تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اكتشاف مختبر كيميائي في الفلوجة



no saowt
11-27-2004, 06:33 PM
السلام عليكم،
إذا كان هذا هو دور وزير الإعلام الجديد فما هو دور وزير الداخلية


يبدو ان وزير الدولة العراقي للامن الوطني قاسم داود حقق ما عجزت عنه الادارة الاميركية ووضع يده على سبب الحرب اذ اعلن اكتشاف مختبر للاسلحة الكيميائية في الفلوجة فيه كتيبات تتضمن معلومات عن صنع متفجرات ومواد سامة منها الانتراكس.

لن نقول فبركة. ولن نعتمد حتى على تشكيك كبير مفتشي الامم المتحدة في العراق قبيل الحرب هانس بليكس الذي قال ان "العديد من هذه القصص يتبخر ما ان تنظر اليه بعناية" وانه سيفاجأ كثيرا اذا تبين ان هذا المختبر يمكنه انتاج اسلحة. ونكتفي باعلان قوات المارينز التي تمشط الفلوجة نفي علمها بالمختبر وبانتاج اسلحة من النوع الذي وصفه الوزير العراقي.

ولن ندخل ايضا في حماسة هذا الوزير لنشر الاخبار والقفز الى استنتاجات وله في ذلك سوابق. ففي ايلول الماضي اعلن من الكويت اعتقال عزت ابرهيم الدوري نائب صدام حسين ووصف تفاصيل عملية الاعتقال واطلاق النار في بلدة الدوري وذهب ابعد من ذلك ليكشف ان الدوري مصاب بسرطان الدم وان محاكمته وصدام ستبدأ قبل اجراء الانتخابات في كانون الثاني المقبل. تلفيق او كذب او مجرد حماسة، لا يهم. اضطرت وزارة الدفاع العراقية فورا وكذلك رئيس الوزراء اياد علاوي الى تكذيب الخبر من اساسه وترددت بعده انباء - ربما من نوع انباء وزير الامن الوطني- مفادها ان علاوي الذي شوهد فترة ويده مربوطة انما كسرها عندما خبط الطاولة في احد اجتماعات الحكومة بسبب خلافات على مثل هذه الاعلانات.

ولن نطلب صدقية من الحكومة العراقية ولكن ربما قليلا من التريث يفيدها قبل كشف معلومات بهذه الخطورة. فهل يظن وزير شؤون الامن الوطني ان احدا يصدق قضية الاسلحة الكيميائية بعد ان يرى الصور المضحكة للمختبر، بضع زجاجات واكياس من النايلون؟ وهل يظن ان انتصارا يتحقق لحكومته عندما تشير وسائل اعلام، واميركية تحديدا، الى "المختبر المزعوم"؟ ثم ماذا عن اعلانه اعتقال احد قادة شبكة الزرقاوي في الموصل؟ وماذا عن العدد الذي اورده لقتلى الفلوجة والذي، حسبما قال، يفوق 2058 ويصعب التمييز بين المدنيين والمسلحين فيه، بعدما اعلنت القوات الاميركية ان القتلى 1200 جميعهم من المسلحين؟ فما التفسير وماذا لو كانت غالبية القتلى في جردة الوزير من المدنيين؟

قد يكون في هذا طلب الكثير من المسؤولين عن الاحتلال وعن ترتيب اوضاعه في العراق وهم الذين شحذوا كل طاقاتهم اساسا للفبركة. ولعل مكتب التضليل في البنتاغون وجد في فرعه العراقي الآن من يبزه ابداعا في تبرير اعمال عسكرية يظنون انهم يؤكدون بها ان الامن الوطني الاميركي ممسوك بيد من حديد في العراق وان الامن الوطني العراقي بات الان ممسوكا بيد من حديد في الفلوجة.

سحر بعاصيري