنا في مسألة وردت في أخبار الآحاد فلا يمكن أن نحكم بكفره نحن ولا الذين يقولون بأن العقيدة تثبت بخبر الواحد , وهذا يدل على أن المسألة ليست عقيدة عندهم وإلا لما ترددوا في الحكم على المخالف بالكفر , فلم نسمع من أحدٍ من سلف هذه الأمة أنهم قالوا : بأن الذي يقول : إن خبر الواحد لا يفيد العلم أي لا تثبت به عقيدة كافر .
وعلى هذا يكون صعيد البحث هو : هل خبر الواحد يفيد العلم أم لا ؟

يتبع إن شاء الله

http://www.eyelash.ps/up/uploads/b990a844a3.gif

طالب عوض الله
04-29-2006, 11:03 AM
المسألة الأولى :
نقول وبالله المستعان : إن أول مسألة ننطلق منها هي الوقوف على خبر الواحد وخبر التواتر ما هو ؟ في تعريف أهل الفقه والأصول. لقد عرف المتواتر بأنه : ما يرويه جمعٌ من العدول الثقات عن جمعٍ مثله إلى أن ينتهي بالسماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا نريد أن نخوض في حد التواتر عند الفقهاء , بل سنتجاوزه إلى وصف هذا الجمع عند الفقهاء بلا خلاف , ولقد وصفوا لنا هذا الجمع بأنه الجمع الذي يؤمن تواطئهم على الكذب ويستحيل عليهم الخطأ أو الزيادة أو النقص , وبهذا الوصف الذي عليه الإجماع يكون الخبر المتواتر يفيد العلم .
أما خبر الواحد , فإنه عند الجميع أيضاً وبلا خلاف هو الخبر الذي لم يبلغ رواته حد التواتر, أي لم يبلغ رواته الجمع الذي يؤمن تواطئهم على الكذب , أو الخطأ أو الزيادة أو النقص , أي أنهم أجمعوا على أن خبرهم لا يستحيل عليه الخطأ والكذب فاحتمال الكذب والخطأ قائم ولو ترجح صدقهم , وهذا يعني أن خبر الواحد لا يفيد العلم بل الظن بإجماع , والقول بغير هذا مخالف لما هو مجمعٌ عليه عند جميع الفقهاء .

المسألة الثانية :
لقد انعقد الإجماع على أن القرآن هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وحياً من الله ونقل إلينا نقلاً متواتراً بين دفتي المصحف وبهذا التعريف نكون قد حكمنا بأن القرآن والذي هو عقيدة إنما هو متواتر , وما كان آحاداً ليس بقرآن . فهو حجة بالغة على من يقول بأن خبر الواحد تثبت به عقيدة , ومن يقول أن العقيدة تثبت بخبر الواحد فإنه يتهم كتاب الله بالنقص لخلوه مما نقل آحاداً , بمعني أن الصحابة قد أجمعوا على الإنقاص من القرآن , وهذا موافقة لبعض الفرق الضالة التي تقول بأن هناك قرآناً تم تغيبه من قبل الصحابة لتصنيع حق علي رضي الله عنه في الولاية والحكم . وأيضاً هو مخالف لقوله الله تعالى : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) .

المسألة الثالثة :
لقد تم جمع القرآن ونقله وتدوينه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأحرف السبعة , وفي عهد أبي بكر تم جمع ما تم نقله وتدوينه في رقاع , وحفظت هذه الرقاع مدة خلافة أبي بكر وخلافة عمر رضي الله عنهما . وفي عهد عثمان رضي الله عنه حدث الاختلاف في قراءة القرآن والنزاع فيما بين الناس حتى جرى تكفير المسلمين لبعضهم بعضاً نتيجة هذا الخلاف , فقام عثمان رضي الله عنه بجمع المسلمين على مصحف واحد , واستنسخ منه عدة نسخ وضمنها ما كان متواتراً وأرسلها إلى الآفاق وأمر بتحريق جميع المصاحف التي تخالف مصحف عثمان ولم يبق عثمان رضي الله عنه وبإجماع الصحابة إلا المتواتر حصراً ، وعُدَّ هذا العمل من فضائل عثمان رضي الله عنه , ولم ينكر عليه منكر في السابقين والمتأخرين .
وهذه حجة قاطعة على عدم قبول الآحاد في العقيدة والقول بخلاف هذا هو اتهام للصحابة بأنهم تركوا بعضاً من القرآن , أي تركوا عقيدة وبفعلهم هذا قد كفروا أو سكتوا عن فعل كفر لسكوتهم وعدم إنكارهم على عثمان . ونعوذ بالله من هذا القول ونبرأ إلى الله منه , فهذا لا يبقي للمسلمين شيئاً من دين .

المسألة الرابعة :
إن القول بأن خبر الواحد يفيد العلم واليقين يعني ذلك أنه يستحيل الخطأ على رواية , ولا يتطرق إلى خبره شك , وهذا حال المعصوم , أي أن آحاد المسلمين من العدول الثقات هم معصومون وبهذا نكون قد أعطينا العصمة لمن ليس بمعصوم , ونكون قد ذهبنا أبعد ممن قال بعصمة آل البيت بالقول بعصمة جميع أخبار الآحاد . علماً أن ما جرى عليه الإجماع أن الرسول وحده هو المعصوم فيما هو من أمور التبليغ دون سواه . وهذا مما لا خلاف فيه .
وإنني لأعجبُ كلَ العجب ممن يكثرون من الاستدلال بقول الإمام مالك والمشهور عنه وعن سائر العلماء الأجلاء إذ نقل عنهم المقولة التالية : ( كل الناس يؤخذ من قولهم ويرد إلا صاحب هذا القبر ) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم بعد هذا يأتي ويحاجج في خبر الواحد أنه يفيد العلم واليقين , وهو يعلم أن أبا بكر رضي الله عنه كان يقول في أي مسألة من المسائل تعترضه بقوله : " أقول فيها برأيي , فإن أصبت فبفضل من الله وتوفيق منه , وإن أخطأت فمن الشيطان ومني , والله ورسوله بريءٌ مما أقول " . وكذلك يعلم بأن عمر رضي الله عنه في حديث الاستئذان لم يقبل برواية أبي موسى حتى شهد له من الصحابة . وكذلك يعلم أن علياً كرم الله وجهه كان لا يقبل الحديث من محدثه حتى يستحلفه , فهذا ما كان عليه الصحابة في قبول الحديث وفي قبول القرآن .


المسألة الخامسة :
إن الله تعالى قد أقام الحجة على الخلق بإرسال الرسل , قال تعالى : (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) وأيد الرسل بالمعجزات لإثبات صدق دعواهم وإثبات نبوتهم مع العلم بأن الأنبياء كانوا في أقوامهم عدولاً صادقين عندهم وباعترافهم , فقد كانت قريش تسمي النبي بالصادق الأمين , وقد قال قوم صالح لنبي الله صالح : (( قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا )) . وقال قوم شعيب : (( قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد )) , ومع هذا جاءوا أقوامهم بالمعجزات لإثبات نبوتهم والتي هي عقيدة وهذا حال جميع أنبياء الله .
وإذا ما قلنا إن خبر الواحد يفيد العلم , فهذا يعني أن آحاد المسلمين مستغن عما احتاجه رسل الله لإقامة الحجة على دعواهم ومثال ذلك يكفي خبر معاذ بن جبل حجة على أهل اليمن ولا يحتاج لما احتاج إليه محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا قول باطل .
وهنا قد يقول قائل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسل آحاداً إلى الآفاق , ولو لم تكن أخبارهم قطعية تفيد العلم لما تسنى لهم إقامة الحجة على الناس في العقيدة والأحكام .
والجواب على ذلك هو أن إرسال الرسل إلى الآفاق هو بلاغ والبلاغ حكم شرعي متعلق بفعل التبليغ ويحصل بخبر الواحد , ولكن يلزم التميز بين البلاغ ومضمون البلاغ , فإن كان مضمون البلاغ حكماً شرعياً فتقوم به الحجة على المسلمين دونَ سواهم من الناس , لأن الكفار لا يبحث معهم في أدلة الفروع وتشريعها , بل تطبق عليهم , وأما العقيدة فيلزم المبلغ أن يقيم الحجة ويسوق البراهين على دعواه, وهذا ما كان يفعله المرسلون والدعاة إلى الإسلام ولا يزالون

المسألة السادسة :
إن مما لا شك فيه وقوع التعارض بين أخبار الآحاد فيما بينها , فإن كان خبر الواحد يفيد العلم ويترتب عليه الاعتقاد بما جاء فيه فإن القائل بهذا القول يقع بين أمرين : الأول : أن يصدق أحدهما ويردّ الآخر فيكون بذلك قد ترك عقيدة ويكون بذلك قد وقع في الكفر لتركه عقيدة والعكس كذلك . والثاني : أن يجمع بين متناقضين , والجمع بين المتناقضات مستحيل , ومن جانب آخر تكون حجج الله متناقضة , لأن كلا الخبرين يفيد العلم , وهذا قول عظيم .

المسألة السابعة :
إن الله قد جعل بعض الأحكام الشرعية لا تثبت بخبر الواحد . فالزنا لا يثبت إلا بأربعة شهود عدول , وإذا جهل حال الشهود على القاضي لا بد من خامس مزكٍ يزكي الشهود الأربعة لدى القاضي , ومن باب أولى أن لا تثبت العقيدة بخبر الواحد . وإلا لأصبح كل فريق بما لديهم فرحين لثبوت خبر عندهم لم يثبت عند غيرهم .

المسألة الثامنة :
لقد اجمع المسلمون على قرآن واحد هو المتواتر بعد استبعاد الآحاد منه أي ليس لهم إلا قرآن واحد , وفي المقابل لم يجمعوا على كتاب واحد في الحديث , ولا يزال المسلمون مختلفون في الآحاديث , هذا أخذ ما لم يأخذه غيره , وهذا يردَ ما أثبته غيره , وآخر يستدرك على الصحاح , حتى وجدت عشرات كتب الحديث الصحيحة . ولو كانت أخبار الآحاد تفيد العلم لما جاز لهم . ولما جاز لأحدهم ترك شئ من حديث رسول الله بعد ثبوته عند غيره من المحدثين .

المسألة التاسعة :
عند تصنيف الحديث من حيث القوة والعلو في السند , جعل الفقهاء أقوى الأحاديث ما كان متفقاً عليه عند البخاري ومسلم وخرجاه في الصحيحين ويأتي دونه في المرتبة ما تفرد به البخاري دون مسلم وخرجه , ودونه ما كان على شرطي البخاري ومسلم ولم يخرجاه , ثم دونه ما كان على شرط البخاري ولم يخرجه , ثم دونه ما كان على شرط مسلم ولم يخرجه , ثم ما كان صحيحاً عند غيرهما وليس على شرطيهما .
وهذا يدل دلالة واضحة على أن خبر الواحد لا يفيد العلم عند الفقهاء ولو كان يفيد العلم لأصبحت كل الأحاديث درجة واحدة , ولا معنى لهذا التصنيف , وهذا مردود بإجماع .

المسألة العاشرة :
عند تعارض الأخبار وهذا أمر واقع بلا خلاف , يجري الترجيح بينهما ورد أحد المتعارضين , إما من جهة الرواية , وإما من جهة الدراية , وهناك تفصيل يطول بحثه عند جميع الفقهاء . وقول القائل إن خبر الواحد يفيد العلم يكون بذلك أبطل ما هو معمول به عند جميع الفقهاء في باب الترجيح بين الأدلة في الفقه الإسلامي لاستواء جميع الأخبار واستحالة رد أحدهما , وبذلك لا ينضبط للمسلمين فقه .
زد على ذلك اضطراب العقيدة , وهذا من أخطر الأمور على المسلمين عقيدة وفقهاً . وسأضرب أمثلة على ذلك :

المثال الأول :
فقد ورد في الصحيح أن الله تعالى خلق السموات والأرض في سبعة أيام . وهذا يعارض القطعي مما جاء في القرآن بنص على أن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام . وبذلك يرد خبر الواحد ولا يعتقد بما فيه .
المثال الثاني :
وكذلك ورد في الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله ) . وورد في القرآن الكريم (( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر )) وهذا التعارض إذا جرى التوفيق بينهما وإزالة التعارض , يحمل الدهر في الآية على الزمن , وفي الحديث على أنه اسم من أسماء الله تعالى وبهذا نكون قد أزلنا التعارض ووقعنا في أمر اعتقادي حيث أثبتنا لله اسماً هو الدهر , وهذا مخالف لما عند المسلمين .

المثال الثالث :
وقد ورد أيضاً في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنَّ من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله دخل الجنة , وعندما قال معاذ لرسول الله عند سماعه , ألا أبشر بها يا رسول الله ؟ قال : لا , فيتكلون ) ثم يقول معاذ : " ولولا مخافة أن أموت كاتم علم ما حدثت به "
وهذا معارض للقرآن من عدة وجوه , يعارض قوله تعالى :" با أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك , فإن لم تفعل فما بلغت رسالته " . فكيف ينهى الرسول عن البلاغ ؟ وكيف يتوفى الله نبيه وهو لم يبلغ شيئاً من الوحي ؟ وهذا مناقض لعقيدة المسلمين . وكيف يكون من توفي عنهم رسول الله يتكلون , ومن توفي عنهم معاذ لا يتكلمون , فانظر رحمك الله لعظم الأمر وقبح القول وفحشه لمن يقول أن خبر الواحد يفيد العلم .
زد على ذلك ما ورد من التعارض الكثير في موضوع الأحكام الشرعية , فقد رد عمر خبر المرأة التي قالت إن زوجها طلقها في عهد رسول الله وجاءته ولم يجعل لها نفقة ولا سكنى , وقد رد عمر هذا الخبر على مسمع من الصحابة رضوان الله عنهم وكل هذا يبطل القول بأن خبر الواحد يفيد العلم .

المسألة الحادية عشرة :
لقد وقع النسخ في الأحكام , ومما لا خلاف فيه أن القرآن لا ينسخ بخبر الواحد , لأن القرآن متواتر مقطوع به , وخبر الواحد مظنون به , والظني لا ينسخ القطعي . وكذلك لا ينسخ المتواتر بخبر الآحاد لنفس السبب .
وقول القائل إن خبر الواحد يفيد العلم يترتب على قوله هذا أن خبر الواحد بنفس قوة المتواتر من السنة , وهذا مخالف لقوله تعالى : (( ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها )) وخبر الواحد ليس بخبر من القرآن أو متواتر ولا مثلهما ولا يخالف في ذلك أحد .

المسألة الثانية عشرة :
بقيت مسألة أخيرة , وهي أن المسلمين عند بحثهم لأية مسألة لا يكون هذا البحث والنظر من باب الترف الفكري , وإنما يكون البحث لما سيترتب عليه من فهم لكتاب الله ولسنة نبيه , ولما سيترتب عليه من استنباط للأحكام الشرعية العملية . والناحية العملية في هذا البحث أننا نعمل استجابة لأمر الله الذي فرض علينا العمل من خلال كتلة لإيصال الإسلام إلى سدة الحكم لاستئناف الحياة الإسلامية , وهذا يحتم علينا تطبيق الإسلام في جميع شؤون الحياة , تطبيقاً كاملاً وشاملاً دفعة واحدة , ويحرم علينا التفريط في حكم واحد من الأحكام .
ومن الأحكام التي يلزم تطبيقها الحدود , وفيها حد الردة كما أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من بدل دينه فاقتلوه " . وعلى هذا ونحن في سدة الحكم يجب علينا أن نرسم الخط الأحمر للناس الذي إذا ما تجاوزه واحد منهم ضربنا عنقه .
والسؤال الذي يرد الآن : في أي أمر تضرب أعناق الناس , ويحكم عليهم بالردة لمخالفتهم المتواتر أم لمخالفتهم خبر الواحد ؟ والذي لا خلاف فيه أن الحكم على الناس بالكفر وبالتالي إيقاع عقوبة القتل للمرتد , لا يكون إلا بمخالفة المقطوع به أي في العقائد ولا يكون ذلك في مخالفة الآحاد أي الظني وإلا استباح المسلمون بعضهم دماء بعض . والذي يقول : إن خبر الواحد يفيد العلم يستبيح دماء المسلمين . وإن نفى ذلك يكون قد ألزم نفسه بمخالفة قوله بأن خبر الواحد يفيد العلم . ونقول له : إن خبر الواحد ليس قطعياً عندك ولا يعتقد بما جاء فيه وإلا لما تردد في تكفير المخالف في خبر الواحد .
وبناءً علي ما ذكر يتبين لنا القول الفصل في مسألة خبر الواحد ويتبين لنا تهافت القول الذي يجعل من خبر الواحد حجة في العقائد
تم بحمد الله

طالب عوض الله
04-29-2006, 11:12 AM
معلوماتي عن الحزب ليست واسعة وإنما أنا فيما ذكرت سالفا ناقل ولست بقائل ,
لكن للتوسع بعض الشئ عن حزب التحرير بالإمكان مراجعة كتب منها
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة الذي أصدرته الندوة العالمية للشبلب الإسلامي في طبعته الجديده ( مجلدين ) فهو كتاب رائع وموسوعي عن الأديان والمذاهب والفرق ولم أتمكن من الوصول إلى موقع الندوة على الشبكة فإن أستطعت أنت فاعتقد أن الكتاب موجود على موقعها ,,

رعاك الله وحفظك .

أخي الكريم هداك الله
عندما تريد أخذ فكرة ما عن حزب ترجع لأقواله المسجلة في كتبه وليس لما قال عنه خصومه وما تقول عليه المتقولون، وكتب حزب التحرير المعتمدة هي كثيرة ممكن الاطلاع عليها من خلال زيارة الموقع الاعلامي لحزب التحرير أو موقع الوعي أو مكتبة العقاب. أما كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، وكتاب الدعوة الاسلامية للمتسمى بالصادق الأمين وما هو كذلك وكتب فتحي يكن فجميعها كتب مشبوهة ومضلله ألفها أناس معادون للحزب وتحركهم محافل كافرة فلا يأخذ منهم ولا من كان بشاكلتهم أي خبر عن الحزب، وما دامت كتب الحزب المعتمدة تعد بمئلت الكتب واحتوت على كل أفكار الحزب ومتوفرة بسهولة فلم أخي الكريم تذهب لأخذ فكر الحزب من خصومه ومن عملاء الاعداء؟؟؟؟

طالب عوض الله
04-29-2006, 11:31 AM
بارك الله فيك أخي القدس لنا.
وشكرا لك على هذه التوضيحات التي كنت أجهل أغلبها ولكن المسألة التي أستغربها هل من المعقول أنهم ينكرون ظهور المسيح الدجال و إنكارهم لعذاب القبر. هل كلهم يعتقدون بهذا الاعتقاد أم بعضهم ؟؟؟؟
بالنسبة لعذاب القبر نصدقه ونصدق بكل ما صحت نسبته الى الحبيب المصطفى http://www.alokab.com/forums/html/prefix/p1.gif

اعوذ بالله من عذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة الدجال

اللهم اني أسألك من كل ما سألك منه نبيك محمد http://www.alokab.com/forums/html/prefix/p1.gif ما علمنا منه وما لم نعلم
ونستعيذك من كل ما استعاذ منه نبيك محمد http://www.alokab.com/forums/html/prefix/p1.gif ما علمنا منه وما لم نعلم

وتستطيع ان تسمع لتعليق الحزب على ادعاءات حسن الترابي حول علامات الساعة وانكارها من قِبله


والتعليق موجود في آخر نشرة الاخبار .
http://hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/media (http://hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/media)

[/URL] (javascript:PopUp('http://www.alokab.com/forums/index.php?act=Profile&CODE=showcard&MID=18','AddressCard','600','300',' 0','1','1','1'))
[URL="javascript:scroll(0,0);"] (http://www.alokab.com/forums/index.php?act=report&t=7781&p=48438&st=)

fakher
04-29-2006, 12:12 PM
شكرا لك أخي طالب على هذا التوضيح ....

رغم مرور الزمن

abu omar99
04-29-2006, 10:34 PM
الحمد الله القائل في كتابه
"ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"
واصلي واسلم على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وازواجه اجمعين القائل "كفى بالمرء إثما ان يحدث بكل ما سمع" وفي رواية"كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع"
والاخ القدس لنا غفر الله له اصابه من حديث رسول الله انه إثم وانه اصابه وصف الكذب حتى ولو لم يتعمد الكذب
والمنقول هنا ليس حصيلة بحث وجهد للاخ القدس لنا وانما هو كلام ممجوج مكرر ومكذوب يردده من لا يخاف الله ولا يحسب حسابا للقاء الله وسؤاله عن قوم اصابهم بجهالة
وسرعان ما يسارع بعضهم للقص واللصق دون التبين
وهنا ابدأ بحول الله عزوجل سرد وبيان جملة الاكاذيب والشبهات التي اثيرت
واسأل الله تعالى ان يكون الاخ القدس لنا وغيره ممن يدخل هذا المنتدى الطيب ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
الفرية الاولى.إباحة النظر إلى الصور العارية
ورد في كتاب نظام العقوبات الطبعة الثانية صفحة 184 في باب العقوبات التعزيرية فصل الافعال المخلة بالاداب ما يلي
" كل من طبع او باع او احرز بقصد البيع او التوزيع او عرض اية مادة مزينة مطبوعة او مخطوطة او اية صورة او رسم نموذجي او اي شيء آخر يؤدي الى فساد الاخلاق يعاقب بالحبس حتى ستة اشهر"
الفرية التالية حزب التحرير يبيح تقبيل المراة الاجنبية
ورد في كتاب النظام الاجتماعي الطبعة الثالثة صفحة58 ما يلي
"وهذا بخلاف القبلة فقبلة الرجل لامراة يريدها وقبلة المراة لرجل اجنبي تريده هي قبلة محرمة لانها من مقدمات الزنا ومن شان مثل هذه القبلة ان تكون من مقدمات الزنا عادة ولو كانت من غير شهوة ولو لم توصل الى الزنا ولو لم يحصل الزنا لان قول الرسول صلى الله عليه وسلم لماعز لماجاءه طالبا منه ان يطهره لانه زنا"لعلك قبلت.." يدل على ان مثل هذه القبلة هي من مقدمات الزنا ولان الايات والاحاديث التي تحرم الزنا تشمل تحريم جميع مقدماته ولو كانت لمسا ان كان من شانه انه من مقدمات الزنا مثل ان يريد المراة او ان يرامدها عن نفسها او ان يقبلها بشغف او بشهوة او ان يشدها اليه او ام يعانقها او ما شاكل ذلك كما يحصل بين بعض من لا خلاق لهم من الشباب والشابات فهذه القباة تكون محرمة حتى ولو كانت للسلام علع قادم من سفر لان من شان مثل هذه القبلة بين الشباب والشلبات ان تكون من مقدمات الزنا
الفرية التالية قوله بجواز أن يكون القائد في الدولة المسلمة كافراً
جاء في كتاب نظام الحكم
"شروط الخليفة
يجب أن تتوفر في الخليفة سبعة شروط حتى يكون أهلاً للخلافة، وحتى تنعقد البيعة له بالخلافة. وهذه الشروط السبعة، شروط انعقاد، إذا نقص شرط منها لم تنعقد الخلافة.

شروط الانعقاد وهي:
أولاً: أن يكون مسلماً. فلا تصح الخلافة لكافر مطلقاً،ولا تجب طاعته، لأن الله تعالى يقول:{ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً}. والحكم هو أقوى سبيل للحاكم على المحكوم،والتعبير بلن المفيدة للتأبيد قرينة للنهي الجازم عن أن يتولى الكافر أي حكم مطلقاً على المسلمين سواء أكان الخلافة أو دونها.وما دام أن الله قد حرَّم أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيل فإنه يحرُم على المسلمين أن يجعلوا الكافر حاكماً عليهم.
وأيضاً فإن الخليفة هو ولي الأمر،والله سبحانه وتعالى قد اشترط أن يكون ولي أمر المسلمين مسلماً.قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }وقال:{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم } ولم ترد في القرآن كلمة (أولي ا لأمر) إلا مقرونة بأن يكونوا من المسلمين فدلّ على أن وليّ الأمر يشترط فيه أن يكون مسلماً. ولما كان الخليفة هو ولي الأمر، وهو الذي يُعيّن أولي الأمر من المعاونين والولاة والعمال فإنه يشترط فيه أن يكون مسلماً. "
وجاء في مقدمة الدستور
"
المادة 17- لا يجوز أن يتولى الحكم أو أي عمل يعتبر من الحكم إلاّ رجل، حرّ، عدل، ولا يجوز أن يكون إلاّ مسلماً.
إن الله تعالى نهى نهياً جازماً عن أن يكون الكافر حاكماً على المسلمين، قال الله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)، وجعْل الكافر حاكماً على المسلم هو جعل سبيل له عليه، وقد نفى الله ذلك نفياً قاطعاً باستعماله حرف "لن" وهو قرينة على أن النهي عن أن يكون للكافر سبيل على المسلمين، أي عن أن يكون الكافر حاكماً على المسلمين هو نهي جازم، فهو يفيد التحريم، وأيضاً فإن الله اشترط في الشاهد على الرجعة أن يكون مسلماً، قال تعالى: (فإذا بلغن أجلهنّ فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهِدوا ذويْ عدل منكم) ومفهومه لا من غيركم، واشترط في الشاهد في الديْن أن يكون مسلماً، قال تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم) أي لا من رجال غيركم. وإذا كان مثل هذا الشاهد في هذين الأمرين اشترط الشارع فيه أن يكون مسلماً، فمن باب أولى أنه يُشترط في الحاكم أن يكون مسلماً. وأيضاً فإن الحكم هو تنفيذ أحكام الشرع وتنفيذ أحكام القضاة، وهم مأمورون أن يحكموا بالشرع، وهو يقتضي أن يكون المنفذ مسلماً لأنه يؤمن بما ينفذ، والكافر لا يؤتمن على تنفيذ الإسلام، ولذلك اشتُرط أن يكون مسلماً. وأيضاً فإن الحكام هم أولو الأمر والله تعالى حين أمر بالطاعة لأولي الأمر، وحين أمر برد الأمر من الأمن أو الخوف إلى أولي الأمر، اشترط أن يكون ولي الأمر مسلماً، فقال تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وقال: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم)، فقال: (منكم) أي لا من غيركم، وقال: (منهم) أي لا من غيرهم، مما يدل على أن ولي الأمر يشترط فيه أن يكون مسلماً. ولم ترِد في القرآن كلمة ولي الأمر إلاّ مقرونة بأن يكون من المسلمين مما يؤكد اشتراط أن يكون الحاكم مسلماً. وأيضاً فإن الحاكم له على المسلمين كافة الطاعة، والمسلم غير مكلف بطاعة الكافر، لأن تكليفه إنّما ورد بطاعة ولي الأمر المسلم، قال تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فأمر بطاعة أولي الأمر من المسلمين ولم يأمر بطاعة غيرهم مما يدل على عدم وجوب طاعة ولي الأمر الكافر، ولا حاكم دون طاعة. ولا يقال إن المسلم مكلف بطاعة مدير الدائرة الكافر، لأن مدير الدائرة ليس ولي أمر بل هو موظف أي أجير، فطاعته تأتي من أمر ولي الأمر بطاعة مدير الدائرة، والكلام هو في ولي الأمر لا في الأجير. ولهذا لا يصح أن يكون ولي الأمر على المسلمين إلاّ مسلماً ولا يصح أن يكون كافراً، فلا يجوز أن يكون الحاكم كافراً مطلقاً.
الفرية التالية
حزب التحرير لا يرى امرا بمعروف ولا نهيا عن منكر
جاء في نشرة بتاريخ1-7-1989 ما يلي
انكار المنكر فـــــرض
واستعمال القوى المادية لازالته منوط بالاستطاعــة
المنكر هو كل ما قبحه الشرع وحرمه، من ترك واجب، او فعل حرام، وانكار المنكر حكم شرعي اوجبه الله سبحانه على المسلمين جميعا افرادا وجماعات، كتلا وامة ودولة، روى مسلم عن ابي سعيد الخدرى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من راى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الايمان ) وقد اوجب الله على المسلمين ان يقيموا من بينهم تكتلات وجماعات ليأمروا بالمعروف ولينهوا عن المنكر . قال تعالى ( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ) .
وقد شرف الله سبحانه هذه الامة بان جعلها خيرا مة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله حيث قال : (‎كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )‎.
وقد فرق سبحانه بين المؤمنين والمنافقين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال : " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف " وحيث قال : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر "‎.
وقد توعد الله سبحانه المسلمين بالعقاب ان هم سكتوا عن المنكر، ولم يعملوا على تغييره وازالته . عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذى نفسي بيده لتامرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم " وعن هيثم$ قال : واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على ان يغيروا، الا يوشك ان يعمهم الله منه بعقاب " وعنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد قوله " ان الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على ان ينكروه فلا ينكروه، فاذا فعلوا ذلك عذب الخاصة والعامة".
‎فكل مسلم يشاهد منكرا اى منكر امامه وجب عليه ان يعمل على انكاره وتغييره باحد الاساليب الثلاثة الواردة في حديث ابي سعيد الخدرى السابق حسب استطاعته، والا لحقه الاثم .
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المسلمين في كل الاحوال، سواء اكانت هناك دولة خلافة اسلامية ام لم تكن، وسواء اكان الحكم المطبق على المسلمين هو حكم الاسلام، ام حكم الكفر، وسواء احسن الحاكم تطبيق احكام الاسلام ام اساء التطبيق . وقد كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر موجودا ايام الرسول صلى الله عليه وسلم وايام الصحابه، وايام التابعين وتابعيهم، وسيبقى حكمه قائما حتى قيام الساعة .
والمنكر قد يحصل من افراد، او من جماعات او من الدولة . والذى يعمل على انكار المنكر وتغييره هوالدولة والافراد والتكتلات والاصل في الدولة الاسلامية ان يكون الحاكم فيها هو القوام على رعاية شؤون الناس باحكام الشرع، وهو المسؤول شرعا عن منع المنكرات، سواء حصلت من افراد او من جماعات، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( الامام راع وهو مسؤول عن رعيته ) . وقد اوكل الله اليه ان يرغم الناس افرادا وجماعات على القيام باداء جميع الواجبات التي اوجبها الله عليهم، واذا استدعى الامر استخدام القوى لارغامهم على ادائها وجب عليه ان يستخدمها . كما اوجب الله عليه ان يمنع الناس عن ارتكاب المحرمات، واذا استدعى الامر استخدام القوى لمنعهم من ارتكاب المحرمات وجب عليه استخدامها . فالدولة هي الاصل في تغيير المنكر وازالته باليد، اى بالقوة لانها مسؤولة شرعا عن تطبيق الاسلام، وعن الزام الناس باحكامه .
اما تغيير الافراد للمنكر، فالفرد الذى يرد امامه منكرا كأن يرى شخصا يشرب الخمر او يسرق او يهم بقتل شخص او الزنى . فان كان قادرا ولو بغلبه الظن على ازالة هذا المنكر بيده وجب عليه ان يبادر الى تغييره وازالته بيده . فيمنع الشخص من شرب الخمر، او من السرقة، او من القتل، او من الزنى، يمنع كل ذلك ويزيله بيده، لانه قادر على تغييره باليد، تنفيذا لقوله صلى الله عليه وسلم ( من راى منكم منكرا فليغيره بيده ) واستعمال اليد، اى القوة المادية لتغيير المنكر منوط بالقدرة الفعلية ولو بغلبة الظن على تغيير عين هذا المنكر وازالته باليد، فان عدمت قدرة الازالة لا يستعمل اليد، لان استعمالها عندئذ لا يحقق الغرض الذى استعملت اليد من اجله، وهو تغيير المنكر وازالته، فمناط استعمال اليد الوارد في الحديث منوط بالقدرة على تغيير المنكر بالفعل، بدليل ان الحديث نفسه جعل الانتقال الى انكار المنكر باللسان عند عدم الاستطاعة، اى عدم القدرة على تغير المنكر وازالته باليد حيث قال : ( فان لم يستطع فبلسانه ) وانكار المنكر باللسان لا يعتبر تغييرا للمنكر، وانما هو تغيير على مرتكب المنكر، اى انكار عليه ارتكابه المنكر، فان لم يستطع الانكار بلسانه فعليه ان يكره ذلك المنكر بقلبه وان لا يرضى به .‎
هذا كله في المنكر الذى يحصل من افراد او جماعات، اما المنكر الذى يحصل من الحاكم كان ياكل اموال الناس بالباطل، او يمنع الحقوق، او يهمل في شأن من شؤون الرعية، او يقصر في واجب من واجباتها، او يخالف حكما من احكام الاسلام، او غير ذلك من المنكرات ففرض على المسلمين جميعا ان يحاسبوه، وان ينكروا عليه ذلك، وان يعملوا على التغيير عليه، امة، وجيشا، وتكتلات، وافرادا، وياثمون بالسكوت عنه، وبترك الانكار والتغيير عليه .
ويكون الانكار والتغيير عليه عند ارتكابه منكرا من المنكرات بطريقة المحاسبة باللسان . لما روى مسلم عن ام سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ستكون امراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برىء، ومن انكر سلم، ولكن من رضى وتابع " ولما روى عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( .. كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتاخذن على يدي الظالم، ولتاطرنه على الحق اطرا ولتقصرنه على الحق قصرا، او ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم ) . كما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله الحق عند سلطان جائر افضل الجهاد، حيث اجاب الرجل الذى ساله : اى الجهاد افضل ? قال : ( كلمة حق عند سلطان جائر ) . ولورود احاديث تحرم الخروج عليه بالسلاح الا في حالة واحدة استثنيت من حرمه الخروج عليه بالسلاح، وهي حالة ما اذا ظهر الكفرالبواح، الذى فيه من الله برهان بانه كفر صراح لا شك فيه . اى اذا اظهر الحكم باحكام الكفر الصراح، وترك الحكم بما انزل الله . فعن عوف ابن مالك الاشجعي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، قال : قلنا يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف، فقال : لا ما اقاموا فيكم الصلاة ) والمراد باقامة الصلاة الحكم بالاسلام، اى تطبيق احكام الشرع من باب تسميه الكل باسم الجزء، وعن ام سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ستكون امراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برىء، ومن انكر سلم، ولكن من رضي وتابع،قالوا : افلا نقاتلهم ? قال : لا ما صلوا ) اي ما قاموا باحكام الشرع ومنها الصلاة من باب اطلاق الجزء على الكل، وعن عبادة بن الصامت قال : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى اثره علينا، وعلى ان لا ننازع الامر اهله، وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ) وزاد في رواية ( قال الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ) .
فمفهوم هذه الاحاديث الثلاثة ينهى عن الخروج على الحاكم بالسلاح، الا في حالة عدم حكمه بما انزل الله، اى في حالة حكمه باحكام الكفر البواح، الذى فيه من الله برهان بانه كفر صراح لا شك فيه .
وعليه فان اى حاكم من حكام المسلمين لم يحكم بما انزل الله، وحكم باحكام الكفر الصراح وجب على المسلمين جميعا الخروج عليه بالسلاح، لازاحته عن الحكم، ولازالة حكم الكفر الذى يحكم به، ووضع ما نزل الله من احكام موضع التطبيق والتنفيذ .
ووجوب الخروج عليه بالسلاح منوط بالقدرة على ازاحته، وازالة حكم الكفر الصراح بالقوة المادية، ولو بغلبة الظن، لان استعمال اليد، اى القوة المادية لتغيير المنكر والحكم باحكام الكفر من اكبر المنكرات منوط بالاستطاعة على ازالة المنكر ازالة فعلية بتلك القوة المادية . فمناط حديث وجوب تغيير المنكر باليد، ومناط حديثي وجوب الخروج عل الحاكم الذى يحكم باحكام الكفر الصراح بالسلاح مربوط بقدرة القوة المادية واستطاعتها على تغيير المنكر، والكفر الصراح وازالته بالفعل، ولو بغلبة الظن، ولكن اذا لم تكن القوة المادية قادرة بالفعل، او بغلبة الظن على تغيير المنكر واحكام الكفر وازالته بالفعل، فانها لا تستعمل، لان استعمالها حينئذ لايحقق الغرض الذى اوجب الشارع لاجله استعمالها، وهو تغيير المنكر، واحكام الكفر وازالتهما بالفعل . ويعمل عندئذ على انكار المنكر باللسان، كما يعمل على زيادة القوة حتى تصل الى حد استطاعتها، ولو بغلبه الظن على تغيرا المنكر واحكام الكفر بالفعل وعند ذلك يجب استعمالها .
والامة بمجموعها اذا وحدت ارادتها، والجيش بما يملك من القوة المادية، والقبائل الكبيرة ذات النفوذ والتي تملك القوة والتكتلات السياسية التي لها قوة كبيرة مؤثرة في الجيش، او في القبائل الكبيرة، او في الامة، كل واحد منهم اذا ملك القدرة على ازاحة الحاكم، الذى يحكم باحكام الكفر الصراح، ولا يحكم باحكام الاسلام، كان واجبا عليه شرعا الخروج على ذلك الحاكم، ليزيحه عن الحكم، وليزيل احكام الكفر، وليعيد الحكم بما انزل الله .‎
هذا حكما اساسي من احكام الاسلام، راينا واجبا علينا ان نبلغه للناس، ليكونوا على بصيرة من امرهم على هداه .‎
( والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) .

وجاء في كتيب التعريف بحزب التحرير
2 - أسباب قيام حزب التحرير
إن قيام حزب التحرير كان استجابة لقوله تعالى: ]ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون[ . بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها.
وبغية العمل لإعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله.
وجوب قيام أحزاب سياسية شرعاً:
 أما كون قيام الحزب كان استجابة لقوله تعالى: ]ولتكن منكم أمة[ فلأن الله سبحانه قد أمر المسلمين في هذه الآية أن تكون منهم جماعة متكتلة، تقوم بأمرين أثنين:
الأول: الدعوة إلى الخير، أي الدعوة إلى الإسلام.
والثاني: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وهذا الأمر بإقامة جماعة متكتلة هو لمجرد الطلب، لكن وجدت قرينة تدل على أنه طلب جازم فالعمل الذي حددته الآية لتقوم به هذه الجماعة المتكتلة - من الدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - هو فرض على المسلمين أن يقوموا به، كما هو ثابت في كثير من الآيات والأحاديث الدالة على ذلك، قال عليه السلام: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده، ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم» فيكون ذلك قرينة على أن الطلب هو طلب جازم، والأمر فيه للوجوب.انتهى النقل
يتبع ان شاء الله

abu omar99
04-29-2006, 10:36 PM
الفرية التالية
الادعاء بان الحزب يقدم العقل على النقل
لادراك كذب ذلك راجعوا كتاب نظام الاسلام تحت بحث الحاجة الى الرسل وانظروا في كتاب مفاهيم حزب التحرير تحت بحث التحسين والتقبيح وانظروا في مبحث القياس في الشخصية الجزء الثالث واشتراط الحزب للقياس الشرعي ان تكون العلة شرعية وليست عقلية واضرب هنا مثالا لاحد اصدارات الحزب فيما لا دع مجالا للشك ان من يقول ان الحزب يقدم العقل على النقل هو كاذب
"عرف العقل بأنه نقل الواقع بواسطة الاحساس الى الدماغ ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع وقد جاء الاسلام في ايات كثيرة يخاطب العقل واصحاب العقول واولي الالباب واولي النهى لعلهم يتفكرون او يعقلون . والاسلام عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام اذ العقيدة العقلية هي التي تنبثق عن العقل ويثبت اساسها بالعقل وبالتفكير المستنير الذي يبحث في الاشياء وما حولها وعلاقاتها ببعضها بعمق واستنارة . واساس العقيدة الاسلامية هو وجود الله وقد ثبت هذا بالعقل وانه خالق ازلي قديم وهذا ثابت بالعقل ايضا وان الناس في حاجة الى الرسل لتنظيم العلاقة بين الخالق والمخلوق واثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يثبت بالعقل ايضا ومن هنا كان لا بد ان يؤمن بما جاء عن طريق العقل او ثبت اصله عن طريق العقل . هذا بالنسبة الى العقيدة الاسلامية واما ما ينبثق عنها من احكام فان للعقل فيها دوران احدهما : دور الفهم والاجتهاد بالاستنباط والقياس . وثانيهما دور التكليف فهو مناط التكليف الشرعي .
وقد التبس امر وصف العمل عند بعض المسلمين من كونه حسنا او قبيحا فعزاه البعض الى العقل وعزاه الاخرون الى الشرع والحقيقة ان وصف العمل ليس اتيا من ذات العمل فهو ات من قبل ملابسات واعتبارات خارجة عنه هي التي تصفه بالحسن او القبح وهذا الغير اما ان يكون العقل وحده او الشرع وحده واما ان يكون العقل والشرع دليل عليه او الشرع والعقل دليل عليه . اما وصفها من ناحية العقل وحده فباطل لان العقل عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض . اذ قياساته تتأثر بالبيئة التي يعيش فيها وتتفاوت وتختلف بالعصور على تعاقبها وبهذا يكون الشيء قبيحا عند فئة من الناس وحسنا عند اخرين او قبيحا في عصر وحسنا في اخر، والاسلام بوصفه المبدأ العالمي الخالد يقضي بان يكون الوصف للعقل بالحسن او القبح ساريا على جميع بني الانسان في جميع العصور ولذلك لا بد ان يكون هذا الوصف اتيا من قوة وراء العقل اي من الشرع . واما جعل الشرع دليلا على ما دل عليه العقل فهو يقضي بجعل العقل حكما في الحسن والقبح وقد بينا بطلانه .
اما جعل العقل دليلا على ما دل عليه الشرع فهو يقضي بجعل العقل دليلا على الحكم الشرعي مع ان الحكم الشرعي دليله الشرع"‎النصوص الشرعية"لا العقل . ومهمة العقل هي كما ذكرنا سابقا فهم الحكم الشرعي لا جعله دليلا او حكما ومن هنا ان وصف العمل بالحسن او بالذم شرعيا لا عقليا ." انتهى الاقتباس كما ان الحزب يقول بعدم اخذ المصالح المرسلة كمصدر من مصادر التشريع لاعتبارات
اولها ان المصالح المرسلة لم تثبت كمصدر للتشريع بدليل قطعي وثانيها ان القول بالمصالح المرسلة مدخل لجعل العقل حكما على النصوص وآخرها ان الشرع جاء بحكم لكل مسألة وان الحكم الشرعي يؤخد من منطوق النص او مفهومه او دلالته او علته
اما دور العقل في العقيدة فان الله جعل العقل مناط التكليف واوجب على الانسان ان يبحث في اصل العقيدة وذم من يقلد في العقيدة دون نظر
{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}البقرة
جاء في تفسير القرطبي


"قال ابن عطية: أجمعت الأمة على إبطال التقليد في العقائد. وذكر فيه غيره خلافا كالقاضي أبي بكر بن العربي وأبي عمر وعثمان بن عيسى بن درباس الشافعي. قال ابن درباس في كتاب "الانتصار" له: وقال بعض الناس يجوز التقليد في أمر التوحيد، وهو خطأ لقوله تعالى: "إنا وجدنا آباءنا على أمة" [الزخرف: 23]. فذمهم بتقليدهم آباءهم وتركهم اتباع الرسل، كصنيع أهل الأهواء في تقليدهم كبراءهم وتركهم اتباع محمد صلى اللّه عليه وسلم في دينه، ولأنه فرض على كل مكلف تعلم أمر التوحيد والقطع به، وذلك لا يحصل إلا من جهة الكتاب والسنة، كما بيناه في آية التوحيد، واللّه يهدي من يريد."

واذا ثبتت العقائد العقلية وهي
الله واجب الوجود
القرآن من الله
محمد رسول الله
ناخذ العقائد النقلية من نصوص الوحي ولا يجوز ان يكون العقل حكما على العقائد النقلية ولا النصوص التشريعية وفي النصوص الشرعية يكون دوره فهم النصوص وتحقق المناط فقط
وارتباطا بهذا الموضوع سارد على فرية اخرى وهي ان الحزب يسير على خطا المعتزلة ولكن في موضوع منفصل يلي هذا الموضوع ان شاء الله
يتبع بحول الله تعالى

abu omar99
04-29-2006, 10:41 PM
الشبهة التالية
"قوله بجواز دفع الجزية من قبل الدولة المسلمة للدولة الكافرة"
واصحاب الفرية هذه بضاعتهم مزجاة في الفقه او ان الحقد والكره اعماهم عن رؤية الحقيقة
فالمسألة معروفة في كتب الفقه تحت مبحث الجهاد وفي كتب السير وهنا اورد ما جاء في الشخصية الاسلامية الجزء الاول

المعاهدات الاضطرارية

قد يقع المسلمون في أحوال شديدة تضطرهم إلى التسليم بأمور لا تجوز ولكن الضرورة تحتمها. وقد تقع الدولة الإسلامية في أزمات داخلية أو خارجية تضطرها لأن تعقد معاهدات لا تؤدي مباشرة إلى حمل الدعوة، ولا إلى القتال في سبيل الله، ولكنها تسهِّل إيجاد ظروف تمكِّن حملها في المستقبل، أو تدفع شر وقف الدعوة أو تحفظ كيان المسلمين. فمثل هذه المعاهدات تجبِر الضرورة على عقدها، ولذلك يجوز للخليفة أن يعقدها وتكون نافذة على المسلمين، وتقع هذه المعاهدات في حالتين اثنتين نص عليهما الفقهاء وهما:
الحالة الأولى- إنْ أراد قوم من أهل الحرب الموادعة مع المسلمين سنين معلومة على أن يؤدي أهل الحرب الخراج إليهم كل سنة شيئاً معلوماً على أن لا تجري أحكام الإسلام عليهم في بلادهم، لم يُفعل ذلك لأنه إقرار على الكفر، إلاّ إذا كانت الدولة غير قادرة على منع الظلم، ورأت في هذه الموادعة خيراً للمسلمين فإنه يجوز حينئذ اضطراراً عقدها. وفي هذه الحال لا يكون لهم على الدولة الإسلامية المعونة والنصرة لأنهم بهذه الموادعة لا يلتزمون أحكام الإسلام ولا يخرجون عن أن يكونوا أهل حرب حين لم ينقادوا لحكم الإسلام، فلا يجب على المسلمين القيام بنصرتهم. وقد عاهد رسول الله يوحنا بن رؤبة وهو في تبوك على حدود بلاد الشام وتَرَكه في منطقته على دينه ولم يدخل تحت راية المسلمين وحكمهم. وهذه المعاهدة المحدودة المدة تجعل الأمان لهذه الدولة مضموناً من الدولة الإسلامية، فمَن دخلها من المسلمين يدخلها بأمان المعاهدة دون أمان منفرد، ولا يجوز له أن يتعرض لأهلها. ومَن دخل بلاد المسلمين من رعايا هذه الدولة يدخلونها بأمان المعاهدة ولا يحتاج إلى أمان جديد سوى الموادعة، ولا يجوز أن يتعرض له أحد من المسلمين. ولا يُمنع التجار من حمل التجار لهذه الدولة إلاّ الأدوات التي تُستعمل في الحرب، كالسلاح والمواد الحربية وما شابه ذلك، لأنهم أهل حرب وإن كانوا موادِعين.
الحالة الثانية- عكس الحالة الأولى, وهي أن يدفع المسلمون إلى عدوهم مالاً مقابل سكوته عنهم. وقد ذكر الفقهاء أنه إن حاصر العدو المسلمين وطلبوا الموادعة سنين معلومة على أن يؤدي المسلمون للكفار شيئاً معلوماً كل سنة، فلا ينبغي للخليفة أن يجيبهم إلى ذلك لِما فيه من الدنيّة والذِلّة بالمسلمين، إلاّ عند الضرورة، وهو أن يخاف المسلمون الهلاك على أنفسهم، ويرى الخليفة أن هذا الصلح خير لهم، فحينئذ لا بأس بأن يفعله، فقد روى الطبراني (أن المشركين أحاطوا بالخندق وصار المسلمون في بلاء كما قال الله تعالى: (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا (الأحزاب: 11). ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن وطلب منه أن يرجع بمن معه على أن يعطيه كل سنة ثلث ثمار المدينة، فأبى إلاّ النصف. فلمّا حضر رسله ليكتبوا الصلح بين يدي رسول الله، قام سيدا الأنصار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رضي الله عنهما وقالا: يا رسول الله إن كان هذا عن وحي فامضِ لما أُمرتَ به، وإن كان رأياً رأيت فقد كنا نحن وهم في الجاهلية لم يكن لنا ولا لهم دين فكانوا لا يَطمعون في ثمار المدينة إلاّ بشراء أو قِرى، فإذا أعزّنا الله بالدين وبعث فينا رسوله نعطيهم الدنيّة؟ لا نعطيهم إلاّ السيف. فقال صلى الله عليه وسلم: إني رأيت العرب رَمَتكُم عن قوس واحدة فأحببت أن أصرفهم عنكم، فإذا أبيتُم ذلك فأنتم وأولئك. اذهبوا فلا نعطيكم إلاّ السيف)، فهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مال إلى الصلح في الابتداء لمّا أحس ضعف المسلمين، فحين رأى القوة فيهم بما قاله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رضي الله عنهما، امتنع عن ذلك، فدل على أنه لا بأس من عقد معاهدة مع الكفار يُدفع لهم مال عند خوف الضرر. وهذا لأنهم إن ظهروا على المسلمين أخذوا جميع الأموال وسبوا الذراري، فدفْعُ بعض المال ليَسلَم المسلمون في ذراريهم وأموالهم أهون وأنفع.

يتبع بحول الله

abu omar99
04-30-2006, 01:44 PM
الشبهة التالية
يرى حزب التحرير أن كنز المال حرام ولو أخرجت زكاته
والذين ارادوا الطعن في الحزب لم يعرضوا للادلة التي ساقها الحزب وتبيان ضعفها او بطلانها لانهم ليسوا اصحاب بضاعة في الفقه ولانهم انما يريدون الطعن لا البحث عن الحقيقة
وحتى لو كان لهم استدلال اقوى فإن مسائل الفقه لا ينكر في الخلاف فيها لمن كان له دليل او شبه دليل
جاء في كتاب النظام الاقتصادي
"أمّا كنز الذهب والفضة فقد حرّمه الإسلام بصريح القرآن، قال تعالى: )والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشِّرهم بعذاب أليم(، فهذا الوعيد بالعذاب الأليم لمن يكنزون الذهب والفضة دليل ظاهر على أن الشارع طلب ترك الكنز طلباً جازماً فكان كنز الذهب والفضة حراماً.
والدليل على أن الآية قد حرّمت كنز الذهب والفضة تحريماً قاطعاً هو:
أولاً: عموم هذه الآية. فنص الآية منطوقاً ومفهوماً دليل على منع كنز المال من الذهب والفضة منعاً باتاً، فالمصير إلى أن الكنز مباح بعد إخراج الزكاة تركٌ لحكم الآية الذي دلت عليه دلالة قطعية، وهذا لا يصار إليه إلاّ بدليل منفصل عنها يصرفها عن معناها أو ينسخها. ولم يَرِد أي نص صحيح يصرفها عن معناها ولا يُحتمل أن يكون هناك دليل يصرفها عن معناها، لأنها قطعية الدلالة، فلم يبقَ إلاّ الدليل الذي ينسخها، ولا يوجد دليل ينسخها. أمّا آية )خذ من أموالهم صدقة تطهرهم( فإنها نزلت في السنّة الثانية للهجرة حين فُرضت الزكاة، وآية الكنز قد نزلت في السنّة التاسعة للهجرة ولا يَنسخ المتقدم المتأخر في النزول. وأمّا الأحاديث الواردة في أنه ما أُدّي زكاته فليس بكنز فإنه لم يصح منها شيء،أما حديث أم سلمة الذي يحتج به بعض الفقهاء فإنه روي من طريق عتاب وهو جهول ومع ذلك فإن حديث أم سلمة لا يصلح لنسخ حك الآية حتى لو صح الحديث وحتى لو كان متواترا لأن الأحاديث النبوية لا تنسخ القرآن الكريم ولو كانت متواترة لأن القرآن قطعي الثبوت لفظاً ونحن متعبّدون بلفظه ومعناه، بخلاف الحديث المتواتر فهو قطعي الثبوت معنىً لا لفظاً ولسنا متعبّدين بلفظه فلا يُنسخ القرآن بالأحاديث ولو كانت متواترة. فكيف يُجعل حديث آحادفيه مقال كحديث أم سلمة ناسخاً لآية قطعية الثبوت قطعية الدلالة؟
ثانياً: أسند الطبري في تفسيره إلى أبي أمامة الباهلي قال: {توفي رجل من أهل الصفّة فوُجد في مئزره دينار، فقال رسول الله: ****يّة}، ثم توفي آخر فوُجد في مئزره ديناران فقال رسول الله {كيّتان}}،وكذلك رواه أحمد عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود. وهذا لأنهما كانا يعيشنا من الصدقة وعندهما التبر. والدينار والديناران لا يبلغان نصاباً حتى تُخرج منهما الزكاة، فقول الرسول عنهما {كيّة وكيّتان} دليل على اعتباره لهما أنهما كنز ولو لم تجب فيهما الزكاة، وهو يشير إلى ما جاء في آية الكنز )يوم يحمى عليها في نار جهنم فتُكوى بها جباههم وجنوبهم(.
ثالثاً: إن نص الآية هو صب الوعيد على أمرين اثنين: أحدهما كنز المال، والثاني عدم الإنفاق في سبيل الله، أي الذين يكنزون الذهب والفضة والذين لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بالعذاب. ومن ذلك تبين أن من لم يكنز ولم ينفق في سبيل الله يشمله الوعيد، ومن كنز وأنفق في سبيل الله يشمله الوعيد، قال القرطبي: "فإنّ من لم يكنز ومَنَع الإنفاق في سبيل الله فلا بد وأن يكون كذلك" والمراد بالآية من قوله: )في سبيل الله( أي في الجهاد، لأنها مقترنة بالإنفاق، وكلمة )في سبيل الله( إذا قُرنت بالإنفاق كان معناها الجهاد، وقد وردت في القرآن في هذا المعنى وحده ولم ترد كلمة )في سبيل الله( في القرآن ومعها الإنفاق إلاّ كان معناها الجهاد.
رابعاً: روى البخاري عن زيد بن وهب قال: {مررت على أبي ذر بالربذة ، فقلت: ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال: كنا بالشام فقرأت)الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم( قال معاوية: ما هذه فينا ما هذه إلا في أهل الكتاب ، قال: قلت: إنها لفينا وفيهم}.ورواه ابن جرير من حديث عبيد الله ابن القاسم عن حصين عن زيد بن وهب عن أبي ذر.{فذكرهوزاد فارتفع في ذلك بيني وبينه القول فكتب إلى عثمان يشكوني فكتب إلي عثمان أن أقبل إليه، قال:فأقبلت إليه، فلما قدمت المدينة ركبني الناس كأنهم لم يروني قبل يومئذ فشكوت ذلك إلى عثمان فقال لي: تنحى قريبا، قلت: ولله لن أدع ما كنت أقول} فخلاف أبي ذر ومعاوية إنّما كان في حق من نزلت الآية لا في معناها، ولو كان هناك حديث مروي في ذلك الوقت بأن ما أديت زكاته فليس بكنز لاحتج به معاوية ولأسكت أبا ذر به. والظاهر أن هذه الأحاديث وُضعت بعد حادثة أبي ذر هذه، وقد ثبت أنها كلها أحاديث غير صحيحة.
خامساً: الكنز في اللغة جمع المال بعضه على بعض وحفظه، ومال مكنوز أي مجموع، والكنز كل شيء مجموع بعضه إلى بعض في بطن الأرض كان أو على ظهرها. والقرآن تُفسَّر كلماته بمعناها اللغوي وحده، إلاّ أن يرد من الشرع معنى شرعي لها فتُفسَّر حينئذ بالمعنى الشرعي، وكلمة الكنز لم يصح أنه ورد أي معنى شرعي وُضع لها، فيجب أن تفسر بمعناها اللغوي فقط، وهو أنه مجرد جمع المال بعضه إلى بعض لغير حاجة جمع من أجلها، يعتبر من الكنز المذموم الذي أوعد الله فاعله بالعذاب الأليم."
يتبع بحول الله

abu omar99
04-30-2006, 08:53 PM
الفرية التالية حزب التحرير يسير على خطى المعتزلة
وهنا اورد نقض حزب التحرير لعلم الكلام وبيان خطأ المتكلمين ونسف دعوى وجود فلسفة اسلامية ورد المنطق وخطورته في الابحاث الفكريةوسيكون الرد على حلقات
جاء في الشخصية الاسلامية الجزء الاول مايلي
نشأة المتكلمين ومنهجهم

آمن المسلمون بالإسلام إيماناً لا يتطرق إليه ارتياب، وكان إيمانهم من القوة بحيث لا يثير فيهم أية أسئلة مما فيه شبهة التشكيك، ولم يبحثوا في آيات القرآن إلا بحثاً يدركون فيه معانيه إدراكاً واقعياً في الأفكار. ولم يتطرقوا إلى الفروض التي تترتب على ذلك، ولا النتائج المنطقية التي تستخلص منه. وقد خرجوا إلى العالم يحملون هذه الدعوة الإسلامية للناس كافة، ويقاتلون في سبيلها، وفتحوا البلدان، ودانت لهم الشعوب.
وقد انصرم القرن الأول للهجرة كله وتيار الدعوة الإسلامية يكتسح أمامه كل شيء، والأفكار الإسلامية تعطى للناس كما تلقاها المسلمون، في فهم مشرق، وإيمان قطعي ووعي مدهش. إلا أن حمل الدعوة الإسلامية في البلدان المفتوحة أدى إلى الاصطدام الفكري مع أصحاب الأديان الأخرى ممن لم يدخلوا الإسلام بعد، وممن دخلوا في حظيرته. وكان هذا الاصطدام الفكري عنيفاً. فقد كان أصحاب الأديان الأخرى يعرفون بعض الأفكار الفلسفية، وعندهم آراء أخذوها عن أديناهم، فكانوا يثيرون الشبهات، ويجادلون المسلمين في العقائد. لأن أساس الدعوة مبني على العقيدة والأفكار المتعلقة بها. فكان حرص المسلمين على الدعوة الإسلامية، وحاجتهم للرد على خصومهم، قد حمل الكثيرين منهم على تعلم بعض الأفكار الفلسفية لتكون بيدهم سلاحاً ضد خصومهم. وقد برَّر لهم هذا التعلم ودفعهم إليه فوق حرصهم على حمل الدعوة والرد على مخالفيهم عاملان اثنان هما:
أولاً - أن القرآن الكريم بجانب دعوته إلى التوحيد والنبوة، عرض لأهم الفرق والأديان التي كانت منتشرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليهم ونقض قولهم. فقد عرض للشرك بجميع أنواعه ورد عليه. فمن المشركين من ألّه الكواكب واتخذها شريكة لله فردَّ عليهم، ومنهم من قالوا بعبادة الأوثان وأشركوها مع الله فردَّ عليهم. ومنهم من أنكر النبوات فردَّ عليهم، ومنهم من أنكر نبوة محمد فردَّ عليه، ومنهم من أنكر الحشر والنشر فردَّ عليه، ومنهم من ألّه عيسى عليه السلام أو جعله ابن الله فردَّ عليه. ولم يكتف بذلك بل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمجادلتهم قال تعالى" وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" "وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ". وقد كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلمحياة صراع فكري مع الكفار جميعاً من مشركين وأهل كتاب، ورويت عنه الحوادث الكثيرة في مكة والمدينة وهو يناقش الكفار ويجادلهم أفراداً وجماعات ووفوداً. فهذا الصراع الفكري البارز في آيات القرآن وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأعماله يقرأه المسلمون ويسمعونه ولذلك كان طبيعياً أن يناقشوا أهل الأديان الأخرى، وأن يدخلوا معهم في صراع فكري، وأن يجادلوهم. فأحكام دينهم تدعوهم إلى هذا الجدال، وطبيعة الدعوة الإسلامية وهي تصطدم مع الكفر لا يمكن إلا أن يحصل بينها وبين الكفر صراع ونقاش وجدال. أما الذي جعل الصراع يأخذ ناحيته العقلية، فإن القرآن نفسه دعا إلى استعمال العقل، وجاء بالأدلة العقلية والبراهين الحسية، والدعوة إلى عقيدته إنما تعتمد على العقل لا على النقل، فكان من الحتمي أن يأخذ الجدال والصراع الناحية العقلية ويتسم بطابعها.
ثانياً - قد تسربت مسائل فلسفية لاهوتية من نصارى النساطرة وأمثالهم وعُرف منطق أرسطو بين المسلمين، واطلع بعض المسلمين على بعض كتب الفلسفة، وترجمت كتب كثيرة من اليونانية إلى السريانية ثم إلى العربية، ثم صارت الترجمة من اليونانية إلى العربية. فكان هذا مساعداً على وجود الأفكار الفلسفية. وكانت بعض الأديان الأخرى وخاصة اليهودية والنصرانية قد تسلحت بالفلسفة اليونانية، وأدخلت للبلاد الأفكار الفلسفية، فكان ذلك كله موجداً أفكاراً فلسفية حملت المسلمين على دراستها.
فهذان العاملان وهما: أحكام الإسلام وأفكاره في الجدال، ووجود أفكار فلسفية، هما اللذان دفعا المسلمين للانتقال إلى الأبحاث العقلية والأفكار الفلسفية يتعلمونها ويتخذونها مادة في مناقشاتهم ومجادلاتهم وبررا ذلك. إلا أن ذلك كله لم يكن دراسة فلسفية كاملة، وإنما دراسة أفكار فلسفية للرد على النصارى واليهود، لأنه ما كان يتسنى للمسلمين الرد إلا بعد الاطلاع على أقوال الفلاسفة اليونان. لا سيما ما يتعلق منها بالمنطق واللاهوت. ولذلك اندفعوا إلى الإحاطة بالفرق الأجنبية وأقوالها وحججها. وبذلك أصبحت البلاد الإسلامية ساحة تُعرض فيها كل الآراء وكل الديانات ويُتجادل فيها. ولا شك أن الجدل يستدعي النظر والتفكير ويثير مسائل متعددة تستدعي التأمل، وتحمل كل فريق على الأخذ بما صح عنده، فكان هذا الجدل والتفكير مؤثراً إلى حد كبير في إيجاد أشخاص ينهجون نهجاً جديداً في البحث والجدل والنقاش. وقد أثَّرت عليهم الأفكار الفلسفية التي تعلموها تأثيراً كبيراً في طريقة استدلالهم، وفي بعض أفكارهم، فتكوَّن من جراء ذلك علم الكلام وصار فناً خاصاً، ونشأت في البلاد الإسلامية بين المسلمين جماعة المتكلمين.
ولما كان هؤلاء المتكلمون إنما يدافعون عن الإسلام ويشرحون أحكامه ويبينون أفكار القرآن، كان تأثرهم الأساسي بالقرآن، و أساسهم الذي يبنون عليه بحثهم هو القرآن. إلا أنهم وقد تعلموا الفلسفة للدفاع عن القرآن، وتسلحوا بها ضد خصومهم، صار لهم منهج خاص في البحث والتقرير والتدليل، يخالف منهج القرآن والحديث وأقوال الصحابة، ويخالف منهج الفلاسفة اليونان في بحثهم وتقريرهم وتدليلهم.
أما مخالفتهم لمنهج القرآن فذلك أن القرآن اعتمد في الدعوة على أساس فطري، فقد اعتمد على هذه الفطرة وخاطب الناس بما يتفق معها. واعتمد في نفس الوقت على الأساس العقلي. فقد اعتمد على العقل وخاطب العقول، قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ، وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ، ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ " وقال تعالى " فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ " وقال " فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً، ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً، فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً، وَعِنَباً وَقَضْباً، وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً، وَحَدَائِقَ غُلْباً، وَفَاكِهَةً وَأَبّاً " . وقال " أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ "، وقال " وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ".وقال" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ". وهكذا يسير منهج القرآن في إثبات قدرة الله وعلمه وإرادته على أساس الفطرة والعقل. وهذا المنهج يتفق مع الفطرة ويشعر كل إنسان بأعماق نفسه بالاستجابة له والإصغاء إليه، حتى الملحد يعقله ويعنو له. وهو منهج يوافق كل إنسان لا فرق بين الخاصة والعامة وبين المتعلم وغير المتعلم.
ثم إن الآيات المتشابهة التي فيها إجمال، وفيها عدم وضوح للباحث، جاءت عامة دون تفصيل، وجاءت بشكل وصف إجمالي للأشياء أو تقريراً لوقائع يظهر فيها عدم البحث والاستفاضة والاستدلال. فلا ينفر منها القارئ ولا يدرك حقيقة ما ترمي إليه إلا بمقدار مدلولات ألفاظها. ولذلك كان من الطبيعي الوقوف منها موقف التسليم كما هي الحال في وصف أي واقع، وتقرير أي حقيقة، دون تعليل أو تدليل. فآيات تصف جانباً من أفعال الإنسان فتدل على الجبر، وآيات تصف جانباً آخر فتدل على الاختيار. يقول الله تعالى " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ " ويقول " وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ " . ولكنه مع ذلك تجده يقول " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ، وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ". وجاءت آيات تثبت لله تعالى وجهاً ويداً وتعبر عنه بأنه نور السماوات والأرض وتقول أنه في السماء " ءَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ "" وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً " " وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ " " بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ " وجاءت آيات تثبت له التنزيه " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " " مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا " "سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ " . وهكذا وردت في القرآن آيات في نواح يظهر فيها التناقض ، وقد سمَّاها القرآن بالمتشابهات ، قال تعالى "مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ" .
وحين نزلت هذه الآيات وبلَّغها الرسول صلى الله عليه وسلم للناس، وآمن بها المسلمون وحفظوها عن ظهر قلب، لم تثر فيهم أي بحث أو جدال، ولم يروا فيها أي تناقض يحتاج إلى التوفيق، بل فهموا كل آية في الجانب الذي جاءت تصفه أو تقرره، فكانت منسجمة في واقعها وفي نفوسهم، وقد آمنوا بها وصدقوها وفهموها فهماً مجملاً واكتفوا بهذا الفهم، واعتبروها وصفاً لواقع، أو تقريراً لحقائق. وكان كثير من ذوي العقول لا يستسيغ الدخول في تفصيل هذه المتشابهات والجدال فيها، ويرى أن ذلك ليس من مصلحة الإسلام. ففهم المعنى الإجمالي لكل من فهم بمقدار ما فهم يغنيه عن الدخول في التفصيلات والتفريعات. وهكذا أدرك المسلمون منهج القرآن وتلقوا آياته وساروا على ذلك في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم من بعدهم حتى انتهى القرن الأول بكامله.
وأما مخالفتهم لمنهج الفلاسفة، فلذلك أن الفلاسفة يعتمدون على البراهين وحدها، ويؤلفون البرهان تأليفاً منطقياً. من مقدمة صغرى وكبرى ونتيجة ويستعملون ألفاظاً واصطلاحات للأشياء من جوهر وعرض ونحوهما ويثيرون المشاكل العقلية ويبنون عليها بناءاً منطقياً لا بناء حسياً أو واقعياً.
أما منهج المتكلمين في البحث فيغاير ذلك. لأن المتكلمين آمنوا بالله ورسوله وما جاء به رسوله، ثم أرادوا أن يبرهنوا على ذلك بالأدلة العقلية المنطقية، ثم أخذوا يبحثون في حدوث العالم، وإقامة الدليل على حدوث الأشياء. وأخذوا يتوسعون في ذلك، فَفُتحت أمامهم موضوعات جديدة ساروا في بحثها وبحث ما يتفرع منها إلى نهايته المنطقية. فهم لم يبحثوا في آيات لفهمها كما هو منهج المتقدمين وكما هو غرض القرآن، وإنما آمنوا بها وأخذوا يقيمون البراهين على ما يفهمونه هم منها. هذه ناحية من نواحي البحث وأما الناحية الأخرى من البحث، وهي النظرة إلى الآيات المتشابهة، فإن المتكلمين لم يقنعوا بالإيمان بالمتشابهات جملة من غير تفصيل، فجمعوا آيات التي قد يظهر بينها خلاف بعد تتبعهم لها جميعها كالجبر والاختيار وكالآيات التي قد يظهر منها جسمية الله تعالى. وسلطوا عليها عقولهم وجرءوا على ما لم يجرؤ عليه غيرهم، فأداهم النظر في كل مسألة إلى رأي، فإذا وصلوا إلى هذا الرأي عمدوا إلى الآيات التي يظهر أنها تخالف رأيهم فأولوها. فكان التأويل أول مظاهر المتكلمين، فإذا أداهم البحث إلى أن الله منزه عن الجهة والمكان أولوا الآيات التي تشعر بأنه تعالى في السماء وأولوا الاستواء على العرش. وإذا أداهم البحث إلى أن نفي الجهة عن الله يستلزم أنَّ أعْين الناس لا يمكن أن تراه، أولوا الأخبار الواردة في رؤية الناس لله، وهكذا كان التأويل عنصراً من عناصر المتكلمين وأكبر مميِّز لهم عن السلف.
فهذا المنهج من البحث في إعطاء العقل حرية البحث في كل شيء فيما يُدرك وفيما لا يُدرك، في الطبيعة وفيما وراء الطبيعة، فيما يقع عليه الحس وفيما لا يقع عليه الحس يؤدي حتماً إلى جعله الأساس للقرآن، لا جعل القرآن أساساً له، فكان طبيعياً أن يوجد هذا المنحى في التأويل، وكان طبيعياً أن يتجه هؤلاء إلى أية جهة يرونها على اعتبار أن العقل يراها في نظرهم. وهذا يستلزم اختلافاً كبيراً بينهم. فإن أدى النظر قوماً إلى الاختيار وتأويل الجبر، فإنه قد يؤدي النظر غيرهم إلى إثبات الجبر وتأويل آيات الاختيار، وقد يؤدي غيرهم إلى التوفيق بين رأي هؤلاء ورأي هؤلاء برأي جديد. وبرز على جميع المتكلمين أمران: أحدهما: الاعتماد في البراهين على المنطق وتأليف القضايا لا على المحسوسات، والثاني: الاعتماد على تأويل آيات التي تخالف النتائج التي توصلوا إليها.
يتبع بحول الله

abu omar99
05-02-2006, 07:24 AM
ونستكمل نقض دعوى ان حزب التحرير يسير على خطى المعتزلة
والمبحث التالي كما السابق مأخوذ من كتاب الشخصية الاسلامية الجزء الأول

خطأ منهج المتكلمين


يتبين من استعراض منهج المتكلمين أنه منهج غير صحيح وسلوكه لا يؤدي إلى إيجاد الإيمان ولا إلى تقوية الإيمان، بل إن سلوكه لا يؤدي إلى إيجاد التفكير ولا إلى تقوية التفكير، وإنما يوجد معرفة فحسب، والمعرفة غير الإيمان وغير التفكير. ‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎ووجه الخطأ في هذا المنهج ظاهر في عدة وجوه:
أولاً - أن هذا المنهج يعتمدون فيه في إقامة البرهان على الأساس المنطقي وليس على الأساس الحسي وهذا خطأ من وجهين. أحدهما أنه يجعل المسلم في حاجة إلى أن يتعلم علم المنطق حتى يستطيع إقامة البرهان على وجود الله، ومعنى ذلك أن مَنْ لا يعرف المنطق يعجز عن البرهنة على صحة عقيدته، ومعناه أيضاً أن يصبح علم المنطق بالنسبة لعلم الكلام كالنحو بالنسبة لقراءة العربية بعد أن فسد اللسان، مع أن علم المنطق لا دخل له بالعقيدة الإسلامية ولا شأن له في البراهين. فقد جاء الإسلام ولم يكن المسلمون يعرفون علم المنطق وحملوا الرسالة وأقاموا الأدلة القاطعة على عقائدهم ولم يحتاجوا علم المنطق بشيء وهذا يدل على انتفاء وجود علم المنطق من الثقافة الإسلامية وعدم لزومه في شيء من البراهين على العقيدة الإسلامية، أمَّا الوجه الثاني فإن الأساس المنطقي مظنة للخطأ بخلاف الأساس الحسي فإنه من حيث وجود الشيء لا يمكن أن يتطرق إليه الخطأ مطلقاً، وما يمكن أن يتسرب إليه الخطأ لا يصح أن يُجعل أساساً في الإيمان.
فالمنطق عرضة لأن تحصل فيه المغالطة وعرضة لأن تكون نتائجه غير صحيحة لأنه وإن كان يشترط صحة القضايا وسلامة تركيبها إلا أنه في كونه بناء قضية على قضية يجعل صحة النتيجة مبنياً على صحة هذه القضايا، وصحة هذه القضايا غير مضمونة لأن النتيجة لا تستند إلى الحس مباشرة بل تستند إلى اقتران القضايا مع بعضها فتكون النتيجة غير مضمونة الصحة. وذلك أن الذي يحصل فيه هو أن اقتران القضايا مع بعضها يجري فيه ترتيب المعقولات على المعقولات واستنتاج معقولات منها، ويجري فيه ترتيب المحسوسات على المحسوسات واستنتاج محسوسات منها. أما ترتيب المعقولات على المعقولات فإنه يؤدي إلى الانزلاق في الخطأ ويؤدي إلى التناقض في النتائج ويؤدي إلى الاسترسال في سلاسل من القضايا والنتائج المعقولة من حيث الفرض والتقدير لا من حيث وجودها في الواقع، حتى كان آخر الطريق في كثير من هذه القضايا أوهاماً وأخاليط. ومن هنا كان الاستدلال بالقضايا التي يجري فيها ترتيب معقولات على معقولات عُرضة للانزلاق. فمثلاً يقال منطقياً: القرآن كلام الله وهو مركب من حروف مرتبة متعاقبة في الوجود وكل كلام مركب من حروف مرتبة متعاقبة في الوجود حادث، فالنتيجة القرآن حادث ومخلوق. فهذا الترتيب للقضايا أوصل إلى نتيجة ليست مما يقع تحت الحس فلا سبيل للعقل إلى بحثها أو الحكم عليها، ولذلك فهي حكم فرضي غير واقعي، فضلاً عن كونها من الأمور التي مُنعَ العقل من بحثها، لأن البحث في صفة الله بحث في ذاته ولا يجوز البحث في ذات الله ولا بوجه من الوجوه. على أنه يمكن بواسطة نفس المنطق أن نصل إلى نتيجة تناقض هذه النتيجة، فيقال القرآن كلام الله وهو صفة له، وكل ما هو صفة لله فهو قديم، فالنتيجة القرآن قديم غير مخلوق. وبذلك برز التناقض في المنطق في قضية واحدة، وهكذا في كثير من القضايا المترتبة على ترتيب معقولات على معقولات يصل المنطقي إلى نتائج في غاية التناقض وفي غاية الغرابة. أما ترتيب المحسوسات على المحسوسات فإنه إذا انتهى إلى الحس في القضايا انتهى إلى الحس في النتيجة تكون النتيجة صحيحة لأنها اعتمدت على الحس في القضايا والنتيجة لا على ترتيب القضايا فقط. ولكن الذي يحصل أن الاعتماد في الوصول إلى الحقيقة يكون على ترتيب القضايا، وملاحظة الحس إنما تكون فيما تنتهي إليه القضايا وقد يحصل أن القضية قد يتوهم أنها تصدق على شيء ويكون الواقع أنها لا تصدق على هذا الشيء، أو قد يحصل أن القضية المسوَّرة بالسور الكلي قد تصدق على بعض أجزائها دون البعض فيوهم صدقها على بعض أجزائها صدقها على الجميع أو قد يحصل أن يكون في القضية حكم ظاهره صحيح وواقعه خطأ فيتوهم صحة القضية، وقد يحصل أن تكون النتيجة صحيحة ولكن القضايا التي استنتجت منها خطأ فيتوهم من صحة النتيجة صحة القضايا .... وهكذا. فمثلاً قد يُقال: إسبانيا سكانها ليسوا مسلمين، وكل بلد سكانه ليسوا مسلمين ليس بلداً إسلامياً، فالنتيجة إسبانيا ليست بلداً إسلامياً. فهذه النتيجة خطأ، والخطأ آتٍ من أن القضية الثانية خطأ. فقوله كل بلد سكانه ليسوا مسلمين ليس بلداً إسلامياً خطأ لأن البلد يكون بلداً إسلامياً إذا حُكم بالإسلام أو إذا كان جمهرة سكانها مسلمين، ولهذا جاءت النتيجة خطأ، فإن إسبانيا بلاد إسلامية. ومثلاً قد يقال: معاوية بن أبي سفيان رأى الرسول صلى الله عليه وسلم واجتمع به، وكل من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم واجتمع به صحابي، فالنتيجة معاوية بن أبي سفيان صحابي، وهذه النتيجة خطأ. فليس كل مَنْ رأى الرسول صلى الله عليه وسلم واجتمع به صحابياً وإلا لكان أبو لهب صحابياً، بل الصحابي هو كل من تحقق فيه معنى الصحبة كأن غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة أو غزوتين أو صحبه سنة أو سنتين. ومثلاً قد يقال: أمريكا بلد ترتفع فيه الناحية الاقتصادية وكل بلد ترتفع فيه الناحية الاقتصادية بلد ناهض، فالنتيجة أمريكا بلد ناهض. فهذه النتيجة صحيحة بالنسبة لأمريكا. مع أن إحدى القضيتين فيها غير صحيحة. فليس كل بلد ترتفع فيه الناحية الاقتصادية بلداً ناهضاً، بل البلد الناهض هو البلد الذي ترتفع فيه الناحية الفكرية. فيترتب على هذه القضية التي صحَّت نتيجتها أن يتوهم أن القضايا التي أخذت منها هذه النتيجة صحيحة ويترتب على ذلك كله أن تكون الكويت وقطر والسعودية كل منها بلد ناهض لأن الناحية الاقتصادية فيها مرتفعة مع أن الحقيقة هي بلاد غير ناهضة. وهكذا جميع القضايا تستند صحة نتائجها إلى صحة القضايا، وصحة القضايا غير مضمونة لأنه قد تقع فيها المغالطة، ولذلك كان من الخطأ الاعتماد في إقامة البرهان على الأساس المنطقي. ولكن ليس معنى هذا أن الحقيقة التي يتوصل إليها عن طريق المنطق خطأ، أو أن إقامة البرهان بواسطة المنطق خطأ بل معناه أن الاعتماد في البرهان على الأساس المنطقي خطأ وجعل المنطق أساساً في إقامة الحجج خطأ فيجب أن يجعل الحس هو الأساس في الحجة والبرهان. أمَّا المنطق فإنه يجوز أن يقام به البرهان على صحة القضية وهو يكون صحيحاً إذا صحت قضاياه جميعها وانتهت هي والنتيجة معاً إلى الحس، وكانت صحة النتيجة آتية من الاستنتاج من القضايا لا من شيء آخر، إلا أن وجود إمكانية وقوع المغالطة فيه يوجب أن لا يُجعل أساساً في إقامة الحجة لأنه ككل أساس ظني فيه إمكانية الخطأ وإن كان يمكن أن يكون الاستدلال في بعض صوره يقينياً، ويجب أن يُجعل الأساس في البرهان هو الحس لأنه ككل أساس قطعي في وجود الشيء لا يمكن أن يتطرق إليه أي خطأ.
ثانياً - أن المتكلمين خرجوا على الواقع المحسوس، وتجاوزوه إلى غير المحسوس فهم بحثوا فيما وراء الطبيعة، في ذات الله وفي صفاته، فيما لم يصل إليه الحس، وشبكوا ذلك مع الأبحاث المتعلقة بالمحسوس، وأفرطوا في قياس الغائب على الشاهد، أعني في قياس الله على الإنسان، فأوجبوا على الله العدل كما يتصوره الإنسان في الدنيا، وأوجبوا على الله أن يعمل ما فيه الصلاح بل أوجب بعضهم على الله أن يعمل ما هو الأصلح لأن الله حكيم ولا يفعل فعلاً إلا لغرض أو حكمة، والفعل من غير غرض سفه وعبث، والحكيم إما أن ينتفع هو وإما أن ينتفع غيره، ولما تقدس الله تعالى عن الانتفاع تعين أنه إنما يفعل لينفع غيره ...
وهكذا مما جعلهم يخوضون في أبحاث ليست مما يقع عليه الحس وليست مما يمكن الحكم عليها بواسطة العقل، فوقعوا فيما وقعوا فيه. وفاتهم أن المحسوس مدرك وأن ذات الله غير مدركة فلا يمكن أن يقاس أحدهما على الآخر، ولم يفطنوا إلى أن عدل الله لا يصح أن يقاس على عدل الإنسان ولا يجوز إخضاع الله لقوانين هذا العالم وهو الذي خلق العالم، وهو الذي يُديره حسب هذه القوانين التي جعلها له. وإذا كنا نرى أن الإنسان إذا ضاق نظره يفهم العدل فهماً ضيقاً ويحكم على الأشياء حكماً معيناً فإذا اتسع نظره تغيرت نظرته إلى العدل وتغير حكمه فكيف نقيس رب العالمين الذي يحيط علمه بكل شيء فنعطي عدله المعنى الذي نراه نحن للعدل؟ أما الصلاح والأصلح فهو متفرع عن نظرتهم للعدل وما قيل في العدل يقال فيه، والمشاهد في ذلك أن الإنسان قد يرى شيئا فيه صلاح فإذا اتسعت نظرته تغير رأيه. فالعالم الإسلامي اليوم دار كفر ترك الحكم بالإسلام ولذلك يراه جميع المسلمين أنه عالم فاسد ويقول أكثرهم أنه في حاجة إلى إصلاح ولكن الواعين يرون أن الإصلاح يعني إزالة الفساد من الوضع الموجود، وهذا خطأ، بل العالم الإسلامي في حاجة إلى انقلاب شامل يزيل حكم الكفر ويعمل به في حكم الإسلام، وكل إصلاح فيه إطالة لعمر الفساد. وبهذا يظهر اختلاف نظرة الإنسان للصلاح فكيف يُراد إخضاع الله لنظرة الإنسان حتى نوجب عليه أن يفعل ما نراه نحن صلاحاً وأصلح؟ ولو حكّمنا عقلنا لرأينا أن الله فعل أشياء لا ترى عقولنا أن فيها أي صلاح، فأي صلاح في خلق إبليس والشياطين وإعطائهم القوة على إضلال الناس؟ ولِمَ أنظرَ الله إبليس إلى يوم القيامة وأمات سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ؟ فهل ذلك أصلح للخلق ؟ ولِمَ يزيل حكم الإسلام على الأرض ويُعلي حكم الكفر، ويذل المسلمين ويسلط عليهم أعداءهم الكافرين، هل ذلك أصلح للعباد؟ ولو سرنا في تعداد آلاف الأعمال وقسناها على عقلنا وعلى فهمنا لمعنى الصلاح والأصلح لما وجدناها صالحة. ولذلك لا يصح قياس الله على الإنسان ولا يجب على الله شيء ] لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ [] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [ . وما أوقع المتكلمين في هذا إلا منهجهم في البحث وقياسهم الله على الإنسان.
ثالثاً - أن منهج المتكلمين يُعطي العقل حرية البحث في كل شيء، فيما يحس وفيما لا يحس، وهذا يؤدي حتماً إلى جعل العقل يبحث فيما لا يمكنه أن يحكم عليه، ويبحث في الفروض والتخيلات، ويقيم البرهان على مجرد التصور لأشياء قد تكون موجودة وقد لا تكون موجودة، وهذا يؤدي إلى إمكانية إنكار أشياء موجودة قطعاً إذا اخبَرَنا عنها من نَجزمُ بصدق إخباره ولكن العقل لا يُدركها، ويؤدي إلى إمكانية الإيمان بأمور وهمية لا وجود لها ولكن العقل تخيّل وجودها، فمثلاً بحثوا في ذات الله وصفاته فمنهم من قال الصفة عين الموصوف ومنهم من قال الصفة غير الموصوف وقالوا علم الله هو انكشاف المعلوم على ما هو عليه، والمعلوم يتغير من حين لآخر، فورقة الشجرة تسقط بعد أن كانت غير ساقطة والله يقول ] وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا [ .وعلم الله ينكشف به الشيء على ما هو عليه، فهو عالم بالشيء قبل أن يكون على أنه سيكون، وعالم بالشيء إذا كان على أنه كان، وعالم بالشيء إذا عدم على أنه عدم. فكيف يتغيّر علم الله بتغيُّر الموجودات؟ والعلم المتغيِّر بتغير الحوادث علم محدث والله لا يقوم به محدث، لأن ما يتعلق به المحدث محدث .. ومن المتكلمين مَنْ أجاب على هذا بقوله: إن من المسلَّم به أن عِلمنا بأن زيداً سيقدم علينا غير علمنا بأنه قدم فعلاً، وتلك التفرقة ترجع إلى تجدد العلم، ولكن ذلك في حق الإنسان فهو الذي يتجدد علمه لأن مصدر العلم وهو الإحساس والإدراك يتجدد. أما في حق الله فلا تفرقة عنده بين مُقَدَّر سيكون ومحقق كان ومُنجز حدث، ومتوقع سيحدث، بل المعلومات بالنسبة له على حال واحدة. وأجاب متكلمون آخرون: إن الله عالم بذاته بكل ما كان وما سيكون، وكل المعلومات معلومات عنده بعلم واحد، والاختلاف بين ما سيكون وما كان يرجع إلى الاختلاف في الأشياء لا في علم الله. فهذا البحث كله بحث في شيء لا يقع عليه الحس ولا يمكن للعقل أن يصدر حكماً عليه ولذلك لا يجوز للعقل أن يبحثه، ولكنهم بحثوه ووصلوا إلى هذه النتائج جرياً على طريقتهم في إعطاء العقل حرية البحث في كل شيء. وقد تصوروا أشياء فبحثوها، فمثلاً تصوروا أن إرادة الله لفعل العبد تعلقت به حين أراد العبد الفعل أي أن الله خلق الفعل عند وجود قدرة العبد وإرادته لا بقدرة العبد وإرادته.
فهذا الكلام تصوره الباحثون تصوراً وفرضوه فرضاً ولا واقع له حساً، ولكنهم أعطوا العقل حرية البحث فبحث هذا الأمر ووجد لديه هذا التصور فأوجبوا الإيمان بما تصوروه وأطلقوا عليه اسم الكسب والاختيار. ولو جعلوا العقل يبحث في المحسوسات وحدها لأدركوا أن خلق الفعل من حيث إيجاد جميع مواده إنما هو من الله لأن الخلق من العدم لا يتأتى إلا من الخالق، أما مباشرة هذه المواد وإيجاد الفعل منها فهو من العبد كأي صناعة يقوم بها، كصناعة الكرسي مثلاً. ولو جعلوا العقل يبحث في المحسوسات وحدها لما آمنوا بكثير من الوهميات والفروض النظرية.
رابعاً - أن منهج المتكلمين يجعل العقل أساس البحث في الإيمان كله، فترتب على ذلك أن جعلوا العقل أساساً للقرآن ولم يجعلوا القرآن أساساً للعقل. وقد بنوا تفسيرهم للقرآن بمقتضى ذلك على أسسهم من التنزيه المطلق وحرية الإرادة والعدل وفعل الأصلح إلى غير ذلك، وحكَّموا العقل بالآيات التي ظاهرها التعارض وجعلوه الفيصل بين المتشابهات وأولوا الآيات التي لا تتفق والرأي الذي يذهبون إليه حتى صار التأويل طريقة لهم لا فرق بين المعتزلة وأهل السنة والجبرية، لأن الأساس ليس الآية وإنما الأساس عندهم العقل، والآية يجب أن تؤول لتطابق العقل. وهكذا أدى جعل العقل أساساً للقرآن إلى خطأ في البحث، وخطأ فيما يبحث. ولو جعلوا القرآن أساساً للبحث والعقل مبنياً على القرآن لَما وقعوا فيما وقعوا فيه.
نعم إن الإيمان بكون القرآن كلام الله مبني على العقل فقط، ولكن القرآن نفسه بعد أن يتم الإيمان به يصبح هو الأساس للإيمان بما جاء به وليس العقل. ولهذا يجب إذا وردت آيات في القرآن أن لا يحكم العقل في صحة معناها أو عدم صحته وإنما تحكم الآيات نفسها، والعقل وظيفته في هذه الحالة الفهم فقط. ولكن المتكلمين لم يفعلوا ذلك، بل جعلوا العقل أساساً للقرآن، ومن أجل هذا حصل لديهم التأويل في آيات القرآن.
خامساً - أن المتكلمين جعلوا خصومة الفلاسفة أساساً لبحثهم. فالمعتزلة أخذوا من الفلاسفة وردوا عليهم، وأهل السنة والجبرية ردوا على المعتزلة، وأخذوا من الفلاسفة وردوا عليهم، في حين أن موضوع البحث هو الإسلام وليس الخصومة لا مع الفلاسفة ولامع غيرهم. وكان عليهم أن يبحثوا مادة الإسلام أي يبحثوا ما جاء به القرآن وما ورد في الحديث ويقفوا عند حده وعند حد بحثه بغض النظر عن أي إنسان. ولكنهم لم يفعلوا ذلك، وحولوا تبليغ الإسلام وشرح عقائده إلى مناظرات ومجادلات وأخرجوها من قوة دافعة في النفس، من حرارة العقيدة ووضوحها، إلى صفة جدلية ومهنة كلامية.
هذه أبرز وجوه الخطأ في منهج المتكلمين. وكان من أثر هذا المنهج أن تحوَّل البحث في العقيدة الإسلامية من جعله وسيلة الدعوة إلى الإسلام ولتفهيم الناس الإسلام إلى جعله علماً من العلوم يدرس كما يدرس علم النحو أو أي علم من العلوم التي حدثت بعد الفتوحات. مع أنه إذا جاز لأي معرفة من معارف الإسلام أن يوضع لها علم لتقريبها وتفهيمها فلا يجوز أن يكون ذلك بالنسبة للعقيدة الإسلامية لأنها هي مادة الدعوة وهي أساس الإسلام ويجب أن تُعطى للناس كما وردت في القرآن وأن تُتخذ طريقة القرآن في تبليغها للناس وشرحها لهم هي طريقة الدعوة للإسلام وشرح أفكاره. ومن هنا وجب العدول عن منهج المتكلمين والرجوع إلى منهج القرآن وحده، ألا وهو الاعتماد في الدعوة على الأساس الفطري مع الاعتماد على العقل في حدود البحث في المحسوسات.

يتبع بحول الله

أبو زكريا
05-02-2006, 09:38 AM
الحمد لله الذي لا نرجوا إلا رضاه

فليكن الحوار هنا إن شاء الله يا شيخ (طالب عوض الله)

abu omar99
05-03-2006, 01:26 PM
تكملة نقض دعوى ان حزب التحرير يسير على خطى المعتزلة
من كتاب الشخصية الاسلامية الجزء الأول





صفات الله


لم تعرف قبل ظهور المتكلمين مسألة صفات الله ، ولم تثر في أي بحث من الابحاث ، فلم يرد في القرآن الكريم ولا في الحديث الشريف كلمة صفات الله ، ولم يعرف عن احد من الصحابة انه ذكر كلمة صفات الله او تحدث عن صفات الله . وكل ماورد في القرآن مما قال عنه المتكلمون انه من صفات الله ، يجب ان يفهم على ضوء قوله تعالى (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) وقوله (ليس كمثله شيء) وقوله (لاتدركه الابصار) . ثم ان وصف الله انما يؤخذ من القرآن ، وكما ورد في القرآن فالعلم يؤخذ من مثل قوله تعالى (وعنده مفاتيح الغيب لايعلمها الا هو ، ويعلم مافي البر والبحر وماتسقط من ورقة الا يعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولارطب ولايابس الا في كتاب مبين). والحياة تؤخذ من مثل قوله تعالى (الله لااله الا هو الحي القيوم) (هو الحي لااله الا هو) . والقدره تؤخذ من مثل قوله تعالى (قل هو القادر على ان يبعث عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا) (الم يروا ان الله الذي خلق السموات والارض قادر على ان يخلق مثلهم) . والسمع من مثل قوله تعالى (ان الله سميع عليم) (والله سميع عليم) ، والبصر من مثل قوله تعالى (وان الله سميع بصير) (وكان ربك بصيرا) (وان الله هو السميع البصير) . والكلام من مثل قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما) (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) . والارادة من مثل قوله تعالى (فعال لمايريد) (انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون) (ولكن الله يفعل مايريد) . والخالق من مثل قوله تعالى (الله خالق كل شيء) (وخلق كل شيء فقدره) . فهذه اوصاف وردت في القرآن الكريم كما وردت اوصاف غيرها مثل الوحدانية والقدم وغيرهما . ولم يكن هنالك خلاف بين المسلمين بان الله واحد أزلي حي قادر سميع بصير متكلم عالم مريد .
فلما جاء المتكلمون وتسربت الافكار الفلسفية دب الخلاف بين المتكلمين في صفات الله ، فقال المعتزلة : ان ذات الله وصفاته شيء واحد ، فالله حي عالم قادر بذاته ، لابعلم وقدرة وحياة زائدة على ذاته . لانه لو كان عالما بعلم زائد على ذاته ، وحيا بحياة زائدة على ذاته كما هو الحال في الانسان ، للزم ان يكون هناك صفة وموصوف وحامل ومحمول ، وهذه هي حالة الاجسام ، والله منزه عن الجسمية . ولو قلنا كل صفة قائمة بنفسها لتعددت القدماء ، وبعبارة اخرى لتعددت الآلهة . وقال اهل السنة: لله سبحانه وتعالى صفات ازلية قائمة بذاته وهي (لاهوولاغيره) . اما كونه له صفات ، فلما ثبت من انه عالم حي قادر الى غير ذلك ، ومعلوم ان كلا من العلم والحياة والقدرة وماشاكلها يدل على معنى زائد على مفهوم الواجب الوجود ، وليس الكل الفاظا مترادفة ، فلايمكن ان يكون كما يقول المعتزلة من أنه عالم لاعلم له وقادر لاقدرة له الى غير ذلك ، فأنه محال ظاهر بمنزلة قولنا الاسود لاسواد له . وقد نطقت النصوص بثبوت علمه وقدرته وغيرهما ، ودل صدور الافعال المتقنه على وجود علمه وقدرته لاعلى مجرد تسميته عالما قدارا ، واما عن كون صفاته تعالى ازلية ، فلاستحالة قيام الحوادث بذاته تعالى . اذ القديم الازلي يستحيل ان يقوم به حادث . واما كونها قائمة بذاته تعالى ، فان ذلك من الضروريات للوجود استلزاما . لانه لامعنى لصفة الشيء الا مايقوم به ، فلامعنى لكونه عالما قيام الصفة بالمعلوم ، بل معنى كونه عالما قيام صفة العلم به ، واما كونها لاهو ولاغيره فان صفات الله ليست عين الذات ، لان العقل يحتم ان الصفة غير الموصوف ، فهي معنى زائد عن الذات ، ولانها صفة لله فليست هي غير الله ، اذ هي ليست شيئا ولاذاتا ولاعينا وانما هي وصف لذات ، فهي مع كونها ليست ذات الله فهي ليست غير الله بل هي صفة لله . واما قول المعتزلة ، لو جعلت كل صفة قائمة بنفسها لتعددت القدماء ، فان هذا فيما لوكانت الصفة ذاتا ، اما وهي وصف للذات القديمة فلايلزم من اتصاف الذات بها تعدد الذوات ، بل يلزم تعدد صفات الذات الواحدة ، وذلك لاينافي الوحدانية ولايقتضي تعدد الآلهة . وبذلك اثبت اهل السنة عقلا ان لله صفات هي غير ذاته وهي غير غيره ، لان الصفة غير الموصوف ولاتنفصل عن الموصوف . ثم بينوا معنى كل صفة من هذه الصفات الازلية ، فقالوا صفة العلم وهي صفة ازلية تنكشف المعلومات عند تعلقها بها ، والقدرة هي صفة ازلية تؤثر في المقدورات عند تعلقها بها ، والحياة هي صفة ازلية توجب صحة الحي ، والقدرة هي القوة والسمع هي صفة ازلية تتعللق بالمسموعات ، والبصر هي صفة ازلية تتعلق بالمبصرات فيدرك بها ادراكا تاما لاعلى سبيل التخيل او التوهم ولا على طريق تأثر حاسة ووصول هواء . والارادة والمشيئة وهما عبارتان عن صفة في الحي ، توجب تخصيص احد المقدورين في احد الاوقات بالوقوع مع استواء نسبة القدرة الى الكل ، والكلام هو صفة ازلية عبر عنه بالنظم المسمى بالقرآن ، والله تعالى متكلم بكلام هو صفة له ازلية ليس من جنس الحروف والاصوات ، وهو صفة منافية للسكوت والآفة ، والله تعالى متكلم بها آمر ، ناه ، مخبر ، وكل من يأمر وينهي ويخبر يجد من نفسه معنى ثم يدل عليه .
وهكذا بين اهل السنة ماتعنيه صفات الله بعد ان اثبتوا ان الله صفات ازلية ، الا ان المعتزلة نفوا ان تكون هذه المعاني لصفات الله ، اذ انهم نفوا ان تكون لله صفات زائده على ذاته ، وقالوا اذا ثبت ان الله قادر ، عالم ، محيط ، وان ذات الله وصفاته لايلحقها تغير ، لان التغير صفة المحدثات والله منزه عن ذلك ، فاذا كان الشيء يوجد وقد كان غير موجود ، ويعدم وقد كان موجودا ، وقدرة الله وارادته تولتا ذلك فاوجدتا الشيء بعد ان لم يكن ، واعدمتاه بعد ان كان ، فكيف تتعلق القدرة الالهية القديمة بالشيء الحادث فتوجده؟ ولم اوجدته في هذه اللحظة دون غيرها وليس زمن اولي من زمن؟ فمباشرة القدرة لشيء بعد ان كانت لاتباشرة ، تغير في القدرة . وقد ثبت ان الله لايلحقه تغير بلاشك ، شأن القديم الازلي ، وكذلك القول في الارادة ، ومثل ذلك يقال في العلم . فالعلم هو انكشاف المعلوم على ماهو عليه ، والمعلوم يتغير من حين لآخر ، فورقة الشجرة تسقط بعد ان كانت غير ساقطة ، والرطب يتحول يابسا ، والحي ميتا . وعلم الله ينكشف به الشيء على ماهو عليه ، فهو عالم بالشيء قبل ان يكون على انه سيكون ، وعالم بالشيء اذ كان على انه كان ، وعالم بالشيء اذا عدم على انه عدم ، فكيف يتغير علم الله بتغير الموجودات؟ والعلم المتغير بتغير الحوادث علم محدث ، والله تعالى لا يقوم به محدث ، لان مايتعلق به المحدث محدث . وقد رد عليهم اهل السنة فقالوا: ان للقدرة تعلقين ، ازلي لايترتب عليه وجود المقدور بالفعل ، وتعلق حادث يترتب عليه وجود المقدور بالفعل . فالقدرة تعلقت في الشيء فأوجدته وكانت موجودة قبل تعلقها به . فتعلقها بايجاده لايجعلها حادثة ، ومباشرتها للشيء بعد ان كانت لاتباشرة لايكون تغيرا في القدرة . فالقدرة هي هي دائما تعلقت في االشيء فاوجدته . فالمقدور هو الذي تغير اما القدرة فلم تتغير . واما العلم فان جميع مايمكن ان يعلق به العلم فهو معلوم بالفعل ، اذ المقتضى للعالمية ذاته تعالى ، والمعلومية ذوات الاشياء ، ونسبة الذات الى الجميع على السواء . والعلم لايتغير بحسب الذات وانما يتغير من حيث الاضافة ، وهذا جائز .وانما المستحيل هو تغير نفس العلم والصفات القديمة ، كالقدرة والعلم وغيرهما ، ولايلزم من قدمها قدم تعلقاتها . فتكون هي قديمة وتتعلق بالمحدثات .
وهكذا نشب الجدال بين المتكلمين المعتزلة من جانب والسنة من جانب آخر في صفات الله ، كما نشب في غيرها من مثل القضاء والقدر . والغريب ان نقاط الجدل التي اثارها المتكلمون كان قد اثارها نفسها الفلاسفة اليونان من قبل . فالفلاسفة اليونان كانوا قد اثاروا هذه النقاط بالنسبة لصفات الخالق ، فجاء المعتزلة يجيبون عليها ولكن جوابا في حدود ايمانهم بالله ، وفي حدود آرائهم بالتوحيد ، وتصدى لهم اهل السنة لتخفيف هذا الاندفاع وراء الفلسفة اليونانية ، ووراء ماتوصل اليه الفروض النظرية والقضايا المنطقية . ولكنهم وقعوا في نفس ماوقع به المعتزلة فردوا على الصعيد نفسه ، وهو جعل العقل اساسا للنقاش والجدال فيما يدركه ومالايدركه ، ومايحسه الانسان ومالايحسه ، وجعلوا آيات القرآن والاحاديث مؤيدة لاقوالهم ، وأولوا ماورد من آيات واحاديث تخالف آرائهم . وبذلك استوى المتكلمون جميعا من معتزلة وأهل سنة وغيرهم في جعل العقل هو الاساس ، وجعل آيات الله تؤيد مايرشد اليه العقل او تؤول لتفهم حسب مايرشد اليه عقل الفاهم منهم .
ويبدو ان الذي حمل المتكلمين على سلوك هذه الطريقة في البحث امران اثنان : احدهما انهم لم يكونوا يدركون تعريف العقل . والثاني انهم لم يميزوا بين طريقة القرآن في ادراك الحقائق وبين طريقة الفلاسفة في ادراك الحقائق ، اما مسألة عدم ادراكهم لتعريف العقل فظاهر من تعريفهم للعقل ، فانه يروى عنهم انهم كانوا يقولون : (ان العقل هو قوة للنفس والادراكات) وهو المعني بقولهم (غريزه يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الالات) . او يوقولون (ان العقل هو جوهر تدرك به الغائبات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهدة) او يوقولون (ان العقل هو النفس بعينها) ومن يكون فهمه للعقل هذا الفهم ليس غريبا ان يطلق لنفسه العنان فيرتب نظريا قضايا متعددة ويخرج منها بنتيجة لاوجود لها ، ويقول عن نفسه انه ادرك بالعقل هذه النتيجة ، ومن هنا لم يكن للبحث العقلي عندهم حد يقف عنده ، فكل بحث يمكنهم ان يخوضوا فيه ويصلون الى نتائج ويسمون ذلك بحثا عقليا ونتائج عقلية ، ولذلك ليس غريبا ان يقول المعتزلة : ان تعلق قدرة الله الازلية بالمقدور الحادث يجعل صفة القدرة حادثة ويعتبرون ذلك بحثا عقليا ونتيجة عقلية .. ويقول اهل السنة في نفس الوقت ان تعلق قدرة الله بالمقدور لايجعل القدرة تتغير ، ولايجعلها حادثة ، لان الذي يجعل القدرة حادثة هو تغير القدرة لاتغير المقدور . ويعتبرون ذلك بحثا عقليا ونتيجة عقلية .. لان العقل عند الجميع هو النفس او غريزه يتبعها العلم بالضروريات ، واذن هو يبحث في كل شيء . ولو ادركوا معنى العقل حقيقة لما تورطوا في هذه الابحاث الفرضية والنتائج المدرك انها غير واقعية ، بل مجرد اشياء ترتبت عليها اشياء اخرى فسميت حقائق عقلية .
والان وقد وضح عندنا في هذا العصر معنى العقل ، فانا ندرك انه مالم تتوفر الاشياء التي لابد منها ليبحث العقل ، لايمكن ان نسميه بحثا عقليا ولايجوز لنا ان نسمح لانفسنا ببحثها . فاننا نعرف ان العقل هو (نقل الواقع بواسطة الحواس للدماغ ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع) فلابد في كل بحث عقلي من توفر اربعة اشياء ، اولا دماغ ، وثانيا حواس ، وثالثا واقع ، ورابعا معلومات سابقة تتصل بهذا الواقع . فان فقد واحد من هذه الامور الاربعة لايمكن ان يكون هناك بحث عقلي مطلقا ، وان كان يمكن ان يكون هناك بحث منطقي ، ويمكن ان يكون هنالك تخيل وتوهم ، وهذا كله لاقيمة له لانه لم يقع تحت ادراك العقل له ، او ادراك العقل لمصدره . فعدم ادراك المتكلمين جميعا لمعنى العقل جعلهم يطلقون لانفسهم العنان في كثير من الابحاث التي لاتقع تحت الحس او ليس لديهم معلومات سابقة تتصل بها .
اما عدم تمميز المتكلمين لطريقة القرآن عن طريقة الفلاسفة في البحث العقلي ، فذلك ان القرآن بحث في الالهيات والفلاسفة بحثوا في الالهيات . اما بحث الفلاسفة في الالهيات فهو ان الفلاسفة نظروا في الوجود المطلق ومايقتضيه لذاته ، فهم لم يبحثوا في الكون وانما بحثوا ماوراء الكون واخذوا يرتبون البراهين بمقدماتها ، وتوصلوا من هذه البراهين الى نتائج ، ثم رتبوا على هذه النتائج نتائج اخرى ، وهكذا حتى توصلوا الى مااعتبروه حقيقة عن الذات وعن مقتضيات هذه الذات . وهم جميعا على اختلاف النتائج التي توصلوا اليها ، قد سلكوا في بحثهم طريقة واحدة هي بحث ماوراء الطبيعة أي ماوراء الكون واقامة البراهين المرتبة ، اما على فروض نظرية او على براهين اخرى والوصول الى نتائج يعتبرونها قطعية ويعتقدونها .
وهذه الطريقة في البحث تخالف طريقة القرآن لان القرآن انما يبحث في الكون نفسه ، في الموجودات: في الارض والشمس والقمر والنجوم والحيوان والانسان والدواب والابل والجبال وغير ذلك من المحسوسات ، ويتوصل منها الى ان يدرك السامع خالق الكون خالق الموجودات خالق الشمس والابل والجبال والانسان وغير ذلك ، من ادراكه لهذه الموجودات . وحين يبحث فيها وراء الكون مما لايقع تحت الحس ولايدرك من ادراك الموجودات ، فانه يصف واقعا او يقرر حقيقة ويأمر بالايمان بذلك امرا قاطعا ولايلفت نظر الانسان الى ادراكه ولاالى شيء ليدركه منه وذلك كصفات الله وكالجنة والنار والجن والشياطين وماشابه ذلك . وهذه الطريقة فهمها الصحابة وساروا عليها واندفعوا في البلاد يحملون للناس رسالة الاسلام ليسعدوهم بها كما سعدوا هم بهذه الرسالة . وظل الحال كذلك حتى انصرم القرن الاول كله وتسربت الافكار الفلسفية من الفلسفة اليونانية وغيرها ووجد المتكلمون فتغيرت طريقة البحث العقلي ، وصار هذا الجدال في ذات الله وفي صفات الله وهو فوق كونه جدلا عقيما فانه لايعتبر بحثا عقليا مطلقا ، لانه بحث في شيء لايقع عليه الحس ، وكل مالايقع عليه الحس لامجال للعقل في بحثه ولابوجه من الوجوه . على ان البحث في صفات الله هل هي عين الذات ام غير الذات ، هو بحث في الذات ، والبحث في الذات ممنوع اصلا ومستحيل . ولهذا كان بحث المتكلمين جميعا في صفات الله في غير محله وهو خطأ محض ، فصفات الله توقيفية ، فما ورد منها في النصوص القطعية ذكرناه بالقدر الذي ورد في النصوص ليس غير ، فلايجوز ان نزيد صفة لم ترد ولاان نشرح صفة بغير ماورد عنها بالنص القطعي .
ويليه بيان حقيقة ما يسمى بالفلاسفة المسلمون

مخلص نزيه
05-04-2006, 06:34 AM
نصيحة من مخلص نزيه
اعادة الحكم بالاسلام فرض كفاية يأثم تاركه، ويجزأ فيه التلبس الفعلي بالعمل الجاد على طريق الاسلام الشرعية أي بالعمل من خلال تكتل سياسي، وبما أن ذلك يتوفر في حزب التحرير فقد عمد الغرب الكافر على محاربة حزب التحرير ساعده بكل أسف نفر من أبناء المسلمين أرتضوا لأنفسهم مخالفة أمر الله وتحقيق ما أراد الكفر تحقيقه ، فقاموا بفبركة الفتاوى الضالة والافتراءات المتتابعة على حزب التحرير وشبابه، والله ناصر دينه ولو كره الكافرون ومن والهم

من هناك
05-04-2006, 06:15 PM
يا اخي المخلص النزيه.
الفتاوى لم تفبرك لتثبيط شباب حزب التحرير. بكل بساطة مشايخ السلاطين الهوا الناس عن النظر في إقامة شرع الله في مجتمعاتهم

abu omar99
05-12-2006, 06:21 PM
واستكمالا لنقض المقولة بتأثر حزب التحرير او تبنيه لمنهج المعتزلة نورد ما جاء في كتاب الشخصية الاسلامية الجزء الاول عن ما يسمى"الفلاسفة المسلمون" وبهذا تكون هذه النقطة اشبعت توضيحا
وبعدها اتحول بحول الله تعالى لرد افتراءات وشبهات اخرى



الفلاسفة المسلمون


حين تسربت للمسلمين مسائل فلسفية تتعلق بابحاث في الالهيات ، صار بعض العلماء في اواخر العصر الاموي واوائل العصر العباسي كالحسن البصري ، وغيلان الدمشقي ، وجهم بن صفوان يتعرضون لمسائل كلامية متفرقة ومعدودة . ثم جاء بعدهم علماء عرفوا منطق ارسطوا واطلعوا بانفسهم على بعض كتب الفلسفة بعد ان ترجمت ، فتوسع البحث في المسائل الكلامية وصاروا يبحثون علم الكلام المعروف ، وهؤلاء مثل واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وابي هذيل العلاف والنظام . الا ان دراسة هؤلاء لم تكن دراسة فلسفية كاملة وانما دراسة افكار فلسفية بتوسع ، حتى احاطوا بالآراء المختلفة في الفلسفة وبرأي كل فريق من الفلاسفة احاطة في بعض المسائل بتتبعها لافي جميع المسائل ، وكانوا فوق اقتصارهم على بعض الابحاث الفلسفية يقيدون انفسهم بايمانهم بالقرآن . ولهذا لم يخرجوا عن اهل الاسلام ، وانما توسعوا في الاستدلال واطلقوا لانفسهم العنان في البراهين ، ولكن لاثبات مايقوي الايمان ، وللحرص على تنزيه الله ولهذا لم يحصل منهم أي انحراف في العقائد على اختلاف معتقداتهم ، فكلهم مسلمون مدافعون عن الاسلام .
ثم جاء بعد المتكلمين افراد لم يبلغوا ان يكونوا جماعات او مذاهب ولم يتبعهم احد من المسلمين جماهيريا ، وان استحسن بحثهم افراد . هؤلاء الذين جاؤا بعد المتكلمين في الزمن وجودا بين المسلمين في البلاد الاسلامية هم الفلاسفة المسلمون . ويبدو ان الذي اتاح لهؤلاء ان يوجدوا بين المسلمين ، هو ان الاطلاع على الافكار الفلسفية وعلى كتب الفلسفة قد حبب هذه الابحاث للناس في ذلك العصر ، فحمل ذلك بعض الاشخاص على التوسع في هذه الافكار ، فدرسها دراسة عميقة واسعة ودراسة كلية مطلقة في كل شيء وفي كل فكر وفي كل اتجاه واتجه اليها بكليته ، وهضم قدرا صالحا من الفلسفة يؤهله لان يفكر تفكيرا فلسفيا وينتج انتاجا فلسفيا . فكان من جراء هذه الدراسات الواسعة العميقة للفلسفة ولاسيما الفلسفة اليونانية بنوع خاص ان وجد بين المسلمين فلاسفة ، وكان اول فيلسوف مسلم ظهر للوجود هو يعقوب الكندي المتوفي سنة 260هـ ثم تتابع ظهور الفلاسفة المسلمين . وعلى هذا لم يظهر الفلاسفة المسلمون في البلاد الاسلامية الا بعد ان وجد المتكلمون وبعد ان اصبحت طريقة هؤلاء المتكلين هي السائدة ، وهي موضوع البحث والمناظرة والجدل ، وكبرت الفلسفة في اعين الكثيرين من المتكلمين والعلماء . اما قبل ذلك فلم يكن احد من المسلمين فيلسوفا ، وبذلك وجد في البلاد الاسلامية بين العلماء متكلمون وفلاسفة . الا ان هنالك فرقا بين المتكلمين والفلاسفة ، فالمتكلمون كانوا ملمين ببعض الافكار الفلسفية . اما الفلاسفة فهم علما بالفلسفة ، ولذلك كان الفلاسفة ينظرون الى المتكلمين نظرة تجهيل ويرى الفلاسفة ان المتكلمين هم اهل سفسطه وجدل . وانهم هم أي الفلاسفة الذين يبحثون عقليا في المعقولات البحث الفلسفي الصحيح .
وقد بحث كل من المتكلمين والفلاسفة في الالهيات ، الا ان هنالك خلافا بين منهج االمتكلمين ومنهج الفلاسفة ، ويمكن تلخيص الفرق بينهما فيما يلي :
1- ان المتكلمين اعتقدوا قواعد الايمان واقروا بصحتها وآمنوا بها ، ثم اتخذووا ادلتهم العقلية للبرهنة عليها فهم يبرهنون عليها عقليا ببراهين منطقية . فهم يجعلون البحث العقلي بالاسلوب المنطقي لاثبات عقائدهم ، لانهم قد آمنوا بالقواعد الاساسية للاسلام وصاروا يصوغون الحجج والبراهين لاثبات ماآمنوا به .
2- ان ابحاث المتكلمين محصورة فيما يتعلق بالدفاع عن عقيدتهم ودحض حجج خصومهم سواء اكانوا مسلمين -ولكنهم يخالفونهم في الفهم من معتزلة ومرجئية وشيعة وخوارج وغيرهم- ام كانوا غير مسلمين كالنصارى واليهود والمجوس وغيرهم ، وان كان البارز في ابحاثهم انها للرد على المسلمين من متكلمين وفلاسفة .
3- ان ابحاث المتكلمين ابحاث اسلامية وتعتبر على اختلافها وتناقضها آراء اسلامية ، يعتبر كل مسلم اعتنق رأيا منها انه اعتنق رأيا اسلاميا ، ومايعتنقه يعتبر عقيدة اسلامية . هذا هو منهج المتكلمين وهذا هو اعتباره ، اما منهج الفلاسفة فانه يتلخص فيمايلي :
1- ان الفلاسفة يبحثون المسائل بحثا مجردا . ومنهاج بحثهم وعماده انما هو النظر في المسائل كما يدل عليها البرهان .
ونظرتهم في الالهيات انما هي نظرة في الوجود المطلق وما يقتضيه لذاته . وهم يبدأون النظر منتظرين مايؤدي اليه البرهان ، سائرين خطوة خطوة حتى يصلوا الى النتيجة كائنة ماكانت فيعتقدونها . هذا هو الغرض من الفلسفة والعمدة فيها ، وبحثهم بحث فلسفي محض لاعلاقة له بالاسلام من حيث البحث ، وان كانت تشاهد له علاقة من حيث بعض المواضيع ، فانهم كثيرا مايسلمون في بحثهم بأشياء سمعية لايمكن اقامة البرهان العقلي على صحتها او على بطلانها ، كالبعث والنشور والمعاد الجسماني ، وكثيرا ماكانوا يبدون بعض الآراء في الفلسفة اليونانية متأثرين بعقيدتهم الاسلامية ، ومصدرين الحكم في المسألة على اساسها . وكثيرا ماكانوا يحاولون التوفيق بين بعض قضايا الفلسفة والقضايا الاسلامية ، ولكن هذا كان جانبيا وناتجا عن كونهم مسلمين يتأثرون بالاسلام ، ولكن ليس تأثرا فكريا يجعله اساسا كما هي الحال عند المتكلمين ، بل تأثرا يشبه الى حد بعيد تأثر الفلاسفة المسيحيين بالمسيحية ، والفلاسفة اليهود باليهودية ، باعتبار انه لابد ان تظل مفاهيم الاعماق رواسب تقفز اثناء البحث او تؤثر فيه بعض التأثير . اما الاساس الذي يسيرون عليه فهو الوجود المطلق ومايقتضيه لذاته ، وتأثرهم الحقيقي انما هو بالفلسفة اليونانية ، وعقليتهم انما تكونت على الفلسفة اليونانية ، فكتبوا افكارهم الفلسفية بعد نضجهم في الفلسفة اليونانية ولاتوجد أية صلة بالاسلام لفلسفتهم .
2- ان الفلاسفة المسلمون لايقفون دفاعا عن الاسلام ، وانما يقفون عند تقرير الحقائق ويبرهنون عليها ولايدخلون في حكاية الاقوال المخالفة والرد عليها دفاعا عن الاسلام ، وان كان قد يكون تأثرا به ، فالبحث العقلي هو الاصل وهو الموضوع ولايوجد غيره في بحثهم .
3- ان ابحاث الفلاسفة المسلمين ابحاث غير اسلامية ، بل هي ابحاث فلسفية محضة ولاعلاقة للاسلام بها ولامحل للاسلام في بحثها ، فلاتعتبر آراء اسلامية وليست هي من الثقافة الاسلامية .

هذا هو الفرق بين منهج المتكلمين ومنهج الفلاسفة المسلمين ، وهذه هي حقيقة الفلاسفة المسلمين . ومن الظلم وخلاف الواقع والدس على الاسلام ان تسمى الفلسفة التي اشتغل فيها امثال الكندي والفارابي وابن سيناء وغيرهم من الفلاسفة المسلمين فلسفة اسلامية ، لانها لاتمت للاسلام بصلة ، بل هي تتناقض مع الاسلام تناقضا تاما سواء من حيث الاساس او من حيث كثير من التفاصيل . اما من حيث الاساس فان هذه الفلسفة تبحث في ماوراء الكون أي في الوجود المطلق ، بخلاف الاسلام فانه انما يبحث في الكون وفي المحسوسات فحسب ، ويمنع البحث في ذات الله وفيما وراء الكون ، ويأمر بالتسليم به تسليما مطلقا ، والوقوف عند حد مايأمر بالايمان به منه دون زيادة ، ودون ان يسمح للعقل في محاولة بحثه . واما من حيث التفاصيل فان في هذه الفلسفة ابحاثا كثيره يعتبرها الاسلام كفرا ، ففيها ابحاث تقول بقدم العالم وانه ازلي ، وابحاث تقول ان نعيم الجنة روحاني وليس ماديا ، وابحاث تقول ان الله يجهل الجزئيات ، وغير ذلك مما هو كفر صراح قطعا في نظر الاسلام . فكيف يقال عن هذه الفلسفة انها فلسفة اسلامية مع هذا التناقض البين ؟ على انه لاتوجد في الاسلام فلسفة مطلقا ، لان حصره للبحث العقلي في المحسوسات ومنعه العقل من ان يبحث فيما وراء الكون يجعل كافة ابحاثه بعيدة عن الفلسفة ، سائرة في غير طريقها ، ولايجعل فيه أي احتمال لان توجد فيه ابحاث فلسفية ، ولذلك لاتوجد فلسفة اسلامية . وانما يوجد في الاسلام بحث القرآن الكريم والسنة النبوية ، فهما وحدهما اصل الاسلام عقيدة واحكاما ، امرا ونهيا واخبارا .
يتبع بحول الله

من هناك
05-12-2006, 08:01 PM
السلام عليكم،
اخي ابو عمر:
لا يمكن الحكم على كل ما قالوه بأنه خارج عن الإسلام لأن المتتبع لما انتجه المتكلمون المسلمون يلاحظ انهم حاولوا ان يوضحوا اموراً حسب رأيهم ولكنهم اخطأوا ربما من وجهة نظرنا.

مثلاً، لو قرأنا بعض ما كتبه هؤلاء ونظرنا إليه بتجرد لوجدنا فيه بعض الخير ولكن لو وضعناه في الإطار الكلامي الذي بحثوا فيه وناقشوه لربما كان الرفض اولى.

انا مثلاً كنت اقرأ من فترة ابن رشد حول الدين والعلم. الحق يقال ان 70% من كتابه جيد جداً إسلامياً ولكنه اخطأ في مسألة حتمية التأويل في بعض المواضع القرآنية مثل آيات الصفات وغيرها.

abu omar99
05-14-2006, 08:56 AM
السلام عليكم،
اخي ابو عمر:
لا يمكن الحكم على كل ما قالوه بأنه خارج عن الإسلام لأن المتتبع لما انتجه المتكلمون المسلمون يلاحظ انهم حاولوا ان يوضحوا اموراً حسب رأيهم ولكنهم اخطأوا ربما من وجهة نظرنا.

مثلاً، لو قرأنا بعض ما كتبه هؤلاء ونظرنا إليه بتجرد لوجدنا فيه بعض الخير ولكن لو وضعناه في الإطار الكلامي الذي بحثوا فيه وناقشوه لربما كان الرفض اولى.

انا مثلاً كنت اقرأ من فترة ابن رشد حول الدين والعلم. الحق يقال ان 70% من كتابه جيد جداً إسلامياً ولكنه اخطأ في مسألة حتمية التأويل في بعض المواضع القرآنية مثل آيات الصفات وغيرها.
اخي الكريم بلال
زادك الله فهما وعلما
اخي هنا لا بد من التفريق بين المتكلمين والفلاسفة فالمتكلمون اناس مسلمون اتخذوا المنطق والفلسفة سلاحا للدفاع عن الاسلام واخطأوا المنهج ولكن خطأ المنهج لا يعني خطأ كل حيثيات البحث
اما ما سمي بالفلاسفة المسلمون فهم اناس نشأوا في بيئة اسلامية ومن اصول اسلامية لكنهم آمنوا بالفلسفة وكانوا يبحثون في الفلسفة والمنطق ويسيرون في البحث بغض النظر عن النتيجة وافقت ام خالفت الاسلام وهم قد خرجوا من الاسلام من حيث كان يجب ان يدخلوا فما معنى ان يقول الفيلسوف ان القرآن الذي بين ايدينا ليس عين كلام الله وانما هو اطراف الامواج الصوتية واذا راجعت اغاثة اللهفان ستجد امثلة كثيرة على ذلك

من هناك
05-14-2006, 01:32 PM
جزاك الله خيراً اخي ابو عمر

بالنسبة لهؤلاء فهم قد اخطأوا الطريق من البداية ولكن انا كنت اقصد انه لا ينبغي التعميم وها انت قد وضحت

طالب عوض الله
08-13-2006, 07:47 PM
نصيحة من مخلص نزيه
اعادة الحكم بالاسلام فرض كفاية يأثم تاركه، ويجزأ فيه التلبس الفعلي بالعمل الجاد على طريق الاسلام الشرعية أي بالعمل من خلال تكتل سياسي، وبما أن ذلك يتوفر في حزب التحرير فقد عمد الغرب الكافر على محاربة حزب التحرير ساعده بكل أسف نفر من أبناء المسلمين أرتضوا لأنفسهم مخالفة أمر الله وتحقيق ما أراد الكفر تحقيقه ، فقاموا بفبركة الفتاوى الضالة والافتراءات المتتابعة على حزب التحرير وشبابه، والله ناصر دينه ولو كره الكافرون ومن والهم

بارك الله في الأخ مخلص نزيه
وحزب التحرير كما مر هو حزب سياسي، مبدأه الاسلام ، ويعمل بجد واخلاص لاستئناف الحياة الاسلامية بعمله الجاد لإقامة الدولة الاسلامية، التي ستطبق الاسلام وتحمله كدعوة للناس كافة.

نائل سيد أحمد
02-11-2008, 06:48 PM
للرفع والتذكير وفي العرض فوائد كثير .

هنا الحقيقه
02-11-2008, 06:54 PM
مافي امل .....

fakher
02-12-2008, 09:13 AM
الحقوق محفوظة ...

هنا الحقيقه
02-12-2008, 12:16 PM
اكيد ..........

لكن هل فيها شي ان اخذنا امتياز بنسبة 40\100 :)
يعني لا لون مثل لون الكلمة الاصلية وليس لها تاثير مثل تاثير الكلمة الاصلية :)

اتبيع ؟:)

fakher
02-12-2008, 12:34 PM
لا ...
و
"ما في أمل"

طالب عوض الله
02-14-2008, 02:07 AM
للرفع والتذكير وفي العرض فوائد كثير .
الأخ نائل سيد أحمد بارك الله فيك
...... وفي التذكير فوائد لا تُنكر
فهل من له ردود على ما مر بعد تذكير الأخ نائل بارك الله فيه وتلميحه لفوائد المعاودة في فتح الباب؟



هنا الحقيقه
رد: بيان حزب التحرير
مافي امل .....


وحزب التحرير كما مر هو حزب سياسي، مبدأه الاسلام ، ويعمل بجد واخلاص لاستئناف الحياة الاسلامية بعمله الجاد لإقامة الدولة الاسلامية، التي ستطبق الاسلام وتحمله كدعوة للناس كافة. وأملنا في الله كبير....... ووعده بالنصر والتمكيمن ما زال قائما

نائل سيد أحمد
02-16-2008, 05:54 PM
بيان حزب التحرير - الصفحة 4 - منتدى صوت (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=184433)
بيان حزب التحرير الصوت الحر. ... فهل من له ردود على ما مر بعد تذكير الأخ نائل بارك الله فيه وتلميحه لفوائد المعاودة في فتح الباب؟ اقتباس: ...
www.saowt.com/forum/showthread.php?p=184433 - 30k - نسخة مخبأة (http://64.233.183.104/search?q=cache:UzQiJQu6GxoJ:www.sao wt.com/forum/showthread.php%3Fp%3D184433+%D9%85% D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89+%D8%B5%D9%8 8%D8%AA+%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%84&hl=ar&ct=clnk&cd=1) - صفحات مشابهة (http://www.google.com/search?hl=ar&lr=&q=related:www.saowt.com/forum/showthread.php%3Fp%3D184433)
معلومات ، مفكرة مفتوحة أمام الجميع . - منتدى صوت (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=20726)
منقول لمشاركة العقول ، بتصرف عن : منتدى الأقصى للحوار . نائل سيد أحمد غير متواجد حالياً ... البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة نائل سيد أحمد ...
www.saowt.com/forum/showthread.php?t=20726 - 64k - نسخة مخبأة (http://64.233.183.104/search?q=cache:KMshuaZB-0EJ:www.saowt.com/forum/showthread.php%3Ft%3D20726+%D9%85%D 9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89+%D8%B5%D9%88 %D8%AA+%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%84&hl=ar&ct=clnk&cd=2) - صفحات مشابهة (http://www.google.com/search?hl=ar&lr=&q=related:www.saowt.com/forum/showthread.php%3Ft%3D20726)
مزيد من النتائج من www.saowt.com » (http://www.google.com/search?hl=ar&lr=&q=+site:www.saowt.com+%D9%85%D9%86% D8%AA%D8%AF%D9%89+%D8%B5%D9%88%D8%A A+%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%84+)رد: بيان حزب التحرير
للذكرى والتوثيق ، ممكن تختلف نتائج الباحث ( الجوجل ) ولكن هذه واحدة منها ....انصح بالزهد وخصوصاً فيما هو بأيدي الناس .. والتوكل على الله هو الأساس ، من يكره حكم الله إلا من هو غافل عن قول الله ورضيت لكم الإسلام ديناً ... اليس الله بأحكم الحاكمين .. إن الحكم إلا لله ... والله إن الأمة لفي هوان ما بعده هوان .. سمعت وقرأت أن معلق رياضي قال بعد فوزمصر وما النصر إلا من عند الله ( معذرة لا أتابع الأنباء الرياضية لوصف المعركة المصرية لأكتب نتائج غزوة قريبة من غزة ) .
ماذا نريد نقتل كل يوم وفي كل مكان والأقصى يهان ..نعم يهان أم ماذا تسمي هذا .. دخول يهود للمسجد كل يوم بصولة وجولة والمسلم ممنوع من دخول القدس .... سيدي يا طالب العوض من الله اسمح لي بالإكتفاء .


(http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=184433)

طالب عوض الله
02-17-2008, 04:28 AM
بيان حزب التحرير - الصفحة 4 - منتدى صوت (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=184433)
بيان حزب التحرير الصوت الحر. ... فهل من له ردود على ما مر بعد تذكير الأخ نائل بارك الله فيه وتلميحه لفوائد المعاودة في فتح الباب؟ اقتباس: ...
www.saowt.com/forum/showthread.php?p=184433 - 30k - نسخة مخبأة (http://64.233.183.104/search?q=cache:UzQiJQu6GxoJ:www.sao wt.com/forum/showthread.php%3Fp%3D184433+%D9%85% D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89+%D8%B5%D9%8 8%D8%AA+%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%84&hl=ar&ct=clnk&cd=1) - صفحات مشابهة (http://www.google.com/search?hl=ar&lr=&q=related:www.saowt.com/forum/showthread.php%3Fp%3D184433)
معلومات ، مفكرة مفتوحة أمام الجميع . - منتدى صوت (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=20726)
منقول لمشاركة العقول ، بتصرف عن : منتدى الأقصى للحوار . نائل سيد أحمد غير متواجد حالياً ... البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة نائل سيد أحمد ...
www.saowt.com/forum/showthread.php?t=20726 - 64k - نسخة مخبأة (http://64.233.183.104/search?q=cache:KMshuaZB-0EJ:www.saowt.com/forum/showthread.php%3Ft%3D20726+%D9%85%D 9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89+%D8%B5%D9%88 %D8%AA+%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%84&hl=ar&ct=clnk&cd=2) - صفحات مشابهة (http://www.google.com/search?hl=ar&lr=&q=related:www.saowt.com/forum/showthread.php%3Ft%3D20726)
مزيد من النتائج من www.saowt.com » (http://www.google.com/search?hl=ar&lr=&q=+site:www.saowt.com+%D9%85%D9%86% D8%AA%D8%AF%D9%89+%D8%B5%D9%88%D8%A A+%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%84+)رد: بيان حزب التحرير
للذكرى والتوثيق ، ممكن تختلف نتائج الباحث ( الجوجل ) ولكن هذه واحدة منها ....انصح بالزهد وخصوصاً فيما هو بأيدي الناس .. والتوكل على الله هو الأساس ، من يكره حكم الله إلا من هو غافل عن قول الله ورضيت لكم الإسلام ديناً ... اليس الله بأحكم الحاكمين .. إن الحكم إلا لله ... والله إن الأمة لفي هوان ما بعده هوان .. سمعت وقرأت أن معلق رياضي قال بعد فوزمصر وما النصر إلا من عند الله ( معذرة لا أتابع الأنباء الرياضية لوصف المعركة المصرية لأكتب نتائج غزوة قريبة من غزة ) .
ماذا نريد نقتل كل يوم وفي كل مكان والأقصى يهان ..نعم يهان أم ماذا تسمي هذا .. دخول يهود للمسجد كل يوم بصولة وجولة والمسلم ممنوع من دخول القدس .... سيدي يا طالب العوض من الله اسمح لي بالإكتفاء .


الأخ الحبيب نائل أسعده الله
لقد وضعت الاصبع على الجرح ، فكان ما كتبت وصفا لقسم من مشكلة المسلمين...... لا، بل المصائب التي يأخذ بعضها برقاب بعض.... ولو تجاوزنا الفرعيات فمشكلة المسلمين الأولى هي غياب دولة الاسلام واستبدالها بحكام رويبضات عملاء أذلاء لا يتقون الله فيهم، فظهر الخوف والظلم وشعروا بالحاجة للسلم والأمان، وطمع بهم الأعداء وتحكم بهم شذاذ الآفاق. ومما لا جدال فيه أن لا مخلص للمسلمين مما هم فيه إلا بتحطيم تلك العروش واستئصال جذورها وقيام دولة الخلافة الراشدة التي ستنشر الأمن والأمان في ربوع العالم، وتحقق للمسلمين العزة والكرامة ولدين الله السيادة.
أخي الحبيب نائل أكرمه الله
في سنة 1953 كان بزوغ نور من المسجد الأقصى، حيث قام سماحة الشيخ تقي الدين النبهاني يعلن انطلاق مسيرة حزب التحرير كحزب سياسي مبدأه الاسلام وغايته استئناف الحياة الاسلامية بإعادة قيم دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، منهجا الطريقة الشرعية في ذلك، عاملا بجد باذلا كل الجهد لتحقق تلك الغاية، وقام خلال ما يزيد على خمسة عقود بصراع الكفر وحمل الدعوة الاسلامية آمرا بالمعروف ناه عن المنكر منتظرا تحقق النصرة له ولدين الله، وقد بدأت تباشير الفرج تظهر بوضوح، فنسأل الله تعالى أن يعجل بالنصر والتمكين منجزاً وعده الحق.
﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا. مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا . لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا . وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا. وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا. وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا.﴾

abu omar99
02-17-2008, 06:02 AM
بارك الله لنا في شيخنا طالب عوض الله وحفظ لنا قلمه منافحا عن الاسلام وعن العمل لاقامة الخلافة عى منهاج النبوة

نائل سيد أحمد
02-17-2008, 06:07 AM
... بحكام رويبضات عملاء أذلاء لا يتقون الله فيهم، فظهر الخوف والظلم وشعروا بالحاجة للسلم والأمان، وطمع بهم الأعداء وتحكم بهم شذاذ الآفاق. ومما لا جدال فيه أن لا مخلص للمسلمين مما هم فيه إلا بتحطيم تلك العروش واستئصال جذورها وقيام دولة الخلافة الراشدة التي ستنشر الأمن والأمان في ربوع العالم، وتحقق للمسلمين العزة والكرامة ولدين الله السيادة.
أخي الحبيب نائل أكرمه الله
في سنة 1953 كان بزوغ نور من المسجد الأقصى، حيث قام سماحة الشيخ تقي الدين النبهاني يعلن انطلاق مسيرة حزب التحرير كحزب سياسي مبدأه الاسلام وغايته استئناف الحياة الاسلامية بإعادة قيم دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ...
[/right]

يا سبحان الله وكأن العربية تعشق الإيجاز والإختصار وما العمل مع طبعي حيث أحب الشرح ..كتبت ماهو طويل من كلام عن رواية ذكرها لي البيطار وهو رجل كبير يديه ترتجف أثناء الحديث وكلامه ذكريات نبأ إغتيال النبهاني والرجل أصلاً يعمل في الإذاعة ولا أريد الخلاف في ما هو ثابت أن الشيخ مات في العلاج وبعد مرض وننتظر مداخلة طالب عوض الله للتوضيح ولكن محدثي هذا وهو رجل كبير في السن حدثني أنه تم منع الصحف والإذاعات عن ذكر الحداثة فقلت له نعم ولكن قصدهم عدم ذكر خبر الوفاة وليس الإغتيال فاغضب وقال لا غير صحيح تم إغتيال الشيخ وهو في محطة ينتظر وسيلة نقل ... قلنا أنه لا بد للسيد طالب عوض الله أن يواصل تذكير حالة الوفاة / الموت .. علماً أن محدثي يصر على تذكيري الدائم بأحمد سعيد والإنتصارات والبطولات الوهمية الكاذبة والظافر والقاهر وكثير ....

طالب عوض الله
02-17-2008, 08:15 AM
بارك الله لنا في شيخنا طالب عوض الله وحفظ لنا قلمه منافحا عن الاسلام وعن العمل لاقامة الخلافة عى منهاج النبوة


ومن الله تعالى نأمل خير الجزاء

اللهم تقبل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم

وأغفر لحبيبنا نائل أكرمه الله

اللهم آمين

نائل سيد أحمد
05-17-2008, 11:01 AM
سيد طالب عوض الله سأرفع الموضوع لعلى هناك جديد وهذا تذكير خارج عن الموضوع : رد: عرض سريع للكتاب : أمريكا هي بلد الدجال .
وماذا بعد .. أمريكا هي بلد الدجال والدجال صال وجال ورقص على كل الحبال وكان له رقص بسيف من ذهب ولربما خجل أن يفعلها أبو لهب .

مقاوم
05-17-2008, 11:26 AM
وهو وأعوانه من الطواغيت إنما يرقصون على جراحنا وآلامنا ....
لا نامت أعينهم ... ولا قبضهم رب العزة قبل أن يرينا فيهم عجائب مقدرته.
اللهم آمين.

المهاجر7
05-17-2008, 09:42 PM
أنا لا أعرف حزب التحرير جيدا , لكن أسمع عنه بعض الأمور يقول عنها أنصاره أنها مكذوبة أو مبالع فيها .
بغض النظر عن ما قيل عنه أهو صحيح أم خاطأ ’ فالحزب له أراء جيدة وعرف مكمن الداء وهو ضياع الخلافة ومن ثم يسعى إلى تحقيقها.
لكن هناك شيء يقال عنه ولا أدي أهو فرية كذلك أم أنه حقيقة , أن الحزب مجرد نظريات ليس إلا, وأنصاره ليس لهم أجندة فعلية لتطبيق ما يؤمنون به على أرض الواقع , ولا نرى لهم باع في الجهاد , اللهم إلا الكلام .
نرجوا من الإخوة التوضيح.

نائل سيد أحمد
05-31-2008, 03:57 PM
من يتطوع لإجابة المهاجر ؟ .